الفخرانى الرفاعى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تصوف وروحانيات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ إذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ يستغف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 718
نقاط : 2151
تاريخ التسجيل : 09/10/2012
العمر : 73

وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ  خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ  لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه  ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ  لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه  ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ  لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ  إذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ  يستغف Empty
مُساهمةموضوع: وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ إذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ يستغف   وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ  خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ  لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه  ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ  لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه  ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ  لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ  إذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ  يستغف Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 26, 2012 10:51 am

وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ
خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ
لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه
ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ
لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه
ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ
لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ
إذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ
يستغفرُ الله الذنوبَ وقلبه
شرهاً على أمثالها يتوثبُ
يُغْرِي جَوَارِحَهُ عَلَى شَهَوَاتِهِ
فكأَنَّه فيما استَبَاحَ مُكلِّبُ
أضْحَى بِمُعْتَرَكِ المَنايا لاهِياً
فكأَنَّ مُعْتَرَك المنايا مَلْعَبُ
ضاقت مذاهبه عليه فما له
إلاّ إلى حرم بطيبة َ مهربُ
مُتَقَطِّعُ الأسبابِ مِنْ أعمالِهِ
لكنه برجائه متسببُ
وقفت بجاه المصطفى آماله
فكأَنه بذُنوبه يَتَقَرَّبُ
وَبدا له أنَّ الوُقُوفَ بِبابِهِ
بابٌ لِغُفْرانِ الذُّنوبِ مُجَرَّبُ
صلَّى عليه الله إنَّ مَطامِعي
في جُودِهِ قد غارَ منها أشعَبُ
لمَ لا يغار وقد رآني دونه
أدركْتُ مِنْ خَيْرِ الوَرَى ما أَطلُبُ
ماذا أخافُ إذا وَقَفْتُ بِبابِهِ
وصَحائِفي سُودٌ ورَأْسيَ أشْيَبُ
والمصطفى الماحي الذي يمحو الذي
يحصي الرقيبُ على المسيء ويكتبُ
بشرٌ سعيدٌ في النفوسِ معظم
ٌ مِقْدارُه وإلى القلوبِ مُحبَّبُ
بجمالِ صُورَتِهِ تَمَدَّحَ آدَمٌ
وبيان ِمنطقهِ تشرّفَ يعربُ
مصباحُ كلِّ فضيلة ٍة إمامها
وَلِفَضْلِهِ فَضْلُ الخَلائِقِ يُنسَبُ
ردْ واقتبسْ من فضلهِ فبحارهُ
ما تَنْتَهي وشُموسُهُ ما تَغرُبُ
فلكلٍّ سارٍ مِنْ هُداهُ هِدَايَة
ٌ ولكا عافٍ من نداهُ مشربُ
وَلكلِّ عَيْنٍ منه بَدْرٌ طالعٌ
ولكلِّ قلبٍ منه لَيْثٌ أَغْلَبُ
مَلأَ العوالِمَ عِلْمُهُ وثَنَاءُهُ
فيه الوجودُ منوَّرٌ ومُطَيَّبُ
وهبَ الإلهُ لهُ الكمالَ وإنهُ
في غيرهِ من جنسِ مالا يوهبُ
كُشِفَ الغِطاءُ لهُ وقد أُسرِي به
فعُلومُهُ لا شيء عنها يَعْزُبُ
ولقاب قوسين انتهى فمحلهُ
من قاب قوسين المحل الأقربُ
ودَنَا دُنُوّاً لا يُزَاحِمُ مَنْكِباً
فيه كما زَعَمَ المكَيِّفُ مَنْكِبُ
فاتَ العبارَة َ والإشارَة َ فضلُهُ
فعليكَ منه بما يُقالُ ويُكْتَبُ
صَدِّقْ بما حُدِّثْتَ عنه فَفي الوَرَى
بالغيبِ عنه مصدقٌ ومكذبُ
واسمع مناقب للحبيبِ فإنها
في الحسنِ من عنقاءَ مُغربَ أغرب
مُتَمَكِّنُ الأخلاقِ إلاَّ أنه
في الحكم يرضى للإله ويغضبُ
يشفي الصدورَ كلامهُ فداواؤهُ
طَوْراً يَمُرُّ لها وطَوراً يَعْذُبُ
فاطْرَبْ لتَسْبيحِ الحَصَى في كَفِّهِ
وَيَلَذُّ منْ كَرَمٍ لهم أن يَسْغَبُوا
والجِذْعُ حَنَّ لهُ وباتَ كمُغرَمٍ
قَلِقِ بِفَقَدِ حَبيبهِ يَتَكَرَّبُ
وسعتْ له الأحجارُ فهي لأمرهِ
تأتي إليه كما يشاءُ وتذهبُ
واهْتَزَّ مِنْ فَرَحٍ ثَبِيرٌ تَحْتَهُ
وَمِنَ الجِبالِ مُسَبِّحٌ ومُؤَوِّبُ
والنَّخْلُ أَثْمَر غَرْسهُ في عامِهِ
وَبَدا مُعَنْدَمُ زَهْوِهِ والمَذْهبُ
وَبَنانُهُ بالماءِ أَرْوَى عَسْكراً
فكأنه من ديمة ٍ يتصببُ
والشَّاة ُ إذْ عَطَشَ الرَّعِيلُ سَقَتْهُمُ
وهم ثلاثُ مئينَ مما يحلبُ
وشَفى جميعَ المُؤْلِمَات بِرِيقه
يا طِيبَ ما يَرْقي به ويُطَيِّبُ
ومشى تظلله الغمامُ لظلها
ذَبْلٌ عليه في الهواجِر يُسْحبُ
وتَكَلَّم الأطفالُ والمَوْتى لَهُ
بعجائبٍ فليعجب المتعجبُ
والجَذْلُ مِنْ حَطَبٍ غَدا لِعُكاشَة
ٍ سيفا وليس السيف مما يُحطبُ
وعَسِيبُ نَخْلٍ صارَ عَضْباً صارِماً
يَومَ الوَغَى إذْ كل عَيْنٍ تُقلَبُ
وأضاءَ عُرْجُونٌ وسَوْطٌ في الدُّجى
عنْ أمرِهِ فكأَنَّ كُلاًّ كَوْكَبُ
وكأن دعوته طليعة قول كنْ
ما بَعْدَها إلا الإجابة َ مَوْكِبُ
تَحْظَى بها أبناءُ مَنْ يدعو لَهُ
فكأَنها وقْفٌ عَلَى مَنْ يُعْقِبُ
للناس فيها وابلٌ وصواعقٌ
نفسٌ بها تحيا ونفسٌ تعطبُ
والمحلُ إذْ عمَّ البلادَ بلاؤهُ
والريحُ يُشْمِلُ بالسَّمُومِ ويُجْنِبُ
واستسلمَ الوحشُ المروعُ لصيدهِ
جُوعاً وصَرَّ مِنَ الحَرورِ الجُنْدبُ
والذئبُ من طولِ الطوى يبكي على
رِمَمِ المَواشي وابنُ دايَة ينعَبُ
والناسُ قد ظنُّوا الظُّنونَ كأَنَّما
سَلَبَتْ قلوبَهم الرياحُ القُلَّبُ
لم تبكِ للأرضِ السماءُ ولا
رقتْ لشائمها البروق الخلبُ
فدعوك مخبوءاً لكل كريهة
ٍ جَلَّتْ كما يُخْبا الحُسامُ ويُنْدَبُ
فَرَفَعْتَ عَشْراً مِنْ أنامِلَ داعياً
فانهلَّ أسبوعاً سحابٌ صببُ
فطغى على بنيانِ مكة َ ماؤهُ
أو كادَ يَنْبُتُ في البيُوتِ الطُّحُلبُ
لولاَ سألتَ الله سُقيا رَحْمَة
ٍ ماتت به الأحياءُ ممايشربوا
فإذا البلاد وكل دارٍ روضة
ٌ فيما يَرُوقُ وكلُّ وادٍ مُعْشِبُ
قد جئتُ أستسقي مكارمكَ التي
يحيا بها القلب المواتُ ويخصبُ
يا مَنْ يُرَجَّى في القيامة ِ حيث لا
أمٌّ تُرَجَّى للنَّجاة ِ ولا أبُ
يا فارِجَ الكُرَبِ العِظامِ وَوَاهِبَ الـ
ـمِنَنِ الجِسام إليكَ منك المهرَبُ
هَبْ لي مِنَ الغُفْرانِ رَبِّ سعادة
ً ما تستعادُ ونعمة ً ماتسلبُ
أيَضيقُ بي أمرٌ وبابُ المصطفى
في الأرضِ أوسَعُ للعُفاة ِ وأرحَبُ
لاتقنطي يانفسُ إنَّ توسلي
بالمصطفى المختارِ ليسَ يُخيَّبُ
أَنَّى يَخِيبُ وقد تَعَطَّرَ مَشْرِقٌ
بِمَدائِحِي خيرَ الأنامِ ومَغرِبُ
آلَ البيتِ ومن لهم بالمصطفى
مجدٌ على السبعِ الطباقِ مطنبُ
حزتمْ عظيماً من تراثِ نبوة
ٍ ما كان دونكُم لها مَنْ يَحجُبُ
الله حَسْبُكُمُ وَحَسْبي إنني
في كلِّ مُعْضِلَة ٍ بِكُم أتحَسَّبُ
ياسادتي حبي لكم ما تنقضي
أعماره وحبالهُ ما تقضبُ
مِنْ مَعْشَرٍ نَزَلوا الفَلا فُحصونُهُمْ
بيدٌ بأطرافِ الرماحِ تؤشَّبُ
ما فيهمُ لسنانِ عَيْبٍ مَطْعَنٌ
كلاَّ ولا لحسامٍ ريبٍ مضرب
وعلى الخصاصة ِ يؤثرونَ بزادهم
ويلذ من كرمٍ لهم أن يسبغوا
لا تَنْزع اللُّوَّامُ أثْوابَ النَّدى
عنهم ويُخْصِبُ جُودُهم أنْ يُجْدِبوا
جُبِلوا على سِحْرِ البَيان فجاءهم
حَقُّ البيانِ عَنِ الرِّسالة ِ يُعْرِبُ
فاستسلَموا للعَجْزِ عنه وذو النُّهَى
تأبى نهاه قتالَ من لا يغلبُ
جاءت عجائبهم أمامَ عجائبٍ
أمُّ الزَّمانِ بِهِنَّ حُبلَى مُقْرِبُ
مابال من غضبَ الإلهُ عليهم
حادوا عن الحق المبينِ ونكبوا
كَفَرَتْ عَلَى عِلمٍ بهم علماؤهم
جَرِبَ الصَّحيحُ ولَمْ يَصِحَّ الأجربُ
هَلاَّ تَمَنَّى المَوتَ منهمْ معشرٌ
جحدُوه فامتحنوا الدواء وجرَّبوا
أفيؤمنون به وممن جاءهم
بالبَيِّناتِ مُقَتَّلٌ ومُصلَّبُ
عَبَدوا وموسى فيهمُ العجلَ الذي
ذُبحوا به ذبحَ العجولِ وعُذِّبوا
وصبوا إلى الأوثانِ بعد وفاتهِ
والرُّسْلُ مِنْ أَسَفٍ عليهم تَنْدُبُ
وَإذا القلوبُ قَسَتْ فليس يُلينها
خلٌّ يلومُ ولا عدوٌ يعتبُ
وَأخو الضَّلالَة ِ قالَ عيسى ربُّه
وَنَبِيُّهُ فأخو الضَّلالِ مُذَبْذَبُ
ويقول خالقهُ أبوهُ وإنهُ
ربٌّ وإنسا،ٌ ألا فتعجبوا
أبِهَذه العَوراتِ جاءتْ كُتبُهُم
أم حرفوا منها الصوابَ ووربوا
فاعوجَّ منها مااستقامَ طلوعهُ
فكأنها بين النجومِ العقربُ
عجباً لهم ماباهلوه ولم أبتْ
أحْبارُ نَجرانَ الذينَ تَرَهَّبُوا
ولقد تَحَدَّى بالبيانِ لِقَومِهِ
وإليهمُ يُعزى البيانُ وينسبُ
فتهيبوهُ وما أتوهُ بسورة
ٍ مِنْ مِثله وبيانُهُم يُتَهِيَّبُ
مَنْ لم يؤهلهُ الإلهُ لحالة
ٍ فاتَتْهُ وهوَ لِنَيْلِها مُتَأَهِّبُ
عجباً لهم شهدوا له بأمانة
ٍ حتى إذا أَدَّى الأمانة كذَّبوا
فَرْضٌ عَلَى كلِّ الأنامِ مُرَتَّبُ
بالصِّدْقِ عند المشركينَ يُلَقَّبُ
جحدوا النبي وقد أتاهم بالهدى
لَوْلا القضاءُ سأَلتَهُمْ ما المُوجَبُ
لله يومُ خروجِه من مكة
ٍ كخروجِ موسى خائفاً يترقبُ
والجنُّ تنشدُ وحشة ً لفراقهِ
شِعراً تَفِيضُ به الدُّموعُ وتُسْكَبُ
والغارُ قد شنَّتْ عليه غارة
ً أعْداؤُه حِرْصاً عليه وأجلبُوا
أرأَيتَ مَنْ يَجْفو عليه قَوْمُه
تحنو عليه العنكبوتُ وتحدبُ
إن يكفروا بكتابهِ فكتابهُ
فلكٌ يدورُ على الوجودِ مكوكبُ
قامت لنا وعليهمُ حُجَجٌ به
فبدا الصباحُ وجنَّ منه الغيهبُ
فتصادمَ الحقُّ المبينُ وإفكهمْ
فإذا النُّفُوسُ عَلَى الرَّدَى تتَشَعَّبُ
فدعوا نزالِ فأوقدتْ نيرانها
سمرُ القنا والعادياتُ الشرَّب
فإذا بِدِينِ الكُفْرِ يَنْدُبُ فَقْدهُ
ذُرِّيَّة تُسْبَى وَمالٌ يُنْهَبُ
أظفارها في كلِ صيدٍ تنشبُ
حتى بكى عَمْراً هِشامٌ في الثَّرَى
من ذلة ٍ ونعى حيياً أخطبُ
لاتنكروا بغضي عدو المصطفى
إني ببغضهم له أتحببُ
أبداً عَلَى أعدائه تَتَلَهَّبُ
هذا وَنُطْقِي دائماً بمدِيحِهِ
أذكى من الوردِ الجنيِّ وأطيبُ
أُهْدِي له طِيبَ الثَّناءِ وإنه
ليحبُّ أن يهدى إليه الطيبُ
أثني عليه تشوقاً وتعبداً
لاأنني لصفاته أستوعبُ
مُسْتَصْحِباً حُبِّي وإيماني لهُ
وكلاَهُما مِنْ خَيْرِ ما يُسْتَصْحَبُ
أشتاقُ للحرمِ الشريفِ بلوعة ٍ
في القلبِ تحدو بي إليه وتجذبُ
ما لي سِوَى ذِكْرِي لهُ في رِحْلَتي
زَادٌ وَلا غَيرُ اشتياقي مَرْكَبُ
وتحية ٍ مني إليهِ يردها
منه عليَّ مُسَلِّمٌ ومُرَحِّبُ
صلَّى عليه الله إنَّ صلاتَهُ

ما حنَّ مشتاقٌ إلى أوطانهِ
مثلي وراحَ بوصفها يتشببُ












May 14, 2010, 02:59 AM
رقم المشاركة : 8

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










أريحُ الصبا هبتْ على زهرِ الربا

البوصيري




أريحُ الصبا هبتْ على زهرِ الربا
فأصبح منها كل قطرٍ مطيبا
أم الرَّاحُ أهْدَتْ للرِّياحِ خُمارَها
فأشكرَ مسراها الوجودَ وطيبا
ألَمْ تَرَني هِزَّ التَّصابي مَعاطِفي
وراجَعَني ما راقَ مِنْ رَوْنَق الصِّبا
فمن مخبري ماذا السرور الذي سرى
فلا بد حتماً أن يكون له نبا
فقالوا: أَعاد الله للناسِ فَخْرَهُمْ
ولياً إلى كل القلوب محببا
فقلت: أَفَخْرُ الدينِ عثمانُ؟ قال لي:
بَلَى !؟ قُلْ له أهْلاً وَسَهْلاً ومَرْحبا
وقال الوَرى لله دَرُّكَ قادِماً
سُقينا به من رحمة الله صيبَّا
ونادى منادٍ بينهم بقدومه
فَرَهَّبَ منهم سامعين ورَغَّبا
فأوسعهم فضلاً فآمن خائفاً
وأنصفَ مظلوماً وأخصبَ مجدبا
وقد أخَذَتْ منه البسيطة ُ زِينَة
ً فَفَضَّضَ منها الزهرَ حَلْياً وذَهَّبا
فيا فرحَة َ الدُّنْيا وَفرحَة َ أهلها
بِيَومٍ له مِنْ وَجْهِ عثمانَ أعربا
وشاهد منهُ صُورة ً يُوسُفِيَّة
ً تباهَى بها في الحُسنِ وَالبَأْسِ مَوْكِبا
مفوضُ أمرِ العالمين لرأيه
فكان بهم أولى وأدرى وأذربا
أعيدوا على أسماعِنا طيبَ ذِكْرِهِ
لِيُطْفِيءَ وجْداً في القلوب تَلَهَّبا
ولا تحجبوا الأبصار عن حسن وجهه
فقد كان عنها بالبعاد محجبا
وَلِيٌّ إذا ضاقتْ يَدِي وَذكَرْتُه
مَلَكْتُ نِصَاباً أوْ تَوَلَّيْتُ مَنْصِبا
تَوَسَّلْ به في كلِّ ما أنتَ طالبٌ
فكم نلتُ منه بالتوسُّلِ مَطْلَبا
وعِشْ آمِناً في جاهِهِ إنَّ جاهَهُ
لقصَّاده راضَ الزمانَ وهذَّبا
تَغَرَّبْتُ يَوْماً عَنْ بِلادي وزُرْتُه
فنلت غنى ً ماناله من تغربا
على أنني ما زِلْتُ مِنْ بَرَكاتِه
غياً وفي نعممائه متقلبا
فلا بد أنْ يَرضى عليه وَيَغْضَبا
وكُنتُ لما لَمْ يَرْضَهُ مُتجنِّبا
ولا كان دِيناري مِنَ النُّصح بَهرَجاً
لديه ولا برقى من الودِّ خلبا
أمولاي أنسيت الورى ذكرَمن مضى
وأغنى نداك المادحين وأتعبا
ولِي أدبٌ حُرٌّ أُحَرِّمُ بَيْعَه
وما كان بيع الحرِّ للحُرِّ مذهبا
وقد أهجرُ العذبَ الزلالَ على الصدى
إذَا كَدَّرَتْ لي السَّمْهَرِيّة ُ مَشْرَبا
وأنْصِبُ أحياناً شِباك قَناعَة
ٍ أصيدُ بها نوناً وضباً وجندبا
ومَهْما رآني شَاعِرٌ مُتَأَسِّدٌ
تَذأبَ منها خِيفَة ً وتَثَعْلَبا
أراقب من عاشرت منهم كأنني
أراقبُ كلباً أو أراقبُ عقربا
كأني إذَا أَهدِيهمُ عَنْ ضَلالِهِمْ
أُبِصِّرُ أعمًى أوْ أُقَوِّمُ أَحْدَبا
فلا بُورك المُسْتَخْدَمون عِصابَة
ً فكم ظالمٍ منهم عليَّ تعصبا
يَسُنُّ لَهُ ظُفْراً وناباً ومِخْلَبا
يغالِطُني بعضُ النَّصارى جَهالة
ً إذ أوجب الملغى وألغى الموجبا
ومَا كانَ مَنْ عَدَّ الثَّلاثَة وَاحداً
بأعلمَ مني بالحساب وأكتبا
وما الحقُّ في أفواهِ قومٍ كأنها
أوَانٍ حوَتْ ماءً خَبيثاً مُطَحْلَبا
مُفَلَّجَة ٍ أسنانُها فكأنها
أصاب بها الزنجار أحجارَ كهربا
كأن ثناياهم من الخبث الذي
تحَصْرَمَ في نِيَّاتِهِمْ وتَزَبَّبا
عجبتُ لأمرٍ آل بالشيخُ مخلصاً
إلى أن يُعرَّى كاللصوصِ ويُضربا
بَكَيْتُ لهُ لَمَّا كَشَفتُ ثيابَه
وَأبْصرتُ جسماً بالدِّماءِ مُخَضَّبا
وَحلَّفتُهُ بالله ما كانَ ذَنْبُه
فأقْسَمَ لي بالله ما كانَ مُذْنبا
ولكن حبيبٌ راح فيَّ مصدقاً
كلام عدوٍ مايزال مكذبا
فقلت: ومن كان الأميرُ حبيبَه
فلابد أ، يرضى عليه ويغضبا
فصبراً جميلاً فالمقدر كائنٌ
فقد كان أمراً لم تجد منه مهربا
فإبليسُ لَمَّا كانَ ضِدّاً لآِدمٍ
تَخَتَّلَ في عِصْيَانهِ وَتَسَبَّبا
وقد كانت العقبى لآدم دونه
فتاب عليه الله مِنْ بعدُ وَاجْتبى
وَمِنْ قبلِ ذَا قد كنتُ إذ كنتَ ذاكِراً
نَهَيْتُكَ أنْ تَلْقَى الأميرَ مُقَطِّبا








May 14, 2010, 02:59 AM
رقم المشاركة : 9

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










لاتظلموني وتظلموا الحسبه

البوصيري




لاتظلموني وتظلموا الحسبه
فليس بيني وبينها نسبه
غيْريَ في البَيْعِ وَالشِّرَادَرِبٌ
وَليس في الحالتيْنِ لي دُرْبَهْ
فهو أبو حبة ٍ كما ذكروا
لا يَتغاضَى للناسِ في حَبهْ
وقام في قومهِ لينذرهم
فهْوَ بإِنذارِ قومِهِ أشْبَهْ
والناسُ كالزَّرْعِ في منابِتِهِ
هذا له تربة ٌ وذا تربه
تالله لا يَرْضَى فضلي وَلا أدَبي
وَلا طِباعِي في هذهِ السُّبَّهْ
أجلسُ والناسُ يهرعونِ إلى
فعلي في السوقِ عصبة ً عصبه
أُوجِعُ زيْداً ضَرْباً وَأُشْبِعُهُ
سَبًّا كَأني مُرَقِّصُ الدُّبَّهْ
ويُكسبُ الغيظُ مقلتيَّ وحدَّ
يَّ احمرارً كزامرِ القربه
وآمُرُ الناسَ بالصَّلاحِ ولاَ
أصلحُ نفسي ، حرمتها حسْبَه
لم أر في قبحِ فعلها حسناً
كالكلبِ في السوقِ يلقح الكلبه
وما كفاها حتى يخيل لي
أنَّ اتِّبَاعَ أهْوائها قُرْبَهْ
أ‘وذ بالله أن أكون كمن
تغلبه في الرقاعة ِ الرغبه
يمشي بها والصغارُ تنشده:
أمِيرُنا زارَنا بِلا رِكْبَهْ
ومايزال الغلام يتبعه
بِدِرَّة ٍ مثْلَ رَأْسِهِ صُلْبَهْ
وَهْوَ يقولُ: افْسَحوا المُحْتَسِبِ
قد جاءكم مِنْ دِمَشْقَ في عُلْبَهْ
لاتنقفلْ يافلانُ في بلدٍ
لم تنقفلْمنك بينهم ضبه
فمن تباهى بأنه وتدٌ
فليحتمل دق كل مرزبه
ماباله خايل الزمان بها
كم كان لليل فيك من صبه
وقائلٍ لم يقل أتاه كذا
يسفه في قولهِ،ولايجبه
معناه مَنْ لَمْ يكنْ كَوالدِهِ
فَهْوَ لَقِيطٌ رَمَتْ به قَحْبَهْ
قلتُ لهم عند صاحبي حمقٌ
في كُلِّ حينٍ يُلْقِيهِ في نَكْبَه
حصَّلَ مالاً جماً وعدَّده
مِنْ أَصْلِ مَالِ الزَّكاة ِ والوَهْبَهْ
وَصارَ عَدْلاً وعاقِداً وَأَمِينَ الْـ
ـحُكْمِ منْ دون الْعدول في حِقْبَه
منبهٌ قومه على شغلٍ
وساعدَ الوقْتُ سَعْدَ مَنْ نَبَّه
وخفتُ من عتبهم عليَّ كما
خافَ العَتاهِي العَتْبَ مِنْ عُتْبَه
فطار ، برغوثهُ لخفتهِ
ورامَ يحكي الأسودَ في الوثبه
فلم يرمْ إذ رمته بفطنتهِ
إلى وهودِ الخمولِ من هضبه
أَغْرَقَهُ جَهْلُهُ وَما سُتِرَتْ
قط له سُرَّة ٌ ولا رُكبَه
وَعادَ تَمْوِيهُهُ عليه وكَمْ
أخجلَ شيبُ الذقونِ من خضبه
وراحَ مثل النواتِ في سفنٍ
خيرٌ له من سلافة ٍ عطبه
وساءني ما جرى عليه من النسـ
ـوة ِ يوم الخميس في التربه
فلا تسلني فما حضرت لها
لكنْ سمعتُ الصياحَ والندبه
وقالتِ الناسُ عند ما وردتْ
لعزلهِ الكتبُ هانت الوجبه
فالحمدُ لله فاحْمِدُوهُ مَعِي
على خلاصي من هذه النسبه
اليوْمَ حَقَّقْتُ أنَّ أمْرَكَ بالحِسْـ
ـبَة ِ لِي ليسَ كان لِي لُعْبَهْ
ياماجداً مايزال ينقذُ من
رماه ريبُ الزمانِ في كربه
إني امرؤٌ حرفتي الحساب فلا
يدخل ريبٌ عليَّ في حسبَه
ولا تردُّ الكتابُ جائزة
ً على حسابِ مني ولا شطبه
يَشْرَقُ مني بِرِيقِهِ رَجُلٌ
يَشرَبُ مالَ العُمالِ في شَرْبَه
وَالشِّعْرُ مِيزَانُهُ أُقَوِّمُه
وليس تَنْقامُ منه لي حَدْبَه
فإِنني لا أرَى المدِيحَ به
للمال بل للوداد والصحبه
وَالشِّعْرُ عندي أَخُو العَدَالَة ِ لا أحـ
ـسِبُ أَقْوالَهُ ولا كَسْبَه
فَلَمْ أَكُنْ أتْبَعُ العَذُولَ إلَى
عَقْدٍ إذا ما دُعاؤُهُ خُطْبَه
مِنْ كلِّ مَنْ لا يخافُ عاقِبَة
ً كأنه في ذهابِه عُقْبَه
يذبحه ظلمهُ وينحرهُ الـ
ـجهل بلا شفرة ٍ ولا حربَه
كَمْ غَيَّة ٍ قدْ أتاكَ بها الشـ
ـاهِدُ في سَلَمٍ وَفي كِذبَه
يُنِيلُ نيْلَ الفُسوقِ مِنْ فمِهِ
لا باركَ الله فيهِ مِنْ جُعْبَه
فليسَ لي في الشُّهودِ مِنْ أرَبٍ
إذ وصفو كاليهودِبالأربه
فارْحَمْ لبيباً يَوْماً دَعاكَ وَقد
بَلَّغَتِ الجوعُ رُوحَهُ اللَّبَّه
لوْ عُمِّرَ ابنُ المِعمار خَوَّلهُ
نِيابَة َ الخِدْمَتَيْنِ والخُطْبَه
ولم يدعهُ كلاً على أحدٍ
بِغيْرِ نَفْعٍ كأنُه وَلْبَه
حاشاك يامن أبوابه وطني
تَخْتَارُ لِي أَنْ أَموتَ في الغُرْبَه
وَأَنَّ حالِي وَحالَ عائِلتي
لا يَحْمِلونَ النَّوَى ولا الغُرْبَه
إن كان أرضى الزمان فرقتنا
فاغضَبْ على صَرْفِهِ لنا غَضْبَه
فأنت من معشرٍ تطيعهم الـ
أيام عن رغبة ٍ ولا رهبه
مِنْ مَلِيكٍ ما فَوْقَ رُتْبَتِه
على عظيم اتِّضاعِهِ رُتْبَه
ما ملكُ الرومِ في جلالتهِ
أحقَّ منه بالطيرِ والقبه
أَنْتَ الأميرُ المُعِيدُ أَلْسُنَنا
كالعُودِ منه بِذكْرِهِ رَطْبَه
والسابق الأولينَ في كرمِ
لَمَّا جَرَى والكِرامُ في حَلْبَه
والهازمُ الجيشَ والكتائبَ بالطعـ
ـنة ِ يوم الوغى وبالضربه
والطاهرُ الذَّيْلِ والطَّوِيَّة ِ أَوْ
يكفي السعيدَ الحراكَ والنصبه
مَنْ خُلْقُهُ كالنَّسِيمِ يَنْشُرُ إِنْ
هبَّ عليه من نشرهِ هبَّه
وَمنْ إذا ذَكَرْتَ سُؤْدُدَه
يهزني عند ذكره طربه
صلاحهُ استخدم الزمانَ لهُ
فصارَ يمشي قُدَّامَه حَجَبه


أمدائح لي فيكَ أم تسبيحُ
لولاك ما غفرَ الذنوبَ مديحُ
حُدِّثْتُ أنَّ مَدَائِحي في المُصطفَى
كَفَّارة ٌ لِيَ وَالحَدِيثُ صَحِيحُ
أربحْ بمن أهدي إليه ثناؤه
إن الكريم لرابحٌ مربوحُ
يا نَفْسُ دُونَكِ مَدْح أحْمدَ إِنَّهُ
مسكٌ تمسكَ ريحه والروحُ
ونصيبكِ الأوفى من الذكرِ الذي
منه العَبيرُ لِسامِعِيهِ يَفوح
عَجَباً لهُمْ يُنْكِرُونَ نُبُوَّة
ً كرماً بكلِّ فضيلة ٍ ممنوحُ
الله فضلهُ ورجَّحَ قدرهُ
فَلْيَهْنِهِ التَّفضيلُ وَالتَّرْجِيح
إن جاء بعد المرسلينَ ففضلهُ
من بعده جاء المسيح ونوحُ
جاءوا بوحيهم وجاء بوحيه
فكأَنه بين الكواكِبِ يُوح
حارَتْ عقولُ الناسِ في أوْصافِه
وَتَبَلّدَتْ وَلها بها تَنْقِيحُ
أنَّى يُكَيِّفُها امرؤٌ وَيَحُدُّها
بالقولِ وهْيَ لِذَا الوُجُودِ الرُّوح
رَدتْ شهادَتَه أُناسٌ ما لهمْ
طَعْنٌ عليه بها ولا تَجْرِيحُ
ولقد أتى بالبيناتِ صحيحة
لو أن ناظر من عصاه صحيحُ
عَرَفوهُ مَعْرِفَة َ اليَقِينِ وأنْكَرُوا
إن الشقيَّ إلى الشقاء جموحُ
فأَبادَ مَنْ أَبْدى مُخَالَفَة لهُ
لَمْ يُعْرَفِ التَّحْسِينُ وَالتَّقْبِيح
وجلا ظلامَ الظلمِ لما أومضتْ
وَمَضَتْ لديْه صحائفٌ وَصَفِيح
شيئانِ لا يَنْفِي الضَّلالَ سِواهُما
نورٌ مفاضٌ أو دمٌ مسفوحُ
عجباً لهم لم ينكرون نبوَّة
ثَبَتَتْ وَلم يُنْفَخْ بآدَمَ رُوح
مالي اشتغلتُ بزجرهمْ فكأنني
بين الطوائفِ طارقٌ منبوحُ
لاتتعبنَّ بذكرهم قلباً غدا
ولهُ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ تَرْوِيحُ
وانشرْ أحاديثَ النبيِّ فكلُّ ما
ترويهِ من خبرِ الحبيبِ مليحُ
واذكر مناقبهُ التي ألفاظه
ا ضاقَ الفضاءُ بذكرها وَاللُّوح
أعجبتَ أن غدت الغمامة ُ آية
ً يُوحُوا إليهم ما عسَى أَنْ يُوحوا
أو أن أتت سرحٌ إليه مطيعة ٌ
فكأنما أتتِ الرياضَ سروحُ
ولِمَنْبَعِ المَاءِ المَعِينِ براحَة
ٍ راح الحصى وله بها تسبيحُ
أوْ أن يَحِنَّ إليه جِذْعٌ يابِسٌ
شَوْقا وَيَشْكُو بَثَّهُ وَيَنُوح
حتى دَنا منه النبيُّ وَمَنْ دَنا
منه نأى عن قلبه التبريحُ
وَبأَنْ يُكَلِّمَهُ الذِّرَاعُ وكيفَ لا
يُفْضِي إِليه بِسِرِّهِ وَيَبوح
وَبِأَنْ يَرَى الأَعْمَى وَتَنْقَلِبَ العَصا
سيفاً ويحيا الميتُ وهو طريحُ
وَبأَنْ يُغاثَ الناسُ فيه وقد شكَوْا
محلاً لوجه الأرضِ منهُ كُلُوحُ
وَبأنْ يَفِيضَ لهُ وَيَعْذُبَ مَنْهَلٌ
قد كانَ مُرًّا ماؤُه المَنْزُوحُ
يابردَ أكبادٍ أصابَ عطاشها
ماءٌ بِرِيقِ مُحَمَّدٍ مَجْدُوحُ
صَلّى عليه الله إنَّ صَلاَتَهُ
غَيْثٌ لِعِلاَّتِ الذُّنوبِ مُزِيحُ
أسرَى الإِله بِجِسْمِهِ فكأَنَّه
بَطلٌ على مَتن البُرَاق مُشِيحُ
وَدَنَا فلا يَدُ آمِلٍ مُمْتَدَّة
ٌ طَمَعاً وَلا طَرْفٌ إِليهِ طَموحُ
حتى إذا أوْحَى إليه الله ما
أوحى وحان إلى الرجوع جنوحُ
عاد البُراقُ به وثوبُ أديمهِ
ليلاً بماء حيائه منضوحُ
فَذَرُوا شَياطِينَ الأُلى كَفَرُوا به
يوموا إليهم ما عسى أن يوحوا
تالله ماالشبهات من أقوالهم
إلا كما يتحركُ المذبوح
كم بين جسمٍ عدَّلَتْ حركاتِه
روحٌ وعودٍ ميَّلته الريحُ
وَلاَ النَّبيُّ مُحَمَّدٌ وَعُلُومُه

عَقَدَ الإلهُ به الأُمورَ فَلمْ يَكُنْ
لسِواهُ إمْساكٌ وَلا تَسريحُ
ضلَّ الذينَ تألهوا أحبارهم
ليَحَرَّموا ويحللُوا ويبيحوا
يا أُمَّة َ المُخْتَارِ قد عُوفِيتُمُ
مما ابْتُلُوا وَالمُبْتَلَى مَفضوح
فاسْتَبْشِرُوا بِشِرا الإِله وَبَيْعِكُمْ
منه فميزانُ الوفاء رجيحُ
وَتَعوَّضوا ثَمَنَ النُّفوسِ مِنَ الهُدَى
فمِنَ الهُدَى ثَمَنُ النُّفُوسِ رَبِيحُ
يامن خزائنُ جُودهِ مملوءة ٌ
كَرَماً وبابُ عطائِه مَفْتُوحُ
نَدْعُوكَ عَنْ فَقْرٍ إِليكَ وحاجَة
ٍ ومجالُ فضلكِ للعفاة ِ فسيحُ
فاصفح عن العبدِ المسيءِ تكرماً
إن الكريمَ عن المسيءِ صفوحُ
وَاقبلْ رسولَ الله عُذْرَ مُقَصِّرٍ
هُوَ إنْ قَبِلْتَ بِمَدْحِكَ المَمْدُوحُ
في كلِّ وَادٍ مِنْ صِفاتِكَ هائمٌ
وَبِكلِّ بَحْرٍ مِنْ نَدَاكَ سَبُوح
يَرْتاحُ إنْ ذُكِرَ الْحِمى وعَقِيقه
وأراكُه وثُمامُه والشِّيح
شوقاً إلى حرمٍ بطيبة َ آمنٍ
طابَتْ بذلكَ رَوْضَة ٌ وضرِيحُ
إِني لأرْجُو أنْ تَقَرَّ بِقُرْبِه
عيني ويؤسي قلبي المجروح
فاكحل بطيفٍ منه طرفاً جفنُه
بدموعهِ حتى يراهُ قريحُ
فلقد حباني الله فيك محبة
ً قلبي بها إلا عليك شحيحُ
دَامَتْ عَلَيْك صلاتُه وسلامُه
يَتْلُو غَبُوقَهُمَا لَدَيْك صَبُوحُ
ما افْتَرَّ ثغْرٌ للأزاهِرِ أَشْنَبُ
وانْهَلَّ دَمْعٌ للسَّحَابِ سَفُوحُ












May 14, 2010, 03:01 AM
رقم المشاركة : 11

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ

البوصيري




جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
ولِلناسِ بالإحسَانِ منكِ عوائدُ
فَطُوبَى لِمَن يَسْعَى لِمَشْهَدِكِ الذي
تكَادُ إلى مَغْنَاهُ تَسْعَى المَشَاهِدُ
إِذَا يَمَّمَتْهُ القاصِدُونَ تَيَسَّرَتْ
عليهمْ وإنْ لم يسألوكِ المقَاصدُ
تَحَقَّقَتِ البُشْرَى لِمَن هُوَ رَاكِع
يُرَجِّي به فضلاً وَمَنْ هُوَ ساجِدُ
فعفَّرَتِ الشبانُ والشيبُ أوجها
ً بهِ والعَذارَى حُسَّرٌ والقَواعِدُ
هُوَ المَنْهَلُ العَذْبُ الكَثِيرُ زِحَامُهُ
فرِدْهُ فما من دون وردكَ ذائدُ
أتيتُ إليه والرجاءُ مُحلأٌ
فما عدتُ إلاَّ والمحلاَّ واردُ
فيالك من يأس بلغتُ به المنى
وعُسْرٍ لأَقْفَالِ اليَسارِ مَقالِدُ
ألذُّ من الماءِ الزلالِ مواقعاً
عَلَى كَبِدِ الظَّمْآنِ وَالماءُ باردُ
سَلِيلَة َ خَيْرِ العالِمَينَ «نَفيسَة
ٌ» سَمَتْ بِكِ أعراقٌ وطابَتْ مَحاتِد
إذا جحدتْ شمس النهارِ ضياءها
فَفَضْلُكِ لم يَجْحَدُهُ في الناسِ جاحِدُ
بآبائِكِ الأطهارِ زُيِّنَتِ العُلاَ
فحبَّاتُ عقدِ المجدِ منهم فرائدُ
ورثتِ صفاتِ المصطفى وعلومهُ
فَفضْلُكُمَا لولاَ النُّبُوَّة ُ وَاحِدُ
فلم ينبسط إلا بعلمك عالم
وَلمْ يَنْقَبِضْ إِلاَّ بِزُهْدِكِ زاهِدُ
مَعارِفُ ما يَنْفَكُّ يفضى بِسِرِّها
إلى ماجدٍ من آل أحمدَ ماجدُ
يُضيُ محياهُ كأنَّ ثناءه
إلى الصُّبْحِ سارٍ أوْ إِلى النَّجْم صاعدُ
إذا ما مضى منهم إمامُ هدى ً أتى
إمامُ هدى ً يدعو إلى الله راشدُ
تَبَلَّجَ مِنْ نورِ النُّبُوَّة ِ وَجْهُهُ
فمنه عليه للعُيُونِ شوَاهِدُ
وفاضَتْ بِحَارُ العِلْم مِنْ قَطْرِ سُحْبِها
عليه فطابَتْ لِلْوِرادِ المَوارِدُ
رأى زينة الدنيا غروراً فعافها
فليس له إلا على الفضل حاسدُ
كأنَّ المعالي الآهلات بِغيْرِهِ
ربوعٌ خلتْ من أهلها ومعاهدُ
إِذَا ذُكِرَت أَعمالُه وَعُلومُه
أقرَّ لها زيدٌ وبكرٌ وخالدُ
وما يستوي في الفضلِ حالٍ وعاطلٌ
وَلا قاعِدٌ يومَ الوغَى وَمجاهِدُ
فقل لبني الزهراء والقول قربة ٌ يَكِلُّ لسانٌ فيهِمُ أوْ حصائدُ
أحَبَّكُمُ قلبي فأصبحَ مَنْطِقِي
يُجَادِلُ عنكم حِسْبَة ً ويُجالدُ
وَهل حُبُّكُمْ لِلنَّاسِ إلاَّ عَقِيدة
ٌ عَلَى أُسِّهَا في الله تُبْنَى القَواعِدُ
وإِنَّ اعتقاداً خالياً منْ مَحَبَّة
ٍ وودٍ لكم آل النبي لفاسدُ
وإِني لأَرْجُو أن سَيُلْحِقُنِي بِكُمْ
وَلائي فيَدْنُو المَطْلَبُ المُتَبَاعِدُ
فإِنَّ سَرَاة َ القَوْمِ منهم عَبيدُهمْ
وإن حروف النطق منها الزوائد
فدتكم أناس نازعوكم سيادة
ً فلم أدْرِ ساداتٌ هُمُ أَمْ أسَاوِدُ
أرادوا بكم كيداً فكادوا نفوسهم
بكم وعَلَى الأَشْقَى تَعودُ المكايِدُ
فإنْ حِيزَتِ الدُّنيا إِليهم فإنَّ مَنْ
نَفَى زَيْفَهَا سَلْماً إِليهم لناقِدُ
ولو أَنكم أبناؤُها ما أبَتْكُمْ
وَما كانَ مَوْلُودٌ لِيَأْباهُ وَالِدُ
إذَا ما تَذَكَّرْتُ القضايا التي جرتْ
أُقِضَّتْ عَلى جَنْبَيَّ منها المَراقِدُ
وجَدَّدَتِ الذِّكْرَى عَلَّي بَلاَبِلاً
أكابد منها في الدجى ما أكابدُ
أفي مثلِ ذاك الخطب ما سُلَّ مغمدٌ
ولا قامَ في نَصْرِ القَرابَة ِ قاعَدُ
تعاظمَ رزءاً فالعيون شواخصٌ
له دهشة ً والثاكلات سوامدُ
وطُفِّفَ يومَ الطَّفِّ كَيْلُ دِمائكم
إذ الدم جار فيه والدمع جامدُ
فيا فِتْنَة ً بَعدَ النبيِّ بها غَدَا
يهدََّم إيمانٌ وتبنى مساجدُ
وما فتنتْ بعد ابن عمران قومهُ
بما عبدوا إلا ليهلكَ عابد
كذاكَ أَرادَ الله منكُمْ ومِنهمُ
وليس له فيما يريدُ معاندُ
ولو لم يكن في ذاك محض سعادة
ٍ لكم دونهم لم يغمدِ السيفَ غامدُ
وأنتم أناسٌ أذهبَ الرجسُ عنهمُ
فليسَ لهم خَطْبٌ وإِنْ جَلَّ جاهِدُ
إِذا ما رَضُوا الله أوْ غَضِبُوا لهُ
تساوى الأداني عندهم والأباعدُ
وسيَّانِ من جمرِ العدا متوقدٌ
عَلَى بَهْرَمَانِ الصِّدْقِ منكم وخَامِدُ
وقدت عليكم بالمديحِ وكلكم
عليه كتابُ الله بالمَدْحِ وَافِدُ
وقد بينت لي هل أتى كم أتى بها
مكارمُ أخْلاَق لكم وَمَحَامِدُ
فلَوْلا تَغاضِيكم لنا في مديحِكم
لَرُدَّتْ علينا بالعيوبِ القصائدُ
وَلَمْ أَرْتَزِقْ مِنْ غيركم بِتِجَارَة
ٍ بضائعها عند الأنام كواسدُ
عمدتُ لقومٍ منهم فكأنني
عَلَى عَمَدٍ لا يرْجِعُ القَوْلَ عَامِدُ
أَأَطْلُبُ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ مُساعِداً
وقد صَدَّهم حِرْمانُهُم أنْ يُساعِدُوا
ومن وجدالزند الذي هو ثاقبٌ
فلنْ يَقْدَحَ الزَّنْدَ الذي هوَ صالِدُ
وحسبي إذا مدح ابنه الحسن التي
لها كرمٌ: مجدٌ طريفٌ وتالدٌ
وإني لمهد من ثنائي قلائداً
إِليها حلاَلٌ هَدْيُها والقلائدُ
هي العروة الوثقى عي الرتبُ العلا
هي الغاية القصوى لمن هو قاصدُ
كأني إذا أَنشدْتُ في الناسِ مَدْحَها
لما ضلَّ من ذكر المكارمِ ناشدُ
أَسَيِّدَتي ها قد رَجَوْتُكِ مُعْلِناً
بما أنا مندر المناقبِ ناضدُ
وأعينُ آمالي إليكِ نواظرٌ
لما أنا من عادات فضلك عائدُ
وما أجدبتْ قومٌ أتى من لدنهمُ
لمرعى الأماني من جنابكِ رائدُ
ولولا ندى كفيكِ مااخضر يابسٌ
ولا اهتز من أرض المكارمِ هامدُ
إِلَى الله أَشْكُو يابنَة َ الحَسَنِ الذي
لَقِيتُ وَإِني إنْ شكَوْتُ لَحامدُ
وَمَالِي لا أَشْكُو لآلِ مُحمَّدٍ
خطوباً بها ضاقت عليَّ المراصدُ
ومَنْ لصُرُوفِ الدَّهْرِ عَنِّيَ صارفٌ
ومن لهموم القلب عني طاردُ
تسلط شيطانٌ من النفسِ غالبٌ
عَلَيَّ وَشَيْطانٌ مِنَ البُؤْسِ مارِدُ
فيا وَيْحَ قَلْبٍ ما تَزَالُ سماؤُهُ
بهالِشَيَاطِينِ الخُطوبِ مَقاعِدُ
فيا سامعَ الشَّكْوَى وَيَا كاشفَ البَلا
إِذَا نَزَلَتْ في العالَمِينَ الشَّدَائدُ
ويامن هدى الطفل الرضيع ولم تؤب
إِليهِ قُوَى عَقْلٍ وَلا اشْتَدَّ ساعدُ
ويامن سقى الوحش الظماء وقد حمت
مَوَارِدَهَا مِنْ أَنْ تُنالَ المَصَايدُ
ويامن يُزجى الفلك في البحر لطفه
وهنَّ جِوَارٍ بَلْ وَهُنَّ رَوَاكِدُ
ويامن هو السبعَ الطوابقَ رافعُ
ومن هو للأرضِ البسيطة ِ ماهدُ
ويا مَنْ تُنَادينا خَزَائِنُ فضلِهِ إلى رفدهِ إن أمسك الفضلَ رافدُ
فلا البَابُ من تِلْكَ الخزائن مُغْلَقٌ
ولاخيرَ من تلك الخزائنِ نافدُ
دعوناكَ من فقرٍ إليك وحاجة
ٍ وَكلٌّ بما يَلْقَاهُ لِلصَّبْرِ فاقِدُ
وأفضت بمافيها إليك ضمائرٌ
وأنتَ على مافي الضمائرِ شاهدُ
دعوناكَمضطرينَ ياربِّ فاستجب
فإِنكَ لم تُخْلَفْ لَدَيْكَ المواعِدُ
فليس لنا غوثٌ سواكَ وملجأٌ
نُراجِعُهُ في كَرْبِنَا وَنُعاوِدُ
فقدر لنا الخيرَ الذي أنت أهلهُ
فما أحدٌ عما تُقَدِّرُ حائدُ
وَصفْحاً عنِ الذَّنبِ الذي هوَ سائقٌ
لِناركَ إِلاَّ إنْ عَفَوْتَ وَقائد
وَصِلْ حَبْلَنَا بالمصطفى إنَّ حَبْلَهُ
لنا صِلَة ٌ يَا رَبِّ منكَ وعَائدُ
عليه صلاة ُ الله ما أُحْمِدَ السُّرَى
إليه وذلت للمطي فدافدُ








May 14, 2010, 03:01 AM
رقم المشاركة : 12

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ

البوصيري




إلهي عَلَى كلِّ الأمورِ لَكَ الحمْدُ
فليس لما أوليت من نعمٍ حدُّ
لك الأمرُ من قبل الزمانِ وبعدهِ
ومالكَ قبلٌ كالزمانِ ولا بعدُ
وحُكْمكَ ماض في الخلائِق نَافذٌ
إِذا شئتَ أمراً ليس من كونِه بُدُّ
تُضلُّ وتهدي منْ تشَاءُ منَ الوَرَى
وما بِيد الإنْسَان غَيٌّ ولا رُشْدُ
دعوا معشر الضلال عنا حديثكم
فلا خطأٌ منه يجابُ ولا عمدُ
فلو أنكم خلقٌ كريمٌ مُسختمْ
بقَوْلِكُم لكن بمَنْ يُمْسَخُ القِرْدُ؟
أتانا حديثٌ ما كرهنا بمثلهِ
لكُمْ فِتْنَة ً فيها لمِثلِكُمُ حَصْدُ
غَنِيتُمُ عَنِ التأْويلِ فيه بظاهرٍ
وَمَن ترَكَ الصّمْصَامَ لم يُغَنِهِ الغِمْدُ
وَأَعْشى ضياءُ الحقِّ ضَعْفَ عُقُولِكمْ
وشمسُ الضُّحَى تَعْشَى بها الأَعيُنُ الرُّمْد
ولن تدركوا بالجهل رشداً وإنما
يُفرقُ بين الزيفِ والجيد النقدُ
وعظتم فزدتمْ بالمواعظِ نسوة
ً وليسَ يفيدُ القَدْحُ إن أَصْلَدَ الزَّنْد
وما لَيَّنتْ نار الحجازِ قلوبكمْ
وَقد ذابَ مِن حرِّ بها الحَجَرُ الصَّلْدُ
وَما هِيَ إلا عينُ نَارِ جَهنَّم
تَرَدَّدَ مِنْ أَنفاسِها الحرُّ وَالبَرْدُ
أتت بشواظٍ مُكفَهِرٍ نحاسهُ
فلوِّحَ منها للضحى والدجى جلد
فما اسودَّ من ليلٍ غدا وهو أبيضٌ
وَما ابيضَّ منْ صبْحٍ غَدا وَهْوَ مُسْوَدُّ
تُدَمِّرُ ما تأتي عليه كعاصفٍ
من الرِّيح ما إن يُستطاعُ لهُ رَدُّ
تَمُرُّ عَلَى الأرض الشديد اختلافُها
فَتُنْجِدُ غَوْراً أوْ يغورُ بها نَجْدُ
وَتَرْمِي إلى الجوِّ الصُّخورَ كأنما
بِباطِنهَا غيظٌ على الجَوِّ أوْ حِقْدُ
وتخشى بيوتُ النارِ حرَّ دُخانها
وَيَزْدَادُ طُغيانا بها الفُرسُ والهِنْدُ
فلو قَرُبَتْ مِنْ سَدِّ يأجُوجَ بَعْدَما
بَنَى منه ذُو القَرْنَيْنِ دُكَّ بها السَّدُّ
وَلَمَّا أساء الناسُ جِيرة َ ربِّهِمْ
ولمْ يَرْعَها منهم رئيسٌ وَلا وَغْدُ
أَراهم مَقاماً ليسَ يُرْعَى لِجَارِهِ
ذمامٌ ولم يحفظ لساكنه عهدُ
مدينة نارٍ أحكمت شرفاتها
وأبراجها والسورُ إذ أبدع الوقدُ
وقد أبصرتها أهل بصرى كأنما
هي البصرة الجاري بها الجزر والمدُّ
أضاءت على بعد المزار لأهلها
من الإبلِ الأعناقُ والليلُ مربدُ
أشارت إلى أن المدينة قصدُها
وَلله سِرٌّ أنْ فَدَى ابنَ خَلِيلِهِ
يروحُ ويغدو كلُّ هولٍ وكربة ٍ
على الناس منها إذ تروح وإذ تغدو
فلمَّا التَجَوْا للمصطفى وتَحرَّمُوا
بساحتهِ والأمرُ بالناسِ مشتدُّ
أتوا بشفيعٍ لا يردُّ ولم يكنْ
بِخَلْقٍ سوَاهُ ذلك الهَوْلُ يَرْتَدُّ
فأُطْفِئَتِ النارُ التي وَقَفَ الوَرَى
حيارى لديها لم يعيدوا ولم يبدوا
فإنْ حَدَثَتْ مِنْ بَعْدِها نارُ فِريَة
ٍ فما ذلك الشيءُ الفَرِيُّ وَلا الإِدُّ
فللَّه سِرُّ الكائناتِ وجَهْرُها
فكمْ حِكم تَخْفَى وَكَمْ حِكَم تَبْدُو
وقدماً حمى من صاحب الفيلِ بيتهُ
ولمَّا أَتى الحَجَّاجُ أَمْكَنَهُ الهَدُّ
فلا تنكروا أن يحرمَ الحرمُ الغنى
وساكنه من فخره الفقر والزهدُ
وقد فديت من ماله خير أمة
ٍ وَلو خُيِّروا في ذلِكَ الأمرِ لَمْ يُفدُوا
فَواعَجَباً حتى البِقاعُ كَريمَة
ٌ لها مثلُ ما للساكِنِ الجاهُ وَالرِّفْدُ
فإِن يَتَضَوَّعْ منه طِيبٌ بِطَيْبة
ٍ فما هو إلاَّ المندلُ الرطبُ والندُّ
وإن ذهبت بالنار عنه زخارفٌ
فما ضَرَّهُ منها ذَهابٌ وَلا فَقْدُ
أَلاَ رُبما زادَ الحَبيبُ مَلاَحَة ً
إذا شُقَّ عنه الدرعُ وانتثرَ العقدُ
وكم سُتِرَتْ لِلْحُسْن بالحَلْي مِنْ حُلًى
وكم جَسَدٍ غَطَّى مَحَاسِنَهُ البُرْدُ
وأهيبُ ما يُلقى الحسامُ مجرَدَّاً
ورَوْنَقُهُ أنْ يَظْهَرَ الصَّفْحُ وَالحَدُّ
وما تلكَ للإسلامِ إلا بواعثٌ
على أَنْ يجِلَّ الشَّوْقُ أوْ يَعْظُمَ الوَجْدُ
إِلى تُرْبَة ٍ ضَمَّ الأَمانَة َ والتُّقَى
بها والنَّدى والفضلَ من أحمدٍ لحدُ
إلى سَيِّدٍ لم تأْتِ أُنْثَى بِمِثْلِهِ
وَلاَ ضَمَّ حِجْرٌ مِثْلهُ لاَ وَلاَ مَهْدُ
ولم يمشِ في نعلٍ ولا وطىء َ الثرى
شبيهٌ له في العالمين ولا ندُّ
شَبوقد أُحْكِمَتْ آياتُهُ وتشابَهَتْ
فَلِلْمُبْتَدِي وِرْدٌ لِلمُنْتَهي وِرْد
وإن كان فيها كالنجوم تناسخٌ
فطالعُهَا سَعْدٌ وغاربُها سعْدُ
وإن قصرت عن شأوها كل فكرة
ٍ فليست يدٌ للأنجم الزهرِ تمتدُ
فلمَّا عَمُوا عنها وصَمُّوا أَراهمُ
سيوفاً لها برقٌ وخيلاً لها رعدُ
ومن لم يلن منه إلى الحق جانبٌ
بِقَولٍ أَلانَتْ جَانِبَيهِ القَنا المُلْد
وقد يُعجِزُ الدَّاءُ الدَّواءَ مِن امرِىء
ٍ ويشفيه من داء به الكي والفصدُ
فغالبهم قومٌ كأن سلاحهم
نيوبٌ وأظفارٌ لهم فهم أسدُ
ثقاتٌ من الإسلامِ إن يعدوا يفوا
وإن يسألوا يهدوا وإن يقصدوا يجدوا
وَأَمَّا مكانُ الصِّدقِ منهم فإِنه
مقالهُمُ وَالطّعْنُ والضَّرْبُ والوعْدُ
إِذا ادَّرَعُوا كانتْ عُيُونُ دُرُوعِهِمْ
قلوباً لها في الرَّوْحِ مِنْ بَأْسِهِم سَرْدُ
يشوقك منهم كل حلمٍ ونجدة
ٍ تَحَلَّتْ بِكلٍّ مِنْهما الشِّيبُ وَالمُرْدُ
بهاليلُ أما بذلهم في جهادهم
فأنفسهم والمالُ والنصحُ والحمدُ
فلله صديقُ النبيِّ الذي له
فضائلُ لم يدرك بعدٍّ لها حدُّ
وَمَنْ كانَ لِلْمُخْتَارِ في الغارِ ثانياً
وَجَادَ إلى أنْ صارَ ليسَ لهُ وَجْد
فإِنْ يَتَخَلَّلْ بالعباءَة ِ إنه
بذلك في خُلاَّتهِ العلمُ الفردُ
ومن لم يخف في الله لومة لائمٍ
وَلم يُعْيِهِ قِسْطٌ يُقامُ وَلا حَدُّ
ولا راعه في الله قتلُ شقيقهِ
ألا هكذا في الله فليكن الجَلدُ
ومنْ جَمَعَ القرآنَ فاجْتَمَعَتْ به
فضائلُ منه مثل ما اجتمعَ الزبدُ
وجهَّزَ جيشاً سار في وقت عسرة
ٍ تعذَّر من قوتٍ به الصاعُ والمدُّ
ومن لم يُعَفَّر كَرَّمَ الله وجهه
جبينٌ لغير الله منه ولا خدُّ
فَتَى الحَربِ شَيْخُ العِلْمِ والحِلْمَ والحِجَى
عَلِيُّ الذي جَدُّ النَّبيِّ لَهُ جَدُّ
ومَن كانَ مِنْ خيرِ الأَنامِ بِفَضْلِهِ
كهارونَ مِن موسَى وذلكمُ الجَدُّ
تَوَهَّمْتَ أَنَّ الخَطْبَ ليس لهُ زَنْد
وإن عجمت أفواهها عودَ بأسهِ
أَفادَتْكَ عِلْماً أَنَّ أفواهَها دُرْدُ
يُوَرِّدُ خديهِ الجلادُ وسيفهُ
فذَاكَ إِذَا شَبَّهْتَهُ الأَسَدُ الوَرْدُ
وعندي لكم آل النبي مودة
ٌ سَلَبْتُمْ بها قلبي وصارَ له عِنْدُ
على أنَّ تذكاري لما قد أصابكم
يُجدِّدُ أشجاني وإن قدم العهدُ
فِدًى لكُمُ قَوْمٌ شقُوا وَسَعِدْتُمُ
فدارُهمُ الدنيا ودارُكمُ الخُلْدُ
أترجونَ من أبناء هندٍ مودة
ً وَقَدْ أرضَعَتْهُمْ دَرَّ بِغضَتِها هِنْدُ
فلاَ قَبِلَ الرَّحْمنُ عُذْرِي عُداتِكم
فإِنهم لا يَنْتَهُونَ وإِنْ رُدُّوا
إليك رسول الله عذري فإنني
بِحُبِّكَ في قَوْلِي ألِينُ وَأَشْتَدُّ
فإن ضاع قولي في سواك ضلالة
ً فما أنا بالماضي من القول معتدُّ
وما امتد لي طرفٌ ولا لان جانبٌ
لِغَيْرِكَ إلا ساءني اللِّينُ والمَدُّ
أأشْغَلُ عَنْ رَيْحَانَتَيْكَ قَريحَتِي
بشيحٍ ورندٍ لا نما الشيح والرَّندُ
وأَدْعُو سِفاهاً غيرَ آلِكَ سادتي
وهل أنا إنْ وُفقتُ إلا لهم عبدُ
فلاراح معنياً بمدحي حاتمٌ
ولا عُنِيَتْ هندٌ بِحبِّي ولا دَعْدُ
ولا هيَّجت شوقي ظباءٌ بوجرة
ٍ ولا بعثتْ وصفي نقانقها الربدُ
ويا طِيبَ تَشْبِيبي بِطَيْبَة َ لاثَنَى
عنان لساني عنك غورٌ ولا نجدُ
فَهَبْ لي رسولَ الله قُرْبَ مَوَدَّة ٍ
تَقَرُّ بِهِ عَيْنٌ وتَرْوَى بِه كِبْد
وإني لأَرجو أنْ يُقَرِّبَنِي إِلَى
جَنابِكَ إِرْقالُ الرَّكائِبِ والوخْد
ولولا وثوقي منك بالفوزِ في غدٍ
لما لَذَّ لي يَوْماً شَرابٌ وَلاَ بَرْدُ
علَيْكَ صلاة ُ الله يُضْحِي بطيْبَة
ٍ لَدَيْكَ بها وفْدٌ ويُمْسِي بها وفْدُ




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.forumegypt.net
 
وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ إذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ يستغف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» • للهم صل وسلم على عتبة بابك وحامل كتابك ولسان خطابك وأحب أحبابك ، وعروة المستمسك بأسبابك محمد شمسك وقمرك وشهابك وأتوسل إليك به لنيل ما اطلبه في الدنيا والآخرة من عميم ثوابك وفي دفع ما أخشاه في الدنيا والآخرة من أليم عقابك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
» وافاك بالذنب العظيم
» محب الله فى الدنيا عليلٌ
» قالت عائشة رضي الله عنها : بينما النبي ( ص ) في مسجد المدينه ومعه المهاجرون والانصار اذ جاء اعرابي قد صاد ضبا فقال : يا محمد ما اشتملت النساء علي ذي لهجة هو اكذب منك ولولا خصلة فيك لملأت سيفي هذا منك فوثب اليه عمر رضي الله تعالي عنه فقال النبي (ص) "" لقد
» وانتبهنا بعد ما زال الرحيق وافقنا ليت انا لا نفيق..يقظة طاحت باحلام الكرى وتولى الليل والليل صديق واذا النور نزير طالع واذا الفجر مطل كالحريقواذا الدنيا كما نعرفها واذا الاحباب كل فى طريق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفخرانى الرفاعى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: