الفخرانى الرفاعى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تصوف وروحانيات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 718
نقاط : 2151
تاريخ التسجيل : 09/10/2012
العمر : 73

كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ  بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ  خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها  وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ  ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها  دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ  ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ  لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ  Empty
مُساهمةموضوع: كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ    كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ  بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ  خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها  وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ  ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها  دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ  ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ  لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ  Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:08 am

كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ
بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ
خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها
وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ
ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها
دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ
ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ
لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ
ذهبَ الشبابُوسوفَ أذهبُ مثلما
ذهبَ الشبابُ وما امرؤٌ بمخلِّدِ
إنَّ الفَناءَ لكلِّ حَيٍّ غايَة
ٌ محتومة ٌ إن لم يكن فكأن قدِ
وارحمتا لمصورٍ متطورٍ
في كلِّ طَوْرٍ صورة َ المُتَرَدِّدِ
قذفتْ به أيدي النوى من حالقٍ
سامي المحلِّ إلى الحضيضِ الأوهدِ
مُستَوْحِشٍ في أُنْسِهِ مُتعاهِدٍ
بحنينهِ شوقاً لأولِ معهدِ
منعتهُ أسبابٌ لديهِ رجوعهُ
فاشتاق للأوطان شوقَ مقيدِّ
يا لَيْتَهُ لوْ دامَ نَسْياً مالَهُ
من ذاكرٍ أو أنه لم يولدُ
حَمَلَ الهَوَى جَهْلاً بأَثْقالِ الهَوَى
مُسْتَنْجِداً بعزيمة ٍ لم تُنْجِدِ
ما إنْ يَزالُ بما تكلَّفَ حَمْلَهُ
في خطتي خسفٍ يروحُ ويغتدي
غَرضاً لأمْرٍ لا تَطيشُ سِهامُه
ومعرَّضاً لمعنفٍ ومفندِ
وخليفة ٍ في الأرضِ إلا أنه
مُتَوَعِّدٌ فيها وعيد الهُدْهُدِ
وَجَبَ السُّجودُ لهُ فلما أنْ عصى
قالتِ خطيئته له اركع واسجدِ
ونبت به الأوطان فهو بغربة
ٍ ما بين أعداءٍ يسيرُ وحسَّدِ
أنفاسه تُحصَى عليه وعلم ما
يفضى إليه غداله حُكمُ الغدِ
أبداً تراهُ واجداً أو عادماً
في حَيْرَة ٍ لَقْطَاتُها لم تُنْشَد
يُمسِي ويُصْبِحُ مُتْهِماً أَوْ مُنجِداً
لمِعَادِهِ معَ مُتْهِمٍ أوْ مُنجِد
يرمي به سهلاً ووعراً زاجراً
بَطْنُ المِسَنِّ به كَظَهْرِ المِبْرَدِ
متخوفاً منه المصير لمنزلٍ
مُسْتَوبَلِ المَرْعَى وبيء المَوْرِدِ
ما إن رأى الجاني به أعماله
إلاّ تمنى أنه لم يولدِ
حسبي له حب النبي وآلهِ
عِنْدَ الإِله وسيلَة ً لَمْ تُرْدَدِ
فإذا أجَبْتَ سؤَالَهُ في آلِهِ
سلْ تعط واستمدد فلاحاً تمددِ
وأْمَنْ إذا قامَ النبيُّ مَقَامَهُ الْـ
ـمحمود في الأمر المقيم المقعدِ
وتزوَّدِ التقوى فإن لم تستطعْ
فمِنَ الصلاة ِ على النبيِّ تَزَوَّدِ
صلَّى عليه الله إن صلاة َ مَنْ
إِلاَّ يَمُدُّ إليهِ راحَة َ مُجْتَدِي
واسمع مدائح آل بيت المصطفى
منى ودونكَ جمعها في المفردِ
صنو النبي أخو النبي وزيرهُ
ووليهُ في كل خطبٍ مؤيدِ
جَدُّ الإِمامِ الشَّاذِليِّ المُنْتَمي
شرفاً إليه لسيدٍ عن سيدِ
أسماؤهم عشرونَ دون ثلاثة
ٍ جاءت على نسقٍ كأحرفِ أبجدِ
لِعَلِيِّ الحَسَنُ انْتَمَى لِمُحَمَّد
عيسى وسرُّ محمدٍ في أحمدِ
واختار بطالٌ لوردٍ يوشعاً
وبيوسفٍ وافى قصيٌّ يقتدي
وبحاتمٍ فتحت سيادة ُ هرمزٍ
وغَدا تَمِيمٌ لِلْمَكَارِمِ يَهْتَدِي
وبِعبَدِ جَبَّارِ السمواتِ انْتَضَى
لِلْفَضْلِ عبدُ الله أيَّ مُهَنَّدِ
وأتى عليٌّ في العلا يتلوهم
فاختم به سور العلا والسؤودِ
أعْنِي أبا الحَسَنِ الإِمامَ المُجْتَبَى
مِنْ هَاشِمٍ والشَّاذِليَّ المَوْلِدِ
إن الإمامَ الشاذليَّ طريقهُ
في الفضلِ واضحة ٌ لعينِ المهتدي
فانقُلْ ولوْ قَدَماً عَلَى آثَارِهِ
فإذا فعلتَ فذاك آخذُ باليدِ
واسْلُكْ طرِيقَ مُحَمَّدِيِّ شرِيعَة ٍ
وَحَقِيقَة ٍ ومُحَمَّدِيِّ المَحْتِدِ
مِنْ كلِّ ناحِيَة ٍ سَنَاهُ يَلوحُ مِنْ
مصباحِ نورِ نبوة ٍ متوقدِ
فَتْحٌ أتى طُوفانُهُ بِمَعارِفٍ
تنُّورها جوديُّ كلِّ موحدِ
قد نالَ غَايَة َ ما يَرُومُ المُنْتَهِي
مِنْ رَبِّهِ ولهُ اجتهادُ المُبْتَدِي
مُتَمَكِّن في كلِّ مَشْهدِ دَهْشَة
ٍ أو وقفة ٍ مافوقها من مشهدِ
منْ لا مقام له فإن كمالهُ
لِلنَّاسِ يُرْجِعُه رُجُوعَ مُقَلِّدِ
قل للمحاولِ في الدنوِّ مقامهُ
ما العَبْدُ عندَ الله كالمُتَعَبِّدِ
وَالفضلُ ليسَ يَنالُهُ مُتَوَسِّلٌ
بتورعٍ حرجٍ ولا بتزهدِ
إن قال ذاك هو الدواءُ فقل له
كُحْلُ الصَّحِيحِ خِلاَفَ كُحْلِ الأرْمَدِ
يمَشي المُصَرِّفُ حيثُ شاء وغيْرُهُ
يمشِي بحُكْمِ الحَجْرِ حُكْمِ مُصَفَّدِ
من كان منكَ بمنظرٍ وبمسمعٍ
أَيُحَالُ منه عَلَى حدِيثٍ مُسْندِ
لِكلَيْهِمَا الحُسْنَى وَإنْ لم يَسْتَوُوا
في رُتْبَة ٍ فقدْ اسْتَوَوْا في الموْعِدِ
كلٌّ لِما شاء الإِله مُيَسَّرٌ
والناسُ بين مقربٍ ومشردِ
وإذا تحققت العناية ُ فاسترح
وإذا تخلفتِ العناية فاجهدِ
أَفْدِي عَلِيًّا في الوجودِ وَكلُّنَا
بِوُجودِهِ مِنْ كلِّ سوءٍ نَفْتَدِي
قُطْبُ الزَّمانِ غَوْثُهُ وإِمامُهُ
عينُ الوجودِ لسانُ سرِّ الموجدِ
سادَ الرِّجالَ فَقَصَّرَتْ عَنْ شَأْوِهِ
هممُ المؤوبِ للعلا والمسئدِ
فتلق ما يلقى إليك فنطقهُ
نُطْقٌ بِرُوحِ القُدْسِ أيُّ مُؤَيِّدِ
إما مررتَ على مكان ضريحهِ
وشممتَ ريح الندِّ من ترب ِالندِ
ورأيت أرضاً في الفلا مخضرة
ً مخضلة ً منها بقاعُ الفدفدِ
والوحْشُ آمِنَة ٌ لَدَيهِ كأَنَّها
حُشِرَتْ إِلى حَرمٍ بأَوَّلِ مَسْجِد
ووجَدْتَ تَعْظِيماً بِقَلْبِكَ لَو سَرَى
في جلمدٍ سجدَ الورى للجلمدِ
فقل السلام عليك يا بحر الندى الطـ
ـامي ويا بحر العلوم المزبدِ
يا وارِثاً بالفَرْضِ عِلْمَ نَبِيِّهِ
شرفاً وبالتعصيبِ غير مفندِ
الْيَوْمَ أحْمَدُ مِنْ عَليٍّ وارِثٌ
حظي عليًّ من وراثة أحمدِ
يُعْزَى الإمامُ إلَى الإِمامِ وَيقْتدِي
للمُقْتدي بِهُدَاهُ فضلُ المُقْتدي
والمرء في ميراثهِ أتباعهُ
فاقْدِرْ إذَنْ فضلَ النبيِّ مُحَمَّدِ
صَدَعَ الأسَى قَلْباً بِسَجْعِ مُغَرِّدِ
وسرى السرور إلى القوب فهزها
مَسْرَى النَّسيمِ إِلَى القَضيبِ الأَمْلَدِ
شَوْقاً لِمُرْسيَة ٍ رَسَتْ آساسَها
بِعَلِي أَبي العَبَّاسِ فَوْقَ الفَرْقَدِ
اليَوْمَ قامَ فَتَى عَلِيٍّ بَعْدَهُ
كيما يبلغَ مرشداً عن مرشدِ
فكأنَّ يُوشَعَ بعدَ موسى قائمٌ
بطريقه المثلى قيامَ مؤكدِ
فليقصِدِ المُسْتَمْسِكونَ بِحَبْلِه
دار البقاء من الطريق الأقصدِ
فإذا عزمت على اتباع سبيله
فَاسمَعْ كلامَ أخِي النَّصِيحَة ِ ترْشُدِ
فنظامُ أعمالِ التقى آدابها
فاصحب بها أهل التقى والسؤددِ
وتجنب التأويل في أقوال من
صاحبت من أهل السعادة تسعدِ
قد فرَّقَ التأوِيلُ بَيْنَ مُقَرَّبٍ
يَوْمَ السُّجُودِ لآدَمٍ ومُبَعَّدِ
وحذارِ أن يثقِ المريدُ بنفسهِ
وَاحْزِمْ فما الإِصلاحُ شَأْنُ المُفْسِدِ
فالوَصفُ يَبْقَى حُكْمُهُ مَعَ فَقْدِهِ
وَالمَرْءُ مَرْدُودٌ إِذَا لَمْ يُفْقَدِ
إن الضنينَ بنفسهِ في الأرضِ لا
يلوي على أحدٍ وليس بمصعدِ
ويظنُّ إِنْ رَكَدَتْ سفينَتُهُ عَلَى
أمْوَاجِها ورِياحها لَمْ تَرْكُدِ
فاصحب أبا العباسِ أحمد آخذاً
يَدَ عارِفِ بِهوَى النُّفُوسِ مُنَجِّدِ
فإذَا سقَطْتَ عَلَى الخَبيرِ بِدَائها
فَاصْبِرْ لِمُرِّ دَوَائِهِ وَتَجَلَّدِ
وإذَا بَلَغْتَ بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ مِنْ
عِلْمَيْهِ فانْقَعْ غُلَّة َ القَلْبِ الصَّدِي
فمَتى رأَى موسى الإِرادَة َ عِنْدَهُ
خِضْرُ الحقيقَة ِ نَالَ أقْصَى المَقْصِدِ
وإِذَا الفَتى خُرِقَتْ سَفِينَة ُ جِدَّهِ
لنجاتها وجدَ الأسى غيرَ الددِ
وتبدلت أبوا الغلام بقتلهِ
بأَبرَّ مِنْهُ لِوَالِدَيْهِ وأرْشَدِ
وَأُقِيمَ مُنْتَقَضُ الجِدَارِ وتَحْتَهُ
كَنْزُ الوُصُولِ إلى البقاءِ السَّرْمَدِي
فلْيَهْنِ جَمْعاً في الفِراقِ ووُصْلة
ً من قاطعٍ وترقياً من مخلدِ
مغرى ً بقتل النفسِ عمداً وهولا
يعطي إلى القودِ القيادِ ولا اليدِ
لله مقتولٌ بغير جناية
ٍ كَلِفٌ بِحُبِّ القاتِلِ المُتَعَمِّدِ
ما زالَ يَعْطِفُها عَلَى مَكْرُوهِها
حتَّى زَكَتْ وَصَفَتْ صعفاءَ العَسْجَدِ
وأحيبَ داعيها لردِّ مشردٍ
مِنْ أَمْرِها طَوعاً وَجمْعِ مُبَدَّدِ
لم تترك التقوى لها من عادة ٍ
ألفت ولا لمريضها من عوَّدِ
فليهنِ أحمدَ كيمياءُ سعادة ٍ
صحَّتْ فلا نارٌ عليه تغتدي
جعلتهُ لم يرَ للحقيقة ِ طالباً
إلا يمُّ إليه راحة َ مجتدي
ألفاظُهُ مَبْذُولة ٌ بَذْلَ الحَيَا
ومَصونَة ٌ صَوْنَ العَذارَى الخُرَّدِ
كلُّ يَرُوحُ بِشُرْبِ راحِ عُلُومِهِ
طَرِباً كَغُصْنِ البانَة ِ المُتأَوِّدِ
ضمنَ الوقارَ لها اعتدالُ مزاجها
فشَرَابُها لا يَنْبَغي لِمُعَرْبدِ
فَضَحَتْ مَعَارِفُها مَعارِفَ غَيْرِها
والزيفُ مفضوحٌ بنقدِ الجيِّدِ
كشفتْ له الأسماعُ عن أسرارها
فإِذَا الوُجودُ لِمقْلَتَيْهِ بِمَرْصَدِ
وأرتهُ أسبابَ القضاء مبينة
ً للمستَقيمِ بِعِلْمِها وَالمُلْحِدِ
تأبى علومكَ يافتى ً غيرَ التي
هيَ فَتْحُ غَيْبٍ فَتْحُهُ لَمْ يُسْدَدِ
قل للذِين تَكَلَّفُوا زِيَّ التقَى
وتَخَيَّرُوا لِلدَّرْسِ ألفَ مُجَلَّدِ
لا تَحْبَوا كُحْلَ العُيُونِ بِحِيلة
ٍ إِنَّ المَهَا لَمْ تَكْتَحِلْ بِالإِثْمِدِ
ما النحلُ ذللتِ الهداية ُ سُبلها
مثل الحميرِ تقودها للموردِ
من أملتِ التقوى عليه وأنفقتْ
يَدُهُ مِنَ الأكوانِ لا مِنْ مِزْوَدِ
وأَبِيكَ ما جَمَعَ المَعالِيَ وادِعاً
جمع الألوف من الحسابِ على اليدِ
إلا أبو العباسِ أوحد عصرهِ
أكْرِمْ به في عَصرِهِ مِنْ أوْحَدِ
أفْنَتْهُ في التَّوْحِيدِ هِمَّة ُ ماجِدٍ
شذَّتْ مقاصدها عن المتشددِ
ساحتْ رجالٌ في القِفارِ وإنه
لَيَسِيحُ في مَلَكُوتِ طَرْفٍ مُسْهَدِ
ولهُ سرائرُ في العُلا خَطَّارَة
ٌ خطارها وركابها لم تشددِ
فالمستقيم أخو الكرامة عندهُ
لا كلُّ من ركب الأسود بأسودِ
وأجلُّ حالِ معاملٍ تبعية ٍ
أُخِذَتْ إلى أدَبِ المُرِيدِ بِمِقْوَدِ
فأَتى مِنَ الطُّرْقِ القَرِيبِ مَنَالُها
وأتى سواهُ من الطريق الأبعدِ
سيفٌ من الأنصارِ ماضٍ حدُّهُ
فاضرِبْ بهِ في النَّائِبَاتِ وهَدِّدِ
أُثْني عليه بِباطنٍ وبِظاهرٍ
لاسرَّ منه بمغمدِ ومجردِ
مِنْ مَعْشَرٍ نَصَرُوا النبيَّ وسابَقوا
معه الرياح بكل نهدٍ أجردِ
وَثَنَوْا أَعِنَّتَهُمْ وقد تَرَكُوا العِدا
بالطعنِ بين مجدلٍ ومقددِ
من كل ذمرٍ كالصباحِ جبينهُ
ذربٌ بخوضِ المضلاتِ معوَّدِ
وبِكُلِّ أسْمرَ أزْرقٍ فُولاذُهُ
وبِكُلِّ أبيضَ كالنَّجِيعِ مُوَرَّدِ
شهد النهار لفضلٍ بمسددٍ
مِنْ رأيهِ ولِطاعِنٍ بمُسَدَّدِ
وتمخضت ظلم الليالي منهم
عن ركعٍ لا يسأمون وسجدِ
خَافَ العَدُوُّ مَغِيبهُمْ لِشُهُودِهمْ
والموتُ يَكْمُنُ في الحُسامِ المُغْمَدِ
الساتر والعوراتِ من قتلى العدا
يَوْمَ الحَفيظَة ِ بالقَنا المُتَقَصِّدِ
والطَّاعِنُو النَّجْلاَءَ يُدْخِلُ كَفَّهُ
في إثْرِها الآسي مكانَ المِرْوَدِ
سَلْ مِنْ سَلِيلِهمُ سُلوكَ سَبِيلِهمْ
يُرْشِدْكَ أحمدُ للطَّرِيقِ الأحمِد
مستمطراً بركاتهِ من راحة
ٍ أندى من الغيثِ السكوبِ وأجودِ
فَمَواهِبُ الرَّحمنِ بين مُصَوَّبٍ
منها لراجي رحمة ٍ ومصعدِ
يامن أمُتُّ له بحفظ ذمامهِ
وبِحُسْنِ ظنِّي فيهِ لِي مُسْتَعْبِدِي
مَوْلاَيَ دُونَكَ ما شَرَحْتُ بِوَزْنِه
وَرَوِيِّهِ قَلْبَ الكئيبِ الأكْمَدِ
فاقبل شهابَ الدينِ عذر خريدة
ٍ عَذْراءَ تُزْرِي بالعَذَارَى النُّهَّد
معسولة ٍ ألفاظها من كاملٍ
أبردْ حشى من ريقها بمبردِ
طلَعَتْ مَجَرَّة ُ فضلِها بِكَواكِبٍ
دُرِّيَّة ٍ مَحْفُوفَة ٍ بالأَسْعدِ
رامَ استراق السمعِ منها ماردٌ
لَمَّا أتَتْكَ فَلمْ يَجِدْ مِن مَقْعَدِ
من منهلٍ عذبٍ صفا سلساله
لا مِنْ صَرًى يَشْوِي الوجُوهَ مُصَرَّد
بَعَثَتْ إِليكَ بها بواعِثُ خاطِرٍ
مُتَحَبِّبٍ لِجَنابكُمْ مُتَودِّد
صادَفْتُ دُرَّا مِنْ صِفاتِكَ مُثْمَناً
فأعرتهُ منِّي صفاتِ منضِّدِ
جاءت تسائلك الأمان لخائفٍ
مِنْ رِبْقَة ٍ بِذُنُوبِهِ مُتَوَعد
فاضمَنْ لها دَرْكَ المعادِ ضمانَها
بالفَوْزِ عنكَ لِسامِع ولِمُنْشِد
فإذا ضمنتَ له فليس بخائفٍ
من مبرقٍ يوماً ولا من مرعدِ
جاهُ النبيِّ لِكُلِّ عاصٍ واسِعٌ
والفضلُ أجدرُ باقتراحِ المُجْتَدِي












May 14, 2010, 03:03 AM
رقم المشاركة : 14

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ

البوصيري




أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
فأخو السيادة أحمدُ بن محمدِ
الصاحبُ ابن الصاحبِ ابن الصاحبِ الـ
ـحِبْرُ الْهُمَامُ السَّيِّدُ ابنُ السَّيِّدِ
لاتشركنَّ به امرأً في وصفهِ
فتكونَ قد خالفْتَ كلَّ مُوَحِّد
الشمس طالعة ٌ فهل من مبصرٍ
والحَقُّ مُتَّضِحٌ فهل من مُهتَدِي
إنَّ الفتى منْ سوَّدتهُ نفسهُ
بالفضلِ لامن سادَ غير مسوَّدِ
والناسُ مُخْتَلِفُوا المذاهِبِ في العُلا
والمذهبُ المختارُ مذهبُ أحمدِ
وفي علوم الأولين حقوقها
والآخرينَ وفاءَ من لم يجحدِ
فكأَنهُ فينا خليفة ُ آدمٍ
أوْ آدَمٌ لو أنهُ لم يولَدِ
أفضَى به علْمُ اليَقِين لعَيْنِه
ورآه حاسدهُ بعيني أرمدِ
كُشِفَ الغِطَاءُ لهُ فليسَ كحائرٍ
في دينهِ من أمرهِ مترددِ
قد كان يحكم في الأمور بعلمهِ
شهدَ المحقُّ لديهِ أم لم يشهدِ
لولا يخاطبنا بقدر عقولنا
جَاءتْ معارفْه بما لم نَعْهَدِ
ورِثَ النُّبُوَّة َ فَلْيَقُمْ كَقِيَامِهِ
مَنْ حَاوَلَ الميراثَ أو فَلْيَقْعُد
فلِسَانُهُ العَضْبُ الْحُسَامُ المُنْتَضَى
وبيانه بحرٌ خضمُّ المزبدِ
وبصيرة ٌ بالله يشرق نورها
ويُضِيءُ مثلَ الكَوْكَبِ المُتَوَقِّد
وخَلائِقٌ ما شابَها مَنْ شَانَها
فأَتتْ كماءِ المُزْنِ في قَلْبِ الصَّدِي
فَلِبَابِ زَيْنِ الدِّينِ أحمدَ فلْيَسِرْ
من كان بالأعذارِ غير مُقيَّدِ
هوَ كَعْبَة ُ الفضلِ الذي قُصَّادُهُ
قد حَقَّقُوا منه بُلوغَ المقصِد
لَمَّا ورَدْتُ عَلَى كَريمِ جَنَابِهِ
فوردتُ بحر الجودِ عذبَ الموردِ
لَمَّا وَرَأَيتُ وَجْهاً أَشْرَقَتْ أَنْوَارُه
فَأضاءَ مثلَ الكوكَبِ المُتَوَقِّد
أعْرَضْتُ عَنْ لهوِ الحَديثِ وَقُلْتُ يا
مَدْحَ الورَى عنِّي فمَا أَنَا مِنْ دَدِ
وعزمتُ في يومي على العملِ الذي
ألقاهُ لي نعْمَ الذخيرة ُ في غَدِ
مَدْحٌ إِذا أعمَلْتُ فيهِ مِقْوَلي
جَاهدْتُ عن دينِ الهُدَى بِمهَنَّدِ
أبقى له الذكرَ المخلدَ علمهُ
أنْ ليس في الدُّنْيَا امرُؤٌ بِمُخَلَّدِ
فَاسْتُنْفِدَتْ بوجودِهِ آمالهُ
واختار عند الله مالم ينفدِ
شُغِفَتْ بِه الدُّنْيَا وَآثَرَ أُخْتَها
حُبَّا فَأَوْهَم رَغْبة ً بِتَزَهُّدِ
وأتى عليها جوده فكأنها
لهوانها في نفسهِ لم توجدِ
فإذا نظرتَ إلى مقاصدهِ بها
أبَدَتْ إِليكَ حَقيقة َ المُتَجَرِّدِ
كلِفٌ بِمَا يَعْنِيهِ مِنْ إِسعادِ ذِي الْـ
ــحاجات في الزمنِ القليلِ المسعدِ
يطوي من التقوى حشاهُ على الطوى
وَيَبِيتُ سَهْرَاناً مُقَضَّ المَرْقَد
ويغضُّ من مغسولتين بدمعهِ
مَكْحُولَتَيْنِ مِن الظَّلامِ بإِثْمِد
عوِّلْ عليه في الأمور فإنه
أهلُ الغَرِيبِ وبَيْتُ مالِ المُجْتَدِي
واستمطر البركات من دعواته
حيث استقل سحاب راحته الندي
واسمع لما يوحى من الذكر الذي
يُشْجِي القلوبَ لَوَ أنها مِنْ جَلْمَدِ
صَدَرَتْ جَواهِرُ لفظِهِ مِنْ باطِنٍ
صافِي التُّقَى مِثْلِ الحُسام المُغْمدِ
فأراكه سحرَ البيانِ منضداً
بِيَدِ البَلاغَة ِ وَهْوَ غيرُ مُنَضَّدِ
مُتَحَلِّياً بِجَوَامِعِ الكَلِمِ التي
يُعْنى بها حَدِبٌ عناءَ تَجَلُّدِ
فالقَصُّ منه إذا أتَاكَ تَعَدَّدَتْ
منه المعاني وَهْوَ غيرُ مُعَدَّدِ
قل للإمام المقتدي بعلومهِ
قد فازَ مِنْ أَضْحى بِرأْيِكَ يَقْتَدِي
يَا مَنْ يُرَاعِي للفضيلة ِ حَقَّهَا
لتلذذٍ بالفضلِ لا لتزيدِ
لم تصغ ِ للعلماء إلا مثلما
أصْغَى سُلَيْمانٌ لِقَوْلِ الهُدْهُدِ
عَجِبَتْ لِزُهْدِكَ في الوزارة ِ مَعْشَرٌ
فأَجَبْتُهُمْ عَجَباً إذَا لم يَزْهَدِ
ما ضرَّ حبراً قلدتهُ أئمة
ٌ أَنْ لم يكنْ لِمَنَاصِبٍ بِمُبلَّدِ
وإذا سما باسْمِ العلومِ فلا تَسَلْ
عن حطِ نفس بالحضيض الأوهدِ
ما المَجْدُ إِلاَّ حِكْمَة ٌ أُولِيتَهَا
ينحط عنها قدر كل ممجدِ
يارتبة ً لاترتقى بسلالمٍ
وسيادة ً ما تشترى بالعسجدِ
خيرُ المناصِبِ ما العيُونُ كَليلَة ٌ
عنه وما الأيدي له لمْ تُمْدَدِ
مَوْلايَ دونَكَ مِنْ ثنائيَ حُلَّة
ً تُبْلِي مِنَ الأيام كلَّ مُجَدَّدِ
جَاءَتْ مُسارِعَة ً إليكَ بِساعَة
ٍ سَعِدَتْ مُطالِعة ً وإنْ لم تُرصَدِ
يَوْمُ اتِّصَالٍ بالأَحِبَّة ِ، حَبَّذا
يَوْمٌ به انقَطَعَتْ قلوبُ الحُسَّدِ
ما سُيِّرَتْ ما بَيْنَ يوسُفَ مِثْلَما
قد سُرَّ فيه أَحْمَدٌ بمُحَمَّدِ
ياحبذا مدحٌ لآلِ محمدٍ
دون التغزلِ في غزالٍ أغيدِ
إن الجلالة َ منذ رُمتُ مديحكم
لم تَرْضَ لي ذكْرَ الحِسانِ الخُرَّدِ
فالله يَجْمَعُ شَمْلَكُمْ ساداتِنا
جَمْعَ السلامَة ِ في نعيمٍ سَرْمَدِ








May 14, 2010, 03:03 AM
رقم المشاركة : 15

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ

البوصيري




حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
وتوجهْ تلقاءَ بئرِ عُمارهْ
فالبِتِيَّاتِ فالحِرازِ فَتُبْتيـ
ـــت فشبرا البيوم فالخمارهْ
وإذا جِئْتَ حَاجِراً بَيْنَ بَلْبَيْـ
ـس وقليوبَ من خرابِ فزارهْ
فارجِعِ السَّيْرَ بَيْنَ بِنْها وَأتْـ
ـرِيبَ وكلٌّ لِشاطِىء ِ البَحْر جَارَه
وإذا ما خطرتَ من جانبِ الرمـ
ـلِ بِفاقُوسَ فاقْصِدِ الخَطَّارَه
وشمنديلَ وهي منزلة ُ الجيــ
ـشِ وسعدانة ٍ محلِّ غراره
خَلِّني مِنْ هَوَى البَداوة ِ إني
لست أهوى إلا جالَ الحضاره
واقر تللك القرى السلام فإن أعـ
ـيَتْكَ منها عبارَة ٌ فإشارَه
إنَّ قَلْبي أضْحَى إلى ساكِنِيها
باشتياقٍ وَمُهْجَتي مُسْتَطاره
أذكرتنا عيشاً قديماً نزعنا
هُ لِبَاساً كالحُلَّة ِ المُسْتعَارَه
وزماناً في الحُسْنِ وجْهَ عَلِيٍّ
ذا بَهاءٍ وبَهْجَة ٍ ونَضَاره
صاحبٌ لا يزالُ بالجُودِ والإفـ
ـضالِ طلق اليدينِ حلو العباره
كم هدانا من فضلهِ بكتابٍ
معجزٍ من علومهِ بآثاره
وجههُ مسْفِرٌ لعافيهِ ما نحــ
ـتاجُ في الجود عنده لسفاره
يدهُ رقعة ُ الصباحِ فما أغـ
ـربها من سلامة ٍ وطهاره
يَذْكُرُ الوعْدَ في أُمورٍ ولا يَذْ
كُرُ جَدْوى وَلو بكلِّ إمارَه
إنما يذكرُ العطيَّة َ من كا
نتْ عَطاياهُ تارة ً بعدَ تاره
سَيِّدي أنْتَ نُصرَتي كلما شَنَّ
عَلَيَّ الزَّمانُ بالفَقْرِ غارَه
شاب رأسي وما رأست كأني
زامِرُ الحَيِّ أوْ صغيرُ الحاره
وَابن عِمْرانَ وهْوَ شَرُّ مَتاع
للورى في بطانة ٍ وظهاره
حَسَّنَ القُرْبُ منكُم قُبحَ ذِكْرَا
هُ كتحسين المسك ذكراً لفاره
فهو في المدح قطرة ٌ من سحابي
وهو في الهجو من زنادي شراره
ما لهُ مِيَزَة ٌ عَلَيَّ سِوَى أنَّ
له بغلة ً ومالي حماره
وَعِياطٌ تُدْوَى الدَّوَاوينُ منه
لا بمعنًى كأنه طِنْجِهَاره
يَتَجنَّى بِسُوءِ خُلْقٍ عَلَى النا
سِ ونفسٍ ظلومة ٍ كفاره
لم تهذبهُ كل قاصرة ِ الطـ
ـرفِ أجادتْ بأخدعيهِ القصاره
وابن يغمورَ إذ كساهُ من الـ
ـدِّرَّة ِ دِرْعاً كأَنّه غَفَّارَه
طبعت رأسهُ دماً وبساطي
جلدة ً أو حسبته جلناره
وسليمانُ كلما قرع القرْ
عَة َ طَنَّتْ كأنها نُقَّارَه
وقعاتٌ تنسي المؤرخَ ما كا
نَ من سنبسٍ ومن زناره
إن جَهِلتُمْ ما حلَّ في ساحلِ الشَّيْخِ
ـخِ من الصفحِ فاسألوا البحاره
قالتِ البغلة ُ التي أوقعتهُ
أنا مالي على الغبونِ مراره
إنَّ هذا شيخٌ له بجواريـ
معَ الناس كلَّ يومٍ صِهَارَه
قُلْتُ لا تفتَري عَلَى الشاعرِ الفقِّـ
ـهِ ، قالت : سلِ الفقيه عُماره
لو أتاهُ في عرسهِ شطرُ فلسٍ
لرأى البيع رجلة َ وشطاره
قلتُ هذا شادُّ الدَّوَاوينِ، قالتْ
ما أُولِّي هذا علَى الخَرَّاره
قلتُ ذي غيرة ُ الأبيرة ِ ألاَّ
تشتهي أن تفارقَ الأباره
قالت أقْوَى وكيفَ أُغْيَرُ مِنّي
عند شيخٍ كلٍّ بغيرِ زباره
قلتُ: ما تَكْرَهينَ منه؟ فقالت
أَيُّ بُخْلٍ فيه وأيُّ قَتارَه
أنا في البيتِ أشتهي كفَّ تبنٍ
ومنَ الفرطِ أشتهي نُوَّاره
وعَلِيقي عليه أرْخَصُ مِنْ ما
لِ المَوارِيثِ في شِرا ابنِ جُبَاره
سَرَق النِّصْفَ واشتَرى النِّصف بالنِّصْـ
فِ وَأفْتَى بأنَّ هذا تجارَه
لاتلوموا إذا وقعتُ من الجو
عِ فإني من الخوى خواره
ما كفاه من الطَّوافِ ببلبيـ
ـسَ إلى أن يطوفَ بي السياره
آه من ضيعتي وما ذاك إلا
أنَّ مالي عَلَى الغُبونِ مَرارَه
أُكْمِلَتْ خِلْقَتي وَشَيبي ومالي
في حجورٍ أختٌ ولافي مهاره
أيُّ شبرية ٍ ألذُّ وطاءً
من ركوبي وأيما شباره
عَيَّرَتْني بها بِغالُ الطواحِيـ
ـنِ، وقالتْ تَمَّتْ عليكِ العِيارَه
دُرْتُ حتى وَقَعْتُ عنْدَ المَناحِيـ
ـسِ فيا لَيتَ أنني دَوَّارَه
ولقد أنذرتهُ فرأيتهُ
جَاهِلِيّاً لمْ تُغْنِ فيهِ النِّذاره
وَقَوافيَّ ليسَ فيها صِقالٌ
من ندى لا وليس فيها زفاره
كلُّ عذراءَ ما تردُّ من الكُـ
ـفءِ بعيبٍ ولا زوال بكاره
سرن من حسنهنَّ في الشرقِ والغرْ
بِ فَكْنَّ الكَواكِبَ السَّيَّاره
لَنْ يَصِيدَهُنَّ النَّوال مِنْ بَحْرِ فكري
أو يصطاد الدُّرُّ بالسناره
غير أني أعددتها لخطايا
وَذُنُوبٍ أسْلَفْتُها كَفَّارَه
أَوَلَمْ تَدْرِ أنَّ مَدْحَ عَلِيٍّ
مثلُ حجٍّ وعمرة ٍ وزياره
أيها الصاحب المؤمل أدعو
كَ دُعاءَ استغاثَة ٍ واستجارَه
أَثْقَلَتْ ظَهريَ العِيالُ وقد كُنْـ
ـتُ زماناً بهم خفيفَ الكاره
ولو أني وحدي لكنت مريداً
في رِباطٍ أو عَابِداً في مَغارَه
أحسبُ الزهدَ هيناً وهو حربٌ
لستُ فيه ولا مِنْ النَّظَّارَه
لا تَكلْنِي إلى سِواكَ فَأخْيَا
رُ زماني لا يمنحونَ خياره
وَوُجُوهُ القُصَّادِ فيه حَدِيدٌ
وقلوبُ الأجواد فيه حجاره
فإذا فاز كف حرٍّ ببرٍّ
فهو إما بنقضة ٍ أو نشاره
إنَّ بيتي يقول قد طال عهدي
بدخولِ التَلِّليس لي والشكاره
وطعامٍ قد كان يعهده النا
سُ متاعاً لهم وللسياره
فالكوانينُ ما تعابُ من البر
دِ بِطَبَّاخة ٍ وَلا شَكَّاره
لابساطٌ ولا حصيرٌ بدهليـ
ـزي ولا مجلسي ولا طياره
ليس ذا حالُ من يريدُ حياة
ً لِعيالٍ ولا لِبَيْتٍ عِمَارَه
قلتُ إنَّ الوَزيرَ أسْكَنَ غيْرِي
في مَكاني ولي عليه إجَاره
قيل إن الوزيرَ لن يقصد الفسـ
ـخَ، فَلِمَ لا رَاجعْتَ في الخَرَّاره
أسقَطَتْه مِنْ ظَهْرِنَا فأَرَتْنَا
جيبه لازماً لبطن المحاره
ثمَّ شَدُّوه بالإزارِ فخِلْنا
هُ الخياليَّ مِنْ ورَاءِ السِّتاره
لم يُفضِّل عليك غيركَ لكـ
عطاياهُ كَالكُؤُوسِ المُدارَه
فسأَغْدُو به سعيداً كأني
لاعْتِدالِ الرَّبيعِ للشمسِ دارَه
وَيَشُوقُ الأضْيافَ في بادَهَنْجٍ
مِنْ بعيدٍ قُرُونَهُ كالمَناره
إنَّ بتاً يغشاهُ كلُّ فقيرٍ
من عليٍّ في ذمة ٍ وخفاره
صَرَفَ الله السُّوءَ عنه وَآتا
هُ مِنَ المَجْدِ والعُلا ما اختَاره

ذُو يَراعٍ يَرُوعُ كالسَّيْفِ إمَّا
بصَليلٍ عِداهُ أوْ بِصَريرِ
ما رَأَى الناسُ قَبْلَهُ مِنْ يَراعٍ
لوزيرٍ صريرهُ كالزئيرِ
فإذا سَطَّرَ الكتابَ أرانا
بَحْرَ فضلٍ أمواجُهُ مِنْ سُطورِ
وإذا استخرجوهُ يسْتَخْرجُ الدُّر
رَ نَفِيساً مِنْ بَحْرِهِ المَسْجُورِ
نظرتْ مُقلتي إليه كأني
ناظِرٌ في بَدِيعِ زَهْرٍ نَضِيرِ
ثم شَرَّفْتُ مِسْمَعِي بِتُؤَامٍ
وَفُرادَى مِنْ دُرِّهِ المَنْثُورِ
لا تُطاوِلْهُ في الفخارِ فما غا
درَ في الفخرِ مُرتقى ً لفخورِ
ذِكرهُ لَذَّة ُ المسامعِ فاسْتمـ
ـتعْ به من لسانِ كلِّ ذكورِ
ثمَّ معنى ً وصورة ً فهوَ في الحا
لَيْنِ مِلءُ العيُونِ مِلءُ الصُّدورِ
زُرْتُ أبوابهُ التي أسعدَ اللـ
بها كلَّ زائرٍ ومَزُورِ
كلُّ من زارها يعودُ كما عُدْ
تُ بِفَضْلٍ مِنها وأجرٍ كثيرِ
وَكفانيَ سَعْيِي إليها لأُهْدَى
منه بالرشدِ في جميعِ الأمورِ
إنَّ مَنْ دَبَّرَ المَمالِكَ لا يَعْـ
ـزُبُ عنْ حُسنِ رأيهِ تدبيري
كان رزقي من جدهِ وأبيهِ
أيَّ رزقٍ ميَسّرٍ موفورِ
وإذا كان مثلُ ذاكَ على الو
ا رِث إني عَبْدٌ لِعَبْدِ الشَّكُورِ
فارِسِ الخَيْلِ العالِمِ العامِلِ الـ
ـحَبرِ الهُمَام الحُلاحِلِ النَّحْرِيرِ
لم يزلْ من علومهِ وتقاهُ
بين تاجٍ من سؤددٍ وسريرِ
أبداً بالصوابِ ينظرُ في الملـ
ـك وفي بيت ماله المعمورِ
فغدا الجندُ والرَّعية ُ والما
لُ بخيرٍ من سعيهِ المشكورِ
فأَقَلُّ الأجْنادِ في مصرَ يُزْرِي
مِنْ بلادِ العِدا بأوْفَى أمِيرِ
قُلْ لِمَنْ خابَ قَصْدُهُ في جميع النَّـ
ـاسِ مِنْ آمرٍ وَمِنْ مَأْمُورِ
يَمِّمِ الصاحِبَ الذي يُتَرَجَّى
فتحُ ثغرٍ به وسدُّ ثغورِ
وبعيدُ الأمورِ مثلُ قريبٍ
عندهُ والعسيرُ مثلُ يسيرِ
آهِ مِمَّا لَقِيتُ مِنْ غَيْبَتي عنـ
ـه ومِنْ نِسْبَتِي إلى التَّقْصِيرِ
كَثُرَ الشَّاهِدُونَ لي أنَّني مُـ
ـتُّ وفي البعدِ عنه قلَّ عذيري
مَنْ لِشَيْخٍ ذي عِلَّة ٍ وعِيالٍ
ثَقَّلَتْ ظَهْرَهُ بِغَير ظَهيرِ
أثْقَلُوهُ وكَلَّفُوه مَسيراً
ومن المستحيلِ سيرُ ثبيرِ
فَهْوَ في قيْدِهِمْ يُذَادُ مِنَ السَّـ
ـعِي لتحصيلِ قُوتِهِمْ كالأسيرِ
وعَتَتْ أمهم عليَّّ ولَّجتْ
في عُتُوٍّ منْ كَبْرَتي ونُفورِ
وَدَعَتْ دونَهُم هُنالِكَ بالوَيْـ
ـلِ لأمرٍ في نَفْسِها والثُبورِ
حَسِبَتْ عِلَّتِي تَزُولُ فقالتْ
ياكثيرَالنهوينِ والتهويرِ
كلُّ داءٍ لهُ دواءٌ فعجِّلْ
بمُداواة ِ داءِ عُضْوٍ خَطِيرِ
قُلتُ مَهْلاً فما بِمِلحِ السَّقَنْقُو
رِ أُداوي وَلا بِلَحْمِ الذُّرورِ
سَقَطَتْ قُوَّة ُ المَرِيضِ التي كا
نَتْ قديماً تُزادُ بالكافُورِ
وعصاني نظمُ القريضِ الذي جـ
ـرَّ ذُيُولاً عَلَى قَرِيضِ جَرِيرِ
وَازْدَرَتْنِي بعضُ الوُلاة ِ وقدْ أصْـ
ـبحَ شعري فيهم كخبز الشعيرِ
وغسلتُ الذي جمعتُ من الشعـ
ـرِ بفيضٍ عليه غسلَ صخورِ
وَنَهَتْني عَن المَسيرِ إليهم
شدة ُ البأسِ من سخاً في مسيرِ
وهَجَرْتُ الكِرامَ حتى شَكاني
منهمُ كلَّ عاشِقٍ مَهْجُورِ
وَكَزُغْبِ القطا وَرائي فِراخٌ
من إناثٍ أعولهم وذكورِ
يتعاوونَ كالذئابِ وينقضـ
ـونَ من فرطِ جوعهم كالنسورِ
وفتاة ٍ ما جُهِّزَتْ بجهازٍ
خُطِبَتْ لِلدُّخولِ بعدَ شُهورِ
وَاقْتَضَتْني الشِّوارَ بَغياً عَلَى مَنْ
عنك آياتُها قَعُودَ حَسِيرِ
أقعدتني بقرية ٍ أسلمتني
لِضَياعٍ مِنْ فاقَتِي وكُفُورِ
كلُّ يَومٍ مُنَغَّصٌ بِطَعامٍ
أوْ رَفِيقٍ مُنَغِّصٍ بِشُرُورِ
ورِفاقي في خِدْمَة ٍ طُولَ عُمْرِي
رفقتي في الحرانِ مثل الحميرِ
كلَّما رُمْتُ أُنْسَهُمْ ضَرَبُوا
من وحشة ٍ بينهم وبيني بسورِ
وأَبَوْا أنْ يُساعِدُوني عَلَى قُو
تِ عِيالي بُخْلاً بِكَيلِ بَعِيرِ
فَسَيُغْنِيني الإلهُ عنهمْ بِجَدْوى
خير مولى ً لنا وخير نصيرِ
صاحبٌ يبلغُ المؤملُ منه
كلَّ ما رامَهُ بِغَيرِ سَفِيرِ
من أناسٍ سادوا بني الدين والدنـ
ـيا فما في الورى لهم من نظيرِ
سَرَّتِ الناظِرِينَ منهم وجوهٌ
وُصِفَتْ بالجَمالِ وَصْفَ البُدُورِ
ورثوا الأرضَ مثل ما كتبَ اللـ
ـهُ تعالى في الذكرِ بعد الزبورِ
فهم القائمونَ في الزَّمنِ الأوَّ
لِ بالقسطِ والزَّمانِ الأخيرِ
وَهُمُ المُؤْمِنُونَ الوارِثُو الفِرْدَوْ
سِ والمفلحون في التفسيرِ
عَبَدُوا الله مُخْلصينَ لهُ الدِّيـ
ـنَ لِما في قلوبِهِمْ مِنْ نُورِ
وأحبوا آل النبيِّ فكانوا
معهم في مغيبهم والحضورِ
في مَقامٍ مِنَ الصَّلاحِ وَأمْنٍ
وَمُقامٍ مِنَ النَّعِيمِ وَثِيرِ
أهلُ بيتٍ مطهرينَ من الرِّجـ
ـسِ وهم أغنيا عن التطهيرِ
حُجِبُوا بالأثاثِ عَنَّا وبالزَّيِّ
ـزيَّ وأخفوا جمالهم بالخدورِ
لبسوا الزيَّ بالقوبِ وأغنوا
صِدْقُهُمْ عَنْ لِباسِ ثَوْبَيْ زُورِ
وَأرَوْنا أهلَ التقَى في الزَّوايا
سَلَّمُوا في البَقا لأِهْلِ القُصُورِ
وأتَوْا كلُّهُمْ بِقَلْبٍ سَليمٍ
وأتى غيرهم بثوبٍ نقيرِ
وحَكَتْهُمْ ذُرِّيَّة ٌ كالذَّرارِي
من بطونٍ زكية ٍ وظهورِ
يُطْعِمُونَ الطَّعامَ لا لجَزَاءٍ
يَتَرَجَّوْنَهُ وَلا لِشُكُورِ
علمَ الله منهم ما جهلنا
وكَفَاهُمْ شُكْرُ العليم الخَبِيرِ












May 14, 2010, 03:05 AM
رقم المشاركة : 17

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ

البوصيري




جِوَارُكَ منْ جَوْرِ الزَّمانِ يُجِيرُ
وَبِشْرُكَ لِلرَّاجي نَدَاكَ بَشِيرُ
فضلتَ بني الدنيا ففضلك أوَّلُ
وَأوّلُ فضلِ الأوَّلِينَ أخِيرُ
وأنتَ هُمامٌ دبَّرَ الملك رأيهُ
خَبِيرٌ بأحْوالِ الزَّمانِ بَصِيرُ
إذَا المَلِكُ المَنْصُورُ حَاوَلَ نَصْرَهُ
كَفَى المَلِكَ المَنْصُورَ منك نَصِيرُ
فلا تنسهِ الأيامُ ذكركَ إنهُ
به فَرِحٌ بينَ الملوكِ فخُورُ
إذا مرَّ في أرضٍ بجيشٍ عرمرم
تكادُ لهُ أمُّ النجومِ تمورُ
وَتَحْسِبُهُ قد سارَ يَرْمِي بُرُوجَهَا
بخيلٍ عليها كالبروجِ يُغيرُ
وَمَا قلْبُها مِمَّا يَقَرُّ خُفُوقُهُ
ولا طرفها حتى يعودَ قريرُ
سواءٌ عليه خَيْلُه وَرِكابُهُ
وَسَرْجٌ إذا جابَ الفَلاة َ وَكُورُ
لقد جَهِلَتْ دَاوِيَّة ُ الكُفْرِ بَأْسَهُ
وَغَرّهمْ بالمسلمينَ غَرُورُ
فلا بُورِكُوا مِنْ إخْوَة ٍ إنَّ أُمَّهُمْ
وإن كُثرتْ منها البنونَ تزورُ
فَإنْ غَلُظَتْ مِنْهُمْ رِقَابٌ لِبُعْدِهِ
فما انحطَّ عنها للمذلة ِ نيرُ
ألم تعلموا أنَّا نواصلُ إن جفوا
وَأنَّا على بعد المزار نَزُورُ
يَظمُونَ خَيْلَ المُسلمينَ يَصُدُّها
عن العدوِ في أرض العدوِّ دُحورُ
أما زُلْزِلَتْ بالعادِياتِ وجاءها
من التُّركِ جمٌّ لا يُعَدُّ غفيرُ
أتوا بطمراتٍ من الجُرْدِ سُيِّرتْ
وَرَجْلٍ لهُمْ مِثْلُ الجَرادِ طُمُورُ
فلم يرقبوا من صرحِ هامانَ مرقب
اً بهامَتِهِ بَرْدُ السَّحابِ بَكُورُ
وصبَّ عليهم عارضٌ من حجارة
ٍ ونبلٍ وكلٌّ بالعذابِ مطيرُ
وساكموهُ خسفاً من نقوبٍ كأنها
أثافٍ لها تلكَ البُرُوجُ قُدُورُ
فَذَاقُوا به مُرَّ الحِصارِ فأصْبَحُوا
لهم ذلك الحصنُ الحصينُ حصيرُ
من الخيلِ سورٌ والصوارمِ سورُ
وليس لهم إلاَّ إلى الأسرِ ملجاٌُ
وَإلاَّ إلى ضَرْبِ الرِّقابِ مَصيرُ
فلما أحسُّوا بأسَ أغلبَ همَّة ً
غَدُوٌّ إليهم بالردى وبكورُ
دعوهُ وشملُ النصرِ منهم ممزقٌ
أماناً وجِلْبابُ الحياة ِ بَقِيرُ
أعارَهُمُ کفْرَنْسِيسُ تلكَ وَسِيلَة
ٌ رأى مُسْتَعيراً غِبَّها وسَعِيرُ
فَدَى نفسَهُ بالمالِ والآلِ وانْثَنَى
تَطيرُ به مِن حيثُ جاءَ طُيُورُ
فلا تذكروا ما كان بالأمسِ منهمُ
فذاكَ لأحقادِ السيوفِ مثيرُ
فلو شاءَ سُلْطانُ البَسِيطَة ِ ساقَهُمْ
لمِصْرٍ وتَحْتَ الفارِسَيْنِ بَعِيرُ
تُبَشَّرُ مِصر دائماً بِقُدُومِهِمْ
إذا فصلتْ منهم لغزَّة عيرُ
تسُرُّهمْ عند القفول بضاعة
وَتَحْفَظُ منهمْ إخْوة ً وَتَمِيرُ
ولو شاء مَدَّ النِّيلَ سَيْلُ دمائِهِمْ
وَرَقَّتْ نُحُورٌ ماءَهُ وسُحُورُ
بعيدٍ كعيدِ النحرِ ياحُسنَ ما يُرى
به مِنْ عُلوجٍ كالعُجُولِ جَزُورُ
وَلكنه مِنْ حِلْمِهِ وَاقْتِدارهِ
عَفُوٌّ عَنِ الذَّنْبِ العظيم غفورُ
ولم يبقهمْ إلا خميراً لمثلها
مَلِيكٌ يَجُبُّ الرَّأْيَ وَهْوَ خَبيرُ
يرى الرأيَ مُزَّ الرَّاحِ يُهوي عتيقهُ
ويكرهُ منه الحلوُ وهو عصيرُ
فَوَلَّوْا وَسوءُ الظَّنِّ يَلوِي وُجُوُهَهمْ
فتحسبُها صُوراً وماهيَ صورُ
وقد شغرتْ منهم حصونٌ أواهلٌ
وما راعها من قبلِ ذاك شغورُ
فللهِ سلطانُ البسيطة ِ إنهُ
مَليكٌ يَسيرُ النَّصْرُ حيثُ يسيرُ
ويغمدُ في هامِ الملوكِ حُسامَهُ
ويَرْهَبُ منْ هامِ الملُوك غَفيرُ
وَيَجْمعُ مِنْ أشْلاَئهِمْ مُتَفَرِّقاً
بِصارِمِهِ جَمْعَ الهَشِيمَ حَظِيرُ
فأخلقْ بأن يبقى ويبقى لمُلكهِ
ثَناءٌ حَكاهُ عَنْبَرٌ وعَبيرُ
يؤَيَّدُ منها بالنفيرِ نفيرُ
وَيَحْمِلَ كلَّ المُلْكِ عنه وَإصْرَهُ
حَرِيٌّ بِتَدْبيرِ الأُمورِ جَدِيرُ
أخُو عَزَماتٍ فالبَعِيدُ منَ العُلا
لديهِ قريبٌ والعسيرُ يسيرُ
تَكادُ إذا ما أُبْرِمَتْ عَزَماتُهُ
لها الأرضُ تطوى والجبالُ تسيرُ
دعاني إلى مغناهُ داعٍ وليس لي
جنانٌ عليَّ ذاكَ الجنابِ جسورُ
فقلت له دَعْنِي وَسَيْرِي لِماجِدٍ
له الله في كلِّ الأمورِ يجيرُ
إذا جِئْتُهُ وَحْدي يقُومُ بِنُصْرَتي
قبائلُ من إقبالهِ وعشيرُ
فَتًى أبْدَتِ الدُّنيا عواقِبَها لَهُ
وأفضتْ بما فيها لديهِ صدورُ
فغفلتهُ من شدة ِ الحزمِ يقظة
ٌ وَغَيْبَتُه عَمَّا يُرِيدُ حُضورُ
وما كلُّ فضلٍ فيه إلاَّ سَجِيَّة
ٌ يُشاركُ فيها ظاهرٌ وضميرُ
فليس له عندَ النِّزالِ مُحَرِّضٌ
وليس له عند النوال سفيرُ
هو السيفُ فاحذرْ صفحة ً لغرارهِ
فَبَيْنَهُما لِلاَّمِسِينَ غُرورُ
مهيبٌ وهوبٌ للمحاولِ جودهُ
جوادٌ ولليثِ الهصورِ هصورُ
إشاراتهُ فيما يرومُ صوارمٌ
وساعاتُهُ عما يَسَعْنَ دُهُورُ
إذا هَجرَ الناسُ الهجيرَ لكَرْبِهِمْ
يلُّ له أنَّ الزمانَ هجيرُ
وهل يتَّقى حرَّ الزمانِ ابنُ غادة
ٍ جليلٌ على حرِّ الزمانِ صبورُ
يُحاذِرُهُ الموْتُ الزُّؤَامُ إذا سطا
ولكنه مِنْ أنْ يُلامَ حَذُورُ
وتستهونِ الأهوالَ في المجدِ نفسهُ
وتَسْتَحْقرُ المَوهُوبَ وهُوَ خَطيرُ
مَكارِمُهُ لَمْ تُبْقِ فَقراً ورَأْيُهُ
إلى بعضهِ أغنى الملوكِ فقيرُ
كَفَتْهُ سُطاهُ أنْ يُجَهِّزَ عَسْكراً
وآراؤُه أنْ يُسْتَشارَ وَزِيرُ
فواطَنَ أطْرافَ البَسِيطَة ِ ذِكْرُهُ
وصينتْ حصونٌ باسمهِ وثغورُ
مُحَيَّاهُ طَلْقٌ باسِمٌ رَوضُ كَفِّهِ
أرِيضٌ وَماءُ البشْرِ منه نميرُ
حَكَى البحرَ وصفْاً مِنْ طهارَة ِ كَفِّه
فقيل له من أجلِ ذاك طهورُ
وما هو إلاَّ كيمياءُ سعادة
ٍ ووصفى لتلك الكيمياءِ شذورُ
بها قامَ شعري للخلاصِ فما أرى
لشعري امتحانَ الناقدين نصيرُ
وربَّ أديبٍ ذي لسان كمبردٍ
بَدَا مِنْ فَمٍ كالكِيرِ أوْ هوَ كِيرُ
أَرادَ امْتحاناً لي فَزَيَّفَ لَفْظَهُ
نتانٌ بدا من نظمهِ وخريرُ
إذا مارآني عافني واستقلني
كأَنِّي في قَعْرِ الزُّجَاجَة ِ سُورُ
ويعجبهُ أني نحيفٌ وأنهُ
سَمِينٌ يَسُرُّ الناظرِينَ طَرِيرُ
ولم يدرِ أن الدُّرَّ يصغرُ جرمهُ
وَمقدارُهُ عند الملوكِ خطيرُ
فقامَ بنصري دونهُ ذو نباهة
ٍ حليمٌ إذا خفَّ الحليمُ وقورُ
ولا جورَ في أحكامهِ غير أنه
على الخائنينَ الجائرينَ يجورُ
فلا تنظرالعُمَّالُ للمالِ إنَّهُ
عَلَى بَيْتِ مالِ المسلمينَ غَيُورُ
وأنَّ عذابَ المجرمينَ بعدلهِ
طويلٌ وعُمْرَ الخائنينَ قَصِيرُ
له فلمٌ بالبأسِ يجري وبالندى
ففِي جانِبَيْهِ جَنّة ٌ وَسَعِيرُ
تُحَلِّي الطَّرُوسَ العاطِلاتِ سطورُها
كما تتحلى بالعقودِ نُحور
أُجَلِّي لحَاظِي في خمائِلِ حُسْنِهِ
فَمِنْ حَيْرَة ٍ لَمْ تَدْرِ كيفَ تَحُورُ
حَكَى حَسناتٍ في صحائِفِ مُؤْمِنٍ
يُسَرُّ كبيريٌّ بها وصغيرُ
فكانت شكولاً منه زانتْ حروفهُ
حِساباً قَلَتْ منه الصِّحاحَ كُسورُ
فقلتُ وَقد راعَتْ بِفَضْلِ خِطابِهِ
وراقتْ عيونَ الناظرينَ سطورُ
لئنْ جاءهم كالغيثِ منهُ مبشراً
لقد جاءهم كالموتِ منه نَذِيرُ
فويلٌ لقومٍ منْ يراعٍ كأنهُ
خلالٌ يَرُوعُ الأُسْدَ منه صَريرُ
وَلِمَ لا وَآسادُ العرينِ لِداتُهُ
يَكُونُ له مثلُ الأُسودِ زَئيرُ
يَغُضُّ لديهِ مقلتيهِ ابنُ مقلة
ٍ كما غضَّ منْ في مقلتيهِ بثورُ
وأنَّى له لو نالهُ مِنْ تُرابِهِ
لِيكْحَلَ منه مُقْلَتَيْه ذَرُورُ
وَقد كَفَّ عنْ كوفيَّة ٍ كَفَّ عاجِزٍ
وفيه نظيمٌ دُرُّهُ ونثيرُ
وَوَدَّ العذارَى لوْ يُعَجِّلُ نِحْلَة
ً إليهنَّ مِنْ تلكَ الحُروفِ مُهُورُ
رَأَى ما يَرُوقُ الطّرْفَ بلْ ما يَرُوعُهُ
فخارَ وذو القلبِ الضعيفِ يخورُ
بَني ما بَنَى كِسْرَى وعادٌ وَمُتَّبَعٌ
وليسَ سواء مُؤْمِنٌ وَكَفُورُ
ودلَّ على تقوى الإلهِ أساسهُ
كما دلَّ بالوادي المُقّدَّسِ طورُ
حجازيَّة ُ السُّحْبِ الثقالِ يسوقها
على عجلٍ سوقاً صباً ودبورُ
ومنها نجومٌ في بروجٍ مَجَرَّة
ٍ عَلَى الأرضِ تَبْدُو تارَة ً وتَغُورُ
تضيقُ بها السُّبْلُ الفجاجُ فلا يرى
بها للرياحِ العاصفاتِ مسيرُ
فكم صخرة ٍ عادية ٍ قذفتْ بها
إليهِ سهولٌ جمَّة ٌ ووعورُ
ومنْ عُمُدٍ في همَّة ِ الدَّهرِ قوَّة
ٌ وفي باعهِ من طولهنَّ قصورُ
أشارَ لها فانقادَ سهلاً عسيرها
إلأيهِ وما أمرٌ عليه عسيرُ
أَتَتْه بها أنْدَى الرِّياحِ ودونَ مَا
أَتَتْه بها أنْدَى الرِّياحِ ثَبِيرُ
وما كانَ لَولا مالَهُ مِنْ كَرَامة
ٍ لِيَأْتِيَنا بالمُعْجِزاتِ أميرُ
لمافيه من تقوى وعلمٍ وحكمة
ٍ بِحُرِّ مَبَانِيهِ الثَّلاَثُ تُشِيرُ
فَمِئْذَنَة ٌ في الجوِّ تُشْرِقُ في الدُّجَى
عليها هُدًى لِلْعَالمِينَ وَنُورُ
ومن حيثما وجَّهْتَ وجهكَ نحوها
تلقتكَ منها نضرة ٌ وسرورُ
يَمُدُّ إليها الحاسدُ الطرفَ حسرة
ً فَيَرْجِع عنها الطَّرْفُ وهْوَ حَسير
فكم حَسَدتها في العُلوِّ كواكبٌ
وغارَتْ عليها في الكمالِ بُدُورُ
إذا قامَ يَدْعُو الله فيها مُؤَذِّنٌ
فما هو إلا للنجومِ سميرُ
فللناسِ مِنْ تَذْكارِهِ وأذانه
فَطُورٌ عَلَى رَجْعِ الصَّدَى وَسَحُورُ
وقُبَّة ُ مارستانَ ليسَ لِعِلَّة
ٍ عليه وإن طالَ الزمانُ مرورُ
صحِيحُ هَواءٍ للنُّفوسِ بِنَشْرهِ
معادٌ وللعظمِ الرميمِ نشورُ
يَهُبُّ فيهدي كلَّ روحٍ بجسمهِ
كأن صباهُ حين ينفخُ صورُ
فلَوْ تَعْلمُ الأجسامُ أنَّ تُرابَهُ
مهادُ حياة ٍ للجسومِ وثيرُ
لَسارَتْ بِمَرْضاها إليه أسِرَّة
ٌ وصارتْ بموتاها إليه قُبُورُ
وما عادَ يُبْلِي بعدَ ذلك مَيِّتاً
ضريحٌ ولا يشكوُ المريضَ سريرُ
بجنتهِ ورقٌ تُراسلُ ماءَهُ
يَشوقُ هديلٌ منهما وهديرُ
وَقد وَصَفَتْ لي الناس منها عَجائِباً
كأَوْجُهِ غِيدٍ ما لَهُنَّ سُفورُ
محاسنها استدعتْ نسيبي وما دعا
نسيبي غزالٌ قبلَ ذاكَ غريرُ
وباتَ بها قلبي يُمثِّلُ حسنها
لعيني ونومي بالسُّهادِ غزيرُ
وَلا وَصْفَ إلاّ أنْ يَكُونَ لِواصفٍ
ورودٌ على موصوفهِ وصدورُ
بَدَتْ فهْيَ عندَ الصَّالحِيَّة ِ جِلَّقٌ
وفي تلك جنَّاتٌ وتلك قبورُ
ولو فتحتْ أبوابها لتبادرتْ
منَ الدُّرِّ ولدانٌ إليهِ وحُورُ
ومدرسة ٌ ودَّ الخورنقُ أنه
لديها حظيرٌ والسديرُ غديرُ
مدينة ٌ علمٍ والمدارسُ حولها
قُرى ً أو نجومٌ بدرهنَّ منيرُ
تبدَّتْ فأخفى الظَّاهرية َ نورها
وليسَ بِظُهْرِ للنُّجُومِ ظُهُورُ
بِناءٌ كَأَنَّ النَّحْلَ هَنْدَسَ شَكْلهُ
وَلانَتْ لهُ كالشَّمْعِ منه صُخُورُ
بناها حكيمٌ ليس في عزماتهِ
فتورٌ ولا فيما بناهُ فتورُ
بناها شديد البأسِ أوحدُ عصرهِ
خلتْ حِقَبٌ من مثله وعصورُ
فما صنعتْ عادٌ مصانعَ مثلهُ
وَلا طاولَتهُ في البِناءِ قُصُورُ
ثَمانِيَة ٌ في الجوِّ يَحْمِلُ عَرْشَها
وبعضٌ لبعضٍ في البناء ظَهيرُ
يرى من يراها أ، رافعَ سَمكها
عَلَى فِعْلَ ما أعْيا المُلوكَ قَدِيرُ
وَأنَّ مَناراً قائماً بإزائها
بَنانٌ إلى فضلِ الأميرِ تُشِيرُ
كأَنَّ مَنارَ اسْكَنْدَرِيَّة َ عنده
نواة ٌ بدتْ والبابُ فيه نقيرُ
بناها سعيدٌ في بقاعٍ سعيدة
ٍ بها سَعِدَتْ قَبْلَ المَدارِسِ دُورُ
إذا قامَ يَدْعُو الله فيها مؤَذِّنٌ
فما هو إلا للنجومِ سميرُ
فصارت بيوتُ الله آخرَ عمرها
قصورٌ خلتْ من سادة ٍ وخدورُ
ذَكَرْنا لَدَيْها قُبَّة َ النَّسْرِ مَرَّة ً
فما كادَ نسرٌ للحياءِ يطيرُ
فإنْ نسبتْ للنسرِفالطائرالذي
له في البروجِ الثابتات وكورُ
وإلاّ فكَمْ في الأرضِ قد مَال دونَها
إلى الأرضِ عِقْبانٌ هَوَتْ وَنُسُورُ
تبينتُ في محرابها وهي كالدُّمى
قدُودَ غَوانٍ كُلُّهُنَّ خُصُورُ
وقد حُلِّيتْ منها صدورٌ بعسجدٍ
وَلُفَّتْ لَها تَحْتَ الحُلِيِّ شُعُورُ
بها عُمُدٌ كاثَرْنَ أيَّامَ عامِها
ومن عامها لم يمضِ بعدُ شهورُ
مَبانٍ أبانَتْ عَنْ كمالِ بِنائِها
وأعربَ عن وضعِ الأساسِ هتورُ
سماوية ٌ أرجاؤها فكأنها
عليها من الوَشْي البَديعِ سُتُورُ
تَوَهَّمَ طرْفِي أنَّ تَجْزِيعَ بُسْطِها
رُقومٌ وتلوينَ الرُّخامِ حريرُ
وكم جَاوَزَ الإبْدَاعُ في الحُسْنِ حَدَّهُ
فأَوْهَمَنا أنَّ الحقيقة َ زُورُ
فللَّه يَومٌ ضَمّ فيه أئمة
ً تَدَفَّقَ منهم لِلعلومِ بُحورُ
وشمسُ المَعالي مِنْ كِتابٍ وسُنَّة
ٍ على الناسِ من لفظِ الكلامِ تُديرُ
وقد أعْرَبَتْ للناسِ عَنْ خَيْرِ مَوْلِدِ
عَرُبٌ به والفضبُ فيه كثيرُ
فأكرمْ بيومٍ فيهِ أكرمُ مولد
ٍ لأكْرَمِ مَوْلُودٍ نَمَتْهُ حُجورُ
يطالعهُ للمسلمينَ مسرة
ٌ ولكِنْ به للكافرِينَ ثبورُ
قَرَأْنا بها القرآنَ غيرَ مُبَدَّلٍ
فغارتْ أناجيلٌ وغارَ زبورُ
وَثَنَّتْ بأخْبارِ النبيِّ رُواتُها
وكلٌّ بأَخْبارِ النبيِّ خَبِيرُ
وثَلَّثَ يدعو الله فيها موَحِّـ
ـدٌ ذكورٌ لنعماءِ الإلهِ شكورُ
وما تلكَ للسلطانِ إلاَّ سعادة
ٌ يَدُومُ لهُ ذِكْرٌ بها وأُجُورُ
دَعاها إليه وافرُ الرَّأْي والحجَا
يزينُ الحجى والرَّأيُ منه وقورُ
فهل في ملوكِ الأرضِ أو خلفائها
له في الذي شادتْ يداه نظيرُ
على أنهم في جنبِ ما شاد من عُلاً
ولو كان كالسبعِ الطباقِ حصيرُ








May 14, 2010, 03:06 AM
رقم المشاركة : 18

معلومات العضو

^كــاتم أســرار^










قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ

البوصيري




قد خُصَّ بالفضلِ قطليجا وأيدمرُ
وطابَ منه ومنكَ الأصْلُ والثَّمَرُ
بحرانِ لو جادَبحرٌ مثل جودهما
بيعتْ بأرخصَ من أصدافها الدررُ
لله دَرُّكَ عِزَّ الدِّين لَيْثَ وَغًى
لهُ من البيضِ نابٌ والقنا ظفرُ
ألقى الإلهُ على الدنيا مهابتهُ
فالبِيضُ تَرْعُدُ خوفاً منه والسُّمُرُ
أريتنا فضل شمس الدين منتقلاً
إليكَ منه وصحَّ الخُبْرُ والخَبَرُ
إنْ تُحْي آثارَهُ مِنْ بعْدِ ما درسَتْ
فإنَّكَ النِّيلُ تُحْيِي الأرضَ والمَطرُ
وإنْ تَكُنْ أنتَ خيرَ الوارثينَ لهُ
فما يُنازِعْكَ في ميراثِهِ بَشَرُ
وإنْ تَكُنْ في العُلا والفَضْلِ تَخْلُفُهُ
فالشمسُ يَخْلُفُها إنْ غابَتِ القَمَرُ
أخجلتَ بالحلمِ ساداتِالزمانِ فلمْ
يَعْفُوا كَعَفْوِكَ عَنْ ذَنْبٍ إذا قَدرُوا
وَلمْ تَزَلْ تَسْتُرُ العَيْبَ الذي كَشَفُوا
ولم تَزَلْ تَجْبُرُ العَظْمَ الذي كَسَرُوا
لوْ أنَّ ألْسِنَة َ الأيامِ ناطِقَة ٌ
أثْنَتْ علَى فَضْلِكَ الآصالُ والبُكَرُ
شَرَعْتَ للنَّاسِ طُرْقاً ما بها عَجَرٌ
يخافُ سالكها فيها ولا بُجَرُ
لو يستقيمُ عليها السالكون بها
كما أمرتَ مشتْ مشى المها الحمرُ
أكرمْ بأيدمرَ الشمسيِّ من بطلٍ
بِذِكْرِهِ في الوَغَى الأبطَالُ تَفْتَخِرُ
تخافُ منه وترجوهُ كما فعلتْ
في قلبِ سامعها الآياتُ والسُّوَرُ
مَعْنَى الوجودِ الذي قامَ الوجودُ به
وهلْ بِغَيرِ المَعاني قامتِ الصُّوَرُ؟
بنانهُ من نداهُ الغيثُ منسكبٌ
وسَيْفُهُ مِنْ سُطاهُ النارُ تسْتَعِرُ
نَهَتُه عَنْ لَذَّة ِ الدُّنْيا نَزَاهتُهُ
وَشَرَّدَ النَّوْمَ مِنْ أجفانِهِ السَّهَرُ
وليسَ يُضْجِرُهُ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ
وكيفَ يُدْرِكُ مَن لا يَتْعَبُ الضَّجَرُ
يُمْسِي ويُصْبِحُ في تَدْبيرِ مَمْلَكة
ٍ أعيا الخلائقَ فيها بعضُ مايزرُ
يكفيه حملُ الأماناتِ التي عرضتْ
على الجِبالِ فكادَتْ منه تَنْفَطِرُ
خافَ الإلهُ فخافَتْهُ رَعِيَّتُهُ
والمَرءُ يُجْزَى بما يأتي وما يَذَرُ
واخْتارَهُ مَلكُ الدُّنيا لِيَخْبُرَهُ
في ملكه وهو مختارٌ ومختبرُ
فَطَهِّرَ الأرضَ مِنْ أهْلِ الفسادِ فلا
عَيْنٌ لهُمْ بَقِيَتْ فيها ولا أثَرُ
ودَبَّر المُلْكَ تَدْبيراً يُقَصِّرُ عنْ
إدراكِ أيسرهِ الأفهامُ والفكرُ
وحينَ طارت إلى الأعداءِ سُمْعَتُه
ماتَ الفرنجُ بداء الخوف والترُ
فما يبالي بأعداءٍ قلوبهمُ
فيها تَمَكَّن منهُ الخوفُ والذُّعُرُ
وكل أرضٍ ذَكَرْناهُ بها غَنِيَتْ
عَنْ أنْ يُجَرَّدَ فيها الصارِمُ الذَّكَرُ
فلَوْ تُجَرَّدُ مِنْ مِصرٍ عَزائُمهُ
إلأى العدا بطلَ البيكارُ السفرُ
في كلِّ يومٍ ترى القتلى بصارمهِ
كأَنَّما نُحِرتْ في مَوسِمٍ جُزُرُ
كأنَّ صارمهُ في كلِّ معتركٍ
نذيرُ موتِ خلتْ من قبلهِ النُذُرُ
شكراً له من وليٍّ في ولا يتهِ
معنى كرامته للناس مشتهرُ
عَمَّ الرَّعِيَّة َ والأجْنادَ مَعْدَلَة
ً فما شكا نفراً من عدلهِ نفرُ
وسرَّ أسماعهمْ منهُ وأعينهم
وَجْهٌ جَميلٌ وذِكْرٌ طَيِّبٌ عَطِرُ
تَأرَّجَتْ عَنْ نَظِيرِ المِسْكِ نَظْرَتُهُ
كما تأرجَ عن أكمامهِ الزهرُ
مِنْ مَعْشَرٍ في العُلا أوْفَوْا مُهُودَهُمُ
وليسَ مِنْ مَعْشَرٍ خانُوا ولا غَدَرُوا
تُرْكٌ تَزيَّنَتِ الدُّنيا بِذِكْرهِمُ
فهم لها الحلى ُ إن غابوا وإن حضروا
حَكَتْ ظواهرُهمْ حُسْناً بواطِنَهُمْ
فهُمْ سواءٌ أسَرُّوا القوْلَ أوْ جَهَروا
بِيضُ الوجوهِ يَجُنُّ اللَّيْلُ إنْ رَكِبُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.forumegypt.net
 
كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ لنفوسنا من لذة بمجدَّدِ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بسم الله الرحمن الرحيم النبي صلى الله عليه وسلم كباقي البشر يتأثر بالمواقف التي تستوجب الضحك والفرح ويتفاعل معها، ويضحك لها، وكذلك المواقف المحزنة التي تستدعي الحزن، فيتأثر بها نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم ولا يستطيع التحكم في دموعه التي تتساقط عل
» عالم الجن : تعريف هذا العالم : يختلف عالم الجن اختلافا كليا عن عالم الملائكـة و الانسان، فكل له مادتـه التي خلـق منها ، وصفاته التي يختلف بها عن الأخر، الا أن عالم الجن يرتبط مع عالم الانس من حيـث صفـة الادراك وصفة العقل والقدرة علـى اختيار طريق ا
» عالم الجن : تعريف هذا العالم : يختلف عالم الجن اختلافا كليا عن عالم الملائكـة و الانسان، فكل له مادتـه التي خلـق منها ، وصفاته التي يختلف بها عن الأخر، الا أن عالم الجن يرتبط مع عالم الانس من حيـث صفـة الادراك وصفة العقل والقدرة علـى اختيار طريق ا
» في ذكر شئ من الأدوية والأغذية المفردة التي جاءت
» اذكرو الله يذكركم‏ والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . اللهم يا قادراً على كل شيء .. اغفر لنا كل شيء وارحمنا برحمتك الواسعة التي رحمت بها كل شيء وإذا وقفنا بين يديك لا تسألنا عن أي شيء فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفخرانى الرفاعى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: