اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني؟ أم إلى صديق ملكته أمري؟ إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع إلي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تُحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك، ولا فرار من لاحق قدرتك إلا إليك، فأدركني برحمتك التي ترفع حجب المقت والصد عن الخائفين مما كسبت أيديهم، وأغثني بعنايتك التي تلحق بطرفة العين أطراف العبيد بأشراف مواليهم، وانظرني بعين منتك التي تسرع بالعرجاء فتجعلها للسليمة محسودة، وعاملني بعوارف ألطافك التي تبرز الذرة المطموسة الخاملة فتصيرها للأعلام مقصودة، الوحا .. الوحا .. العجل .. العجل .. غوثاه، يا من ينقذ الصارخ من غلبة أمواج البحر المسجور حين لا منقذ تتشوفه همته، يا من يفرج كربة الصريع بين يدي الأسد المفترس في البر الأقفر حين لا مفرج تحن إليه سريرته، أي موجد المعدومات، وهو منزه عن الحركة والانتقال، أي خالق الأسباب، وهو القائم بالعلم والتقدير، أي مبرز عجائب الخوارق عند اليأس الأدهم، وهو على كل شئ قدير، أي من يقطع حبل المتوسد عرش الأمن منه، الغافل عنه، نتيجة بلا مقدمة، أي من يصل زمام المنقطع إليه، المستمسك به من طور مقدمته المنصرمة، الرحمة .. الرحمة، فإني لما أنزلت إلي من خير فقير، الفرج .. الفرج، فإن تيسير العسير عليك يسير، اللهم آمن روعتي، واحفظ أمانتي، واقض ديني، اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي، اللهم اجعل لي لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، العياذ .. العياذ .. يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف الضر، الملاذ .. الملاذ .. يا من يرحم القطيع ويجبر الكسير، ويسير خلقه في البر والبحر، يا من يُرهب ولا يُرى، وآياته مشهودة، يا من يُتحف ولا يُرى، وموائده ممدودة، يا من هو بكل شئ محيط، وعلى كل شئ قدير