اشعار موصليه

ما إن به إلا الـشجاع وطـائـرٌ يـوم أذلّ جـماجمـاً مـن هاشمٍ أرعى جميم الحــق في أوطانهم وأنار نـاراً لا تبـوخ وربـمـا وهو الـذي لم يـبق من دين لنا يا صاحبيّ على المصـيبة فيـهم قوماً خذا نار الصلا مـن أضلعي وتعـلـّما أن الـذي كـتـّمتـه فلو أنـني شاهدتـهم بـين العدا لخضبتُ سيفي من نجيع عدوهم وشفيت بالطعن الـمبرح بالقنـا ولبعتهـم نفسـي على ضننٍّ بها عنه حـذار الـموت كـل جبـان وسرى الـى عدنـان أو قحـطان رعي الهشـيم سـوائـم الـعدوان قــد كـان للنيـران لون دخـان بـالغـدر قائـمة مـن البـنـيان ومشـاركـيّ اليـوم فـي احزاني إن شـئـتما « والماء » من أجفانـي حذر الـعدا يابـى علـى الكتـمان والكـفر مُعـلـولٍ على الإيـمـان ومحوت مـن دمهم حجول حصاني داءَ الحـقود ووعـكـة الأضغـان يوم الـطفوف بأرخـص الأثـمان
وقال يرثي جده الحسين عليه السلام :
عـرّج علـى الـدارسـة القـَفر فـلو نـهيت الدمـع عـن سَحّه مـنزلـة أسـلـمهـا لـلبـلى فجِعتُ فـي ظـلمائهـا عنـوةً لهفـان لا مـن حرّ جمرِ الجوى كأنـني في جاحمٍ مـن شجـىً عُجـتُ بـها أُنفقُ فـي آيهـا في فتيةٍ طارت بـأوطـارهـم ضيموا وسُقّوا في عِراض الأذى كلّ خميص البطن بادي الطوى يَبري لِحـا صَـعدتـه عامـداً ومُر دمـوع العـين أن تجري والدار وحش لم تطـع أمـري « عَبرُ » هبوب الريح والــقطر بـطلعـة الشـمـس أو الـبدر سكران لا مــن نـشوَة الخمر ومن دمـوع الـعـين فـي بحر ما كان مذخـوراً مـن الـصبر « في ذيـلهم » أجنـحةُ الـدهـر ما شـاءت الأعـداء مـن مـُرّ ممتلـئ الـجلد مـن الـضـر بَريَ العَصا مـن كـان لا يبري

________________________________________
(287)
كـأنّه مـن طـول أحــزانـه أو مـفـرد أبـعـده أهــلـه يا صاحبي فـي قـعر مـطويةٍ أما تراني بـيـن أيــدي العدا تسرى إلـى جلـدي رقـش لهم مـردّد فـي كــل مكـروهةٍ كأنـني نـصـل بـلا مـقبض بالـدار ظـلمـاً غيـر سكانها والسرح يرعى في حميم الحمى وقد خـبالي الـجمرَ فـي طيّه لا تبك إن أنـت بكـيت الهدى وأبـكِ حسيناً والأولى صرّعوا ذاقـوا الردى من بعد ما ذوقوا قـتل وأسر بـأبـي منـكـم فـقل لـقومٍ جـئتهـم دارهم قروكـم لـمّا حلـلتـم بهـا وأطرحوا النهج ولـم يَحلفوا واسـتلـبوا إرثكـم منــكم كسرتـم الدين ولـم تعلمـوا فيالـها مظـلمـةً أو لجـت كانـه مـا فـك أعناقـكـم ولا كسـاكـم بـعد أن كنتم فهو الـذي شاد بأركانــكم يُسـاق مـن امـنٍ إلى حِذر عن حـَيّه من شفـق العـُر (1) لو كان يرضى لـي بـالقعر ملآن من غيظ ومـن وتـر والشر في ظـلمائها يسـري أنـقلٌ من نابٍ إلـى ظـفر أو طائـر ظـل بـلا وكـر وقد قرى من لـم يكن يَقري ما شاء من أوراقـه الخضر لوامـعٌ يـنذرن بالجـمـر إلا عـلى قاصـمة الـظهر أمامَـه سطـراً إلى سطـر أمثالـه بالبـيض والسـُمر مَن نـيل بالقـتل وبالأسـر على مـواعيـدٍ مـن النصر ولا قـرى أوعيــةَ الـغدر بما لكم في محـكم الـذكـر من غـير حـقٍ بـيد القسر وكسرة الـديـن بـلا جـبر على رسول الله فـي القبـر بكـفه مــن ربـقِ الـكفر ! بـلا ريـاشٍ حِبـرَ الفخـر من بعـد أن كنـتم بـلا ذكر
________________________________________
1 ـ العرّ : الجرب.
________________________________________
(288)
وهو الـذي أطـلع فـي لـيلكم يا عُـصب الله ومـَن حبـهـم ومـن أرى « ودهــم » وحـدَه وهـو الـذي أعددتـه جُـنتي حتـى إذا لم أكُ فـي نصـرةٍ بمـوقف لـيس بـه سـلـعة فـي كـل يـوم لكـم سـيدٌ كم لكم من بعد « شمـرٍ » مرى ويح « ابن سـعدٍ عمـرٍ » إنه بغي عليه في بني بنته فهو وإن فاز بها عاجلاً متـى أرى حـقّـكم عـائداً حتى متى أُلوى بـموعـودكم لـولا هـَناتٌ هـنّ يلوينني ولم أكن أقـنع في نصـركم فـإن تجـلت غـمـم ركـّدٌ رأيـتمـونـي والـقنا شرّعٌ على مطا طِرفٍ خفيف الشوى تخالـه قـد قـدّ من صـخرةٍ أعطيكم نفسـي ولا أرتـضي وإن يدم مـا نـحن في أسـره من بعـد يـأس غـرّة الـفجر مخيّم ما عــشت في صـدري « زادي » إذا وُسـّدتُ فـي قبري وعصمتي فـي سـاعة الـحشر من أحـدٍ كان بـكم نـصـري لـتـاجـر أنفـق مـن بــِرّ يُهـدى مـع النيب الـى النحر دمائـكم في الترب مـن شـمر بـاع رسـول الله بـالـنـزر واستلّ فـيهم أنصـل الـمكـر مـن حـطب الـنار ولا يدري إلـيكـم فـي الـسر والـجهر ؟ أمطل من عـام الـى شـهـر ؟ لبُحـتُ بالمكتـوم مـن سـرّي بـنظـم أبـيـاتٍ مـن الشـعر تركـنني وعـراً عـلى وعـَر أبـذل فيهـنّ لـكـم نـحـري كأنـه الـقـِدح مـن الـضـُمرِ (1) اوجيب اذ حبيب من الحضر (2) في نصركـم بالبـذل لـلوفـر فـالله أولـى فيــه بالـعـذر
________________________________________
1 ـ المطا : الظهر ، والطرف « بكسر الطاء » : الجواد من الخيل ، والشوى : الاطراف والقدح : السهم ، والضمر : الهزال.
2 ـ جيب وقدّ بمعنى واحد أي : قطع ، ومنه قوله تعالى « وثمود الذين جابوا الصخر بالواد » والحضر : الحجارة.
________________________________________
(289)
وقال في يوم عاشرواء من « سنة 430 ».
يا خلـيلـي ومعـينـي داوِ دائـي أو فعـدنـي فـقبيـح بـك أن تـَر قد أتـى من يوم عاشو دَع نشيـجي فـيه يعلو وبناني قـد خضبن الـ وكـن الناهـض للـحر وأجـعل الجـيب لدمع إنـه يـوم سـقـيـنا هزل الدين ومـن فيـ ورمـت مـجهضة من ودع الأطراب وأسمـع لا تـرد فيـه وقـد أد قل لـقـوم لم يزالـوا غرّهـم أنـهـم سـا في غدٍ بالـرغم منـكم سـوف تلـقون بـناءً والذي يحـلو بـأفـوا وقـبابـاً أنـتـم فيـ واراهـا عـن قـريبٍ وترى للبـيض والبيـ وعلى أكـتادهـا كـل كـلما رمـت النـُهوضا مــع عوّادي مريـضا فـضَ من لـيس رفوضا راء ما كـان بغـيضـا ودمـوعـي أن تفـيضا ـدم من سني عضيـضا بِ متى كـنت نهوضـا من مآقـيــك مغيـصا من نـواحـيه مضيـضا ـه وقـد كـان نحـيضا كان في البـطن جهيـضا من مراثيه « الـقـريضا » نسنا ثوبـاً رحــيـضا في الجـهالات ربـوضا دوا ومـا شادوا بعـوضا سـتردّون الـقـروضـا لـكـم طـال نقـيضـا هـكـم الـيوم حمـيضا ـها وهـاداً وحـضيضا كالدبـى سـوداً وبيضا ـض علـيهن وميـضا فتىً يلـفى جـريـضا (1)
________________________________________
1 ـ الاكتاد : الظهور ، والجريض : المغموم.
________________________________________
(290)
فبهـم يـطـمع طـرف وبهـم يـبرأ مـن كـا وبهـم يرقـد طــرف لأبـاةٍ دمـهـم ســـا رفـع الرأس على عـا وأنثنى الجسم الجرد الـ حاش لي أن أن أتخـلى فسـقـى الله قـبـوراً وأبـت إلا ثرى الأخـ وإليـهـنّ يشـدّ الـ مانحـوهـنّ لنــدب وحَـيوهـنّ استلامـاً كـان بـالامـس غضـيضا ن ـ وقد ضيموا ـ المريضا لم يكـن وجـداً غــموضا لَ عـلى الأرض غـريـضا لي القـنا يـحكي الـوميضا ـخيل بالعَــدوِ رضيضـا مـنهـم أو أســتـعيـضا لــهم العذب الغـضيـضا ـضـر والروض الأريضا ـقوم هاتيك الـغـروضـا إنمـا قـضـوا فـروضـا يتـرك الأفـواه فـوضـى
وقال يذكر بني أمية ويرثي جده الحسين عليه السلام ( وقد سقط أولها ) :
كـأنّ معـقـري مـهجٍ كـرامٍ فقل لنـبـي زيـاد وآل حـرب دمـاؤكم لـكـم ولـهـم دمـاء كلـوها بعـد غصبكم عليها انـ فمـا قـدّمـتـم إلا سـَفاهــاً ولا كـانت مـن الزمن المُلحّى أنحو بني رسـول الله فيـكـم تثار كما أثـرتَ الـى معــينٍ وما أبقـَت بهـا الـروحات إلا وفوق ظهورها عُـصَبٌ غضابٌ هنالك يعقرون بهـا العـباطـا ومَن خلطـوا بغـدرهم خلاطـا : ترويها ســيوفـكم البـَلاطـا ـتهابـاً وازدراداً واسـتراطـا ولا أُمـرتــم إلا غـلاطــا مراتـبكم بـه إلا سـفـاطــا تقودون المـسوّمـة السـلاطـا ؟ لتكرع من جـوانبه الغَـطاطـا ظهوراً أو ضلوعاً او مـلاطـا إذا أرضيتـم زادوا اخـتلاطـا

________________________________________
(291)
وكل مـرفـّع في الجو طاطٍ إذا شـهد الكريـهة لا يـبالي وما مـد الـقنا إلا وخـيلـت وكم نِـعَم لـجدّهـم عـليكم هُم أتكـوا مرافقكم وأعـطوا وهم نشـطوكـم من كل ذُل وهم سدوا مخـارمكم ومـدوا ولولا أنهـم حدبـوا علـيكم فما جازيتـم لـهم جـمـيلاً وكيف جحدتـم لـهم حقـوقاً وبين ضلوعكـم منهـم تراتٌ ووتـر كلما عمـدت يمـيـن فلا نـسـبٌ لكـم أبـداً اليهم فكم أجرى لـنا عاشـور دمعاً وكم بـتنـا به والـلـيل داج يُسـقّـينـا تـذكـره سمـاماً فلا حديت بكـم أبــداً ركابٌ ولا رفـع الزمـان لكم أديـماً ولا عرفـت رؤوسكم ارتفاعاً ولا غفر الإلـه لـكـم ذنـوباً ترى أبداً على كـنفيه طـاطـا (1) أشـاط على الصوارم أم أشاطـا علـى آذان خـيلهـم قِـراطـا لقينَ بكـم جحـوداً أو غـماطا جنوبكـم النـمارقَ والنـماطـا حَللـتم وسـط عَقوتِـه انتشاطا على شـجرات دوحكم اللياطـا لما طُلتـم ولا حزتـم ضغـاطا (2) ولا أمضيـتم لهـم اشــتراطا تبين عـلى رقـابـكم اختـطاطا ؟ كمرخِ القيظِ أُضرم فــاستشاطا لرقعِ خروقـِه زدن انعـطاطـا وهل قربى لـمن قـطع المناطا ؟ وقطّع من جوانحـنا الـنيـاطا نُميط من الجوى مـا لن يُماطـا ويولجـنا تـوجّـعـه الوراطـا ولا رُفعت لـكـم أبـدا سـياطا ولا ازددتـم به إلا نحـطـاطـا ولا ألِفت قـلوبـكم اغـتبـاطـا ولا جُزتم هنـالِـكم الـصراطـا
________________________________________
1 ـ الطاط : الشجاع ، والباشق من الطيور.
2 ـ الضغاط : جمع الضغيطة وهي النبتة الضعيفة.
________________________________________
(292)
وقال يذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام :
يا آل خير عبـاد الله كـلّـهم كم تُثلمون بأيدي الناس كلـهم وكم يذودُكـم عن حقـّكم حنقاً إن الذين نضـوا عنكم تراثكم باعوا الجـنان بدارٍ لا بقاء لها احبّكم والـذي صلى الجميع له وأرتجيكـم لما بعد الممات إذا وإن يـضلّ أناسٌ عن سبيلهم وما أبالي اذا ما كنتم وضحاً وأنتم يوم أرمي ساعدي ويدي « ومَن لهم فوق » أعناق الورى مننُ وكم تُعرّس فيـكم دهـرها الـمحن (1) مُمَلأ الصدر بالأحـقاد مـُضطـغن لم يغبـنوكـم ولـكن دينهم غَبَـنوا ولـيـس لله فيـما بـاعـه ثمـن عند البنـاء الـذي تُـهدى له البُدن وارى عن الناس جَمعاً أعظـم جبن فليس لي غير ما أنـتم بـه سَـنَن لناظريّ ، أضـاء الخـلق ام دجنوا وأنتم يوم يرميـني العِـدا الـجَنن
وقال في التوسل الى الله تعالى بأهل البيت صلوات الله عليهم :
أقـلني ربـي بالـذيـن أصـطفيتهم وإن كنت قد قصرتُ سعياً إلـى التقى هـم أنـقـذوا لمـّا « فزعتُ » إليهـم وهم « جذبوا » ضبعى » إليهم من الأذى ولولاهم « مانلتُ » في الديـن « حُظوةً » ولا سيـّرت فـضلي إليها مغـاربٌ ولا صيّـرت قـلبي من الناس كلهم وقلتَ « لنا » : هـم خـيرُ من أنا خالقُ فإني بهم « إن » شـئتَ عـندك لاحـق وقد صمّمت نحوى « النيوب » العوارق وقد طرقت « بابي » الخطوب الطوارق ولا اتّسَعَت فيـه عـليّ المـضائـق ولا طيـّرتــه بـينهـنّ مـشـارق لهـا وطناً تـأوي إلـيه الـحقـائـق
________________________________________
1 ـ تعرس : تقيم من التعريس وهو نزول المسافر للاستراحة.
________________________________________
(293)
وقال يفتخر بابائه عليهم السلام :
لو لـم يعـاجلـه الـنوى لتـحيرا أفكلـما راع الـخليـط تـصوبـت قد أوقـدت حـرق « الفراق » صبابة « شعـفٌ » يكتمـه الحـياء ولـوعة « وأبـى » الركـائب لم يكن « ماعلنه » لبـيـن داعيـة الـنوى فـارينـنا وبـعدن بالـبين المـشتـت سـاعة عاجـوا على ثـمد البـطاح وحبهم وتنكـبوا وعرَ الـطريق وخلـفـوا أما الـسـلو فـإنـه لا يهــتـدى قد رمـت ذاك فلـم أجـده وحق من أهلاً بطـيف خيـال مانعة « الحـبا » مـا كـان أنعـمنا بهـا مـن زورة جـزعت لوخطـات الـمشيب وإنما والشـيب إن « فكـرت » فيه مـوردٌ يبـيضّ بـعد سـواده الـشعر الذي زمن الشـبيبة لاعـدتـك تحــيةٌ فلطالما اضـحـى ردائـي سـاحباً أيـام يرمـقـني الـغزال إذا رنـا ومرنّحٍ في الكور يحسب أنه اصـطبح بـطـل صفـاه للخـداع مـزلـّةٌ « إمـا » سألـت بـه فـلا تسأل به وقـصاره وقد انـتأوا أن يـقصرا عبرات عـين لـم تـقلّ فـتكثرا ؟ لم تستعـر ومـرين دمعاً ما جرى خفيت وحق لمـثلـها أن يظـهرا صبراً ولـكن كـان ذاك تـصبّرا بين القباب البـيض مـوتاً أحمرا « فكأنهن » بعـدن عنـا أشـهـرا أجرى العيون غـداة بـانوا أبحرا ما في الجوانح من هواهـم أوعرا قصد القـلوب وقـد حشين تذكرا فقد السبيل إلـى الـهدى أن يعذرا يقظى ومفضلة علينـا فـي الكرى لو باعدت وقت الورود المصـدرا ! بلغ الشبـاب مدى الكمال فنـوّرا لا بدّ يـورده الـفتى إن عـمّرا لو لم يزره الشيـب واراه الـثرى وسقاك منهمر الحيا ما استـغزرا في ظلك الـوافي وعودي اخضرا شعفاً ويطرقـني الخيال إذا سرى العقار وإنما اغتبق السُرى فإذا مشى فيـه الزمـاع تغشمرا (1) « ناياً » يناغي في البطالة مـزمرا
________________________________________
1 ـ تغشمر : تنمر.
________________________________________
(294)
وأسـأل بـه الـجرد العـتاق مغيرةً يحمـلن كـل مدجـجٍ يقـرى الظبا قومي الذيـن وقد دجت سبُل الهدى غلبوا على الـشرف التليد وجاوزوا كـم فـيهم من قـسورٍ متـخـمطٍ متنمرٍّ والـحرب إن هتـفـت بـه ومـلـوّم فـي بـذلـه ولطـالـما ومرفـع فـوق الـرجــال تخاله جمعوا الجمـيل إلى الـجمال وإنما سائل بهـم بـدراً وأحـداً والـتي لله درّ فـوارسٍ فـي خـيـبــر عـصفوا بسلـطان اليهود وأولجوا واستلحموا أبطالهم واستخرجوا وبمرحبٍ ألـوى فـتىً ذو جـمرة إن حزّ حزّ مـطبـقاً أو قـال قـا فثناه مـصفــرّ البـنان كــأنما « تهفوا » العقاب بشـلوه ولـقد هفت أما الـرسـولُ فـقـد أبـان ولاءَه أمضى مقـالاً لم يقـله مـعرّضـاً وثنى اليـه رقـابـهـم وأقـامـه ولقد شفى « يوم الـغدير » معاشـراً « قلقت » بهـم أحقـادهـم فمرّجـعٌ يا راكباً رقـصــت بـه مهـريةٌ عج « بالـغـريّ » فـإن فيـه ثاوياً يخطـبن هـامـاً أو يطأن سنّورا عـلقاً وأنفـاس الـسوافـي عثيرا تركوا طريق الديـن فينـا مـقمرا ذاك الـتليـد تـطـرفاً وتـخيرا يردى إذا شاء الهزبـر الـقسـورا أدّته بسـام المــحـيّا مـسفـرا أضحى جديراً فـي العلا أن يشكرا يوم الـخطابـة قد تـسنم منـبرا ختموا إلى المرأى الممدّح مخبـرا ردّت جبين بني الضـلال معفـّرا حملوا عن الاسلام يــوماً منكـرا تلك الجـوانـح لوعـة وتحسـرا الــأزلام مـن أيديـهم والمـيسـرا لا تصطلي وبسالـةٍ « لا تُـعترى » ل مصـدّقاً أو رام رام « مطـهّرا » لطخ الحمـامُ عـليه صبغاً أصفرا زمـناً به شـم الذوائـب والـذرا لو كـان ينفـع « جائراً » أن ينذرا وأشاد ذكـراً لم يشـده « مُـغرّرا » علماً على بـاب النـجاة مـشهرا ثلجت نفوسـهم « وأدوى » معشرا نـفسـأً ومـانع أنـةٍ أن تجهرا أشبت بساحتـه الهـموم فاصحرا جبلاً تطأطأ فاطـمأن به « الـثرى »

________________________________________
(295)
واقرا السلام عليه من كلفٍ به فلو استطعت جعلت دار إقامتي كشفت له حجاب الصباح فأبصرا تلك القبـور الزُهر حتـى أقبرا
ومن روائعه قوله :
ومن السعادة أن تموت وقد مضى فـبقاءُ مـَن حـُرِمَ الـمراد فناؤه والناس مخـتلفون فـي أحوالـهم وطلاب ما تـفنى وتـتركه عـلى من قـبلك الحـُسـاد والأعـداء وفنـاء من بلـغ المـراد بقـاء وهـم إذا جاء الـردّى أكـفـاء من لـيس يشكر ما صنعت عناء
وقوله :
أحب ثرى نـجد ونـجد بعـيدة يقولون نجد لست من شعب أهلها كأني وقد فـارقت نـجداً شقاوة ألا حبذا نجد وإن لم تفد قربا وقد صدقوا لكنني منـهم حُبّا فتى ضل عنه قلبه ينشد القلبا
وقوله في اخرى :
ولقـد زادنـي عـشية جمـع بات أشهى الى الجفون وأحلى كـدتُ لـما حللتُ بين تراقيه وسقاني مـن ريقـه فسقـاني صدّ عني بالنزر إذ أنا يقظان والتقينا كما اشتهينا ولا عيب واذا كـانت الـملاقـاة ليلاً مـنكـم زائـر علـى الآكـام في منامي غبّ السرى من منامي حـرامـاً أحـل مـن إحرامي مـن زلال مصـفق بــمـدام وأعطـى كثـيـره فـي المنـام ســوى أن ذاك فـي الأحـلام فالـلـيالي خيــرٌ مـن الأيـام
ومن قوله في قصيدة طويلة :
أترى يؤب لنا الأبيرق طـلل لَعـزة لا يزال والمنى للمرء شغل على ثراه دم يُطلّ

________________________________________
(296)
فتـلوا ومـا قـتلوا وعند قل للذين علـى مواعدهم كم ضامني مـن لا أضيم يـا عـاذلاً لعـتـابــه ان كـنت تـأمر بالسـلو قلبي رهــين في الهوى ولقد علمـتُ على الهوى وتعجبتُ جَـملٌ لشـيب ورأت بياضـاً في سـواد كذُبالة رفـعـت عـلـى لا تنكريـه ـ ويب غيرك هــم لنـا قَـودٌ وعقـل لنـا خُــلـفٌ ومـطـل وملّـنــي مَـن لا أمـَلّ كَلّ علــى سمعي وثِقـل فقل لقـلبي كـيف يسلـو ان كـان قــلبك منه يخلو أنّ الـهـوى سقــمٌ وذلٌ مفارقـي وتـشـيبُ جمل ما رأتـه هـنـاك قَـبـل الهضبات السـارين ضلّوا فـهو للـجُـهـلاء غـُلّ (1)
وله قدس الله سره :
مـولاي يـا بـدر كل داجية حسنك ما تنـقضي عجائبـه بحق من خط عارضيك ومَن مدّ يديك الكريـمـتين مـعاً خذ بيدي قد وقعت في اللجج كالبحر حدّث عنه بلا حرج سلّط سلطانهـا عـلى المهج ثم ادع لي من هواك بالفرج
وقوله :
ولما تفرقنا كما شاءت النوى كأني وقد سار الخليط عشيةً تبيّن ودّ خالصٌ وتـوددُ أخو جنّةٍ مما أقوم وأقعد
وله من قصيدة :
الا يا نسيم الريح من أرض بابل وقل لحبيب فيـك بعـض نسيمه تحمّل الى أهل الخيام سلامي أما آن تسطيع رجـع كلامي
________________________________________
1 ـ ويب : كلمة ويل زنة ومعنى. والغل بالضم : طوق من حديد يجعل في اليد.
________________________________________
(297)
رضيت ولولا ما علمتم من الجوى واني لأرضى أن اكون بـأرضكم لما كنتُ أرضى منــكم بلمام على أنني منها استفدت سقامي
وقوله :
بيني وبين عواذلـي أنا خارجي في الهوى في الحب أطراز الرماح لا حـكـم إلا للمـلاح
وقوله :
قل لمـن خده من اللحظ دامٍ يا سقيم الجفون من غير سقم أنا خاطرت في هـواك بقلب رقّ لي من جـوانح فيك تُدمى لا تلمني إن مُـتّ منهـن سقما ركـب البحـر فـيك إما وإما
وقوله من قصيدة :
قل لمعزٍّ بالصبر وهو خليٌ ما جهلنا أن الـسلو مريـح وجميل العذول ليس جميلا لو وجدنا الى السلو سبـيلا
وقوله من مقطوع في الشيب :
يقولون لا تجزع من الشيبب ضِلّة وقالوا أتاه الشيب بالحلـم والحجى وما سرني حلم يـفيء الى الردى اذا كان يعطيني مـن الحزم سالباً وقد جرّبت نفسي الـغـداة وقاره وإني مذ أضـحى عـذاري قرارُه وسيّان بعد الشـيب عـند حبائبي وأسـهـمه إياي دونهـم تُصـمي فقلتُ بما يَبرى ويعـرق من لحمي كفاني مـا قبـل المشيب من الحلم حياتي فقل لـي كيف ينفعني حزمي فما شدّ من وهـنى ولا سدّ من ثلمي أُعــادُ بلا سُـقم وأُجـفى بلا جُرم وقفـن علـيه أم وقـفن على رسمي

________________________________________
(298)
أبو العلاء المعرّي
وعلى الدهر من دمـاء الشهيـدين فهما فـي أواخـر اللـيل فجرا ثبتا فـي قميـصه ليجيء الـ وجمال الأوان عقـب جــدود يا ابن مستعرض الصفوف ببدر أحد الخمـسة الـذين هم الاعـ والشخوص الـتي خُـلقن ضياء قبل أن تخلق الـسماوات أوتؤ لو تـاتى لنطـحها حمل الشهـ أو أراد السماك طـعناً لـها عا أو رمتها قوس السماء لزال الـ أو عصاها حوت النجوم سقـاه وبهم فضل الملـيك بـني حوا شرفوا بالشـراف والسمر عيدا ـدين علي ونجـله شـاهدانِ ن وفـي أوليـاتـه شفـقـان ـحشر مستعدياً الـى الرحمن كلُ جــدٍ منـهم جمـال اوان ومبيد الجمـوع مـن غطـفان ـراض في كل منطق والمعاني قبل خلق المـريـخ والمـيزان مــر أفـلاكـهـن بالدوران ـب تروى عن رأسه الشرطان د كسير الـقناة قـبل الطـعان ـعجر منها وخانهـا الأبرهان حتفه صـائد مـن الـحدثـان ء حتى سمــوا على الحيوان ن اذا لم يــزنّ بالـخرصان
يشير ابو العلاء الى الحديث الشريف القائل بأن الله عز وجل خلق أنوار الخمسة : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الخلق.
________________________________________
(299)
وقوله كما أورد سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص :
أرى الأيام تفعل كل نكرٍ أليس قريشكم قتلت حسيناً فما أنا في العجائب مستزيد وكان علـى خلافتكـم يزيد (1)
أبو العلاء المعري (2) التنوخي : أحمد بن عبد الله :
ولد بمعرة النعمان سنة 363 وتوفي بها يوم الجمعة ثاني ربيع الأول سنة 449 عن 86 سنة. ولما مات أنشد على قبره أربعة وثمانون شاعراًً مراثي من جملتها أبيات لعلي بن الهمام من قصيدة طويلة :
إن كنت لم ترقِ الدماء زهادةً سيّرتَ ذكـراً في البلاد كأنه ونرى الحجيج اذا أرادوا ليلة فلقد أرقت اليوم من جفني دما مسك مسامعهـا يضمّخُ أو فما ذكراك أوجب فدية مَن أحرما
ويقول أن ذكراك طيب والطيب لا يحل لمحرم فيجب عليه فدية ، والحق ان ابا العلاء فلتة من فلتات الزمن ونابغة من نوابغ العالم. اختلف الناس فيه فمن قائل ، هو مسلم موحّد ، وبين مَن يرميه بالالحاد واذكر حديثاً للمرحوم المصلح الشيخ محمد حسين كاشف العَطاء برهن فيه على ايمانه وتشيعه ، وذكر صاحب نسخة السحر انه من شعراء الشيعة.
________________________________________
1 ـ جاء في الحديث الشريف : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يكون أول مَن يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد.

رواه ابن حجر في مجمع الزوائد ج 5 ص 241 عن مسند أبي يعلى والبزاز وفي الصواعق المحرقة ص 132 عن مسند الروياني عن أبي الدرداء عنه صلى الله عليه وآله وسلم : أول مَن يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد.
2 ـ المعري : نسبة الى معرة النعمان من بلاد الشام.
________________________________________
(300)
ومن شعره تتنسم عبير التشيع فاسمعه يقول في قصيدته :
أدنـياي اذهـبي وسـواي إمـّي وكـان الـدهر ظـرفاً لا لحـمدٍ وأحسب سانـح الأزمـيم نـادى اذا بكرُ جـنى فتـوّق عمــراً وخف حيوان هذي الأرض واحذر وفي كل الــطباع طبـاع نـكز وما ذنب الضـراغم حين صيغت فقد جُبلت علـى فـرس وضرس ضيـاء لـم يـبن لعـيون كـمهٍ لعـمرك مـا أســرّ بـيوم فطر وكـــم أبـدى تشيّعـه غـويُّ فقد ألمـمت ليـتك لم تلّمي تؤهلـه العـقول ولا لـذِمّ ببين الحيّ في صحراء ذَمّ (1) فـإن كـلـيهـما لأب وأمِّ مجيء النطح من رَوق وجُمّ (2) وليس جمـيعهـنّ ذوات سُمّ وصيّر قوتـها مما تـُدّمـي كما جبل الـوفود على التنمي وقولٌ ضـاع فـي آذان صُمّ ولا أضحى ولا بغديـر خـُم لأجل تنـسّـبٍ بـبلاد قـمّ
ومن شعره :
لقد عجبـوا لآل البيت لما ومرآة المنجّم وهي صغرى أتاهم علمهم في جلدِ جفر تريه كل عـامرةٍ وقفـر
وقوله كما في نسمة السحر :
أمر الواحد فـافـعل مـا أمر أضمر الخيفة واضـمر قلّ ما أيها الملحد لا تعصـى النـهى إن يعد في الجسم يـوما روحه واشـكر الله ان الـعقـل أمـر ادرك الطرف المدى حتى ضمر فـلقد صـحّ قيـاسٌ واشتـهر فهو كالـربع خـلا ثـم عـمر
________________________________________
1 ـ ازميم : ليلة من ليالي المحاق. والهلا اذا دق في آخر الشهر واستقوس ، ذم : الهلاك.
2 ـ الروق : القرن ، جم جمع الاجم : الكبش لا قرن له.