بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً
رقم القصيدة : 19286
-----------------------------------
بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً
العاطِفَاتِ على الخُدُودِ سوالِفا
المرسلاتِ منَ الشُّعورِ غدائرَا
الليناتِ معاقداً ومعاطفاً
السَّاحباتِ منَ الدَّلالِ ذلاذلا
اللابساتِ منَ الجمالِ مطارفا
الباخِلاَتِ بُحُسْنِهِنّ صِيَانَة ً،
الوَاهِبَاتِ مَتالِداً ومطارِفَا
المونقاتِ مضاحكاً ومباسماً،
الطَّيباتِ مُقبلاً ومراشفا
النَّاعماتِ مجرَّداً والكاعبات،
مُنَهَّداً، والمُهدِياتِ ظرَائِفا
الخالِبَاتِ بكُلّ سِحْرٍ مُعجِبٍ
عندَ الحديثِ مسامعاً ولطائفا
الساتراتِ منَ الحياءِ محاسناً،
تسبى بها القلبَ التَّقيَّ الخائفا
المُبدِياتِ منَ الثّغُورِ لآلِياً
تَشفي بِرِيقتِها ضَعِيفاً تَالفا
الرَّامياتِ منَ العيونِ رواشقاً
قلباً خبيراً بالحُرُوبِ مُثَاقِفَا
المطلعاتِ منَ الجيوبِ أهلَّة ً
لا يلفينَّ معَ التَّمامِ كواسفا
المُنشِيَاتِ منَ الدّموعِ سَحَائِباً،
المسمعاتِ منَ الزَّفيرِ قواصفا
ياصاحبيَّ ! بمهجتي خمصانة ُ
أهدتْ إليَّ أياديا وعوارفا
نُظمَتْ نِظَامَ الشملِ، فهي نظامُنا،
عربية ً عجماءَ تلهي العارفا
مهما رنتْ سلَّتْ عليكَ صوارماً،
ويُرِيكَ مَبْسِمُها بَريقاً خاطِفا
يا صاحبيَّ ! قفا بأكنافِ الحمى
من حاجزِ، يا صاحبيَّ، قفا قفا
حتّى أُسائِلَ أينَ سارَتْ عِيسُهُمْ،
فقدْ اقتحمتْ معاطباً ومتالفا
ومعالماً ومجاهلاً بشملة ٍ،
تشكو الوجى ، وسباسبا وتنايفا
مَطْوِيّة ِ الأقْرَابِ أذهَبَ سَيْرُهَا
بحَثِيثِهِ مِنْها قُوًى وسَدايِفا
حتى وقَفْتُ بها برَمْلَة ِ حاجرٍ،
فرأيتُ نوقاً بالأثيلِ خوالفا
يقتادها قمرٌ عليهِ مهابة ٌ
فطويتُ من حَذَرٍ عليهِ شَرَاسِفا
قَمَرٌ تَعرّضَ في الطّوافِ، فلم أكن
بِسِوَاهُ عندَ طَوافهِ بي طَائِفا
يمحو بفضلِ بردهِ آثارهُ
فتحارُ لو كنتَ الدّليلَ القَائِفا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بأثيلاتِ النَّقا سربُ قطا،
بأثيلاتِ النَّقا سربُ قطا،
رقم القصيدة : 19287
-----------------------------------
بأثيلاتِ النَّقا سربُ قطا،
ضَرَبَ الحسنُ عليهَا طُنُبا
وبأجوازِ الفلا من إضمٍ،
نعمٌ ترعى لديها وظبا
يا خَلِيلَيَّ قِفَا واسْتَنطِقا
رَسْمَ دَارٍ بعدهمْ قد خَرِبا
واندبا قلبَ فتى فارقهُ،
يوْمَ بانوا، وابكِيا وانتحِبا
علّهُ يُخبِرُ حيثُ يمّمُوا
ألِجَرْعَاءِ الحِمَى ، أو لِقَبَا
رَحَلُوا العِيسَ، ولم أشعرْ بهمْ،
ألسهوٍ كانَ أم طرفُ نَبَا
لم يكن ذاكَ، ولا هذا، وما
كانَ إلاّ ولَهٌ قد غَلَبا
يا هُموماً شَرَدَتْ وافتَرَقَتْ
خلفهمْ تطلبهمْ أيدي سبا
أيُّ ريحٍِ نسمتْ ناديتها
يا شمالُ، يا جنوبُ، يا صبا
هل لَدَيْكُمْ خَبَرٌ ممّا نَبا
قد لَقينا من نَواهمْ نَصَبا
أسنَدَتْ ريحُ الصَّبا أخبَارَها
عنْ نباتِ الشِّيحِ عنْ زهرِ الرُّبى
إنّ مَنْ أمرَضَهُ داءُ الهَوَى
فَلْيُعَلَّلْ بأحاديثِ الصِّبا
ثمَّ قالتْ : يا شمالُ خبِّري
مثلَ ما خبَّرتهُ أو أعجبا
ثمّ أنتِ يا جَنوبُ حدّثي
مثلَ ما حدثتهُ أو أعذبا
قالتْ: الشَّمالُ عندي فرجٌ
شاركتْ فيهِ الشمالُ الأزْيَبا
كلُّ سَوءٍ في هَوَاهُم حَسُنَا
وعذابٌ برضاهمْ عذبا
فإلى ما وعلى ما ولما
تشتكي البثَّ وتشكو الوصبا
وإذا ما وعدوكم ما ترى
برقَهُ إلاّ بريقاً خُلَّبا
رقمَ الغيمُ على ردنِ الغما
من سَنا البرْقِ طِرازاً مُذهَبا
فجَرتْ أدمعُها منها على
صَحنِ خدّيها، فأذكتْ لهَبا
وردة ٌ نابتة ٌ منْ أدمعٍ
نَرجِسٌ تُمطِرُ غَيثاً عَجَبا
ومتى رُمتَ جَناها أرسَلت
عطفَ صدغيها عليها عقربا
تشرقُ الشَّمسُ إذا ما ابتسمتْ،
رَبّ ما أنْوَرَ ذاكَ الحَبَبَا
يطلعُ اللَّيلُ، أذا ما أسدلتْ
فاحماً جَثْلاً أثيثاً غَيْهَبَا
يتجارى النَّحلُ مهما تفلتَ
رَبّ ما أعْذَبَ ذَاكَ الشّنَبَا
وإذا مالَتْ أرَتنا فَنَناً،
أو رَنَتْ سالَتْ من اللّحْظِ ظُبى
كم تُنَاغي بالنّقا من حاجرٍ
يا سليلَ العربيَّ العربا
أنا إلاّ عَرَبيٌّ، ولِذا
أعشقُ البِيضَ وأهوَى العَرَبا
لا أبالي شرَّقَ الوجدُ بنا
حيثُ ما كانتْ بهِ، أو غرَّبا
كلَّما قلتُ : ألا، قالوا: أما
وإذا ما قلتُ: هل؟ قالوا: أبى
ومتَى ما أنجَدُوا أو أتهَموا
أقطعُ البيدَ أحثُّ الطَّلبا
سامريُّ الوقتِ قلبي، كلَّما
أبصَرَ الآثارَ يبْغِي المذْهَبا
وإذا همْ شرَّقوا، أو غرَّبوا
كانَ ذو القرنينِ يقفو السَّببا
كمْ دعونا لوصالٍ رغباً
كمْ دعونا منْ فراقٍ رهبا
يا بني الزَّوراءِ هذا قمرٌ
عِندكم لاحَ، وعندي غَرَبا
حَرَبي، والله منْهُ حرَبي،
كمْ أنادي خلفهُ: وا حربا
لهفَ نفسي، لهفَ نفسي لفتى ً
كلَّما غنَّى حمامٌ غيَّبا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ
أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ
رقم القصيدة : 19288
-----------------------------------
أضاءَ بذاتِ الأضا بارقٌ
منَ النُّورِ في جوِّها خافقُ
وصلصلَ رعدُ مناجاتهِ،
فأرْسَلَ مِدْرَارَهُ الوادقُ
تنادوا: أنيخوا، فلم يسمعوا
فصحتُ منَ الوجدِ : يا سائقُ
ألا فانزِلوا ها هُنا، وارْتَعُوا،
فإنّي بمَنْ عندَكُمْ وامقُ
بهيفاءَ غيداءَ رعبوبة ٍ،
فؤادُ الشَّجيِّ لها تائقُ
يفوحُ النَّدى لدى ذكرها،
فكلّ لِسانٍ بها ناطِقُ
فلو أنَّ مجلسها هضمة ٌ،
ومعقدها جبلٌ حالقُ
لكانَ القَرَارُ بها حالقاً،
ولن يُدرِكَ الحالقَ الرّامِقُ
فكلُّ خرابٍ بها عامرٌ
وكُلّ سَرَابٍ بها غادقُ
وكُلّ رِياضٍ بها زاهِرٌ،
وكلُّ شرابٍ بها رائقُ
فليلي منْ وجهها مشرقٌ،
ويَوْميَ من شَعرِها غاسِقُ
لقدْ فلقتْ حبَّة َ القلبِ إذ
رماها بأسهمها الفالقُ
عيونٌ تعودنَ رشقَ الحشا،
فليسَ يطيشُ لها راشقُ
فما هامة ٌ في خرابِ البقاعِ،
ولا ساقُ حُرٍّ، ولا ناعِقُ
بأشامَ منْ باذلٍ رحَّلوا،
ليحملَ منْ حسنهِ فائقُ
وَيُتركَ صَبّاً بذاتِ الأضَا
قَتيلاً، وفي حُبّهِمْ صادقُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يُذكّرُني حالُ الشّبِيبَة ِ والشّرْخِ،
يُذكّرُني حالُ الشّبِيبَة ِ والشّرْخِ،
رقم القصيدة : 19289
-----------------------------------
يُذكّرُني حالُ الشّبِيبَة ِ والشّرْخِ،
حديثاً لنا بينَ الحديثة ِ والكرخْ
فقلَّتْ لنفسي فيه خمسينَ حِجَّة ً،
وقد صِرْتُ من طولِ التفكُّرِ كالفَرخِ
تذكِّرني أكنافَ سلعٍ وحاجرٍ
وتذكرْ لي حالَ الشَّبيبة ِ والشرخِ
وسَوْقَ المَطايا مُنجِداً، ثمّ مُتهِماً،
وقدْ حيَّ لها نارَ العفارِ معَ المرخِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أُطارِحُ كُلّ هاتِفَة ٍ بأيْكٍ
أُطارِحُ كُلّ هاتِفَة ٍ بأيْكٍ
رقم القصيدة : 19290
-----------------------------------
أُطارِحُ كُلّ هاتِفَة ٍ بأيْكٍ
على فننٍ بأفنانِ الشُّجونِ
فتبكي إلفها منْ غيرِ دمعٍ
وَدمعُ الحُزْنِ يهمُلُ من جُفوني
أقولُ لها، وقد سمحتْ جفوني
بأدمعها تخبرُ عنْ شؤوني
أعِندَكِ بِالّذي أهْوَاهُ عِلْمٌ،
وهلْ قالوا بأفيَاءِ الغُصُونِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عِندَ الجِبَالِ من كثيبِ زَرُودِ
عِندَ الجِبَالِ من كثيبِ زَرُودِ
رقم القصيدة : 19291
-----------------------------------
عِندَ الجِبَالِ من كثيبِ زَرُودِ
صِيدٌ وأُسْدٌ من لِحَاظِ الغِيدِ
صَرْعَى ، وهم أبناءُ ملحمة ِ الوَغى ،
أينَ الأسودُ منَ العيونِ السُّودِ
فتكَتْ بهِمْ لحَظَاتُهُنَّ، وحَبّذا
تلكَّ الملاحظُ منْ بناتِ الصِّيدِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ثلاثَ بدورِ ما برزنَ بزينة ٍ
ثلاثَ بدورِ ما برزنَ بزينة ٍ
رقم القصيدة : 19292
-----------------------------------
ثلاثَ بدورِ ما برزنَ بزينة ٍ
خَرَجْنَ إلى التّنعيمِ مُعتَجِرَاتِ
حَسَرْنَ عنَ امثالِ الشموس إضاءة ً
ولبيَّنَ بالإهلالِ معتمراتِ
وأقبلنَ يمشينَ الرُّويدا كمثل ما
تمشي القطا في ألْحُفِ الحبراتِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا يا ثرَى نَجدٍ تَبَارَكتَ من نَجدِ،
ألا يا ثرَى نَجدٍ تَبَارَكتَ من نَجدِ،
رقم القصيدة : 19293
-----------------------------------
ألا يا ثرَى نَجدٍ تَبَارَكتَ من نَجدِ،
سقتكَ سحابِ المزنِ جوداً على جودِ
وحيَّاكَ منْ أحياكَ خمسينَ حجَّة ً
بعودٍ على بدءٍ، وبدءٍ على عودِ
قطعتُ إليها كلَّ قفرٍ ومهمة ٍ
على النَّاقة ِ الكوماءِ والجملِ العودِ
إلى أن تَرَاءَى البَرْقُ من جانبِ الحِمى
وقدْ زادني مسراهُ وجداً على وجدي
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا خليليّ ألِمّا بالحِمَى ،
يا خليليّ ألِمّا بالحِمَى ،
رقم القصيدة : 19294
-----------------------------------
يا خليليّ ألِمّا بالحِمَى ،
واطلبا نجداً وذاكَ العلما
وردا ماءً بخيماتِ اللِّوى
واستظلاَّ ضالَّها والسُّلَّما
فإذا ما جِئْتُمَا وادي مِنًى ،
فالّذي قَلبي بهِ قد خَيّما
أبلغا عنَّي تحياتِ الهوى ،
كلَّ منْ حلَّ بهِ أو سلَّما
واسمعا ماذا يجيبونَ بهِ
واخبرا عن دَنِفِ القَلبِ بِمَا
يشتكيهِ منْ صباباتِ الهوى
معلناً مستخبراً مستفهما
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحبُّ بلادِ اللهِ لي، بعدَ طيبة ٍ
أحبُّ بلادِ اللهِ لي، بعدَ طيبة ٍ
رقم القصيدة : 19295
-----------------------------------
أحبُّ بلادِ اللهِ لي، بعدَ طيبة ٍ
ومكّة َ والأقصَى ، مدينة ُ بَغدانِ
وَمَا ليَ لا أهوَى السّلامَ، ولي بِها
إمامُ هدى ديني وعقدي وإيماني
وقَدْ سكَنَتها من بُنيّاتِ فارسٍ
لَطِيفَة ُ إيماءٍ مَرِيضَة ُ أجفانِ
تحيِّي فتُحيَّى منْ أماتتْ بلحظها
فجاءتْ بحسنى بعدَ حسنٍ وإحسانِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نَفسي الفِداءُ لِبِيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
نَفسي الفِداءُ لِبِيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
رقم القصيدة : 19296
-----------------------------------
نَفسي الفِداءُ لِبِيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
لَعِبْنَ بي عند لَثمِ الرُّكنِ والحَجَرِ
ما تستدلُّ، إذا ما تهتَ خلفهمُ
إلاَّ بريحهمُ منْ طيبِ الأثرِ
ولا دجا بي ليلٌ ما بهِ قمرٌ
إلاّ ذكَرتُهُمُ فسِرْتُ في القَمَرِ
وإنّما حِينَ أُمْسِي في رِكَابِهِمُ
فاللّيلُ عنديَ مثلُ الشمس في البُكَرِ
غَازَلْتُ من غَزَلي منهنّ واحِدَة ً
حسناءٌ، ليسَ لها أختٌ منَ البشرِ
إنْ اسفرتْ عنْ محيَّاها أرتكَ سناً
مثلَ الغزالة ِ إشراقاً بلا غبرِ
للشَّمسِ غرَّتها، للَّيلِ طرَّتها
شمسٌ وليلٌ معاً من أعجبِ الصّوَرِ
فنحنُ باللَّيلِ في ضوءِ النَّهارِ بها؛
ونحنُ في الظّهرِ في ليلٍ من الشَّعَرِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> طلعتْ بينَ أذرعاتٍ وبصرى
طلعتْ بينَ أذرعاتٍ وبصرى
رقم القصيدة : 19297
-----------------------------------
طلعتْ بينَ أذرعاتٍ وبصرى
بِنْتُ عَشْرٍ وأربعٍ ليَ بَدرا
قد تعالَتْ على الزّمان جَلالاً،
وتسامَتْ عليه فخْراً وكِبرَا
كلُّ بدرٍ إذا تناهى كمالاً
جاءهُ نقصهُ ليكملَ شهرا
غيرَ هذي، فما لها حركاتٌ
في بروجٍ، فما تشفِّعُ وترا
حُقّة ٌ أُودعتْ عَبيراً ونَشْرا،
رَوْضَة ٌ أنبَتَتْ رَبيعاً وَزَهرا
انتهى الحسنُ فيكِ أقصى مداهُ
ما بوسعِ الإمكانِ مثلكِ أخرى
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رعى اللهُ طيراً على بانة ٍ
رعى اللهُ طيراً على بانة ٍ
رقم القصيدة : 19298
-----------------------------------
رعى اللهُ طيراً على بانة ٍ
قدَ افصَحَ لي عن صَحيح الخبَرْ
بأنَّ الأحبَّة َ شدَّوا على
رواحلهمْ، ثمَّ راحوا سحرْ
فسرتُ وفي القلبِ من أجلهمْ
جحيمٌ لبينهمْ تستعرْ
أُسابقُهمْ في ظلامِ الدّجى ،
أنادي بهمْ ثمَّ أقفو الأثرْ
وما لي دليلٌ على إثرهمْ
سوى نَفسٍ منْ هواهمْ عطرْ
رَفعنَ السجافَ أضاءَ الدّجى ،
فسارَ الركابُ لضَوْءِ القَمَرْ
فأرسلتُ دَمعي أمامَ الرّكابِ،
فقالوا: متى سالَ هذا النّهَرْ؟
ولم يستطيعوا عبوراً لهُ
فقلتُ: دموعي جَرَيْنَ دُرَرْ
كأنَّ الرعودَ للمع البروق
وسيرِ الغمامِ لصوبِ المطرْ
وجيبُ القلوبِ لبرْقِ الثغورِ،
وسَكْبُ الدّموعِ لرَكْبٍ نَفَرْ
فيا من يشبِهُ لينَ القدودِ
بلينِ القضيبِ الرَّطيبِ النَّضرْ
فلو عُكسَ الأمرُ مثلَ الّذي
فعلتَ لكانَ سليمُ النَّظرْ
فلينُ الغصونِ كلينِ القدودِ
وَوَرْدُ الرّياضِ كوَرْدِ الخَفَرْ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا أولى الألبابِ، يا أولى النُّهى
يا أولى الألبابِ، يا أولى النُّهى
رقم القصيدة : 19299
-----------------------------------
يا أولى الألبابِ، يا أولى النُّهى
همتُ ما بينَ المهاة ِ والمها
من سها عن السُّها فما سها
من سها عنِ المهاة ِ قدْ سها
سِرْ بِهِ بسِرْبِهِ لِسِرْبِهِ،
فاللُّهى تفتَحُ بالحمدِ اللَّهَا
إنها من فَتَيَاتٍ عُرُبٍ،
من بناتِ الفُرْسِ أصلاً إنّها
نَظَمَ الحُسْنُ من الدُّرّ لها
أشنَباً أبيضَ صافي كالمَها
رابَني منها سُفُورٌ راعَني
عِندَهُ منها جمالٌ وبَها
فأنا ذو المَوْتَتَيْنِ منهُما،
هكذا القرآنُ قدْ جاءَ بها
ققلتُ: ما بالُ سفورٍ راعني
موْعدُ الأقوَامِ إشراَقُ المَها
قلتُ: إني في حِمًى من فاحِمٍ
ساتِراً فَلْتُرْسِلِيهِ عِندَها
شِعرنا هذا بلا قافية ٍ
إنّما قَصدِيَ منْهُ حَرْفُ هَا
غَرَضي لَفظَة ُ هَا من أجلها
لستَ أهوى البيعَ هاوها
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولا أنسَ يوماً عندَ وانة ِ منزلي
ولا أنسَ يوماً عندَ وانة ِ منزلي
رقم القصيدة : 19300
-----------------------------------
ولا أنسَ يوماً عندَ وانة ِ منزلي
وقَولي لركبٍ رائحينَ ونُزَّلِ
أقيموا علينا ساعة ً نشتفي بها،
فإني، ومَن أهواهُمُ في تَعَلّلِ
فإنْ رحلوا ساروا بأيمنِ طائرٍ
وإن نَزَلُوا حلّوا بأخصَبِ مَنزِلِ
وبالشعبِ من وادى قناة ٍ لقيتهمْ
وعهدي بهمْ بينَ النّقا والمُشلَّلِ
يُرَاعون مرْعى العيس حيثُ وَجدنَهُ،
وليسَ يراعوا قلبَ صبٍّ مضلَّلِ
فيا حاديَ الأجمالِ رِفقاً على فَتًى ،
تَرَاهُ لدَى التّوديعِ كاسرَ حنظَلِ
يخالفُ بينَ الرَّاحتينِ على الحشا
يُسكّنُ قَلباً طارَ من صَرّ مَحمَلِ
يقولون صَبراً، والأسى غيرُ صابرٍ،
فما حِيلَتي، والصّبرُ عنّي بمعَزَلِ
فلو كانَ لي صبرٌ، وكنتُ بحكمهِ،
لما صبرتْ نفسي، فكيفَ وليسَ لي
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> طَلَعَ البَدرُ في دُجى الشعَرِ،
طَلَعَ البَدرُ في دُجى الشعَرِ،
رقم القصيدة : 19301
-----------------------------------
طَلَعَ البَدرُ في دُجى الشعَرِ،
وسقى الوردُ نرجسَ الحوَرِ
غادة ٌ تاهتِ الحسانُ بها،
وزها نُورها على القمرِ
هي أسنى منَ المهاة ِ سناً،
صُورة ٌ لا تُقاسُ بالصّوَرِ
فَلَكَ النّورِ دونَ أخمَصِهَا،
تاجها خارجٌ عنِ الأكرِ
إن سَرَت في الضّميرِ يَجرَحُها
ذلكَ الوَهمُ، كيْفَ بالبَصَرِ
لُعبَة ٌ ذِكرُنَا يُذَوّبُهَا
لَطُفتْ عن مسارحَ النَّظرِ
طلبَ النَّعتُ أنْ يبينها
فتعالتْ، فعادَ ذا حصرِ
وإذا رامَ أن يُكَيّفَها
لمْ يزلْ ناكصاً على الأثرِ
إنْ أراحَ المَطِيَّ طالِبُها
لم تُرِح مَطِيّة َ الفِكَر
روحنتْ كلَّ منْ أشبَّ بها،
نقلتهُ عن مراتبِ البشرِ
غيرة ً أنْ يشابَ رايقها
بالّذي في الحِيَاضِ من كَدَرِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحبابُنا أين هُمُ؟
أحبابُنا أين هُمُ؟
رقم القصيدة : 19302
-----------------------------------
أحبابُنا أين هُمُ؟
بالله قولوا: أين همْ
كما رأيتُ طيفهم،
فهلْ ترينيْ عينهمْ؟
فكم، وكم أطلُبُهم،
زكمْ سألتُ بينهم
حتَّى أمنتُ بينهم،
وما أمِنْتُ بينَهمْ
لعلَّ سعدي حائلٌ
بينَ النَّوى وبينهم
لِتنْعمَ العينُ بهمْ،
فلا أقولُ: أينَ هم
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى
بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى
رقم القصيدة : 19303
-----------------------------------
بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى
والقلبُ من أجلِ ذاكَ الحرْبِ في حَرَبِ
لمياءُ لعساءُ معسولٌ مقبِّلها
شهادة ُ النّحلِ ما يَلقَى منَ الضَّرَبِ
رَيّا المُخلخَلِ، ديجورٌ على قَمَرٍ،
في خدِّها شفقٌ، غصنٌ على كُثُبِ
حسناءُ حالية ٌ ليستْ بغانية ٍ،
تفتَّرُ عنْ برَدٍ ظلمٍ وعن شنبِ
تَصُدّ جِدّاً، وتلهو بالهَوى لَعِباً،
والموتُ ما بينَ ذاكَ الجدِّ واللَّعبِ
ما عسعسَ اللَّيلَ إلاَّ جاءَ يعقبهُ،
تنفسُ الصُّبحُ معلومٌ منَ الحقبِ
ولا تَمُرّ على رَوْضٍ رِياحُ صَباً
تحوي على كاعباتٍ خُرّدٍ عُرُبِ
إلاّ أمالَتْ ونمّتْ في تنسّمِها،
بما حَمَلنَ من الأزْهَارِ والقُضُبِ
سألتُ ريحَ الصَّبا عنهمْ لتخبرني،
قالت: وما لك في الأخبارِ منْ أرَبِ
في الأبرقينِ، وفي بركِ العمادِ،وفي
بركِ العميمِ تركتُ الحى َّ عنْ كثبِ
لا تستقِلُّ بهمْ أرْضٌ، فقلتُ لها:
أينَ المفرُّ، وخيلُ الشَّوقِ في الطَّلبِ
هيهاتَ ليس لهم مَعنًى سوَى خَلَدِي،
فحيثُ كنتُ يكونُ البدرُ فارتقبِ
أليسَ مطلعها وهمي، ومغربها
قلبي، فقدْ زالَ شؤمُ البانِ والغربِ
ما للغرابِ نعيقٌ في منازلنا
وما لَهُ في نِظامِ الشَّملِ من نَدَبِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حمامة َ البانِ بذاتِ الغَضا،
حمامة َ البانِ بذاتِ الغَضا،
رقم القصيدة : 19304
-----------------------------------
حمامة َ البانِ بذاتِ الغَضا،
ضاقَ لما حمَّلتنيهِ الفضا
منْ ذا الَّذي يحملُ شجوَ الهوى ،
من ذا الَّذي يجرعُ مرَّ القضا
أقولُ منْ وجدٍ ومنْ لوعة ٍ:
يا ليتَ منْ أمرضنيْ مرضا
مرَّ ببابِ الدَّارِ مستهزئاً
مستخفياً معتجراً معرضا
ما ضرّني تَعجِيرُهُ، إنّما
أضرّ بي من كوْنهِ أعرَضا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا حاديَ العيس بسَلعٍ عَرّجِ،
يا حاديَ العيس بسَلعٍ عَرّجِ،
رقم القصيدة : 19305
-----------------------------------
يا حاديَ العيس بسَلعٍ عَرّجِ،
وقِفْ على البَانَة ِ بالمدَرَّجِ
ونادِهمْ مُستَعطِفاً، مُستلطِفاً:
يا سادتي! هل عندكم منْ فرجِ؟
برامة ٍ، بينَ النَّقا وحاجرٍ،
جارية ٌ مَقصُورَة ٌ في هَوْدَجِ
يا حسنها منْ طفلة ٍ غُرَّنها
تضيءُ للطَّارقِ مثلَ السُّرجِ
لؤلؤة ٌ مكنونة ٌ في صدفٍ،
من شَعَرٍ مثلِ سوادِ السَّبَجِ
لؤلؤة ٌ غوَّاصها الفِكرُ، فما
تَنفَكّ في أغوَارِ تلكَ اللُّجَجِ
يحسَبُهَا ناظرُها ظَبْيَ نَقاً،
منْ جِيدِها، وحسنِ ذاكَ الغنجِ
كأنَّها شمسُ ضحى ً في حملٍ،
قاطعَة ٌ أقصَى مَعالي الدَّرَجِ
إنْ حسرتْ برقُعها، أو سفرتْ
أزرتْ بأنوارِ الصَّباحِ الأبلجِ
ناديتها بينَ الحمى ورامة ٍ
مَنْ لِفَتًى حلّ بسَلعٍ يَرتجي
مَن لِفَتًى مُتَيَّهٍ في مَهْمَهٍ
مُوَلَّهٍ مُدَلَّهٍ العَقْلِ شَجِي
مَنْ لِفَتًى دَمعتُهُ مُغرِقَة ٌ،
أسكَرَهُ خَمرٌ بذاكَ الفَلَجِ
مَن لِفَتًى زَفرَتُهُ مُحرِقَة ٌ،
تَيّمَهُ جمالُ ذاكَ البَلَجِ
قد لَعِبَتْ أيدي الهوَى بقَلْبِهِ،
فما عليهِ في الذى منْ حرجِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منْ لي بمخضوبة ِ البنانِ،
منْ لي بمخضوبة ِ البنانِ،
رقم القصيدة : 19306
-----------------------------------
منْ لي بمخضوبة ِ البنانِ،
منْ لي بمعسولة ِ اللِّسانِ
منْ كاعباتٍ ذواتِ خدرٍ،
نَواعِمٍ خُرّدٍ حِسانِ
بدورُ تمٍّ على غصونٍ
هُنّ من النّقصِ في أمانِ
برَوضَة ٍ من ديارِ جسمي،
حَمامَة ٌ فوْقَ غُصْنِ بانِ
تموتُ شوقاً تذوبُ عشقاً،
لمَّا دهاها الَّذي دهاني
تَنْدُبُ إلفاً تذُمّ دَهراً،
رماها قصداً بما رماني
فراقُ جارٍ ونأي دارٍ،
فيا زماني على زماني
منْ لي بمنْ يرتضى عذابي،
ما لي بما يرتضي يدانِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بذاتِ الأضا، والمأزمين وبارقٍ
بذاتِ الأضا، والمأزمين وبارقٍ
رقم القصيدة : 19307
-----------------------------------
بذاتِ الأضا، والمأزمين وبارقٍ
وذي سَلَمٍ، والأبرَقَينِ لطارِقِ
بُروقُ سيوفٍ منْ بُروقِ مباسمٍ،
نَوافِجُ مِسْكٍ ما أُبيحتْ لناشِقِ
فإن حورِبوا سلّوا سيوفَ لحاظهمْ،
وإن سلّموا هَدّوا عُقودَ المضايقِ
فَنَالُوا، ونِلنا لَذّتَيْنِ تَساوَيَا،
فملكٌ لمعشوقٍ، وملكٌ لعاشقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رَضِيتُ بَرَضْوَى رَوْضة ً ومُناخَا،
رَضِيتُ بَرَضْوَى رَوْضة ً ومُناخَا،
رقم القصيدة : 19308
-----------------------------------
رَضِيتُ بَرَضْوَى رَوْضة ً ومُناخَا،
فإنّ به مَرْعًى وفيه نُفاخَا
عسى أهلُ ودِّي يسمعونَ بخصبهِ،
فيتّخِذُوهُ مَرْبَعاً وَمُنَاخَا
فإنَّ لنا قلباً بهنَّ معلقاً
إذا ما حَدَا الحادي بهِنّ أصاخَا
وإنْ همْ تنادوا للرَّحيلِ وفوَّزوا،
سمعتَ لهُ خلْفَ الرّكابِ صُرَاخَا
فإنْ قصدوا الزوراءَ كانَ أمامهم،
وإنْ يمَّموا الجرعاءَ، ثَمَّ أناخا
فما الطّيرُ إلاّ حيثُ كانوا وخيّموا،
فإنَّ لهُ في حيِّهنَّ فراخا
تَحَارَبَ خَوْفٌ لي وَخَوْفٌ منَ اجلها،
وما واحدٌ عنْ قِرنهِ يتراخا
إذا خطفتْ أبصارنا سبحاتها،
أصَمّ لها صوتُ الشهِيقِ صِمَاخَا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا ما التقَينا للوَداعِ حسِبتَنا
إذا ما التقَينا للوَداعِ حسِبتَنا
رقم القصيدة : 19309
-----------------------------------
إذا ما التقَينا للوَداعِ حسِبتَنا
لدَى الضّمّ والتعنيقِ حَرْفاً مشدَّدا
فنحنُ، وإن كنّا مثنّى شخوصُنا،
فما تنظرُ الأبصارُ إلاَّ موحَّدا
وما ذاك إلاّ من نُحولي ونُوره،
فلَوْلا أنيني ما رَأتْ ليَ مَشهدا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقالوا شموسٌ بدارِ الفلك
وقالوا شموسٌ بدارِ الفلك
رقم القصيدة : 19310
-----------------------------------
وقالوا شموسٌ بدارِ الفلك
وهل منزِلُ الشمس إلاّ الفَلَكْ
إذا قامَ عَرْشٌ على ساقِهِ،
فلمْ يبقَ إلاَّ استواء الملك
إذا خلصَ القلبُ من جهلِهِ،
فما هوَ إلاَّ نزولُ الملك
تمَلّكَني وتمَلَّكْتُهُ،
فكُلَّ لصَاحِبِهِ قدْ مَلَكْ
فكوني ملكاً لهُ بيِّنٌ،
ومُلكي لهُ قَولُهُ هيتَ لَكْ
فيا حاديَ العِيسِ عَرّجْ بِنا،
ولا تعدُ بالرَّكبِ دارَ الفلكْ
أعلَّكَ دارٌ على شاطئٍ،
بقربِ المسنَّى وما علَّلكْ
فليتَ الَّذي بي وحمِّلتهُ،
من الحُبّ رَبّ الهَوَى حَمّلَكْ
فليسَ زرودٌ ولا حاجرٌ،
ولا سلمٌ منزلٌ أنحلكْ
ظَلَلْتُ لحَرّ الهَوَى طالِباً
سحابَ الوصالِ وما ظلَّلكْ
أذَلّكَ عِزٌّ لسُلطانِهِ،
فليتَ كما ذَلّلَك ذَلّ لَكْ
ويا ليتَهُ إذْ أبَى عِزّة ً
تَدَلُّلُهُ ليتَهُ دلَّ لَكْ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أغيبُ، فيفني الشوقُ نفسي، فألتقي
أغيبُ، فيفني الشوقُ نفسي، فألتقي
رقم القصيدة : 19311
-----------------------------------
أغيبُ، فيفني الشوقُ نفسي، فألتقي
فلا أشتفي، فالشوقُ غيباً ومُحضرا
ويُحدِثُ لي لُقياهُ ما لم أظنّهُ،
فكانَ الشِّفاء داءً منَ الوجدِ آخرا
لأني أرى شخصاً يزيدُ جمالهُ،
إذا ما التقينا نَفرَة ً وتكبُّرا
فلا بُدّ من وَجدٍ يكونُ مُقارِناً
لما زَادَ من حُسنٍ نِظاماً مُحرَّرا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> القصر ذو الشُّرفاء من بَغدادِ
القصر ذو الشُّرفاء من بَغدادِ
رقم القصيدة : 19312
-----------------------------------
القصر ذو الشُّرفاء من بَغدادِ
لا القصرُ ذو الشُّرفاتِ منْ سندادِ
والتّاجُ من فوْقِ الرّياضِ كأنّهُ
عَذْرَاءُ قد جُلِيتْ بأعطَرِ نادِ
والرّيحُ تلعبُ بالغُصُون، فتنثَنِي،
فكأنَّهُ منها على ميعادِ
وكأنَّ دجلة َ سلكها في جِيدها
والبَعلَ سَيّدَنا الإمامُ الهادي
النّاصرُ المنصُورُ خيرُ خليفَة ٍ،
لا يمتطي في الحربِ متنَ جوادِ
صّلى عليهِ الله ما صَدَحَتْ بِهِ
ورقا مطوِّقة ٌ على ميَّادِ
وكذلكَ ما برقتْ بروقُ مباسمٍ
سحَّتْ لها منْ مقلتيَّ عوادِ
من خُرّدٍ كالشمس أقلَعَ غيثُها
فبدتْ بأنورَ مستنيرٍ بادي
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا يا نسيمَ الرّيح بلّغْ مَهَا نَجدِ
ألا يا نسيمَ الرّيح بلّغْ مَهَا نَجدِ
رقم القصيدة : 19313
-----------------------------------
ألا يا نسيمَ الرّيح بلّغْ مَهَا نَجدِ
بأنّي على ما تعلَمُونَ من العَهْدِ
وقلْ لفتاة ِ الحيِّ موعدنا الحمى
غُدَيّة َ يَوْمِ السّبْتِ عندَ رُبى نجدِ
على الرّبوَة ِ الحمرَاءِ من جانبِ الضَّوَى ،
وعَنْ أيْمنِ الأفلاجِ والعَلَمِ الفرْدِ
فإنْ كَانَ حَقّاً ما تَقُولُ، وعندَها
إليَّ منَ الشَّوقِ المبرِّحِ ما عندي
إلَيْهَا، فَفي حَرِّ الظَّهِيرَة ِ نَلتَقي
بخيمتها سرَّاً على أصدقِ الوعدِ
فتلقي ونلقي ما نلاقي منَ الهوى
ومِنْ شِدّة ِ البَلوَى ومن ألم الوَجْدِ
أأضْغَاثُ أحْلامٍ، أبُشْرَى مَنَامَة ٍ،
أنُطقُ زَمانٍ كان في نُطقِهِ سَعدي
لعلّ الّذي ساقَ الأماني يَسوقُها
عياناً فيهدى روضها لي جنى الوردِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألاَّ هلْ إلى الزُّهرِ الحسانِ سبيلُ،
ألاَّ هلْ إلى الزُّهرِ الحسانِ سبيلُ،
رقم القصيدة : 19314
-----------------------------------
ألاَّ هلْ إلى الزُّهرِ الحسانِ سبيلُ،
وهلْ لي على آثارهنَّ دليلُ
وهلْ لي بخيماتِ اللَّوى منْ معرَّسٍ
وهلْ لي في ظلِّ الأراكِ مقيلُ
فقالَ لِسَانُ الحَالِ يُخبِرُ أنّهَا
تقولُ: تمنَّ ما إليهِ سبيلُ
وَدادي صحيحٌ فيكِ يا غَاية َ المُنَى ،
وقلبي منْ ذاكَ الودادِ عليلُ
تعاليتَ من بدرٍ على القُطبِ طالِعٍ،
وليسَ لهُ بعدَ الطّلوعِ أُفولُ
فديتكِ يا منْ عزَّ حُسناً ونخوة ً
فليسَ لهُ بينَ الحسانِ عديلُ
فَرَوْضُكَ مَطلولٌ، وَوَرْدُكَ يانعٌ،
وحُسنُكَ مَعشوٌقُ عليهِ قبولُ
وزهركَ بسَّامٌ وغصنكَ ناعمٌ،
تَمِيلُ لهُ الأروَاحُ حيثُ يَمِيلُ
وظرفكَ فتَّانٌ، وطرفكَ صارمٌ
بِهِ فارِسُ البَلْوَى عليّ يَصُولُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لطيبة َ ظبيٍ ظُبى صارمٍ
لطيبة َ ظبيٍ ظُبى صارمٍ
رقم القصيدة : 19315
-----------------------------------
لطيبة َ ظبيٍ ظُبى صارمٍ
تجرَّدَ منْ طرفها السَّاحرِ
وفي عرفاتٍ عرفتُ الَّذي
تُريدُ، فلم أكُ بالصّابِرِ
وليلة َ جمعٍ جمعنا بها
كما جاءَ في المثلِ السَّائرِ
يمينُ الفتاة ِ يمينٌ، فلا
تَكُنْ تَطْمئِنُّ إلى غَادِرِ
منى ً بمنى ً نلتها ليتها
تدومُ إلى الزّمنِ الآخِرِ
تولَّعتُ في لعلعٍ بالَّتي
تريكَ سنا القمرِ الزَّاهرِ
رَمَتْ رامة ً وصَبَتْ بالصَّبا
وحجّرتِ الحَجْرَ بالحاجرِ
وشامتْ بريقاً على بارقٍ
بأسرَعَ من خَطرة ِ الخاطِرِ
وغاضَتْ مياهُ الغضا من غَضًى ،
بأضلُعِهِ من هَوًى ساحرِ
وبانتْ بيانِ النَّقا فانتقتْ
لآلىء َ مَكْنُونَة ِ الفاخِرِ
وأضلَتْ بذاتِ الأضَا القهْقَرى
حذاراً منِ الأسدِ الخادرِ
بذي سَلَمٍ أسلَمَتْ مُهجَتي
إلى لحظها الفاتكِ الفاترِ
حمتْ بالحمى ولوتْ باللِّوى
لعطفة ِ جارحها الكاسرِ
وفي عالِجٍ عالجَتْ أمرَها
لتُفلِتَ من مِخلَبِ الطّائِرِ
خورنقها خارقٌ للسَّماءِ،
يسمو اعتلاءً على النَّاظرِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألممْ بمنزلِ أحبابٍ لهمْ ذممُ،
ألممْ بمنزلِ أحبابٍ لهمْ ذممُ،
رقم القصيدة : 19316
-----------------------------------
ألممْ بمنزلِ أحبابٍ لهمْ ذممُ،
سحَّتْ عليهمْ سحابٌ صوبها ديمُ
واستنشقَ الرِّيحَ منْ تلقاءِ أرضهمُ
شوْقاً لتُخْبِرَكَ الأرْوَاحُ أينَ همُ
أظنَهمْ خيَّموا بالبانِ منْ أضمٍ
حيثُ العرارُ، وحيثُ الشِّيحُ والكتمُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا يا بَانَة َ الوَادِي،
ألا يا بَانَة َ الوَادِي،
رقم القصيدة : 19317
-----------------------------------
ألا يا بَانَة َ الوَادِي،
بِشاطي نَهْرِ بَغْدَادِ
شجاني فيكِ ميّادٌ،
طروبٌ فوقَ ميَّادِ
يُذكّرُني تَرنُّمُهُ
تَرنُّمَ رَبّة ِ النّادي
إذا استَوَتْ مَثَالثُها،
فلا تذكرْ أخا الهادي
وإنْ جادَتْ بنَغْمَتِها،
فمِنْ أنجِشَة ِ الحادي
بذي الخَصَمَاتِ من سَلمى
يميناً ثمَّ سندادِ
لقْد أصْبحتُ مَشغُوفاً
بمنْ سكنتْ بأجيادِ
غلطنا إنَّما سكنتْ
سويدا خلبِ أكبادِ
لقدْ تاهَ الجمالُ بها،
وفاحَ المسكُ والحادي
________________________________________