سلوا فؤادى فهو يخبركم
عنى اذا غبتم اذ فيه حضوركم
ايا بدورا انار الكون مظهركم
لولا تعلل قلبى حين اذكركم
ووضع كفى عليه جن او طارا
لو شاب دمعى بحار الارض اغرقها
من مقلة حر نار الشوق ارقها
والوجد قسم احشائى وفرقها
لو قربوا النار من قلبى لا حرقها
فهل سمعتم بقلب احرق النارا
هَـلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي ؟
يَـشْـفِـي عَـلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ
قَـدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا
حَتَّى جرى البَيْنُ ، فاستولى على الباقي
حُـزْنٌ بَرَانِي ، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي
يـا ويـحَ نـفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ
أُكَـلِّـفُ الـنَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ
والـصـبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ
لافـي (( سرنديبَ )) لِي خِلٌ ألُوذُ بِهِ
وَلَا أَنِـيـسٌ سِـوى هَمي وإطراقِي
أبِـيـتُ أرعـى نـجوم الليلِ مُرْتَفِقًا
فـي قُـنَّـةٍ عَـزَّ مَرْقاها على الراقي
تَـقَـلَّدَتْ من جُمانِ الشُهبِ مِنْطَقةً
مَـعـقُـودةً بِـوِشَـاحٍ غَيرِ مِقْلاقِ
كـأن نَـجْـمَ الثريا وهو مُضْطَرِبٌ
دُونَ الـهِـلالِ سِـراجٌ لاحَ في طاقِ
يا (( روضة النيلِ )) ! لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌ
ولا عَـدَتْـكِ سَـمَـاءٌ ذَاتُ أَغْدَاقِ
ولا بَـرِحْـتِ مِـنً الأوراقِ في حُلَلٍ
مِـنْ سُـنْـدُسٍ عَبْقَرِيِّ الوَشْيِ بَرَّاقِ
يـا حـبـذا نَـسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ
يَـسـرِي عـلى جَدْوَلٍ بالماءِ دَقَّاقِ
بـل حَـبَّـذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها
عِـنـدَ الـصَّـبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ
مَرْعى جِيادي ، ومَأوَى جِيرتي ، وحِمى
قَـومـي ، وَمَـنْـبِتُ آدابي وأعراقي
أصـبـو إلـيها على بُعْدٍ ، ويُعجبني
أنـي أعِـيـشُ بِـها في ثَوْبِ إملاقِ
وكـيـفَ أنسى دياراً قَدْ تَرَكْتُ بِها
أهـلاً كِـراماً لَهُمْ وُدِي وإشفاقي ؟
إذا تَـذَكَّـرْتُ أيـامـاً بِهِم سَلَفَتْ
تَـحَـدَّرَتْ بِـغُـرُوبِ الدمع آماقي
فَـيَـا بَـرِيدَ الصَّبا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي
أنـي مُـقـيـمٌ عَلَى عَهْدي ومِيثاقي
وإن مَرَرْتَ عَلَى (( المِقْياسِ )) فَاهدِ لَهُ
مِـنـي تـحـيـةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ
وَأَنـتَ يـا طـائـراً يبكي على فَنَنٍ
نـفـسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ على سَاقِ
أَذْكَـرْتَـني مَا مَضى وَالشَمْلُ مُجتَمِعٌ
بِـمِصْرً والحربُ لم تنهض على ساقِ
أيـامَ أسـحـبُ أذيال الصِبا مَرِحاً
فِـي فِـتْـيـةٍ لِـطَرِيقِ الخير سُبَّاقِ
فَـيَـالَـهـا ذُكْرَةً ! شَبَّ الغَرَامُ بِها
نَـاراً سَـرَتْ بَـيْنَ أرداني وأَطْوَاقي
عَـصْرٌ تَوَلَّى ، وأبْقَى فِي الفُؤَادِ هَوى
يَـكَـادُ يَـشْـمَلُ أحشائي بإحراقِ
وَالـمـرْءُ طَـوْعُ الـليالي في تَصَرُّفِها
لا يـمـلـكُ الأمرَ مِنْ نُجْحٍ وإخفاقِ
عَـلَـيَّ شَـيْمُ الغَوَادي كلما بَرَقَتْ
وَمَـا عَـلَـيَّ إذا ضَـنَّـتْ بِرقْراقِ
فـلا يَـعِـبْني حَسُودٌ أنْ جَرى قَدَرٌ
فَـلَـيْـسَ لـي غَيْرُ ما يقضيهِ خَلَّاقي
أسـلـمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ
راجٍ عَـلَى الدَهْرِ ، والمولى هُو الواقي
وَهَـوَّنَ الـخـطبَ عِندِي أنني رَجُلٌ
لاقٍ مِـنَ الـدهرِ مَا كُلُّ امرِئٍ لاقي
يـا قَـلْـبُ صَـبْراً جمِيلاً ، إنهُ قَدَرٌ
يـجـري عـلى المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ
لابُـدَّ لِـلـضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ
وَكُـلُّ داجِـيَـةٍ يـومـاً لإشـراقى
سلام على صدر الحبيب محمد** لصدر وسيع بالعلوم مطمطم
سلام على قلب الحبيب محمد **لقلب بنور الله دوما مقيــــم
يشاهد رب العرش في كل لحظة **وان نامت العينان ما نام فاعلموا
سلام على كف النبي محمد** لكف رحيب كم يجود و يكــــرم
به كم فقير صار من بعد فقره** غنياً و كم طاغ به متضـــــــيم
سلام على قدم الحبيب محمد** به داس حجب العز ذاك المقدم
به قام في المحراب لله قانتاً** يناجى لرب العرش والناس نوم
فما زال هذا دأبه كل ليلة **ألا أن به بان الونا و الـــــتورم
سلام على ذات النبي محمد **فيا حسنها بها الجمال متمم
سلام على كل النبي محمد **نبي عظيم بالجلال معـــــظم
نبي لمولاه العلى عناية** به تبدو إذا ما الخلق في الحشر يقحم
عليه لواء الحمد ينصب رفعة** ومن تحته الأنبياء والرسل يزحم
به كل عاص في القيامة لائذ **وكل محب فائز و مــــــــــكلم
به يرتجى المجذوب ينجو بصحبه** بغير امتحان يا شفيع ويسلم
عليك صلاة الله ثم سلامه** يعمان كل الآل ها نحن نختم
قال الصوفي الشهير السهروردي في بعض أبيات قصديته المشهورة :
عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى فَــالهَجرُ لَيـــلٌ وَالوصالُ صَباحُ
صـــافاهُمُ فَصَــــفوا لَهُ فَقُــــلوبهم في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
وَتَمَتّعـوا فَالـــوَقتُ طـــابَ لِقُــربِكُم راقَ الشّـــراب وَرَقّـتِ الأَقداحُ
يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَـلامَــةٌ إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ
لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الـــــهَوى كِتمــانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلــــوا بِها لَمّا دَروا أَنّ السَّـــماح رَبـــاحُ
وَدعاهُمُ داعي الحَقـــائقِ دَعـــوة فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
رَكِبوا عَلى سنَنِ الـــوَفا وَدُموعهُم بَحرٌ وَشِـــدّة شَــوقهم مَلّاحُ
وَاللَّهِ ما طَلَــبوا الوُقـــــوفَ بِبــــابِهِ حَتّـى دعــوا فَأَتاهُم المفتاحُ
لا يَطربونَ بِغَـــــيرِ ذِكر حَـــــبيبِهم أَبَـــداً فَـــكُلُّ زَمـــانِهم أَفراحُ
حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِـــهم فَتَهَتّـــكوا لَـــمّا رَأوه وَصاحوا