سيدي أحمد الزروق
بسم الله الرحمن الرحيم
نسبه
هو أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنوسي الفاسي الشهير بزروق، العالم الفقيه المحدث الصوفي المتضلع المتبحر الولي الصالح العارف بالله، بحر العلوم والمعارف القطب الرباني والهيكل الصمداني ذو التصانيف العديدة والمناقب الحميدة.
مولده:
ولد رحمه الله ورضي عنه ثامن وعشرين المحرم عام 846وتولى تربيته جدته بعد وفاة والده فتربى في حجرها وكانت تدعى أم البنين وكانت فقيهة فكفلته وأدخلته المكتب فحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وقيل ابن أربع سنين وصارت تربيته بالدلال والكمال حتى نشأ محباً للعبادة ملازماً للأذكار.
الشيخ زروق قبل التصوف:
لما اشتد عود الشيخ اشتغل بالخرازة ثم تركها واشتغل بالعلم بإرشاد بعض الأكابر وقرأ العلوم على عدد من علماء عصره ، فقد قرأ بحرف نافع على الإمام القوري والزرهوتي والمجاصي وغيرهم وقرأ على الشيخ عبد الله الفخار والشيخ علي السبط وعبد الرحمن الثعالبي وإبراهيم التازي والسنوسي صاحب العقيدة وآخرين وقرأ البخاري على القوري وتفقه عليه حتى صار منارة في العلم فقصده العلماء من أكابر أهل عصره كالقسطلاني والقطب الشعراني والعارف بالله ابن الحسن البكري وكان معاصراً للحافظ السيوطي ولا يدرى هل التقى به أم لا ولما هاجر إلى مصر وفد إليه العلماء حتى صار يحضر درسه بالأزهر زهاء ستة آلاف نفس .
الشيخ بعد التصوف:
لم يكن سيدي زروق مع كل ما ناله من العلم بغنىً عن سلوك طريق التصوف وطلب الحق ومعالجة أمراض النفس ولقد نقل المترجمون عنه قصة بدء تصوفه فقد قال : طفت مشارق الأرض ومغاربها في طلب الحق واستعملت جميع الأسباب المذكورة في معالجة النفس بقدر الإمكان فما طلبت قرب الحق بشيءٍ إلا كان مبعدني ولا عملت في معالجة النفس بشيءٍ إلا كان معنياً لها ولا توجهت لإرضاء الخلق إلا كان غير موفٍ بالمقصود ففزعت إليه عز وجل فخرجت بفضل ذلك علة رؤية الأسباب ففزعت إلى الإستسلام فخرج لي منه رؤية وجودي وهو رأس العلل فطرحت نفسي بين يدي الحق سبحانه طرحاً لا يصحبه حول ولا قوة ، فصح عندي أن السلامة من كل شيء بالتبري من كل شيء والغنية من كل شيء بالرجوع إلى الله في كل شيء اعتباراً بالحكمة والقدرة وقياماً مع الطباع بشواهد الانطباع ولما يرد منه تعالى أمراً ونهياً وخيراً وقهراً ، وعبودية لا تصحبها رؤية ، ورؤية لا يصحبها اعماد ، واتساعاً لا يصحبه ضيق ، وضيقاً لا يصحبه اتساع ، متمثلاً قول القائل :