قالت عائشة رضي الله عنها : بينما النبي ( ص ) في مسجد المدينه ومعه المهاجرون والانصار اذ جاء اعرابي قد صاد ضبا فقال : يا محمد ما اشتملت النساء علي ذي لهجة هو اكذب منك ولولا خصلة فيك لملأت سيفي هذا منك فوثب اليه عمر رضي الله تعالي عنه فقال النبي (ص) "" لقد كاد الحليم ان يكون نبيا " ثم قال " يا اخا بني سليم والله اني لامين في السماء محمود عن الملائكة امين في الارض محمود عند الادميين فلا تسمعني في مجل
سي الا خيرا ولا تقل في الا حقا " قال فباللات والعزي لا اومن بك ولا اصدقك حتي يشهد لك هذا الضب , فقال النبي (ص) يا ضب من ربك ؟ قال الذي في السماء عرشه وفي الارض سلطانه , قال " من انا يا ضب " فقال انت محمد بن عبد الله سيد النبيين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين افلح من صدقك وخاب من كذبك , فولي السليمي وهو يضحك فقال " يا اخا بني سليم اتستهزئ بالله ثم بي " قال : والله يا محمد ما استهزئ بالله ولا بك ولقد جئتك وما علي وجه الارض ابغض الي منك والان ما علي وجه الارض احب الي منك قال " اسلم تسلم " فاسلم فوثب النبي (ص) قائما وصفق بيديه ثلاثا فرحا باسلامه ثم قال "
يا اخا بني سليم هل لك من شيئ عرض هذة الدنيا "؟ قال لا والذي بعثك بالحق نبيا ما في بني سليم افقر مني فقال :" من يضمن للسليمي ناقة من نوق الدنيا اضمن له علي الله ناقة من نوق الجنة " ؟ فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : يا رسول الله عندي ناقة صفتها كذا وكذا فقال : " يا ابن عوف وصفت الناقة التي عندك افلا اصف الناقة التي عنده ؟" قال نعم قال " هي من لؤلؤ بيضاء عنقها من ياقوتة حمراء ذنبها من زمردة خضراء شعرها من الزعفران سنامها من الكافور وقوائمها من انواع الجواهر رحلها من السندس والاستبرق " ثم قال النبي (ص) من يتوج الاعرابي وله علي الله تاج الوقار " فاعطاه علي عمامته ثم قال " من يزود الاعرابي وله علي الله تاج التقوي " قيل وما زاد التقوي ؟ قال " اذا كان اول يوم من ايام الاخرة واخر يوم من ايام الدنيا لقنه الله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله " فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فاتي فاطمة فاخبرها فقالت : لنا ثلاثة ايام لم نجد شيئا ولكن خذ درعي وارهنه عند شمعون اليهودي علي صاعين من شعير وصاع من التمر فلما جاءه قال شمعون : هذا درع فاطمة قال نعم هذا هو الزهد الذي اخبرنا به موسي عليه السلام في التوراة اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ثم رد الدرع واعطاه الشعير والتمر فطحنت الشعير وخبزته ثم قالت : خذه يا سلمان فقال : خذي منه شيئا لاولادك فقالت شيئ خرجنا عنه لله فلا ناخذ منه شيئا فدفعه للاعرابي , ثم جاء النبي (ص) فاطمة فوجدها مصفرة اللون فسألها فقالت : من الجوع فقال " يارب هذه بنت نبيك وابناها فارحمهم " ثم امرها ان تدخل المخدع فتوضأت وصلت ركعتين وقالت : اللهم ان فاطمة بنت نبيك قد اضر بها الجوع وهذا نبيك قد اضر به الجوع وهذا الحسن والحسين سبطا نبيك قد اضر بهما الجوع وهذا علي بن ابي طالب ابن عم نبيك قد اضره الجوع فأنزل اللهم علينا مائدة من السماء كما انزلتها علي بني اسرائيل فكفروا وانا مؤمنون واذا بقصعة فيها ثريد لحم ريحها اطيب من المسك فخرجت بها فقال علي اني لك هذا ؟ قالت هو امن عند الله فقال النبي (ص) كل ولا تسال الحمد لله الذي اراني بنتا مثلها كمثل مريم . هذا ما تصدقت به فاطمة علي الاعرابي قد اعطاها الله مائة مائدة في الجنة وهذا منها فأكلوا حتي شبعوا ثم ارتفعت