بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وامام النبيين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين
إن آداب الجوارح هى ظاهر طريق الصوفية، وهى كالتالى:
1- آداب اللسان: أن يكون رطباً بذكر الله تعالى، وبذكر الإخوان بخير، والدعاء لهم، وبذل النصيحة والوعظ، ولا يكلمهم بما يكرهون، ولا يغتب ولا ينم ولا يشتم ولا يخض فى ما لا يعنيه، وإذا كان فى جماعة تكلم معهم ما داموا يتكلمون فيما يعنيهم، فإذا أخذوا فيما لا يعنيهم تركهم، ويتكلم فى كل مكان بما يوافق الحال، فقد قيل لكل مقام مقال، وقيل: خلق الله اللسان ترجماناً للقلب ومفتاحاً للخير والشر، وقيل: إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك، والزم الصمت، فإنه ستر للجاهل وزين للعاقل، قال : (وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصاد ألسنتهم).
2- آداب السمع: ألا يسمع الفحش والغيبة والنميمة والمناكر، بل يسمع الذكر والوعظ والحكمة وما يعود إليه بالفائدة ديناً ودنيا، ويحسن الإصغاء على مكلميه ومخاطبيه.
3- آداب البصر: الغض عن المحارم، وعن عيوب الإخوان، وعن المنكرات والمحرمات فإن الله تعالى - يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور - وقيل: من طاوع طرفه تابع حتفه (أى موته)، قال رسول الله لعلى : (إياك أن تتبع النظر فإن الأولى لك والثانية عليك).
4- آداب القلب: مراعاة الأحوال السنية المحمودة، ونفى الخواطر الرديئة المذمومة، والتفكر فى آلاء الله ونعم وعجائب خلقه، قال تعالى ﴿ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض﴾ آل عمران (191). وقال : (تفكر ساعة خير من عبادة سنة).
ومن آداب القلب: حسن الظن بالله وبجميع المسلمين وتطهيره من الغل والحسد والخيانة وسوء الظن وسوء المعتقد فإنها من خياناته، قال الله تعالى ﴿إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً﴾ الإسراء (26).
قال : (إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح بصلاحها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لفسادها سائر الجسد، ألا وهى القلب) متفق عليه.
وقال سرى السقطى: القلوب ثلاثة: قلب كالجبل لا يحركه شيئ وقلب كالنخلة اصلها ثابت والريح يميل بها يميناً وشمالاً، وقلب كالريشة يذهب مع كل ريح ولا يثبت.
5- آداب اليدين: البسط بالبر والإحسان، وخدمة الإخوان، وألا يستعين بهما على معصية الله تعالى.
6- آداب الرجلين: السعى فى صلاح نفسه وإخوانه، وألا يمشى بهما مرحاً ولا مختالاً ولا يتبختر ولا يزهو، فإن ذلك مما يبغضه الله، وألا يستعين بهما على المعاصى