من كتاب نور العلم والمعرفة في الزيارات، والسياحة، والمؤتمرات والملتقيات الدوليّة، تأليف الشيخ أحمد حسن شحاده ردايده *:رشحات فيّاضة في المدينة المنوّرة - قال الشيخ:الحمام الموجود في البقيع له علاقة نسب وصلة بالحمامة التي باضت بباب غار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولهذا نسلها لا ينقطع، وكذلك العنكبوت وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت، وكذلك طير السنونو الذي يطير بحريّة في البيت الحرام فقط له ارتباط ونسب وصلة بطير أبابيل الذي أرسله الله من السماء وأهلك به جيش أبرهة الحبشيّ عن بكرة أبيه عندما قدم لهدم الكعبة المشرّفة وكان هذا قبل بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فطلبت طائر السنونو من الله : أن يا ربّ كما أرسلتنا لمقاتلة أبرهة الأشرم نبقى شهودا على ذلك حتى يوم القيامة، ولماذا لم يكن منها في المسجد النبويّ الشريف ؟، لأنّ النبيّ لم يكن مبعوثا في ذلك الوقت، ولو كان مبعوثا وقتها لكان يوجد من هذا الطائر في المسجد النبويّ الشريف، أمّا العنكبوت والحمامة فكان شأنهما بعد بعثته عليه الصلاة والسلام. - قال الشيخ:عن حمامة كانت واقفة على السور الغربيّ للبقيع:كأنّها تراقب الجميع، توحّد في الداخل، وتودّع في الخارج. - قال الشيخ:المدينة اسمها طيبة، طابت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم. - قال الشيخ : غراس الجنّة تسابيح، كلّ تسبيحة تخرج الشجرة التي يرغبها الإنسان، ولقد ورد في الأثر بأنّ الله يقول في الحديث القدسيّ
أنا أقول للشيء كن فيكون وأنت الآن تقول للشيء كن فيكون )، فإنّهم يعبدون الله أكثر شكرا له، وصلاتهم مقابلة للحضرة القدسيّة. - قال الشيخ:المناجاة هناك في الدار الآخرة مشافهة صورة وصوت مثل ما يخطر في بالك يحصل لك. - قال الشيخ:يوجد هناك في الدار الآخرة سوق للصور فإذا أعجبت الإنسان صورة دخل فيها، ولها مدد من الأبدال. - قال الشيخ:يحويها الكتاب، كتابه يحوي كلّ شيء وهو أصل الحياة له، يقول الله تعالـى: ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا / الإسراء آية / 14)، هذا هو إعجاز القدرة، كيف خلقتك، وأنت كيف عملت ؟، وكلّه يكشف عن أسرار التكوين البشري. - قال الشيخ:اقرأ كتابك كفى بنفسك، وهل كفاية النفوس هنالك إلاّ الله. - قال الشيخ:النفوس هناك تتغيّر إلى الأحسن ولا تموت. - قال الشيخ:يا صاح ليس على المحبّ ملامة إن لاح في أفق الوصال صباح، لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى كتمانهم فنما الغرام فباحوا. - قال الشيخ:الوقت محكوم عليه بأمر الله سبحانه وتعالى. - قال الشيخ:الساحة للمسجد النبويّ الشريف، وهي إشارة إلى حرّية رحبة يعبد الإنسان فيها كيف ما يشاء الشرع الشريف. - قال الشيخ:الذكر أوّله في اللسان، ثمّ في القلب، ثمّ في الروح، ثمّ في السرّ، ثمّ في سرّ السرّ، ثمّ إلى ما لا نهاية للكمالات، فمن الممكن أن تأتي دفعة واحدة مثلها مثل علامات الساعة، ومن الممكن أن يكون ما بين العلامة والأخرى ساعة، ومن الممكن أن يكون ألف يوم، ثمّ عدنا على التوحيد كأوّل الوهلا. - قال الشيخ:النقطة التي منها بدأنا إليها نعود، يقول الله تعالى
وكان الله على كلّ شيء مقتدرا / الكهف آية / 45 ). *:مذاكرة لطيفة في المسجد النبويّ الشريف - قال الشيخ:معرفة الله قدرة مجرّدة، أمّا المخلوق فهو حكمة. - قال الشيخ:الشبح هذا حاجز إذا مات على ما هو عليه. - قال الشيخ:واعلموا أنّ فيكم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال بعدها : الرسول مشغول مع الوفود، وقال بعدها : إنّ أجهزة البث صورة وصوت، المايكروفلم لم يحص من السجلات إلاّ على مقدار قوّة هذه المرآة، ليس فقط التوجه إلاّ وهي سرّ الإنسان وتقويتها بتقوى الله سبحانه وتعالى، ولا يرتقي للمعالي عروج. - قال الشيخ:إذا أعطيت الخصوصيّة للإنسان، ولم يكن مهيئا لها فإنّك تظلمها، لأنّه إذا لم يكن مستعدا يحصل عنده زندقة، لأنّ باطنه مشغول وظاهره مشغول مع الأشياء. - قال الشيخ:وأمّا من سعى لها سعيها وهو مؤمن، هذا جواب على عطاء الله للخصوصيّة. - قال الشيخ:الشرع سياج وحافظ وداخله سرّه فلا تصل إليه يد عابث، ولصاحبه ليس بعورة، أمّا لغير صاحبه فهي عورة. - قال الشيخ:القرآن الكريم مرّة يكشف عن نواحي القدرة مصداقا لقول الله تعالى
هو الله الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة هو الرّحمن الرحيم / الحشر آية / 22 )، فسرّ الصنعة تقودك إلى الصانع. - قال الشيخ:إنّ أي واحد استقام على هذه الطريقة إلاّ ويعطيه الله، ويكشف له عمّا فوق الفوق، ولو كان في حالة النزاع الأخير من الموت، ويلحق الأدنى بالأعلى. - قال الشيخ:من ذكر الله بالاسم الأعظم يرتقي إلى عوالم الّتي لا يسمّى بها أحد غيره. - قال الشيخ:هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، اللّهمّ اجعلنا مع الكرام. - قال الشيخ: من الجائز تلقين الموتى الذكر حتّى أنّ الله قد فتح على بعضهم، وإنّ الملائكة في السّماوات السبع تبحث عن من يأخذ بيدها إلى معرفة الله تعالى. - قال الشيخ:إنّ الله بعث الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى الملأ الأعلى بعثة تشريف، وإلى الملأ الأدنى عالم الثقلين بعثة تكليف. - قال الشيخ:توجد علوم وأسرار عند الشيخ لا يبديها وهي من الإرث النبويّ المحمّديّ إلاّ إذا وجد من هو مستعدّ لها، فإنّها تأتيه بدون أن يشعر بها، وهي لا تخطيء صاحبها. *:نسمات رقيقة في المدينة المنوّرة - قال الشيخ:كلّ الناس يقتبسون نور النبوّة من الأولياء، وأكبر صدقة هي معرفة الله . - قال الشيخ:لو نعطي أي واحد من الإخوان مطلبه لاحترق في الحال، ولكن لا نعطيه إلاّ على مقدار حاله. - قال الشيخ:سيّدي الشيخ مصطفى رحمه الله كان موجودا يوم الجمعة، وكذلك أهل السلسلة، وأتى ببشرى بالنسبة للشيء الذي نكتبه. - قال الشيخ:سيّدنا سعد بن أبي وقّاص من فلسطين يشكو، فبشرّه الله بالفرج . - قال الشيخ:الحبيب له القرب حتى تحصل له المناجاة. - قال الشيخ:يقول لسان الحضرة : بشارة من الرسول صلّى الله عليه وسلّم من أخذ بها بصدق فهو يقول:هو راضي وقبل الزيارة، فقلت له : إنّ بعضا من الوفد تعثّر بهم الحال، فقال:نحن نصلح بواطنهم ونحن نصلح ظواهرهم بالذكر والطاعات والعبادات، ثمّ قال:بلّغ عنّي الإنسان يجب أن يمتثل، فقلت له:أنا عليّ حمل كبير، وهو ثقيل وأنا بحاجة إلى عون، فقال:نحن نعينك ونحن ننصرك، ثمّ أتى الشيخ بمذاكرة عن قصّة سيّدنا الشيخ أحمد العلوي رضي الله عنه عندما انتقل شيخه محمد بن الحبيب البوزيديّ إلى الرفيق الأعلى، ولم يترك وصيّة واضحة لمن يخلفه في الطريق، فما كان من الإخوان الفقراء إلاّ أن أجمعوا على الاستخارة كلّ على حده طالبين من الله جلّت قدرته أن يبيّن لهم من الذي سيخلف الشيخ البوزيديّ، ولقد عمل الشيخ أحمد العلوي استخارة، ولقد رأى فيها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومن جملة ما قاله له صلّى الله عليه وسلّم:إنّ سلطان الشرق انتقل إلى رحمة الله تعالى وأنت محلّه، فقال له:ومن ينصرني ؟، قال: نحن ننصرك، وقال له:ومن يعينني ؟، قال:أنا أعينك. - قال الشيخ:إذا آثرت الرسول صلّى الله عليه وسلّم بقي لك كلّ شيء. *:لقد حصلت هنالك بعض النفحات والمذاكرات في الزيارات والسكن نذكر منها - الزيارة إلى أحد، ومسجد ذو القبلتين، ومسجد قباء، ومكان غزوة الخندق كان للجميع شرف الزيارة إلى هذه الأماكن ذات العلاقة الإسلاميّة، وارتباط وثيق بالفتوحات والغزوات في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالزيارة إلى موقعة أحد والشهداء المدفونين هناك وجبل الرماة والشق في جبل أحد كلّها حلقة متّصلة بمعركة أحد، وكذلك الصلاة في مسجد ذو القبلتين، والصلاة في بعض المساجد في موقعة الخندق، والزيارة إلى مسجد قباء والصلاة فيه وقضاء صلاة يوم مكتوبة كاملة فيه، وكان مكتوبا على باب المسجد : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال:قال: أبي:قال:رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
من خرج حتّى يأتي هذا المسجد – مسجد قبـاء – فيصلّي فيه كان له كعدل عمرة ) رواه النسائي في سننه كتاب المساجد ورقم الحديث ( 692 )، والإمام أحمد في مسنده مسند المكيّين ورقم الحديث ( 15414 )، وفي حديث آخر مكتوب على المحراب:فعن سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
من تطهّر في بيته ثمّ أتى مسجد قباء فصلّى فيه صلاة كان له كأجر عمرة ) رواه ابن ماجة في سننه كتاب إقامة الصلاة والسنّة ورقم الحديث ( 1402 ). لقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول صلّى الله عليه وسلّم قال
إنّ الإيمان ليأزر إلى المدينة كما تأزر الحيّة إلى جحرها ) رواه البخاري في صحيحه كتاب الحجّ ورقم الحديث ( 1743) ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان ورقم الحديث ( 210 )، وابن ماجة في سننه كتاب المناسك ورقم الحديث ( 3102 )، والإمام أحمد في مسنده باقي مسند المكثرين ورقم الحديث ( 7510 )، فطلب بعض الوفد من الشيخ أن يوضّح هذا الحديث، فقال الشيخ:إنّ الحيّة هي أشدّ المخلوقات تمسّكا بجحرها ولو تعرّضت للموت فإنّها تمسك به تقول:النار ولا العار، فإنّ الإيمان أشدّ التمسّك بأهل المدينة، العداء ما بين الحيّة والإنسان كبير جدّا، وكذلك فإنّ الإيمان هو أشدّ تمسّكا عند أهل المدينة، وتوجد أفهام من وراء القصد، ومنها يأزر أي يلبس، وكذلك الإيمان فإنّه يصبح جزءا منه، فإنّ المدينة هي موطن الإيمان والمعرفة. - قال الشيخ:سمّ الأولياء قاتل لأمرين: إذا حصل عنده ردّة، أو أن يستعمله لقتل النفوس لارتقائها إلى معرفة الله جلّت قدرته. - قال الشيخ:هؤلاء الخلق ألوانهم واختلافهم كلّهم مطويون في صحيفته صلّى الله عليه وسلّم، فكم فضله عند الله عظيم، وبالرغم من اختلافهم فإنّهم اجتمعوا على التوحيد بجميع اللغات والألوان. *:قبسات روحانيّة في السكن في المدينة المنوّرة - قال الشيخ:لماذا هل كلمة الله تأتي للتفخيم والتعظيم لله، قل اللّهمّ مالك الملك، للتفخيم والتعظيم للحضرة إذا كان العبد يلهم، أليس هذا كرم من الله وبحاجة إلى شكر، ودوامها شكر الله على النعمة، وحافظ عليها ولو بمقدار الجبال، وهو إلهام فطري للإنسان، وهذا يدلّ على توحيد الله، وكلّ شيء في الوجود يبحث عن التوحيد. - قال الشيخ:النطق بالكلام أتى بناحية التكوين، والنطق باللسان مفتاح لما بعده، الروح والسرّ وسرّ السرّ، وتجد أنّ الإنسان ساكن بهم، إن يعمل خيرا فيعمله، وهذا إلهام ينزل محلّه في القلب، والذي يترجم عنه اللسان. - قال الشيخ:بداية التوحيد وشهادة التوحيد لا بدّ من النطق بها بقلبه، وإذا كان موحّدا فيغرس في قلبه ويعود إلى صاحبه، وإذا التجأ إليه بالذلّ والانكسار فإنّه سيحصل. - قال الشيخ : ما لي عمل يصلح للعرض عليك بل صار عدم، هو ينظر إلى النقص في نفسه، والكمال إلى الله. - قال الشيخ:العفو عن المحسنين لا بدّ له أن يلقي عليه الضلال لأنّه لم يبق مع الناحية الإيمانيّة، وهو جانب ركن الإحسان، العفو الذي في ركن الإحسان أن يصونه ويحفظه. - قال الشيخ:أطلب ولا تضجرنّ من مطلب فآفة الطالب أن يضجرا، واطلب من سائل ومن يجيب ولا يطلب أن يتحرّك من ساكن، وإذا لم يكن معه المعرفة الإلهيّة، وإذا ذاق المعنى يجب أن يكون الجواب المعنى والحس. - قال الشيخ:اعتبر السؤال هو إساءة وقلّة أدب، ولكن يقبلها الله بالإحسان منه إليك، العبد يخطيء والله يغفر. - قال الشيخ:إذن عفو الله لا يحدث إلاّ مع الإساءة، لكن الإنسان يطلب من الله وهي إساءة أدب، ولكن ليس لعوام المسلمين، وأمّا إذا كان التجريد في باطنه فإنّه لا يسأل ولا يعمل سوى توجيه قلبه إلى خالقه، وكنت عند رحمة شيخي رضي الله عنه أضع الطلـب - السؤال - في باطني - القلب - فيأتي الجواب في الدرس، وما تمليه إلاّ توجيه باطنه. - قال الشيخ:الشيء الذي ظهر منّا ذنوب وخطايا، ومن جانب الله العفو والصفح والعطاء، فشيمته كمال، فبقي عليه أن يتكرّم علينا. فايزة سلطان الرفاعي ركب النبي البراق ليخفف من سرعته لا ليزيدها اجتهد البعض في تفسير الإسراء والمعراج بقوله: إنها كانت رحلة مباركة ليتشرف الجسد المحمدي بما تشرفت به الروح عندما صعد النبي إلي السماء لم يغير ثيابه.. لم يلبس ملابس خاصة كالتي يلبسها رواد الفضاء ليواجهوا بها عوامل الطبيعة. هناك اجتهادات شائعة تحتاج إلي إعادة نظر.. منها حقيقة مهمة البراق الذي ركبه الرسول عليه الصلاة والسلام في الإسراء الذي نحن في حضرته .. التفسيرات الشائعة أن النبي صلي الله عليه وسلم ركب البراق ليزيد سرعته في السفر من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي .. والحقيقة أنه ركب البراق ليخفف من سرعته. إن النبي صلي الله عليه وسلم عندما يتكلم مع الصحابة يكون في حالته البشرية وعندما يتكلم مع الوحي “جبريل عليه السلام” والملائكة يكون في حالته النورانية .. والنور هو الضوء .. وسرعة الضوء مذهلة .. لو قلنا إنها في الحد الأدني تزيد علي 300 ألف كيلو متر في الثانية .. ولو قلنا إن المسافة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي لا تزيد علي ألفي كيلو متر في حدها الأكبر .. يكون من الصعب تحديد الزمن .. جزء ضئيل جدا يكاد لا يذكر من الثانية .. ربما جزء ضئيل جدا من الفيمتو ثانية. في ذلك الجزء من الثانية يمكن للرسول عليه الصلاة والسلام أن يذهب بسرعته النورانية من مكة إلي القدس عشرات المرات.. وهذا لا يعطيه فرصة كي ينزل ويصلي ركعتين في جبل الطور.. حيث كلم سيدنا موسي الله .. ولا يعطيه الفرصة ليصلي ركعتين في بيت لحم حيث ولد سيدنا عيسي .. ولا يعطيه الفرصة كي يشاهد كل ما مر به في الرحلة .. ومن ثم كان في حاجة إلي ما يخفض سرعته لا إلي ما يزيدها .. وكانت هذه مهمة البراق . وفي إجتهادات شائعة أخري أن الحكمة من الإسراء والمعراج هي أن الله سبحانه وتعالي أراد أن يسري عن حبيبه في عام الحزن .. العام الذي ماتت فيه السيدة خديجة .. ومات فيه عمه أبو طالب .. ومع أن الله قادر علي أن يشرح صدره وهو في مكانه فإن ذلك إجتهاد حسن .. ولكن غير مشبع .. كذلك فإنه عندما عاد من الرحلة وجد مشاكل لا حد لها .. فقد كان هناك من لم يصدقه .. وانصرف عنه .. وعن دعواه. واجتهد البعض الآخر في تفسير الإسراء والمعراج بقوله : إنها كانت رحلة مباركة ليتشرف الجسد المحمدي بما تشرفت به الروح.. والجسد المحمدي ليس في حاجة إلي تشريف .. فهو جسد نوراني. وقال بعضهم: بل ليتشرف الملأ الأعلي بجسده الشريف كما تشرف بروحه فيما قبل وليوحي الله إليه بغير جبريل لأن جبريل توقف عند منطقة معينة لم يكن يقدر علي تجاوزها.. وعند حدود هذه المنطقة قال الرسول صلي الله عليه وسلم له : أهنا يترك الخليل خليله .. فقال جبريل : يا رسول الله أنا لو تقدمت لاحترقت ولو تقدمت أنت لاخترقت وما منا إلا وله مقام معلوم .. يقول الله سبحانه وتعالي بعد أن توقف جبريل : {فأوحي إلي عبده ما أوحي} .. وما أوحي به الله إليه هو شرع خاص به لا تتحمله الأمة .. وهو الوحيد المهيأ له .. مثلا .. كان صلي الله عليه وسلم يصوم ويواصل الصيام أياما دون إفطار .. وقد أراد الصحابة أن يقلدوه فقال لهم : “إني لست كهيئتكم إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني” .. ويقول سبحانه وتعالي : {أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} .. ثم قال سبحانه وتعالي : {والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} .. والمعني .. أن ما آمن به المؤمنون معروف .. أما الرسول عليه الصلاة والسلام فله علم مخصوص. وقد متعه الله برؤيته عشر مرات .. المرة الأولي التي التقاه .. وتسع مرات عندما سأله التخفيف في الصلاة .. فقد كانت الصلوات خمسين صلاة .. ثم سأل الله التخفيف بناء علي نصيحة سيدنا موسي .. فكان التخفيف في كل مرة خمس صلوات .. فيكون قد شاهد نور الله تسع مرات .. خمسة في تسع بخمس وأربعين صلاة .. لتبقي لنا خمس صلوات. : رأي الرسول صلي الله عليه وسلم ربه بالأفق المبين .. ولكن ما هو الأفق المبين.. إن للرأس عينا يقول الله عنها: “ما زاغ البصر وما طغي“.. وللعقل عين يقول الله عنها: “أفتمارونه علي ما يري“.. وللقلب عين يقول الله عنها: “ما كذب الفؤاد ما رأي“.. وللروح عين يقول الله عنها: “ولقد رآه نزلة أخري“.. وعندنا نحن البشر عين الروح أعلي من عين القلب .. وعين القلب أعلي من عين العقل .. وعين العقل أعلي من عين الرأس .. عندنا هذه العيون درجات .. أما عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فهي في مستوي أفقي واحد في خط مستقيم .. فما يراه بعينه يراه بعقله يراه بقلبه يراه بروحه .. وهذا هو الأفق المبين. ورحلة الإسراء والمعراج مقسمة إلي ثلاث مراحل .. الأولي : مرحلة أرضية .. والثانية : مرحلة سماوية تنتهي حيث توقف جبريل .. والثالثة : مرحلة سماوية تبدأ بعد أن توقف جبريل. وتنتهي المرحلة الأرضية عند بيت المقدس .. وتنتهي المرحلة الثانية عندما توقف جبريل عند سدرة المنتهي .. والمرحلة الثالثة هي مرحلة الرؤية الإلهية .. لذلك لا مجال أن يحتج أحد بقوله تعالي : “لا تدركه الأبصار“.. فكل الأبصار لا تدركه إلا بصر رسول الله صلي الله عليه وسلم .. إن رؤية الله مستحيلة إلا بقدرته ومشيئته .. ورؤية أي شيء مستحيلة إلا بإرادة الله .. إن وجود عين في رأس إنسان ليست دليلا علي الإبصار .. ووجود لسان ليس دليلا علي النطق بالكلام .. ووجود أذن ليس دليلا علي السمع .. إن الحواس هبة من عند الله .. يمنحها من يشاء .. ويحجبها عمن يشاء .. وهو علي كل شئ قدير .. بما في ذلك تفضله علي النبي صلي الله عليه وسلم برؤيته. وعندما صعد النبي صلي الله عليه وسلم إلي السماء لم يغير ثيابه .. لم يلبس ملابس خاصة كالتي يلبسها رواد الفضاء .. ليواجهوا بها عوامل الطبيعة .. الضغط الجوي .. الجاذبية الأرضية .. انخفاض درجات الحرارة إلي ما تحت الصفر في طبقات الجو العليا .. فلو لم يكن النبي صلي الله عليه وسلم نورا لتأثر بهذه العوامل .. تجمد من البرد .. لم يتحمل ضغط الهواء .. لما بقيت ثيابه علي جسده .. لطار خفه في الهواء .. يقول أحد الصالحين: علي رأس هذا الكون نعل محمد علاہ فجميع من في الكون تحت نعاله ..علي الطور موسي نودي إخلعه وأحمد علي العرش لم يؤمر بخلع نعاله. ومراحل الإسراء والمعراج الثلاث هي مراحل الدين .. المرحلة الأولي من الرحلة هي مرتبة الإسلام .. والمرحلة الثانية هي مرتبة الإيمان .. والمرحلة الثالثة هي مرحلة الإحسان. وهو ما ورد في حديث البخاري .. حيث جاء رجل شديد بياض الثياب .. شديد سواد الشعر .. لا يبدو عليه علامات السفر .. ولا يعرفه أحد .. جلس أمام النبي صلي الله عليه وسلمپ واضعا ركبتيه إلي پركبة النبي صلي الله عليه وسلمپ .. ووضع يديه علي فخذيه كهيئة المتأدب. وقال : يا رسول الله .. ما الإسلام ؟ .. فقال الرسول : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .. قال الرجل : صدقت .. فما الإيمان ؟ .. قال الرسول صلي الله عليه وسلم : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .. كل من عند الله .. قالپ الرجل : صدقت .. فما الإحسان ؟ .. قال الرسول صلي الله عليه وسلم : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. الملاحظ في المرحلة الأولي أنها مرحلة عبادة جسدية .. الدليل فيها عقلي .. والعمل فيها بدني .. والإيمان فيها بالدليل والبرهان .. ولذلك إستخدم فيها البراق وهو دابة تشبه دواب الأرض .. والمرحلة الثانية مرحلة الإيمان.. الإيمان بالغيب .. وهي مرحلة قلبية .. الأدلة فيها قلبية .. وقد استخدم فيها المعراج .. والمرحلة الثالثة هي مرحلة الإحسان .. وهي مرحلة روحية والأدلة فيها روحية والعبادة فيها هي رؤية الله سبحانه وتعالي .. لو عدنا إلي حديث البخاري لنستكمله لوجدنا أن الصحابة بعد أن انصرف سألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم .. قالوا يا رسول الله عجبنا .. هذا الرجل يسأل ويصدق .. قال الرسول صلي الله عليه وسلم : أتدرون من السائل ؟ .. قالوا : الله أعلم ورسوله .. قال الرسول صلي الله عليه وسلم : إنه جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم. وفي المرحلة الأولي يسمي العلم المكتسب علم اليقين .. وفي المرحلة الثانية يسمي العلم المكتسب عين اليقين .. وفي المرحلة الثالثة يسمي العلم المكتسب حق اليقين .. وحتي نستوعب الفروق بينها .. تصور شخصا عنده صداع .. أخبرته بدواء يزيله .. ثم قدمته له .. فتناوله بشربة ماء حتي زال الصداع . مرحلة إخباره هي علم اليقين .. مرحلة رؤية الدواء هي عين اليقين .. مرحلة تناوله والتعامل معه هي حق اليقين . لقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم الناس عموما بأنه ذهب إلي بيت المقدس وعاد .. إكتفي بذلك بالنسبة لعموم الناس إحتراما لعقولهم كما أنه يستطيع أن يقيم الدليل العقلي علي ما يقول . وأخبر الصحابة بأنه صعد إلي السماء إلي موطن سمع فيه صريف الأقلام . وأخبر أبا بكر بأنه رأي ربه .. هذه مستويات مختلفة .. تبدأ بالايمان القائم علي دليل العقل .. وتنمو بإيمان يمكن پإستيعابه بالقلب إلي حدود معينة .. ثم إيمان بالقلب لا حدود له .. وهو ما كان يتمتع به سيدنا أبو بكر فهو كان يصدق النبي صلي الله عليه وسلم دون دليل .. ولذلك سمي الصديق. وفي النهاية فإن كل من يقرأ هذا مكلف بتصديقه .. ولكن .. ليقف كل منا عند حدود مداركه .. فمن توقف فهمه عند العقل فهذه نعمة .. ومن رفع الله مستوي التصديق عنده إلي حدود القلب فهذه نعمة أكبر .. ومن رفعه الله إلي ما هو أعلي من ذلك فهو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو فضل عظيم .. ألا يا رسول الله أني مغرم صببت دموعاً يشهد الحزن أنها** أتت من فؤاد بالغرام متيـــم وليس له من ذا التتيم مشــــرح** سوى أن يرى معشوقة فيسلم يقول لي المعشوق لا تخش بعد ذا** حجاباً ولا طردا فعهدي متمم متى ما أردت القرب منى فنادنى** ألا يا رسول الله أنى مغــــرم أجيب من بعد وأنى جليس مـن** بحبي مشغول بذكرى مــترجـم حلفت يميناً إن قلـــباً يحبكــم **عليه عذاب النار قطعاً محـرم فكيف بمن قد غشاكم كل ساعة **فهذا يقيناً فى الجنان ينعــــم سلام عليكم والسلام ينيلـــــني** فهذا يقيناً في الجنان ينعــــم لساني تحيات تليق بقدركـــم **أكررها في حيكم وأهمهـــــم سلام على رأس الرسول محمد** لرأس جليل بالجلال معمــــم سلام على وجه النبي محمد** فيا نعم وجه بالضياء ملـــثـم سلام على طرف النبي محمد **لطرف كحيل أدعج ومعلــــم سلام على انف النبي محمد** لأنف عديل أنور ومقـــــــوم سلام على خد الحبيب محمد** لخد منير أسهل ومشمـــــم سلام على فم النبي محمد** لفم به در نفيس منظـــــم شاركت فايزة سلطان الرفاعي صورة خاصة بها منذ 2 دقائق • • أحكي عن قلوبٍ عرفت .. طافت شافت .. نهمت همت .. ثم اغتمت من شرد السهد .. وهجر البعد .. فطاشت ماجت .. ثم اهتاجت .. ثم اصطلمت .. ثم بدا في الأفق وجع .. والقلب رجع .. عند الفجر تناجي .. ويحنو لبعض الندى .. فتتثاقل خطى الصباح في البوح فتنجو عينٌ ساهرة ترقب مظهر التجلي النوراني في افق النفس المطمئنة .. وكيف لا ومن هموا .. وهموا من هاموا وتتيموا... فالقرب له دولة .. ولدولته رجالا .. لا ينام لهم جفن ولا تغمض لهم عين .. طوافون بأبواب مولاهم .. وفي دولتهم ما فيها .. فيها الشوق قصبة مملكة المحبين ، و عرش عذاب الفراق منصوب للواجدين، وسيف الهجران مسلول للواصلين ، وغصن نرجس الوحدة على كف الأمل موضوع ، وفي كل آن يطيح السيف بألفٍ من الرقاب ، ولكن النرجس لا يزال غضاً طرياً لم يصل إليه كف لم يمسسه سوء وحاشاه . ( يا اااا أبا يزيد ) .. ولا نزيد ... قومٌ إذا شربوا بكأس حبه وقعوا في بحار الأنس، وتلذذوا بروح المناجاة ، وإذا عرفوه حق معرفته ولهوا في عظمته . ونرى فيها أهل الصدق هاموا ، فارقوا طيب المنامُ ، وغدوا في إصطلامُ ، أبداً ما تركوا حماها ، من رأى ليلاً جميلا، من رأى ليلى لليلة ، ريقها يشفي العليلَ ، في الذي عنها الدليلَ ، دنها ندم الخليلَ ، لما ترى النبي تراها ، فهو الباب وهو حامي حماها ، ترى فيها الليل الزكيَّ ، في مشاهدها العليَّ فكم متيم راح ، وكم صريع باح . في انتظار الصباح المباح .. فليس من نوه بالوصال كالذي سير به حتى وصل ، لا ولا الواصل كالذي طرق الباب وللدار دخل ، لا ولا الداخل كالذي أجلسوه عندهم في المستهل ، لا ولا من أجلسوه كمن سارروه فهو للسر محل ، لا ولا من سارروه كالذي صار إياهم فدع عنك الجدل ، قل لمن يدعي الحب ويزعم أن الهوى قد علق ، لو كان فيما أدعى صادقاً ، لكان على الغصن بعض الورق ، فأين النحول ، وأين الذبول ، وأين الغرام وأين القلق ، وأين الخشوع وأين الركوع وأين الدموع وأين الأرق ، وأين المخاض لبحر الهلاك إذا لمعت نارنا بالغسق ، وأين الفطام وأين الصيام وأين الآلام وأين الشفق ، وأين الحنين وأين الضنين وآين الآنين وأين انطلق . نطقهم همس وخرس وسكوت ، ومن يبوح يموت ، ومن فارق غارق ، ومن نجا سبح في بحر اللجة ، وتنعم بالعليل من لطائف النسمات ، فلا يرى الغادي ولا من فات ، يبصر ولا يرى ، وينظر ولا تطوف بخيالاته الصور . في انتظار ظهور القمر . من زاد في الوجد ذاق ، ومن ذاق شرب ، ومن شرب روي ، ومن روي سكر .. ومن سكر صاح .. ومن صاح في حب الجلالة باح .. ومن باح كان في الحمى وإن تقطعت أوصاله .. ووداده منا .. ومن ود عد .. ومن عد ساد ومن ساد في حب الأسياد تمايلت الغصون على الأيك وناح الحمام .. وسر في المنام .. ورأى خير الأنام .. ولما خلق الله القلوب جعل داخلها سره ، وخلق الأنفاس وجعل مجراها من داخل القلب ، وبين السر والقلب تجلت معرفة الرب .. فجعل التوحيد في السر ، وجعل المعرفة إضطراب على بساط الأمر .. وجعل الحياة أنفاس .. وكل نفس خلا عن سر الربوبية فهو معلول ولا يعول عليه .. لأنه منه فيه إليه ، ولا مهرب منه إلا إليه . وحرام على قلوب العارفين أن يحبوا سوى مولاهم .. لا ولا من يناجي بالسر أن يناجي سوى من ناجاهم ونجّاهم وتولاهم وعلاهم .. لا ولا من عرفه تعرف إليه ، لا ولا من وحده توحد به ، لا ولا من آمن به تلطف له ، لا ولا من وصفه تجلى لسره ، لا ولا من أخلص له جذبه إليه ، لا ولا من أصلح له اصطنعه لنفسه ..لا ولا من أوقفه عرفه . لا ولا من كان فقيراً كان عابداً ، لا ولا من كان عابداً كان زاهداً ، لا ولا من كان زاهداً كان أميناً ، لا ولا من كان أميناً كان مؤتمناً ، ولا ولامن كان مؤتمنا لم يأب ولا ولا من يأب كان جبلا قريبا ، ولا ولا من كان قريباً كان حبيباً ، لا ولا من كان حبيباً كان محدثاً ، لا ولا من كان محدثاً كان خليلاً ، لا ولا من كان خليلاً كان مسامراً ، لا ولا من كان مسامراً كان وارثاً ، لا ولا من كان وارثاً كان نبياً . وليل الغرام له مع الندام أنساً ، وله من الرجال أصنافاً طوافون بالبيت والحل والحرم .. والمجد والكرم .. فأهل المراعاة غير أهل الطاعات ، وأهل الطاعات غير أهل الخلوات ، وأهل الخلوات غير أهل المجاهدات ، وأهل المجاهدات غير أهل الصراط .. وكلهم في الحضرات في فلوات الذكر والتسبيح والتهليل والتبريح .. وأنس المراقبة ، وغيبة الغفلة .. وشهود الحق في حضرة الخلق بين المعايش والنهارية .. وإعتراك افلاك اليومية .. فكانوا أهلة .. وكانوا أقماراً وكانوا بدوراً ، وكانوا كواكب ، وكانوا براقاً .. وكانوا شموساً .. فزادوا كؤوساً .. وطاشت نفوساً ..وسكروا في حضرة المحبوب بلا شراب ولا ري ولا ظمأ ..وعز المنام على العيون .. والدمع على المقل ... ونصبوا خيام السكون على بساط المعرفة .. ونسوا الحروف في حضرة الإشارات .. وطاشت العبارات .. واعتكفوا في الحضرة بكمال النظرة .. وسجود الغيبة عن الدنيا . وقالت الملائكة الآن فهمنا ووعينا وعرفنا .. ألهذا خلقتهم .. ليحبوك .. وأسجدتنا لهم .. لأنك خلقت فيهم روحا ونفس .. فعانوا وتألموا .. حتى وصلوا .. لما تركوا النفس وتخلوا وتخلللوا وتجلت عليهم أنوارك .. فهتكوا الحجب وتهتكوا وهاموا وهمّوا بالمسير إليك .. هلا شرفتنا بالسجود إليهم مرةً أخرى .. فتبسم العارفون ونظروا ، فكان لهم نظرتان نظرة إلى أنفسهم فافتقروا .. ونظرة إلى ربهم فافتخروا الشيخ الشعراوي رحمة الله كان صوفياً عالماً عاملاً، فقد أخذ الطريقة الهبريه عن سيدي الإمام بلقايد عندما كان في الجزائر، وهذه قصيدة سيدي محمد متولي الشعراوي في شيخه سيدي بلقايد قدس الله سرهما يمدحه فيها ويبين فضله . يقول فضيلة الشيخ الشعراوى : نور الوجود وريُّ روح الوارد * هبرية تدنـي الوصـول لعابـد تزهـو بسلسلـة لهـا ذهبيـة * من شاهدٍ للمصطفى عن شاهـد طَوَّفتُ في شرق البلاد وغربها * وبحثتُ جهدي عن إمام رائـد أشفي به ظمـأ لغيـب حقيقـة * وأهيمُ منه في جـلال مشاهـد فهدانيَ الوهـابُ جـلّ جلالـه * حتى وجدت بتلمسان مقاصـدي واليوم آخذُ نورها عن شيخنـا * محيِ الطريـقِ محمـد بلقايـد ذقنا مواجيـد الحقيقـة عنـدهُ * وبه عرجنا في صفاء مصاعـد عن شيخه الهبري درِّ كنـوزه * فاغنم لآلئـهُ وجـدّ وجاهـد دنـدنْ بمـا لُقِّنتَـه مـن ورده * بصفاء نفـس متيّـم متواجـد إيّاكَ من لفـتِ الفـؤادِ لغيـره * واجعل سبيلكَ واحـداً للواحـد شاهد رسـول الله فيـه فإنّـه * إرثٌ توُورثَ ما جدا عن ماجـد فإذا وصلتَ به لنور المصطفـى * فالمصطفـى لله أهـدى قـائـد وهناك تكشِفُ كلّ سرّ غامـض * وتشاهد الملكوت مشهد راشـد وإذا البصائرُ أينعـتْ ثمراتهـا * نالتْ بها الأبصارُ كـل شـوارد لا تُلـقِ بـالاً للعـذولِ فـإنّـه * لا رأي قطُّ لفاقـد فـي واجـدِ لو ذاقَ كانَ أحدّ منـك صبابـةً * لكنّـه الحرمـان لـجَّ بجاحـد سر في طريقك يا مريد ولا تًعِرْ * أذناً لصيحـة منكـرٍ ومعانـد لا يستوي عند العقولِ مجاهـدٌ * في الله قـوّامُ الدّجـى بالرّاقـد اللهَ قلِ بحوى الهيـامِ وذرهـمُ * يتخبّطـونَ بكـل زورٍ فـاسـد ثابر أخَيَّ علـى تجـارة رابـحٍ * واترك لحزبهمُ تجـارة كاسـد اللهُ قصدكَ و الرّسولُ وسيلـةٌ * وخطاك خلـف محمـد بلقايد دعاء للفرج والهم والغم وفك الكرب ---- بسم الله الرحمن الرحيم ....تقرأ فاتحة الكتاب مرة ....وآية الكرسي إلى قوله العلي العظيم مرة.... وسورة الاخلاص ثلاث مرات ..... وسورة الفلق ثلاث مرات وسورة الناس ثلاثة مرات .....وفاتحة الكتاب مرة واحدة ..... ثم تقول أللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ثلاثا .....اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمنا فأرحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك ..... سبحانك لا إله إلا أنت ياوارث كل شيء ياحي ياقيوم . ياذا الجلال والإكرام . يا أرحم الراحمين .. يا أرحم الراحمين . يالله . يا علي . ياعظيم . ياصمد . يا فرد . ياواحد . يا أحد . يامن بيده الخير وهو على كل شيء قدير . نسالك قلبا خاشعا . ولسانا ذاكرا . وجسما عابدا . وعقلا متفكرا . وعلما مؤيدا . ونسألك شكرا صحيحا . وسرا مليحا . ونية طاهرة . وسرير صابرة . وتوكلا خالصا عليك . ورجوعا في كل الأحوال إليك . واعتمادا على فضلك . واستنادا لبابك . يا عالم السر والنجوى . يا كاشف الضر والبلوى ، يامن تضرع إلية قلوب المضطرين . وتعول عليه همم المحتاجين . اللهم إن الخطايا سودت قلوبنا . وفضيحة الغفلة أظهرت عيوبنا . ومصيبة الإصرار . أثقلت كروبنا وكلما أرادت عزائمنا نشاطا طمها الكسل . فأعقدها على الأعقاب . وكلما أنتهزت هممنا فرصة الأنابة . صدها الحظ فأغلق دونها الأبواب . خابت الأمال إلا منك . وساءت الأعمال إلا بك . وقبحت العزائم إلا إليك . وشين التوكل إلا عليك . يا أمان الخائفين . يا غياث المستغيثين . يا مجيب دعاء المضطرين . يا كاشف كربة المكروبين . نسألك اللهم فك أقفال قيودنا . وكشف حجب وجودنا . وإماطة ظلمة الغفلة عن قلوبنا . وإسبال ذيل الستر بيد الكرم على عيوبنا . نسألك اللهم بمعاقد العز من عرشك . وبمنتهى الرحمة من كتابك . وباسمك العلي الأعلى . وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاخر . وبإشراق وجهك أن تصلي على سيدنا محمد وآله وصحبه وذريته . وأن تحفنا بألطافك الخفية . حتى نرفع بحلل الأمان من طوارق الحدثان . وعلائق الأكوان . وأشراك الحرمان . وغوائل الخذلان . ودسائس الشيطان . وسوء النية . وظلمة الخطة . والملابسات الكونية . والمعارضات النفسانية . يامن ترفع إلية أكف الداعين . وتخشع لعظمة سلطانه قلوب اللاجين ......... يامن نفذت سهام قدرته في راب الموجودات ، وذلت جبرون دولته أصناف الحادثات ......... وقامت حجة لا هوته على كل ناسوت . وتفردت كلمة فعلة في الملك والملكوت . يامن جاءتك قوافل القلوب على مطايا الهمم وقرعت إبواب إحسانك أكف الحاجات في خلوات الإنكسار بحنادس الظلم ...... هذه رواحل هممنا قد أبطل سيرها صارم الهم ولا صارف له سواك ........ وهذه أكف حوائجنا تدق أبواب كرمك فارغة من أهبة الأدب ......... ولا يملئ جيب فقرها غير نداك لا حجة للعبد على سيده فالرحمة للمعترفين بانقطاع الحجج والمثقلين بسوء البضاعة . والغوث الغوث للمنكسرين الذين طمتهم الخجالة . ولا تقوى تقربهم منك ولا طاعة ......... يا حيلة يا من لا حيلة له . ياوسيلة من لا وسيلة له . كل الحيل إذا لم تعضدها إرادتك فهي فاسدة . يا أمل كل آمل ويا منتهي كل واسل . ألعناية العناية يا من فرج كرب يعقوب ......... ألإغاثة الاغاثة يا من كشف ضر ايوب . الاعانة الاعانة يامن أعان بالفرج لهفة الخليل . ألغارة الغارة ................يامن أراش بالرحمة جناحي جبريل لك أفزع وبك عني أدافع وأمنع وباذيال أستار رحموتك أتعلق ......... وبفضاء أعتاب كرمك ورأفتك أتذلل . وأتملق . فأنقذني بيد إسعافك . من هدة الذل والقطيعة ....... وانشلني بجاذبة حنانك ورحمتك من جب الهفوة والوقيعة ....... وانمحني قلبا لا ينصرف في آمالة إلا إليك . ولبا لا يعول في احواله إلا عليك . وثبتني على بساط المعرفة بقوة التوحيد واليقين . وأيدني بك لك بما أيدت به عبادك الصالجين . أللهم اللهم سلكني طريق نبيك المصطفى سيد المقربين .... السلام في طريقة الحق الصواب . أللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع . وعمل لا يرفع . وقلب لا يخشع . ودعاء لا يسمع ...... اللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي . وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتهجمني أم إلى صديق ملكته امري ....إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع إلي ....... أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات وأشرقت له الظلمات...... وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة أن لا تحل علي غضبك أو تنزل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولاقوة إلا بك ولا فرار من لاحق قدرتك إلا إليك فأدركني برحمتك التي ترفع حجب المقت والصد عن الخائفين مما كسبت أيديهم وأغثني بعنايتك التي تلحق بطرف العين أطراف العبيد بأشراف مواليهم ........ وانظرني بعين منتك التي تسرع بالعرجاء فتجعلها للسليمة محسودة . ....... وعاملني بعوارف الطافك التي تبرز الذرة المطموسة الخاملة فتصيرها للأعلام مقصودة . ...... ألوحا . الوحا. العجل العجل . غوثاه غوثاه . يامن ينقذ الصارخ من غلبة امواج البحر المسجور حين لا منقذ تتشوله همته ......يامن يفرج كربة الصريع بين يدي الأسد المفترس في البر الأفقر حين لا مفرج تحن إليه سريرته أي موجد المعدومات وهو لا يتغير في كل حال ....... . اي معدم الموجودات وهو منزه عن الحركة والأنتقالية ......أي خالق الأسباب وهو القائم بها بالعلم والتقدير .......أي مبرز عجائب الخوارق عند اليأس الأدهم وهو على كل شيء قدير . ...... أي من يقطع حبل المتوسد عرش الأمن منه .......... الغافل عنه نتيجة بلا مقدمة أي من يصل زمام المنقطع إليه المستمسك به من طور مقدمته المنصرمة .الرحمة الرحمة فإني لما أنزلت إلي من خير فقير ........الفرج الفرج فان تيسير العسير عليك يسير اللهم آمن روعتي واحفظ أمانتي واقض ديني اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي اللهم أجعل لي لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا اللهم أغفرلي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى .......... ألعياذ العياذ يامن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف الضر ........ الملاذ الملاذ يامن يرحم القطيع ويجيز الكسير ويسير خلقه في البر والبحر ............. يا من يرهب ولا يرى وآياته مشهودة ........يا من يتحف ولا يرى وموائد مددة ممدودة يا من هو بكل شيء محيط وعلى كل شيء قدير .............. يا نعم المولى ويانعم النصير انصرني بعز نصرك الذي نصرت به موسى وأعذت به عيسى وشملت به يوسف وأغثت به يونس وأيدت به عبدك ورسولك محمدا صلى الله عليه وعليهم أجمعين وسلم . سبحانك كم مرة سورت علي جبال الأكدار ....... وحلقتها على سوائق الأقدار ...... وانتحى عني الخليل وقلاني الجار. .... وتلكأت عند خطابي ألسن الخلان . وكثر الشامتون وعز الإخوان . وانقطعت الحيلة . وبطلت الوسيلة . فتوجهت إليك توجه الغريق للعاصم . وقلت يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين . فأخذتني إلى فضاء الفرج بعز لطفك اسرع من رمشة العين . وأقعدتني في مهد الجنان على سرير الإمتنان بعد أن كنت ضجيع الحين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . صل اللهم على حبيبك . ونبيك . ورسولك . وعبدك . وصفيك . وخليلك . سيدنا محمد الذي جعلته كعبة الوسيلة وكنز الفضيلة وباب الحاجات وسلم الرقيات وحجتك على الخلق وباب قربك الذي لا يغلق ووسيلة الكل إليك ودليل الكل عليك آية الكرم التي محت الشكوك وجعلت غوغاء الغواية مندفعة وغياهب ظلمة الضلال ممزقة وجبال حنادس متصدعة بحر الفضل المتلاطم الأمواج وحسن العون الشامخ الاركان الألهي الأبراج طه العطاء يس الهدى الرحمة العظمى المنة الكبرى سلطان دولة دنا فتدلى قائد زمزمة عرمرم ما كذب الفؤاد ما راى قاموس التبيان المنظم على تركيب الرموز الألواح السماوية ناموس الفرقان المحكم بكل حادثة عالمية نسألك اللهم به وبإخوانه السادة المحبوبين النبيين والمرسلين وبأله خاصتك من ذراري أنبيائك المعظمين وبإصحابه خيرتك من أصحاب عبيدك المرسلين المكرمين . وبتابعيهم ومحبيهم وبأولئك الصالحين وعبادك المؤمنين . من لدن نبيك وصفيك آدم عليه السلام يوم الدين . ونسألك بكلماتك التامات ما علمنا منها وما لم نعلم وبأسمائك العظيمة كلها ما علمنا منها وما لم نعلم . ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا . واجعل لنا منك بعظمة سلطانك فتحا ومددا . وأترع حياض قلوبنا بماء الإيمان الكامل . وأوصلنا بك حتى نسلم من دنس الجهل . ودعوى الفعل . والقطع والوصل . ونرجع إليك . ونلتفت إيمانا بك عن كل نبيل وخامل واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا بحفظك الذي لاخوف بعده . واجعلنا من المطمئنين بالتوكل عليك العارفين بغامض شأن أليس الله بكاف عبده. بلى كفاه وحده وأعز جنده . اللهم حققنا بحقيقة الصديقية . وارزقنا حلاوة اليقين بصدق النية . وخالص الطوية . ولا تكلنا لأنفسنا ولا لاحد من خلقك طرفة عين وأقم على سرائرنا رقيب التوحيد حتى لا تدخل أحد في البين . اللهم بك كل شيء ومنك كل شيء . وأنت القادر على كل شيء . لا بعدك ولا قبلك شيء . يامن ليس كمثلة شيء دارك ذلنا بعزك وفقرنا بغناك . وعجزنا بقدرتك وضعفنا بقوتك . وذنوبنا بمغفرتك . ولا حول ولا قوة إلا بالله