Admin Admin
عدد المساهمات : 718 نقاط : 2151 تاريخ التسجيل : 09/10/2012 العمر : 73
| موضوع: حلب ودمشق ويغداد .. أكثر ثلاثة مدن عربية تناولها الشعر العربي القديم بمختلف عصوره .. أما حلب : ظلت حلب على مدى الأزمان عقبة كأداء مستعصية أمام الطامعين, وحباً تخفق به قلوب العاشقين, وأغنية تصدح بها حناجر المغنين، وسِفْراً عظيماً كتبت فيه الحضارة العربي الأربعاء ديسمبر 26, 2012 3:30 pm | |
| حلب ودمشق ويغداد .. أكثر ثلاثة مدن عربية تناولها الشعر العربي القديم بمختلف عصوره ..
أما حلب : ظلت حلب على مدى الأزمان عقبة كأداء مستعصية أمام الطامعين, وحباً تخفق به قلوب العاشقين, وأغنية تصدح بها حناجر المغنين، وسِفْراً عظيماً كتبت فيه الحضارة العربية الإسلامية أسمى صفحاتها, وقصيدة عصماء يزين بها كبار الشعراء دواوينهم. نجد ذلك واضحاً في دواوين شعراء سيف الدولة الحمداني قاهر الروم, وفي مقدمتهم شاعر العربية الأول المتنبي وأبو فراس الحمداني وغيرهما, في كل العصور الإسلامية وصولا إلى عصر الأخطل الصغير الذي أبدع في وصف كل ركن من أركانها , وأصبحت حلب مفتتح قصائد شعراء زمن صلاح الدين الأيوبي وأبنائه من بعده فكانت عشقه مثل ما عشقها أبو فراس .
صلاح الدين الأيوبي وحلب : صلاح الدين قاهر الصليبيين ومحرر القدس من رجسهم, والذين قال يوم فتحت لـه قلعة حلب ذراعيها, وصعد إليها حامداً لله تعالى معبراً عن سعادته بها: "ما سُررت بفتح قلعة أعظم سروراً من فتح حلب’ ومثلما سعد هو بها سعدت هي وأهلوها به,"وعبر عن ذلك الشعراء بعامة وشعراؤها بخاصة.
أشهر بيت قاله المتنبي :
كلما رحبّت بنا الروضُ قلنا ***حلبٌ قصْدُنا وأنتِ السبيلُ سعيد بن محمد يقول :
وصبّحتَ شهباء العواصم مُصْلتاً *** قواضبَ عزم لا يُفلّ شهيرُها
فأمطيتَ منها غارباً فيك راغباً *** وعاد يسيراً في يديك عسيرُها
وأوطأتَ منها أخمصيك تنوفةً *** يعزُّ على الشعرى العبور عبورُها
وردَّ إليها رَوح عدلك روحَها *** وكانت رميماً لا يُرجّى نشورُها
..
اما أبو فراس فيقول :
نفيتَ عنك العلا والظرف والأدبا ………….. وإن خُلِقْتَ لها إن لم تَزُرْ حلبا
شهباء لو كانت الأحلام كأسَ طِلا…………..في راحة الفجر كنتِ الزهر والحببا
أو كان لِلَّيل أن يختار حُليته ………….. وقد طلعت عليه لازدرى الشهبا
لو أنصف العرب الأحرار نهضتهم ………….. لشيدوا لك في ساحاتها النصبا
لو أَلَّف المجد سفراً عن مفاخره ………….. لراح يكتب في عنوانه حلبا
قال ابن أبي منصور، علي بن ظاف:
وفسيحةِ الأرجاء ساميةِ الذُّرى *** قلبتْ حسيرا عن عُلاها الناظرا
كادت لفرط سموّها وعلوّها **** تستوقف الفلك المحيط الدائرا
وردتْ قواطنُها المجرَّة منهلاً *** ورعتْ سوابقُها النجومَ أزاهرا
قالها شاعر لبنان الكبير الأخطل الصغير ( بشارة الخوري ) في المتنبي ومدينة سيف الدولة ( حلب الشهباء ..)
نَفَيْتَ عَنْكَ العُلى وَالظَّرْفَ وَ الأَدَبا وَإِنْ خُلِقْتَ لَها- إِنْ لَمْ تَزُرْ حَلبَا
شَهْباءُ، لَوْ كانَتِ الأَحْلامُ كَأْسَ طِلا في راحَةِ الفَجْرِ كُنْتِ الزَّهْرَ والحبَبَا
| |
|