يا هاجِرِي كَم ذا تَكُونُ مُهاجِرِي أَوَ ما عَلِمتَ بِأَنَّ هَجرَكَ ضائرِي
وشَعُرتُ أَنِّي قَد أَبِيتُ مُسهَّـداً سَهرانَ فِي جُنحِ الظَّلامِ الدّاجِرِ
أَرعَى النُّجُومَ بِناظِـرٍ أَو ناظِـراً ومُسائلاً عَن عابِرٍ مِـن غابِـرِ
ما كانَ هَـذا يا رَعـاكَ اللهُ مِن ظَنِّي ولاَ مِمّا يَجُولُ بِخاطِرِي(239)
أتُحِبُّ أنْ تُشمِت عَلَيَّ عَـواذِلِي وحَواسِدِي ومُعانِدِي ومُناكِرِي
حاشاكَ مِن هَذا ومِن قَطعِي وقَد واصَلتَنِي يا نُورَ عَينِ سَرائـرِي
أُمنُـنْ عَلَـيَّ بِعَـودَةٍ أَو زَورَةٍ أَشفَى بِها يا عائدِي يا زائـرِي
أَشكُو إلَيكَ وأَشتَكِيكَ إلَى الّذِي فَطَرَ السَّمَواتِ العَزِيـزِ الغافِـرِ
الواحِدِ المَلِـكِ العَظِيـمِ جَلاَلُـهُ ذِي العِزِّ والمَجدِ الرَّفِيـعِ الباهِـرِ
يا رَبُّ يا رَبّـاهُ يا أَمَـلاَهُ يـا ذُخرِي إذا ضَنَّ السَّحابُ بِماطِرِ
غِثنِي بِغَوثٍ إنَّنِي لَـكَ خاضِـعٌ عَبدٌ ذَلِيـلٌ لاَ أَقُـومُ لِضائـرِ
يا مَطلَبِي يا مَـأْرَبِي يا مَهـرَبِي يا مَفزَعِي فِي يُسرَتِي ومَعاسِرِي
يا عُدَّتِي في شِـدَّتِي يا عُمـدَتِي فِي مُدَّتِي ومَوارِدِي ومَصـادِرِي
أنظُرْ إلَيَّ بِنَظـرَةٍ مِـن رَّحمَـةٍ كَي يَحيَ مِنِّي كُلُّ مَيْتٍ داثِـرِ
إنِّـي إِلَيـكَ بِأَحمَـدَ مُتَشَفِّـعٌ خَتمِ النَّبِيِّينَ الرَّسُـولِ الطّاهِـرِ
وبِصِنـوِهِ ووَلِيِّـهِ وصَفِـيِّــهِ المُرتَضَى الـبَرِّ التَّقِـيِّ النّاصِـرِ
وبِسِبطِهِم وحَفِيدِهِم وسَلِيلِهِـم الشَّيخِ مُحيِ الدِّينِ عَبدِ القـادِرِ
الجِيلِي المَشهُـورِ فَـردِ زَمانِـهِ شَيخِ الشُّيُوخِ بِباطِـنٍ وبِظاهِـرِ
غَوثِ البِلاَدِ وغَيثِهـا ومُغيثِهـا عَن إذنِ سَيِّدِهِ المَلِيـكِ القاهِـرِ
طَودِ الشَّرِيعَةِ والطَّرِيقَةِ والهُـدَى بَحرِ الحَقِيقَـةِ، ألخِضَمِّ الزّاخِـرِ
صَدْرِ الصُّدُورِ بِلاَ نَكِيرِ لِمُنكِـرٍ وإمامِ أَهلِ الحَقِّ غَـيرِ مُناكِـرِ
نُـورِ الإِلَـهِ أَنـارَهُ لِعِبــادِهِ كَي يَهتَدُوا فِي عاجِلٍ وأَواخِـرِ
كَم قَد هَدَى الرَّبُّ الكَرِيمُ بِنُصحِهِ ودُعائِهِ مِن جاهِـلٍ أو حائرِ(240)
قَد قالَ عَن أَمرٍ عَلَـى كُرسِيِّـهِ قَدَمِي عَلَى أَعناقِ أَهلِ دَوائـرِي
فَأَقَرَّتِ الكُـبَراءُ فِي أقطـارِهـا وتَواضَعُوا طَوعاً لِقُـدرَةِ قـادِرِ
يا شَيخُ مُحيِ الدِّينِ يا أُستاذَنـا ومَلاَذَنا أدرِكْ بِغَـوثٍ حاضِـرِ
إنَّ الكُرُوبَ وكُلَّ خَطبٍ هائـلٍ قَد يَمَّمَت سَوحَ الفَقِير القاصِـرِ
فانْهَضْ بِهِ وادرِكْ لَها مُستَنجِـداً مُستَنصِـراً مُستَنظِـراً لِبَـوادِرِ
مُستَعطِفاً مُستَرحِمـاً مُتَوَسِّـلاً مُتَشَفِّعاً بِـكَ لِلرَّحِيـمِ الغافِـرِ
وإلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ خَـيرِ الـوَرَى صَلَّى عَلَيـهِ اللهُ عَـدَّ الماطِـرِ
فِي قَطـرِهِ والبَحرِ فِي أمواجِـهِ والرَّمـلُِ فِي ذَرّاتِـهِ المُتَكاثِـرِ
والآلِ والأَصحابِ مَع أَتباعِهِـم مِن كُلِّ صَبّارٍ مُّنِيـبٍ شاكِـرِ