نسألك اللهم بمعاقد العز من عرشك، وبمنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك العلي الأعلى، وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبإشراق وجهك، أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وذريته، وأن تحفنا بألطافك الخفية، حتى نرفل بحلل الأمان من طوارق الحدثان، وعلائق الأكوان، وأشراك الحرمان، وغوائل الخذلان، ودسائس الشيطان، وسوء النية، وظلمة الخطية، والملابسات الكونية، والمعارضات النفسانية، يا من ترفع إليه أكف الداعين، وتخشع لعظمة سلطانه قلوب اللاجين، يا من نفذت سهام قدرته في ذرات الموجودات، وذلت لجبروت دولته أصناف الحادثات، وقامت حجة لاهوته على كل ناسوت، وتفردت كلمة فعله في الملك والملكوت، يا من جاءتك قوافل القلوب على مطايا الهمم، وقرعت أبواب إحسانك أكف الحاجات في خلوات الانكسار بحنادس الظلم، هذه رواحل هممنا قد أبطل سيرها صادم الهم، ولا صارف له سواك، وهذه أكف حوائجنا تدق أبواب كرمك فارغة من أهبة الأدب، ولا يملأ جيب فقرها غير نداك، لا حجة للعبد على سيده، فالرحمة الرحمة للمعترفين بانقطاع الحجج والمثقلين بسوء البضاعة، والغوث الغوث للمنكسرين الذين طمتهم الخجالة، ولا تقوى تقربهم منك ولا طاعة، يا حيلة من لا حيلة له، يا وسيلة من لا وسيلة له، كل الحيل إذا لم تعضدها إرادتك فهي فاسدة، وكل الوسائل إذا لم يسعفها إحسانك فهي كاسدة.