كذلك فالاستاذ يبني مريده
اماما على اهل الوجوه المنيرةِ
فهذا هو الحب العلّي الذي ترى
يجيء بأهل الجمع في جمعةِ
وربك قد اوحى وجود محمد
ليعشقه في كل يوم وليلةِ
وما اليوم في عرف الحقيقة يا فتى
سوى مظهريْ ذاتٍ لعينٍ رقيقةِ
وما ليلية الاسراء الا معارجٌ
لليلةِ قدر تتجلى للاحبة
قد اشتملت فرقان احمد مثلما
لقد جمعت قرآن جلوةِ خلوتي
بها نزل الروح الحكيم وعندها
وفيها بدا تنزيل فيض الرسالة
وما ليلة القدر الكريمة عندنا
سوى صورة الجسم المحيط بصورتي
وفيها أرى ابراهيم يسند ظهره
الى عرشها الاعلى بعز وقوة
ترآءت بمرآي من براها فأبرأت
بريئا دنا من بُرئها مذ أبرتِ
وقلبي لها قلب أبر ببرها
كما قام باريها بأبرار بُرأتي
ولاحظها إبّان ما راح لحظُها
يريه من الآيات اسرار قدرتي
رآها فأضحى من رؤاها مُدلّها
وفي قلبه نار اللظى قد تلظتِ
يهيم بها شوقا ووجدا وحُبها
أضاء له ليل الشكوك المريبةِ
فأوجس في تلك المنازل حنينه
فنوجي فأهدي للطريق القويمةِ
تخلّص من ظلم الظلام قرينه
فصار بمحض النور ألطف ذرةِ
وأورثه العلم الالهي حُجة
متى ظهرت تسمو على كل حُجةِ
بها انبعثت للبعث صورة بعثهِ
لنفي ثبوت الغير في نفي علةِ
ليولد عنها كل حكم مؤيدٍ
بما حصحص التأيد أيدي الإحاطةِ
اذا امتزجت أنوارها في طبيعةٍ
بها انطبعت أطباع طبع الغريزةِ
وقد أظهرت أنفاسه من بطونها
نواميس آداب واخلاق رحمةِ
بذلك صح القول عن نعت وصفه
ليستغرق التنويه معنى الاشارةِ
خذ الجدّ سر بي يا مريدي الى الفنا
لالقاك عندي في البقا رب سطوةِ
وجرّد ثياب النفس عن كل لابث
بأحقابه قد ظل يعثر بمرتي
روق كؤوس الصفو حتى اذا بدت
عروسة سر الجذب من غربةِ
فعانق هواها واغسل القلب بالتقوى
وشمرّ لها بالكد أشرف همةِ
وخذ من حُلاها نشأة قد تحررت
بتحرير نفس حرة أبيةِ
ودع عنك اوهام السوى ان تكن فتى
وقم في مقام الذا اقوم قومةِ
ونفسك بالاحسان جل فؤادها
ليُجلى لك الايمان من غير نكسةِ
ومن ثم عد للحكم واحي فريضة
نوافلها صلت وصامت وحجتِ
مريدي أتاك النصح من سمحة الرضا
فقوّي القوى حتى اذا ما استعدتِ
أجب دعوة الداعي الحكيم وكن به
عليما حكيما ذاك كامل وهيبةِ
أنلتك إياي الذي لم اكن انا
سوى رحمة الرحمن قيوم رحمتي
بعزي يراك العز يا روح عزي
عزيزا كريما في رجال أعزةِ
بناهم امام الوقت للدين مثلما
بنى دينه منهم بصدق المودةِ
محارم اهلي يا مريدي مراحم
تعلق فيها كل رحم بشجنتي
فواصل بُنيَ الاهل بالصدق والهدى
وأمر بمعروف كريم الصيانة
وإياك والانكار والنكر في الهوى
اذا كنت ذا ذوق بآداب نسبةِ
فمن ربهم ربي فربيَ ربهم
يربيهم ما شاء حكم الارادةِ
بنفسي أفديهم ونفسي عزيزة
على الله هل تدري رموز اشارتي
هم عورتي بل عيبتي بل وشائجي
وفرجي وبطني ثم الصلب وصرتي
وهم حرمي آوي إليهم متى أشا
وهم كنفي بل بيت سري وعصمتي
بهم دار أمري كل حين أحينه
على حين حان فيه خمرتُ خمرتي
أراهم بعيني فيّ انسان عينها
وهل هم سوى ذاتي والطاف حضرتي
فهم ولدي هم اخوتي هم أبوَتي
وهم درتي أورثتهم ارث جلوتي
خلوت بهم في الغار حتى تخللوا
بخلةِ اخلاقي ونعت جلالتي
وسميتهم حسب اقتضائي لسمتهم
وعينتهم في سمت ذات عليةِ