فتلكَ الـتي هــامَ الفـؤادُ بحــــبّها … مهفــهـفةً بيـــضاءَ دُريَّةُ القـــبلْ
ولي ولها في النّاسِ قولٌ وسمعةٌ … ولي ولـــها في كلِّ ناحيةٍ مـــَثلْ
كأنَّ على أسنانـها بعدَ هـَجـعةٍ … سفرجلَ أو تفاحَ في القندِ والعسلْ
ردّاح صَموتُ الحِجلِ تمشي تبخـــتراً … وصرّاخةُالحِجلينِ يصرخنَ في زَجلْ
غموضٌ عضوضُ الحجلِ لوأنَّها … مَشت بهِ عندَبابِ السبسبينَ لانفصلْ
حجازيةُ العينـينِ مكّـِيةُ الحــشا … عراقـيَّةُ الأطرافِ روميّــةُ الكَــفلْ
تُـهاميّــَةُ الأبـدانِ عبسـيَّةُ اللَّمَى … خِـزاعـــيـَّةُ الأســــنانِ دُريَّةُ القُــبلْ
وقلتُ لـها أيُّ القبائـلِ تُنسـبي … لَعلّي بينَ النّاسِ في الشِّعرِ كَي أَسَلْ
فـــقالت أنـــا كـنـديّـــةٌ عربـيّةٌ … فقلتُ لــها حاشـا وكـلا وهَـل وبَـلْ؟
فـــقالت أنـــا رومـيّةٌ عجمـيةٌ … فقلتُ لـها وَرخـيز بياخوش مِن قُـزَلْ؟
فلــمَّا تلاقيـنا وجـدتُ بَنانَـها … مخـصَّــبةٌ تَحـكي الشَّــواعِلَ بالشّــُعَلْ
رسائل حبلمن طلل بين الجدية والجبل
محل قديم العهد طالت به الطيل
عفا غير مرتاد ومر كسر حب
ومنخفض طام وتنكر واضمحل
وزالت صروف الدهر عنه فأصبحت
على غير سكان ومن سكن ارتحل
تنطح بالاطلال منه مجلجل
أحم إذا احمومت سحائبة انسجل
بريح وبرق لاح بين سحائب
ورعد إذا ماهب هاتفه هطل
فأنبت فيه من غشنص وغشنص
ورونق رند والصلندد ةالأسل
وفيه القطا والبوم وابن حبوكل
وطير القطاط والبلندد والحجل
وعنثلة والخيثوان وبرسل
وفرخ فريق والرفلة والرفل
وفيل واذياب وابن خويدر
وغنسلة فيها الخفيعان قد نزل
وهام وهمهام وطالع وطالع انجد
ومنحبك الروقين في سيره ميل
فلما عرفت الدار بعد توهمي
تكفكف دمعي فوق خدي وانهمل
فقلت لها يادار سلمى وماالذي
تمتعت لابدلت يادار بالبدل
لقد طال ومااضحيت قفراومالفا
وممنتظر للحي من حل وارحل
ومأوى لأبكار حسان اوانس
ورب فتى كالليث مشتهرا بطل
لقد كنت اسبي الغيد أمرد نأشئا
ويسبينني منهن بالدل والمقل
ليالي أسبي الغانيات بجمة
معثكلة سوداء زينها رجل
كأن قطير البان في عنكاتها
على منثنى والمنكبين عطى رطل
تعلق قلبي بطفلة عربية
تنعم بالديباج والحلي والحلل
لها مقلة لو انها نظرت بها
إلى راهب قد صام لله وابتهل
لأصبح مفتونا معنى بحبها
كأن لم يصم لله يوما ولم يصل
ألا رب يوم قد لهوت بدلها
إذا ماأبوها ليلة غاب اوغفل
فقالت لأتراب لها قد رميته
فكيف به إن مات أوكيف يحتبل
أيخفى لنا إن كان في الليل دفنة
فقلت وهل يخفى الهلال إذا افل؟
قتلت الفتى الكندي والشاعر الذي
تدانت له الأشعار طرا فيا لعل
لمه تقتلي المشهور والفارس الذي
يفلق هامات الرجال بلا وجل
ألايابني كندة اقتلوا بابن عمكم
وإلافما انتم قبيل ولاخول
قتيل بوادي الحب من غير قاتل
ولاميت يعزى هناك ولازمل
قتلك التي هام الفؤاد بحبها
مهفهة بيضاء درية القبل
ولي ولها في الناس قول وسمعة
ولي ولها في مل ناحية مثل
كأن على أسنانها بعد هجعة
سفرجل اوتفاح في القند والعسل
رداح صموت الحجل تمشي تبخترا
وصراخة الحجلين يصرخن في زجل
غموض غضوض الحجل لو انها مشت
به عند باب السبسبيين لانفصل
فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي
هي منى لي من الدنيا من الناس بالجمل
ألا لآ لا إلا لآلىء من رحل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم
قطعت الفيافي والمهامة لم أمل
وكاف وكفكاف وكفي بكفها
وكاف كفوف الودق من كفها انهمل
فلو لو ولو لو ثم لو لو لو ولو ولو
دنا دار سلمى كنت اول من وصل
وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن
أسائل عنها كل من سار وارتحل
وفي في وفي في ثم في في وفي وفي
وفي وجنتي سلمى أقبل لم أمل
وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل
وسل دار سلمى والربوع فكم أسل
وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل
على حاجبي سلمى يزين من المقل
حجازية العينين مكية الحشى
عراقية الاطراف رومية الكفل
تهامية الابدان عبسية اللمى
خزاعية الاسنان درية القبل
وقلت لها أي القبائل تنسبي
لعلي بين الناس في الشعر كي اسل
فقالت كندية عربية
فقلت لها حاشا وكلا وهل وبل
فقالت انا رومية عجمية
فقلت لها ورخيز بياخوش من قزل
فلما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي الشواعل بالشعل
ولاعبتها الشطرنج خيلي ترادفت
ورخي عليها دار بالشاه بالعجل
فقالت وما هذا شطارة لاعب
ولكن قتل الشاه بالفيل هو الاجل
فناصبتها منصوب بالفيل عاجل
من اثنين في تسع بسرع فلم أمل
وقد كان لعبي في كل دست بقبلة
أقبل ثغرا كالهلال إذا اهل
فقبلتها تسع وتسعين قبلة
وواحدة كانت وكنت على عجل
وعانقتها حتى تقطع عقدها
وحتى فصوص الطوق من جيدها انفصل
كأن فصوص الطوق لما تناثرت
واخر قولي مثل ماقلت أولا
لمن طلل بين الجدية والجبل
محل قديم العهد طالت به الطيل