ولد بالمدينة المنورة يوم الخميس خامس شعبان سنة ثمان وثلاثين فى أيام جده سيدنا على بن أبى طالب –رضى الله عنه وكرم الله وجهه- وقبل وفاته بسنتين، وكنيته المشهورة أبو الحسن ، وقيل أبو محمد ، ومن ألقابه سيد العابدين والزكى والأمين وذو النفقات،وأشهرها زين العابدين، ونقش خاتمه ( وما توفيقى إلا بالله ) ،
وأمه سلافة بنت ملك الفرس يزجرد، وكان سيدى على زين العابدين مع أبيه بكربلاء مريضاً نائماً على الفراش فلم يقتل، قال ذلك بن عمر رضى الله تعالى عنهما وهو الصحيح، روى الحديث عن أبيه وعمه الحسن وجابر وابن عباس والمسور بن مخرمة وأبى هريرة وصفية وعائشة وأم سلمة أمهات المؤمنين رضى الله تعالى عنهن، قال الزهرى وابن عيينة : ما رأينا قرشياً أفضل منه، وقال الزهرى : ما رأيت أفقه منه، وقال سعيد ابن المسيب : ما رأيت أورع منه.
أما عن مناقبه – رضى الله تعالى عنه- فهى فوق العد وأجل من الحصر ، منها أنه كان إذا توضأ للصلاة يصفر لونه، فقيل له : ما هذا الذى نراه يعتريك عند الوضوء؟ فقال: أما تدرون بين يدى من أريد أن أقف؟! ، وعن أبى حمزة قال: كان على بن الحسين –رضى الله تعالى عنهما- يصلى فى اليوم والليلة ألف ركعة، وعن طاووس قال : دخلت الحِجْر فى الليل فإذا على بن الحسين قد دخل فقام يصلى ماشاء الله، ثم سجد سجدة أطالها فقلت : رجل صالح من بيت النبوة لأصغين إليه، فسمعته يقول : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك، قال طاووس: فوالله ما طلبت ودعوت بهن فى كرب إلا فرج الله عنى.
ونقل غير واحد أن هشام بن عبد الملك حج فى حياة أبيه فطاف بالبيت وجهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل إليه لكثرة الزحام ، فنصب له منبر إلى جانب زمزم فى الحطيم وجلس عليه ينظر إليه الناس وحوله جماعة من أهل الشام ، فينما هم كذلك إذ أقبل زين العابدين على بن الحسين رضى الله عنه يريد الطواف، فلما انتهى إلى الحجر الأسود تنحى الناس له حتى استلم الحجر الأسود فقال رجل من أهل الشام : من هذا الذى هابه الناس هذه المهابة فتنحوا عنه يميناً وشمالاً؟ فقال هشام : لا أعرفه . مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ، وكان الفرزدق حاضراً فقال للشامى : أنا أعرفه ، فقال : من هو يا أبا فراس؟ فقال:
هذا الذى تعرف البطحاء وطاته
هذا ابن خير عباد الله كلهم
إذا رأته قريش قال قائلها
ينمى إلى ذروة العز التى قصرت
يكاد يمسكه عرفان راحته
يغضى حياءً ويغضى من مهابته
من جده دان فضل الأنبياء له
ينشق نور الهدى من نور غرته
مشتقة من رسول الله نبعته
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
الله فضله قدماً وشرفه
وليس قولك من هذا بضائره
كلتا يديه غياث عم نفعهما
سهل الخليقة لا تخشى بوادره
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا
ما قال لا قط إلا فى تشهده
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته
عم البرية بالإحسان فانفصلت
من معشر حبهم دين وبغضهم
إن عُدَّ أهل التقى كانوا أئمتهم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت
لا ينقص العسر بسطاً من أكفهم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم
أى الخلائق ليست فى رقابهم
من يعرف الله يعرف أولية ذا
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا التقى النقى الطاهر العلم
إلى مكارم هذا ينتهى الكرم
عن نيلها عرب الإسلام والعجم
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
فلا يكلم إلا حين يبتسم
وفضل أمته دانت له الأمم
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
طابت عناصره والخيم والشيم
بجده أنبياء الله قد ختموا
جرى بذاك له فى لوحه القلم
العرب تعرف من أنكرت والعجم
يستوكفان ولا يعروهما العدم
يزينه اثنان حسن الخلق والكرم
حلو الشمائل تحلو عنده نعم
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
رحب الفناء أريب حين يعترم
عنه القتارة والإملاق والعدم
كفرٌ وقربهم منجى ومعتصم
أو قيل من خير أهل الأرض؟ قيل:همو
ولا يدانيهموا قوم وإن كرموا
والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
ويستزاد به الإحسان والنعم
فى كل بدء ومختوم به الكلم
خيم كريم وأيدٍ بالندى عصم
لأولية هذا أو له نعم
والدين من بيت هذا ناله الأمم
قال شيخنا الإمام الجعفرى رضى الله عنه:
وابن الحسين على لو نظرت له
له ضياء وإحسان ومرحمــة
وكم أفاد بيوتاً قد ألمَّ بـــها
قد لقبوه بزين العابدين لــما
يأتى بألف من الركعات يتبعها
إن جاءه سائلٌ زادت بشاشته
لخلت بدر السما يمشى مع الزمر
يعطى الكثير لذى فقر وذى مـدر
جور الزمان بلا عيش ولا وزر
يتلوه ليلاً بجوف الليل بالسهر
حسن التلاوة للقرآن والسور
يعطى الكثير ويجلى ظلمة الكدر
ولد بالمدينة المنورة يوم الخميس خامس شعبان سنة ثمان وثلاثين فى أيام جده سيدنا على بن أبى طالب –رضى الله عنه وكرم الله وجهه- وقبل وفاته بسنتين، وكنيته المشهورة أبو الحسن ، وقيل أبو محمد ، ومن ألقابه سيد العابدين والزكى والأمين وذو النفقات،وأشهرها زين العابدين، ونقش خاتمه ( وما توفيقى إلا بالله ) ،
وأمه سلافة بنت ملك الفرس يزجرد، وكان سيدى على زين العابدين مع أبيه بكربلاء مريضاً نائماً على الفراش فلم يقتل، قال ذلك بن عمر رضى الله تعالى عنهما وهو الصحيح، روى الحديث عن أبيه وعمه الحسن وجابر وابن عباس والمسور بن مخرمة وأبى هريرة وصفية وعائشة وأم سلمة أمهات المؤمنين رضى الله تعالى عنهن، قال الزهرى وابن عيينة : ما رأينا قرشياً أفضل منه، وقال الزهرى : ما رأيت أفقه منه، وقال سعيد ابن المسيب : ما رأيت أورع منه.
أما عن مناقبه – رضى الله تعالى عنه- فهى فوق العد وأجل من الحصر ، منها أنه كان إذا توضأ للصلاة يصفر لونه، فقيل له : ما هذا الذى نراه يعتريك عند الوضوء؟ فقال: أما تدرون بين يدى من أريد أن أقف؟! ، وعن أبى حمزة قال: كان على بن الحسين –رضى الله تعالى عنهما- يصلى فى اليوم والليلة ألف ركعة، وعن طاووس قال : دخلت الحِجْر فى الليل فإذا على بن الحسين قد دخل فقام يصلى ماشاء الله، ثم سجد سجدة أطالها فقلت : رجل صالح من بيت النبوة لأصغين إليه، فسمعته يقول : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك، قال طاووس: فوالله ما طلبت ودعوت بهن فى كرب إلا فرج الله عنى.
ونقل غير واحد أن هشام بن عبد الملك حج فى حياة أبيه فطاف بالبيت وجهد أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل إليه لكثرة الزحام ، فنصب له منبر إلى جانب زمزم فى الحطيم وجلس عليه ينظر إليه الناس وحوله جماعة من أهل الشام ، فينما هم كذلك إذ أقبل زين العابدين على بن الحسين رضى الله عنه يريد الطواف، فلما انتهى إلى الحجر الأسود تنحى الناس له حتى استلم الحجر الأسود فقال رجل من أهل الشام : من هذا الذى هابه الناس هذه المهابة فتنحوا عنه يميناً وشمالاً؟ فقال هشام : لا أعرفه . مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ، وكان الفرزدق حاضراً فقال للشامى : أنا أعرفه ، فقال : من هو يا أبا فراس؟ فقال:
هذا الذى تعرف البطحاء وطاته
هذا ابن خير عباد الله كلهم
إذا رأته قريش قال قائلها
ينمى إلى ذروة العز التى قصرت
يكاد يمسكه عرفان راحته
يغضى حياءً ويغضى من مهابته
من جده دان فضل الأنبياء له
ينشق نور الهدى من نور غرته
مشتقة من رسول الله نبعته
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
الله فضله قدماً وشرفه
وليس قولك من هذا بضائره
كلتا يديه غياث عم نفعهما
سهل الخليقة لا تخشى بوادره
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا
ما قال لا قط إلا فى تشهده
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته
عم البرية بالإحسان فانفصلت
من معشر حبهم دين وبغضهم
إن عُدَّ أهل التقى كانوا أئمتهم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت
لا ينقص العسر بسطاً من أكفهم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم
أى الخلائق ليست فى رقابهم
من يعرف الله يعرف أولية ذا والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا التقى النقى الطاهر العلم
إلى مكارم هذا ينتهى الكرم
عن نيلها عرب الإسلام والعجم
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
فلا يكلم إلا حين يبتسم
وفضل أمته دانت له الأمم
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
طابت عناصره والخيم والشيم
بجده أنبياء الله قد ختموا
جرى بذاك له فى لوحه القلم
العرب تعرف من أنكرت والعجم
يستوكفان ولا يعروهما العدم
يزينه اثنان حسن الخلق والكرم
حلو الشمائل تحلو عنده نعم
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
رحب الفناء أريب حين يعترم
عنه القتارة والإملاق والعدم
كفرٌ وقربهم منجى ومعتصم
أو قيل من خير أهل الأرض؟ قيل:همو
ولا يدانيهموا قوم وإن كرموا
والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
ويستزاد به الإحسان والنعم
فى كل بدء ومختوم به الكلم
خيم كريم وأيدٍ بالندى عصم
لأولية هذا أو له نعم
والدين من بيت هذا ناله الأمم
قال شيخنا الإمام الجعفرى رضى الله عنه:
وابن الحسين على لو نظرت له
له ضياء وإحسان ومرحمــة
وكم أفاد بيوتاً قد ألمَّ بـــها
قد لقبوه بزين العابدين لــما
يأتى بألف من الركعات يتبعها
إن جاءه سائلٌ زادت بشاشته لخلت بدر السما يمشى مع الزمر
يعطى الكثير لذى فقر وذى مـدر
جور الزمان بلا عيش ولا وزر
يتلوه ليلاً بجوف الليل بالسهر
حسن التلاوة للقرآن والسور
يعطى الكثير ويجلى ظلمة الكدر
وابن الحسين على لو نظرت له
له ضياء وإحسان ومرحمــة
وكم أفاد بيوتاً قد ألمَّ بـــها
قد لقبوه بزين العابدين لــما
يأتى بألف من الركعات يتبعها
إن جاءه سائلٌ زادت بشاشته لخلت بدر السما يمشى مع الزمر
يعطى الكثير لذى فقر وذى مـدر
جور الزمان بلا عيش ولا وزر
يتلوه ليلاً بجوف الليل بالسهر
حسن التلاوة للقرآن والسور
يعطى الكثير ويجلى ظلمة الكدر