ولكم شدوت الحبَّ حتى تسمعي ما قد شـدوت ولا اخـالـك تدّعـي
أنّـي كفـفـتُ عن القصيد وريشتي ما دمتِ حبّاً بالجوى يحـيا مـعـي
لأظل أشـدو فـي جمـالـكِ هـائـمـاً فالحبُّ أنتِ وكم سألتكِ أن دعي
هذا الصدود فـأنـتِ أنـتِ حـبيـبـتي فـأتـت إلـيَّ لكـي تجفـف أدمعي
وغَـدَت لـدّيَّ كمـا الحـيـاة وروحهـا فـجـعـلتها ضمـن الفـؤاد باضلـعي
كم دمعةٍ فيكَ لي ما كنتُ أجريها وليلةٍ ـ لستُ أفني فيكَ ـ أُفنيها
لمْ أُسلِمِ النفسَ للأسقامِ تُتلِفُها إلا لعلمي بأنَّ الوصلَ يُحييها
ونظرةٍ منكَ يا سؤلي ويا أملي أشهى إليَّ من الدُّنيا وما فيها
نفسُ المحبِّ على الآلامِ صابرةٌ لعلّ مُسقِمُها يوماً يُداويها
اللهُ يعلمُ : ما في النفسِ جارحةٌ إلا وذكراكِ فيها قبلَ ما فيها
ولا تنفَّستُ إلا كنتَ في نَفَسي تجري بكَ الروحُ منّي في مجاريها
إن كُنتُ أضمرتُ غَدراً أو هَمَمْتُ به يوماً، فلا بلغتْ روحي أمانيها
أو كانت العينُ مذْ فارَقتُكُمْ نظرتْ شيئاً سواكُمْ فخانَتْها أمانيها
أو كانت ِالنفسُ تدعوني إلى سكنٍ سواك فاحتكمت فيها أعاديها !
حاشا فأنتَ محلُّ النّورِ منْ بَصَريتجري بكَ النفسُ منها في مجاريها
ذهبـتُ إلى الطَّبيبِ أُريـهِ حالي..
وهل يدري الطَّبيبُ بما جَرَى لي ؟!
جلسـتُ فقالَ ما شـكواكَ صِفْها..
فقُلتُ الحـالُ أبلغُ مِن مقـالي
أتيتُـكَ يا طبيـبُ علـى يقـينٍ..
بأنَّكَ لسـتَ تَملك ما ببـالي
أنا لا أشـتكي الحمَّى احتجـاجًا..
بَلِ الحُمَّى الَّتي تشكو احتمالي!
فتحتُ إليكَ حَـلْقي كَي تَـرَاهُ..
فقُل لي : هل أكلتُ من الحـلالِ ؟
أتعـرفُ يا طبيبُ دواءَ قَـلْبي..
فَـدَاءُ القَلـبِ أعظمُ مِن هـزالي
كَشَفْتُ إليكَ عَن صـدري أجِبْني..
أتَسـمعُ فيهِ للقـرآنِ تـالِ ؟!
تقـول بأنَّ مـا فـيَّ التهـابٌ..
ورشـحٌ ما أجبتَ على سُـؤالي
وضعتَ علَى فَمـي المقياسَ قُل لي:
أسهـمُ حرارةِ الإيمـانِ عـالي..
سـقامي من مُقـارفةِ الخَطـايا..
وليـس مِنَ الزُّكامِ ولا السُّـعالِ
فإن كنـتَ الطَّبيبَ فما عـلاجٌ..
لذنـبٍ فَوْق رأسـي كالجبـالِ ؟؟
نُسـائلُ مـا الدَّواءُ إذا مَرِضـنا..
وداءُ القَـلْبِ أولَـى بالسُّـؤالِ!