أبو يزيد البسطامى وكلامه ............رضى الله عنه ... كلام لأهل السر و الإخلاص kiss رمز تعبيري
--------------------------------------------------------------------------------
مات سنة إحدى وستين ومائتين ومن كلامه رضي الله عنه مددت ليلة رجلي في محرابي فهتف بي هاتف من يجالس الملوك ينبغي له أن يجالسهم بحسن الأدب، وكان رضي الله عنه يقول: اختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد، ولقد عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئاً أشق على العبد من العلم ومتابعته. وكان رضي الله عنه يقول: عرفت الله بالله، وعرفت ما دون الله بنور الله، وكان يقول: خلع الله على العبيد النعم ليرجعوا بها إليه فاشتغلوا بها عنه،
وكان يقول إلهي إنك خلقت هؤلاء الخلق بغير علمهم، وقلدتهم أمانة بغير إرادتهم فإن لم تعنهم فمن يعنهم؟
وسئل رضي الله عنه عن السنة والفريضة فقال: السنة ترك الدنيا بأسرها، والفريضة الصحبة مع الله تعالى،
وذلك لأن السنة كلها تدل على ترك الدنيا، والكتاب كله يدل على صحبة المولى لأن كلامه صفة من صفاته تعالى، والنعم أزلية فيجب أن يكون لها شكر أزلي.
وكان يقول رأيت رب العزة في النوم فقلت يا رب كيف أجدك فقال فارق نفسك وتعال إلي.
وسئل رضي الله عنه ما صفة العارف فقال صفة أهل النار لا يموت فيها ولا يحيا وقيل له: متى يكون الرجل متواضعاً، فقال: إذا لم ير لنفسه مقاماً ولا حالا ولا يرى أن في الخلق من هو شر منه. وكان يقول رضي الله عنه: إن أولياء الله تعالى مخدرون عنده في جنان الأنس لا يراهم أحد في الدنيا ولا في الآخرة،
وكان يقول: حظوظ كرامات الأولياء على اختلافها تكون من أربعة أسماء الأول والآخر والظاهر والباطن، وكل فريق له منها اسم فمن فني عنها بعد ملابستها فهو الكامل التام فأصحاب اسمه الظاهر يلاحظون عجائب قدرته، وأصحاب اسمه الباطن يلاحظون ما يجري في السرائر وأصحاب اسمه الأول شغلهم بما سبق، وأصحاب اسمه الآخر متربصون بما يستقبلهم. فكل يكاشف على قدر طاقته إلا من تولى الحق تعالى تدبيره،
وكان رضي الله عنه يقول: إذا سئل عن المعرفة: للخلق أحوال ولا حال لعارف لأنه محيت رسومه، وفنيت هويته لهوية غيره وعييت آثاره لآثار غيره فالعارف طيار والزاهد سيار.
وكتب يحيى بن معاذ إلى أبي يزيد إنني سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته فكتب إليه أبو يزيد رضي الله عنه غيرك شرب من بحور السماوات والأرض، وما روي بعد، ولسانه خارج يقول هل من مزيد.
ودخل إبراهيم بن شيبة الهروي يوماً على أبي يزيد فقال له: أبو يزيد وقع في خاطري أني أشفع لك إلى ربي عز وجل فقال: يا أبا يزيد لو شفعك الله في جميع المخلوقين لم يكن ذلك كثيراً، إنما هم قطعة طين فتحير أبو يزيد من جوابه
ودخل على أبي يزيد عالم بلده وفقيهها يوماً فقال: يا أبا يزيد علمك هذا عمن وممن ومن أين؟
فقال أبو يزيد علمي من عطاء الله وعن الله ومن حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم" فسكت الفقيه.
وسئل أبو علي الجوزجاني رضي الله عنه عن الألفاظ التي تحكي عن أبي يزيد فقال رحمه الله أبو يزيد نسلم له حاله ولعله بها تكلم على حد غلبة أو حال سكر ومن أراد أن يرتقي إلى مقام أبي يزيد فليجاهد نفسه كما جاهد أبو يزيد فهناك يفهم كلام أبي يزيد والله تعالى أعلم.المصدر : الطبقات الكبرى للشعراني وهو منقول لما رأيت فيه من الحكمة.
و الله من وراء القصد و هو يهدى السبيل
وصل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم