أنور تدفق اذ سرى متدثرا . . . أم لاح لحظها غاديا متخبترا
أم الزهر تبسم في ثغرها . . . وفاح شذاها في الوجود معطرا
وهل يا خليلي ترى ما أرى . . . من جمال بديع قلما يرى
يا صاحب الود ما رأيت مثلها . . . حين ابصرت حسنا مصورا
غيدا كالبدر في غسق الدجى . . . تسبي فؤاد متيم بسهم غايرا
ونسيم الروض يداعب شعرها . . . لكانه ترنيم عود باهرا
فما زلت في حيرة إلى . . . أن بدى نور الحبيب المدثرا
المصطفى المجتبى محمد . . . خير مبعوث وأكرم من سرى
معدن التقى شمس الضحى . . . وثيق العرى فسبحان من برى
بر مبر امين شريف كريم اصله . . . خلوق خلقه في الكتاب مسطرا
فهلا سألت الفجر عن نوره لما بدا . . . وهلا سألت الليل عن خبر جرى
وهلا سألت الوحش في اقفارها . . . والطير في اكامها وكل ماثرا
وكيف تبدل حال إبليس اللعين . . . لما لاح في الأفق نورا من أم القرى
وتزينت وتزخرفت وتعطرت . . . حتى السموات العلى تستبشرا
فخمود نيران وغيض بحيرة . . . وإيوان كسرى متصدعا متكسرا
ونزول جبريل بالبشرى إلينا . . . والرسل الكرام غدت مستبشرا
وتنكيس أصنام وتهديم كفر . . . إذ وضع أحمد مهللا ومكبرا
ولد الأمين فيا أرض اهناءى . . . أتى إليكى والسحب حبلى تمطرا
وتسبيح حصى و رد عين . . . كذاك الجزع حن ودمعه قد جرى
معاجزه ليس يحصى قدرها . . . وفضلها شهد به بر وفاجرا
والكل في عطش يرجو قطرة . . .فاذا بالماء من أصابعه النمير تفجرا
والصديق في الغار لا تحزن . . . إن الله ناصرى ولسوف ترى
فيا ليت شعري كنت اذ ذاك . . . معهما كنسج عنكبوت أو طايرا
وشاة عجفاء لا يرجى خيرها . . . تدر بالخير العميم إذ الضرع امطرا
من أتى بابك يا خير الورى . . . يرجو القرى لاشك خيرا يرى
ولكل من أعرض عنك مدبرا . . . فهذا هالك ولا بد من شر يرى
فبشرى ثم بشرى ثم بشرى . . . بأحمد ويس وطه مزملا مدثرا
ملاذي مرادى حياتي مماتي . . . خذ بيدي محبكم في ذنوبه غامرا
فلا تتركن عبدا ذليل حايرا . . . يرجو نوالكم هنا وغدا سقيا كوثرا
وليس له عمل يرجى خيره . . . سوى مدحه لكم يا سيد الورى
فمدحي لكم معين قلبي . . . وشوقي لكم سابق اما الود ذاخرا
صلى عليك الله دايما ما . . . صاح المؤذن أشهد ومن قبلها كبرا
فـي كـلّ فـاتـحـة للقـول مُعتبرهْ ... حـق الـثـنـاء على المبعوث بالبقرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ... رجالهم والـنـسـاء استوضحـوا خبَرَه
قد مـدّ للناس مـن نعماه مائدة ... عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
.
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ... إلا وأنفال ذاك الـجـود مـبـتدرَه
به توسل إذ نادى بتوبته ... في البحر يونس والظلماء مـعـتـكـرَه
هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ... ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه
.
مـضـمـون دعـوة إبـراهـيـم كان وفي ... بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ
ذو أمّـة كـدَوِيّ الـنـحـل ذكـرهـم ... فـي كـل قـطـر فـسـبحان الذي فطرَهْ
بـ كهف رحماه قد لاذا الورى وبه ... بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
.
سمّاه طه وحضّ الأنبياء على ... حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ
قد أ ف لح الناس بالنور الذي شهدوا ... من نور فرقان ه لمّا جلا غرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجزوا ... كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ
.
وحسبه قصص للـ عنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ
كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ
.
سباهم فاطر الشبع العلا كرما ** لمّا ب ياسين بين الرسل قد شهرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرََ هْ
لغافر الذنب في تفصيله سور ** قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ
.
شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُ ها ** مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضاء حين أتى ** أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ
محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا ** وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
بقاف والذاريات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ
.
في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
أسرى فنال من الرحمن واقعة ** في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها ** وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ
كفٌّ يسبّح لله الطعام بها ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
.
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها ** نالت طلاق ا ولم يعرف لها نظرهْ
تحريم ه الحبّ للدنيا ورغبته ** عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ
بجاهه ' سأل' نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا ** مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ
مدثرا شافعا يوم القيامة هل ** أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ
.
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ
ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وان فطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ به الفجر َهْ
وللسماء انشقاق والبروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ
فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه ** وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ
.
كالفجر في البلد المحروس عزته ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتدروا ** إليه في الخير ف اقرأ تستبن خبرَهْ
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجياد العاديات له ** أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ
.
له تكاثر آيات قد اشتهرت ** في كل عصرفويل للذي كفرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ
أرأيت أن إله العرش كرمه ** ب كوثر مرسل في حوضه نهرَهْ
و الكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقد تبّت يد الكفرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ