ضياءك يأطلقْ ا هلالَ محَرمٍ
وارم العذوبة في الزمان العلقم
ذكّر جموع الناس فالذكرى شذى
وانتثر عبيركَ في القلوب وعلمِ
فالناس قد علقتْ بأوهام الهوى
والمال ينخرُ في نُخاع الأَعْظُم
وتفككت أقوى الأواصر بيننا
والبعض في حضن القطيعة يرتمى
والمسجدُ الأقصى أسير يصطَلى
والكل يرفضُ بالكلام الأبكَمِ
والذكريات العاطرات بديننا
تأتى وتذهبُ في هدوءٍ مبهمِ
ما عاد يجدى في الزمان تواعظٌ
فالوعظ أخفق من بريق «الدِّرهمِ»
قلبي يئنُّ على تفكك أمةٍ
خصتْ من المولى بشتى الأنعم
* * *
صلى عليك الله يا نبع الهداية
بالصلاةِ عليك يبتلُّ الظَّمى
هي هجرة منها الدروس جليةً
فمتى نسير على الصراط وننتمي؟
بعد «الثلاثة عشر عاماً» في الضنى
كُنتَ القوى وكنت خير معلمِ
حتى أتاكَ الوحي «أن قُمْ وارْتَحِل»
نفذتَ أمر الله دون تَبرمِ
فتركْتَ أرضاً كم عليك عزيزةٌ
وقصدتَ قوماً ناصروك - وبالدمِ
وجنحت صوب الغار تقصد حِكمةً
والله عنك يرد كل تجرمِ
ودخلْتَ والصديق في سِتر الدُّجى
كان الوفى وكان نعم المغنم
سدَّ الشقوق بجسمِه من خشيةٍ
أنْ تُبتلى من ضُرٍّ بعض الهوّمِ
وأتت سيوفهمو قريبة منكما
لولا العناية دبّرتْ للغاشمِ
حتى «سُراقةَ» قد دنا من صيده
لما تقدم خطوة لم يسلمِ
فكبا الجواد ومن عليه فقد كبا
أو ليس نصر الله فوق الحُوَّم؟
عاد «السراقة» للقبائل مسلما
وقعتْ عليه فيوض دين أعظمِ
وتحَطمت كل الشراك تحطما
ومضى الحبيب إلى المدينة يحتمى
فهناك أنصار الرسول وصحبه
أنعمْ «بيثرب» من مكان أكرمِ