قال الصوفي الشهير السهروردي في بعض أبيات قصديته
المشهورة
:
عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى
فَــالهَجرُ لَيـــلٌ وَالوصالُ صَباحُ
صـــافاهُمُ فَصَــــفوا لَهُ فَقُــــلوبهم في
نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
وَتَمَتّعـوا فَالـــوَقتُ طـــابَ لِقُــربِكُم
راقَ الشّـــراب وَرَقّـتِ الأَقداحُ
يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَـلامَــةٌ إِن لاحَ
في أُفق الوِصالِ صَباحُ
لا
ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الـــــهَوى كِتمــانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
سَمَحوا
بِأَنفُسِهم وَما بَخِلــــوا بِها لَمّا دَروا أَنّ السَّـــماح رَبـــاحُ
وَدعاهُمُ
داعي الحَقـــائقِ دَعـــوة فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
رَكِبوا
عَلى سنَنِ الـــوَفا وَدُموعهُم بَحرٌ وَشِـــدّة شَــوقهم مَلّاحُ
وَاللَّهِ
ما طَلَــبوا الوُقـــــوفَ بِبــــابِهِ حَتّـى دعــوا فَأَتاهُم المفتاحُ
لا
يَطربونَ بِغَـــــيرِ ذِكر حَـــــبيبِهم أَبَـــداً فَـــكُلُّ زَمـــانِهم
أَفراحُ
حَضَروا
وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِـــهم فَتَهَتّـــكوا لَـــمّا رَأوه وَصاحوا