=((( ** سلو قلبي ** ))) ------------------------------------------------------------------------- سلوا قلبي غداة سلا وتابا ......... لعل على الجمال له عتابا ويسأل فى الحوادث ذو صواب .......فهل ترك الجمال له صوابا وكنت إذا سألت القلب يوما .........تولى الدمع عن قلبى الجوابا ولى بين الضلوع دم ولحم ..........هما الواهى الذى سكن الشبابا تسرب فى الدموع فقلت ولى.......... وصفق فى الضلوع فقلت تابا ولو خلقت قلوب من حديد................ لما حملت كما حمل العذابا ولا ينبيك عن خلق الليالى .................كمن فقد الأحبة والصحابا فمن يغتر بالدنيا فإنى .....................لبست بها فأبليت الثيابا جنيت بروضها وردا وشوكا ..................زوذقت بكأسها شهدا وصابا فلم أر غير حكم الله حكما........................ ولم أر دون باب الله بابا وأن البر خير فى حياة ......................وأبقى بعد صاحبه ثوابا نبى البر بينه سبيلا .......................وسن خلاله وهدى الشعابا وكان بيانه للهدى سبلا .................وكانت خيله للحق غابا وعلمنا بناء المجد حتى....................... أخذنا إمرة الأرض اغتصابا وما نيل المطالب بالتمنى ......................ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وما استعصى على قوم منال ...................إذا الإقدام كان لهم ركابا أبا الزهراء قد جاوزت قدرى ..................بمدحك بيد أن لى انتسابا فما عرف البلاغة ذو بيان ................إذا لم يتخذك له كتابا مدحت المالكين فزدت قدرا ..............فحين مدحتك اجتزت السحابا سالت الله فى ابناء دينى .............فإن تكن الوسيلة لى أجابا وما للمسلمين سواك حصن ...............إذا ما الظلم مسهم وناب عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى فَــالهَجرُ لَيـــلٌ وَالوصالُ صَباحُ صـــافاهُمُ فَصَــــفوا لَهُ فَقُــــلوبهم في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ وَتَمَتّعـوا فَالـــوَقتُ طـــابَ لِقُــربِكُم راقَ الشّـــراب وَرَقّـتِ الأَقداحُ يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَـلامَــةٌ إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الـــــهَوى كِتمــانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلــــوا بِها لَمّا دَروا أَنّ السَّـــماح رَبـــاحُ وَدعاهُمُ داعي الحَقـــائقِ دَعـــوة فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا رَكِبوا عَلى سنَنِ الـــوَفا وَدُموعهُم بَحرٌ وَشِـــدّة شَــوقهم مَلّاحُ وَاللَّهِ ما طَلَــبوا الوُقـــــوفَ بِبــــابِهِ حَتّـى دعــوا فَأَتاهُم المفتاحُ لا يَطربونَ بِغَـــــيرِ ذِكر حَـــــبيبِهم أَبَـــداً فَـــكُلُّ زَمـــانِهم أَفراحُ حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِـــهم فَتَهَتّـــكوا لَـــمّا رَأوه وَصاحوا يعتبر الكمون من أشهر التوابل التي يعرفها المطبخ العربي، ويُستخدم بكثرة مع المأكولات البحرية بأنواعها، مما يمنحها طعما لذيذا محببا. كما أن للكمون فوائد صحية وعلاجية، تجعلك لا تستغنين عن وجوده في منزلك، تعرفي على أهمها: - يعالج الكمون التهابات العيون، ويهدئ من تهيجها، عن طريق غليه ثم غسل العين به. - يُنقع القليل منه في كوب ماء مغلي مع ليمونة مقطعة حلقات، ثم يُشرب الماء في الصباح على الريق، مما يساعد في محاربة السمنة. - مضاد للأكسدة، مما يجعله واقيا من تصلب الشرايين، والأورام السرطانية، بحسب ما أثبته باحثون بالمعهد الهندي المركزي لأبحاث تكنولوجيا الأطعمة. - غني بفيتامينات (سي، آيه، إي)، ويعتبر من بين أكثر عشرة نباتات استخداما كعلاجات طبية شعبية على مستوى العالم. - يحتوي الكمون على العديد من العناصر الغذائية المهمة، كالحديد، المنجنيز، الكالسيوم، الفوسفور، فيتامين ب 1، ب 6، الزنك، والبوتاسيوم. - يزود تناول الكمون الجسم بنسبة عالية من الدهون الأحادية غير المشبعة، المفيدة في ضبط نسبة الكولسترول الضار، ووقاية الشرايين القلبية والدماغية. - تفيد الألياف الغذائية الموجودة بالكمون في خفض امتصاص السكر من الطعام، وإعاقة امتصاص الكولسترول، وتسهيل مرور فضلات الطعام إلى خارج الجسم. - تؤكد الدراسات الطبية قدرة الكمون على تحسين هضم الطعام، وتقليل فرص تكون الغازات، حيث يزيد من قدرة إفراز المعدة للعصارات الهضمية. مواضيع ذات صلة رجيم الليمون.. سر الرشاقة السريعة الكمون وخل التفاح للتخسيس وزيادة معدل التمثيل الغذائى
[ (0) التعليقات ] | [ (0) التعقيبات ] | [رابط دائم]
[التصنيف العام ] 13 يوليو, 2012 05:52
سلامى
بسم الله الرحمن الرحيم - اللهم إني أعوذ بك من كل صاحب يرديني - ومن كل أمل يغويني - ومن كل عمل يخزيني - ومن كل غنى يطغيني - ومن كل فقر يلهيني - اللهم إني أعوذ بك من إلعجز - والكسل - وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال - وأعوذ بك من قلب لا يخشع - وعين لا تدمع - ونفس لا تقنع - وعلم لا ينفع - وأعوذ بك من هؤلأ إلأربع - يا الله - يا رب - يا رحمن - يا رحيم - ( ثلاثاً ) اللهم لا تكلني إلى نفسي في حفظ ما ملكتنيه - وما أنت أملكه مني -وآمددني بدقائق إسمك - الحفيظ الذي حفظت به جميع الموجودات - وإكسني بدرع من كفالتك وكفايتك - وقلدني بسيف نصرك - وحمايتك - وتوجني بتاج عزك وكرمك - وردني برداء منك - وركبني مركب إلنجاة في الحياة وبعد إلممات - بحق فرد جبار شكور - وأمددني بدقائق إسمك إلقاهر ما تدفع به من أرادني بسؤ من جميع المؤذيات - وتولني بولاية العز يخضع لها كل جبار عنيد وشيطان مريد يا عزيز يا جبار -- ( ثلاثاً ) ----بسم الله الرحمن الرحيم --- الصلاة النارية --- اللهم صلى صلاة كاملة - وسلم سلاماً تاماً -- على سيدنا الذي تنحل به إلعقد -- وتنفرج به إلكرب - - وتقضي به إلحوائج -- وتنال به الرغائب وحسن إلخواتيم -- ويستسقى إلغمام -- بوجهه إلكريم -- وعلى آله وصحبة في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك يا الله -- يا الله - يا الله --- يسألوني عنك يا ليلى -- وأنتي منهم قريب -- كالعود بالمكحل والعطر والطيب -- إنت إلإنعكاس وإلإلتباس -- والتبصر والتمني --- والحب والنبراس -- للكفيف المعني --- يا ليلى إخلعي الخمار -- أزيلي الستار -- للأغيار -- أقيمي محرقتي وإحرقيني بالنار -- أنثري جسدي بالهواء كذرات إلغبار -- ثم كوني وجهتي حيث تلوح إلأسرار -- يا ليلى -- ذبل إلجسم مني وإزداد النحول -- وشرد الفكر وعاينت الذهول -- كفى بحبك ذليل ولا -- علة ولا معلول -- خمرك يا ليلى فاق كل الخمور -- أسكر إلعوالم وغيب إلقلوب -- وكأنة يحاكي إلبعث إلمنثور -- خمرك يا ليلى قدر مسطور -- قبل القبل وقبل الدهور -- حيث لا عصر ولا عصور -- ولا غيب ولا حضور -- خمرك يا ليلى فاق الخمور كل الخمور الحجرة الشريفة التي دفن فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم شرح مفصل دقيق للحجرة الشريفه تعد الحجرة الشريفة التي دفن فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الأماكن المقدسة للمسلمين وتقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المسجد النبوي، وقد أحاطت بها السرية والكتمان على مدى التاريخ بسبب المنع للدخول إليها، فظلت ملامحها التي شغف بها المسلمون كثيرا كونها مسكن نبيهم في حياته ومماته ترويها الحكايات المروية وكتب التاريخ ممن استطاع من كتابها التعرف عليها عن قرب. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يقول الدكتور عبد الرحمن الأنصاري عالم التاريخ والآثار "خلال الفترة التي عشتها لم يكن أحد يدخلها وذلك في عهد الدولة السعودية" لكن ماذا عن ما قبل هذا العهد؟ يجيب "لقد عرفنا من آبائنا أنهم قبل ذلك كان هناك من يدخل الحجرة لكنه أمر قاصر على الأطفال والآغاوات" سبب ذلك كما يقول "أعتقد أنه نوع من التبرك" ولهذا ظلت هذه الحجرة سرا من الأسرار الدفينة عبر التاريخ تحكى على إثرها الروايات الشعبية والأساطير المتداولة بين أهالي المدينة. وأكثرها تداولا تلك الحكاية التي قالها (كمال) عن جده من أنه كان يمنع الدخول إلى القبر "وذات مرة تسللت حمامة بين سقف القبة التي تعلو قبر الرسول والحجرة إلى داخلها وحبست إلى أن ماتت وأراد الناس إخراجها بسبب رائحتها النتنة، فاحتاروا في أمر الدخول إليها في ظل المنع، حتى أشار عليهم رجل من أهل العلم بأن يدخلوا طفلا لم يبلغ الحلم يلتقط الحمامة بسرعة ويخرج بها، ففعلوا ذلك، وبعد خروج الطفل التف حوله جمع غفير من الناس يسألونه عما شاهده في داخل الحجرة وعن قبر الرسول وصاحبيه وبدهشة يقول "إلا أن الطفل لم ينطق بكلمة، لأنه أصبح أبكم بعدها". ولذاكرة السردية التاريخية اجتهدت وحاولت قدر ما تستطيع أن تذكر تفاصيلها وأسرارها كونها من الأماكن المهمة التي جذبت انتباه المؤرخين ممن اهتموا بتاريخ المدينة المنورة والمسجد النبوي كما أشار الناقد والباحث في تاريخ المدينة المنورة محمد الدبيسي إذا يقول "لقد وقف العديد ممن كتبوا عن المدينة المنورة عند هذه الحجرة الشريفة وأفاض العديد منهم بتفصيل الوصف عن شكلها وحدودها ومساحاتها وموجوداتها وقد رصد بعضهم مراحل بنائها وترميمها وما تعرضت له من سلب لبعض موجوداتها في بعض العصور". ويذكر الدبيسي للزميلة حليمة مظفر التي أعدت التقرير أمثالا لهؤلاء كان أبرزهم "محمد الحسيني في كتابه الجواهر الثمينة في محاسن المدينة والسمهودي في كتابه وفاء الوفاء، وإبراهيم رفعت باشا في مرآة الحرمين، والسيد جعفر برزنجي في كتابه نزهة الناظرين في مسجد سيد الأولين وغيرهم" ويقف الدبيسي عند كتاب مرآة الحرمين لإبراهيم رفعت باشا الذي يجده بأنه كان أكثر من أبلغ في وصف الحجرة النبوية ويقول "لقد وصفها إبراهيم باشا في عام 1325هـ". ويتحدث الدبيسي عنها قائلا "الحجرة الطاهرة واقعة شرق المسجد النبوي الشريف وكان بابها يفتح على الروضة الشريفة التي وصفها عليه السلام بأنها روضة من رياض الجنة، وهي حجرة السيدة عائشة بنت الصديق التي قبضت فيها روحه فدفن بها وكان قبره جنوب الحجرة وكانت عائشة بعد وفاته تقيم في الجزء الشمالي منها"، وكما يُذكر تاريخيا بأنه عليه السلام قد دفن ورأسه الشريف إلى الغرب ورجليه إلى الشرق ووجهه الكريم إلى القبلة وعندما توفى الصديق دفن خلف النبي صلى الله عليه وسلم بذراع، ورأسه مقابل كتفيه الشريفين ولما توفي عمر بن الخطاب أذنت له عائشة بعد أن استأذنها قبل وفاته بأن يدفن إلى جوار صاحبيه داخل هذه الحجرة. ويشير الدبيسي إلى أن الحجرة الشريفة مرت بمراحل في بنائها فقد كانت إبان العهد الأول مبنية باللبن وجريد النخل على مساحة صغيرة ثم أبدل الجريد بالجدار في عهد عمر بن الخطاب ثم أعاد عمر بن عبد العزيز بناء الحجرة الشريفة بأحجار سوداء. قدم عمر بن الخطاب والحجرة النبوية لم تكن ملتصقة بالمسجد النبوي فقد كان عليه السلام يترجل منها إلى المسجد للصلاة إلا أنها اليوم ملاصقة للمسجد، ولهذا حكاية يذكرها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، ففي عهد خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان أمر عامله في المدينة عمر بن عبد العزيز بأن يشتري حجرات أزواج النبي من الورثة وما يجاور المسجد النبوي لتوسعته وإعادة بنائه وضم هذه الحجر إليه حتى يكون المسجد 200 ذراع مربعة. وقد أنكر حينها أهل العلم عليه بأمره هدم حجرات أزواج النبي لتوسعة المسجد وإلحاق الحجرة النبوية به، كونهم رأوا بأن تبقى على حالها لتكون عبرة للمؤمنين في الزهد فهي مبنية من جريد النخل وحيطانها من اللبن، لكن لم يكن بد من أن ينفذ عمر بن عبد العزيز أوامر الخليفة فكان ذلك سببا كي تلتصق الحجرة النبوية بالمسجد الذي ذهب بعضهم ظنا بأنه قد تم بناؤه بعد وفاة الرسول على قبره بينما بناء المسجد سبق موته عليه السلام. وكما يُذكر بأن عمر بن عبد العزيز عندما همّ في هدم حجر أزواج الرسول وبدأ بالحجرة الأولى انهار جدار الحجرة النبوية من الشرق وظهرت القبور الثلاثة فأمر عمر بإعادة بنائها وقيل إنهم عند بنائهم لها وحفرهم للأساس تكشفت قدم من إحدى القبور مما أفزع عمر خوفا من أن تكون قدم الرسول الكريم إلا أن عبد الله بن عبيد الله طمأنه حينها وأخبره بأنها قدم جده عمر بن الخطاب فأمر بتغطيتها، وأتموا البناء. وقد عمل ابن عبد العزيز على بناء الحجرة النبوية بحجارة سوداء يقرب لونها للون الحجارة التي بنيت بها الكعبة المشرفة على نفس المساحة التي بنى عليها الرسول بيته، إلا أن عمر قام أيضا ببناء جدار حولها له خمسة أضلاع خوفا من أن تشبه الكعبة فيصلى عليها. ويذهب أغلب رجال العلم إلى أن قبر الرسول الكريم وصاحبيه كانت لاطنة بالأرض ولم يبن عليها شواهد، وكان قد جاء في بيان مسؤول عن رئاسة الحرمين الشريفين نشر في الصحف المحلية السعودية ردا على مزاعم وجود أغطية لضريح قبر الرسول وصاحبيه "أن قبر النبي عليه السلام لم يكن له غطاء في يوم من الأيام وأن القبور الشريفة من عهد الصحابة رضوان الله عليهم أحيطت بجدار ثم أحيطت بجدار آخر وهي جدر مصمتة لا يمكن لأحد رؤيتها ومعروف تاريخيا أنه لم يكن لها شواهد وليست مبنية كما يفعل في بعض القبور الحديثة بل كانت لاطنة بالأرض وعليها حصباء كما يفعل الآن بالقبور في البقيع وكما وردت بذلك الآثار الصحيحة عمن شاهدها قبل احاطتها بالجدر". ويشير الدكتور الأنصاري إلى عدم وجود أغطية لقبر الرسول وصحابته خلال العهد السعودي إلا أنه لا يستبعد وجودها قبل هذا العهد ويقول "وجود أغطية على قبر الرسول أمر غير مستبعد خلال العهود السابقة قبل العهد السعودي إذ لا يوجد دليل يثبت عدم وجودها خاصة في العهد العثماني، ونفي ذلك أعتقد أنه يحتاج إلى بحث علمي دقيق "ويستدل على اعتقاده هذا بحال قبور الصالحين في كافة أنحاء العالم الإسلامي كقبر الحسين في مصر والقبور في اليمن وفي كربلاء بالعراق حيث يوجد عليها أغطية ولهذا يرى "أنه من الممكن وجود هذه الأغطية على قبر الرسول وصاحبه خلال العهود القديمة ". ويذكر الأنصاري أنه حينما كان طفلا في المدينة كانوا يشاهدون على جدار الحجرة الخارجية ستائر في فترة الخمسينات الهجرية إلا أنها تهلهلت وأصبحت قديمة فتم استبعادها ويقول "وجود هذه الستائر خارج الحجرة أمر لا يستبعد معه وجود أغطية على القبور الشريفة داخلها" وكما يشير الأنصاري إلى أن هناك صورة قديمة جدا تم تداولها مسبقا لقبر الرسول عليه السلام وعليه غطاء. عندما رأى الزنكي الرسول ويذكر في ذلك الدبيسي بأن "الملك نور الدين زنكي في عام 557هـ أقام خندقا عميقا حول الحجرة النبوية الشريفة وصبه بالرصاص كي يحول بين الجسد الشريف وبين من يريد الوصول إليه وهو موجود حتى الآن". وسبب قيام نور الدين بذلك كما ذكره ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أنه حلم بالرسول يطلب منه نجدته من رجلين أشقرين أشار إليهما فرآهما، ونهض حينها من نومه فزعا، واستفتى بعدها أهل العلم في المنام فأشاروا إليه بالذهاب إلى المدينة كي يرى بنفسه ما يدور بها، ففعل، وحين وصوله إليها، أراد أن يرى أهلها ليتبين الرجلين اللذين رآهما في منامه فأمر بجمع أهل المدينة لأخذ الصدقة ولم يجدهما بين الوجوه، وحينها سألهم إن كان هناك من لم يأخذ شيئا من الصدقة؟ فأخبروه بوجود رجلين مغربيين غنيين يكثران من الصدقة وأنهما صالحان وقد قدما إلى المدينة حجا. حينها أمر بهما فعرفهما، وطلب من جنده تفتيش دارهما، فوجدوا بها كتبا باللغة اللاتينية لم يفهموها، وعندما كشفوا عن حصير من على الأرض وجدوا خندقا عميقا موصلا للحجرة النبوية، فتكشفت نيتهما في سرقة جثمانه بأمر من ملوك النصارى، وحينها أمر نور الدين بقطع عنقهما، وحفر خندقا يصل إلى منابع المياه حول الحجرة الشريفة، وصب فيه الرصاص كي يكون مانعا حصينا للجسد الشريف. ويذكر الدبيسي أنه "في عام 668هـ أقام الظاهر بيبرس مقصورة خشبية حولها ذات حواجز ولها ثلاثة أبواب، وفي عام 678 هـ بالقرن السابع الهجري أقام السلطان محمد بن قلاوون قبة فوق الحجرة النبوية الشريفة وكانت مربعة في أسفلها مثمنة في أعلاها، مصنوعة من الخشب وقد صفحت بألواح من الرصاص منعا لتسرب الأمطار إلى الحجرة الشريفة" وهذه القبة هي أول قبة تبنى على المسجد النبوي والمعروفة الآن بالقبة الخضراء. ويتابع الدبيسي سرد تطورات البناء بقوله "أنه في عام 881 هـ جددت هذه القبة من قبل الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، وفي عام 886 هـ تأثرت القبة المبنية على الحجرة النبوية بالحريق الثاني الذي وقع في المسجد النبوي" حيث مرّ في تاريخ المسجد النبوي حريقان كان الأول عام 654 هـ بسبب إهمال خادم لموقد المصابيح الذي سبب الحريق، والثاني كان في عام 886هـ بسبب صاعقة انقضت على مئذنة المسجد الرئيسية فأشعلت حريقا امتد لسقف المسجد الذي التهمه ومن ثم إلى جدرانه والمقصورة وخزانة الكتب والمصاحف التي التهمتها نيران الحريق ولم يسلم حينها في المسجد سوى الحجرة النبوية والقبة التي في الصحن إلا أن القبة التي فوقها قد تأثرت بالحريق. ويقول الدبيسي "إنه في عام 887 هـ جدد السلطان قايتباي بناء القبة ووضعت لها دعائم قوية ثبتت في أرض المسجد وبنيت بالآجر، كما جعلت للمقصورة الشريفة نوافذ من نحاس من جهة القبلة ونوافذ من حديد في الجهات الأخرى، وأنه في عام 892 هـ تمت إعادة بناء القبة بالجبس الأبيض وزخرفتها". ستة أبواب للحجرة كما أشار الدبيسي إلى أن للحجرة النبوية الشريفة ستة أبواب منها باب التوبة وباب فاطمة وباب الوفود، أما عن كسوة الحجرة النبوية فيقول الدبيسي "كما ذكر في كتاب مرآة الحرمين أن الخيزران أم هارون الرشيد هي أول من كسا الحجرة الشريفة بالدائر المخمس، ثم كساها ابن أبي الهجاء بالديباج الأبيض والحرير الأحمر وكتب عليه سورة يس، ثم كساها الخليفة الناصر بالديباج الأسود ثم صارت الكسوة ترسل من مصر كل ست سنوات من الديباج الأسود المرقوع بالحرير الأبيض وعليها طراز منسوج بالذهب والفضة ". ويضيف قائلا "لقد حظي المسجد النبوي باهتمام الملوك خاصة العثمانيين هذا إلى جانب اهتمام الدولة السعودية به اهتماما كبيرا" وعن الهدايا التي أهديت للمسجد النبوي وخاصة الحجرة الشريفة يقول "كما أشار رفعت باشا أن الهدايا التي أهديت للمسجد النبوي والحجرة الشريفة في عهده عام 1325هـ تقدر بسبعة ملايين من الجنيهات و620 قنديلا معلقة ونجف من البلور وقد أهدي إليها أربع شجرات على أعمدة بلور مفرعات بأغصان مائلة عليها تنانير صافية وضعت بالروضة الشريفة وحول الحجرة الشريفة 106 من القناديل كلها بالذهب المرصع بالألماس والياقوت وحول الحجرة كذلك معاليق من الجواهر الثمينة ومن اللؤلؤ الفاخر". ويذكر أيضا أن السلطان عبد المجيد قد أهدى سنة 1274 هـ شمعدانين عظيمين مصنوعين من الذهب الخالص المرصع بالألماس الفاخر وقد تم وضعهما بمقصورة الحجرة الشريفة أحدهما باتجاه الرأس الشريف والآخر محاذاة رجليه الكريمتين على حد ما ذكر في كتاب مرآة الحرمين. ويعلق الدبيسي على ما تم إهداؤه للحجرة النبوية من كنوز ثمينة بقوله "هذا التقديس المادي للحجرة الشريفة خاصة لا يعدل المكانة الروحية لها في نفوس المسلمين أو حضورها الكبير في النص الشرعي حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم أن ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة". ويضيف "كثرة هذه الهبات والهدايا التي قدمت للحجرة النبوية الشريفة تدل على مرّ التاريخ على مدى المكانة المقدسة التي تحتلها في قلوب المؤمنين الذين لا يزالون يتقاطرون على فنائها صباح مساء ويتنسمون عبق أجواء قبره الشريف". وتعد مقتنيات الحجرة النبوية الشريفة محفوظة ومصانة في خزائن رئاسة الحرمين الشريفين منذ دخول الملك عبد العزيز آل سعود وكما جاء في بيان رئاسة الحرمين الشريفين عبر الصحف ردا على من أراد بيع غطاء قبر الرسول في احد المعارض بأن "مقتنيات الحجرة النبوية الشريفة محفوظة ولم يفقد منها شيء منذ دخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة". أعجبني شرح هذا الحديث "ولا تجعلوا قبري عيداً" بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك الـنبي الأمي الذي ملأت قلبه بنور جلالك وملأت عينه بنور جــــمالـــك وملأت سمعه بلذيذ خطابك وعلى آله وصحبه وسلم تسليمــــاً كـــثيــراً بقدر عظمة ذاتك في كل وقـــت وحيــــن . أعزائي وإخواني في الله زوار وأعضاء المنتدى الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعجبني شرح هذا الحديث الشريف ..ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي الشيخ عيسى بن مانع الحميري عنا وعن الأمة الإسلامية خيراً ، على هذا الفهم والفكر المتجدد والحب والعشق لحضرة المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. حديث ( ولا تجعلوا قبري عيداً ). الشيخ عيسى بن مانع الحميري " اليمن " بلوغ المأمول في الاحتفاء والاحتفال بمولد الرسول ومما فتح الله به على العبد الضعيف بفضل الله تعالى من قول المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : (( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )) حديث صحيح أخرجه أحمد 2/367 وأبو داود 2042 وابن خزيمة 48 وغيرهم . لما علم المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من توقير الله له في جميع أطوار حياته وأن قبره مكرم معظم ، وسيكون ملجأ للصادقين : طلب من ربه ألا يخص ذلك التعظيم بيوم معين أو ساعة معينة لئلا تحصل فيه المشقة على الأمة ، بل أراد أن تكون زيارته صلى الله عليه وآله وسلم مطلقة في كل وقتوحين ؛ تيسيرا على هذه الأمة . فكل وقت ولحظة يزور فيها الزائرون قبره المعظم هو وقت سرور وحبور لا شك في ذلك ولا ريب ، فهو مائدة مفتوحة كما هو الشأن في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، فكلما تصلي عليه يحصل لك السرور والفرح ، ويؤيد ذلك قول القاضي عياض والإمام ابن حجر كما نقل الإمام الخفاجي في نسيم الرياض 3/502 : " المراد لا تتخذوها كالعيد في العام مرة بل أكثروا من زيارتها – أي القبور- " انتهى قوله. ويؤيد تلك الرواية قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تتخذوا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني ) رواه الطبراني وأبو يعلى بسند حسن كما قال القاري في شرح الشفا 3/502 هامش نسيم الرياض . وهذا الحديث فيه تأكيد واضح أن الاحتفاء والابتهاج بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وزيارته معراج قائم في كل وقت وحين ، مبسوط موائده ، مفتاحه همة المؤمن الصادق إذا أقبل عليه بالتوقير والتعظيم ، وشغل روحه وفكره وقلبه به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وبذلك يحصل الخير الجزيل والفضل الكبير ، والأنس والاستئناس والسكينة والطمأنينة ، ويذوق حلاوة الإيمان . والبيان واضح في تلك الأخبار بما أذن الله للنبي المختار . ففي الخبر الأول : أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يصلى عليه ) ، وفي رواية : ( يعبد ) وهو حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند 7352 موصولا ومالك في الموطأ 172 مرسلا وأخرجه البزار (مجمع الزوائد 2/28) موصولا . والحديث له طرق . وبهذا تَرِد تساؤلات وردود ، والسؤال الذي يطرح نفسه لم قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ذلك ؟؟ هل كشف له حال الأمة من بعده أنها ستتخذ قبره وثنا ؟؟ أم رأى من تعظيم الصحابة أن يصل بهم الحد أن يتخذوا قبره وثنا فدعا بهذه الدعوة ؟؟ وهل دعاء النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في هذا مجاب أم ليس مجاب ؟؟ وفي الخبر الثاني : ( لا تجعل قبري عيدا ... ) الحديث . هل يقصد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالعيد الابتهاج والفرح أم التعظيم والتوقير لقدره ؟ وما السبب في نهي النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أصحابه في هذا الحديث عن اتخاذ قبره عيداً واتخاذ بيوت المؤمنين مقابر ؟ وما الذي يقصده النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟؟ وما العيد الذي عناه وما المقبرة التي عناها ؟؟ وإلى ماذا يرشد الحديث ؟؟ وما الذي يشير إليه ؟؟ وهل يعني بالعيد إظهار زينة مخصوصة كما يعمل في الأعياد ؟؟ أم النهي حاصل عن تخصيص يوم معين والعكوف عليه ، وإظهار الزينة عند القبر كما هو الحال في الأعياد أم يكتفي في الزيارة بالسلام والدعاء فقط ؟؟ وهل في الحديث نهي لأصحابه وأتباعه عن توقير قبره وتعظيمه ؟؟ وهل يأمرهم في الحديث بالابتهاج في دورهم وينهاهم عن ذلك في مسجده ؟؟ وهل الاحتفال مقصور على البيوت دون المسجد ؟؟ نقول وبالله التوفيق مجيبا على هذه التساؤلات : التساؤل الأول : لم قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يصلى عليه ) ؟ أو ( وثنا يُعبد ) هل كشف له حال الأمة من بعده أنها ستتخذ قبره وثنا أم رأى من تعظيم أصحابه له أنه يصل بهم إلى الحد أن يتخذوا قبره وثنا ، فدعا بهذه الدعوة ؟؟ فهذا التساؤل مجاب عليه ضمن الحديث المتقدم بأنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لم يخص زيارته بيوم معين ولم يكلف الأمة عناء ذلك وتخصيص ذلك اليوم لأن فضله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إنما استمد من صلاة الله المتكررة عليه في كل لحظة فلا يليق بما تكرر فضله أن يخصص بيوم معين لأنه هو المد للفضائل كلها وهو عين الأعيان الإمدادية صلاة الله عليه وآله وصحبه وسلم . وكما أن المراد من زيارته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم توطن محبته في القلوب وتطبع النفوس بالصلاة عليه ، كذلك الاحتفال به ما هو إلا توطين محبته في القلوب وتطبيع النفس بإدمان الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . والحديث وإن كان لفظه النفي فمعناه وجوب المواصلة الدائمة ، أي لا تجعله عيدا مرة في السنة بل اجعله معراجا متصلا ... لذا ترك الابتهاج به مرة واحدة لوجوبه في كل لحظة . أضف إلى ذلك البيان الذي جاء في عجز الحديث : ( ولا تجعلوا بيوتكم قبورا ... ) يعني بل عيدا ... أي أن الابتهاج به لا يختص بالمكان ليوافق ذلك قوله سبحانه : (( واعلموا أن فيكم رسول الله )) –الحجرات 7- ولا يعني ذلك نفي منزلة المكان وفضله ولكن على قدر الكمال يضاعف الأجر . وهذا دليلنا لتخصيص ليلة المولد النبوي الشريف بالابتهاج بالنسبة إلينا ، فالمناسبات جرس لتنبيه الغافل لا لتحكي ما في نفس الأمر . فللرسول عليه الصلاة والسلام رحمة دائمة وحضور دائم ... وما المناسبات إلا تنبيه للعوام في تفسير المطلق ... فالحضور والشعور به إنما هو للعبد المكلف لا حضور رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إذ هو إرسال دائم لا ينقطع ورحمة دائمة لا تنفد. ولنا دليل ثان وهو قدر الإسلام وقدر القرآن وقدر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم المتحقق في كل زمان ومكان ، حيث أكد على ذلك القرآن في آيات كثيرة منها قوله : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) –القدر : 1- فإذا كان قد تحقق فضل الزمان والمكان في الأبعاض والفروع أي بالنسبة إلى ملاحِظِه ، فمن باب أولى أن يتحقق ذلك في الأصول . وهذا الأمر قد تحقق بناموس الفطرة التي فطرها الله ، فالخير إذا عمّ شاع ، كمثل اشتهار بلد بشيء ما كثمر أو صنعة ... فانتشارها في العالم يحقق فائدتها ولكن يبقى لها في موطنها تمييز خاص له أثره ... فهذا حال كل عظيم . أضف إلى ما تقدم أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال في هديه : ( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ) رواه مسلم 2812. وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أيضا : ( إن هذه الأمة مرحومة ) أخرجه أحمد في المسند 4/408 وإسناده لا بأس به وله شواهد تقويه . فإذا لم يخش النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من الشرك وإنما خشي عليها من الاختلاف في جهل فقه الاختلاف ... وقد استجيبت دعوته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . أما احتمال أن يرى أصحابه وقد اتخذوا قبره وثنا فهذا احتمال باطل لقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... ) الحديث . أخرجه البخاري 2652 ومسلم 2533 وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ... ) أخرجه الترمذي 2676 وصححه هو وابن حبان ، واللفظ له . أي : سنته ومنهج آل بيته وأصحابه أجمعين . التساؤل الثاني : هل يقصد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالعيد : الابتهاج والفرح أم التعظيم والتوقير لقبره ؟ وهل التوقير يؤدي إلى العبادة ؟! يقصد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالعيد : الابتهاج والفرح لأنهما مظهر من مظاهر التوقير والتعظيم فمن عظم شيئا ابتهج له ووقره . فابتهاجنا بعيد الفطر مظهر تعظيمنا لشهر رمضان المبارك ، وابتهاجنا بعيد الأضحى مظهر لمشاركتنا بهجة الحجيج في تعظيمهم لأيام الله المشهورة . وعيد الأضحى هو عيد الأعياد ففيه فرحة آدم وحواء ، وفيه فرحة إبراهيم بفداء ابنه عليه السلام ، وفيه فرحة رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بتمام الرسالة ... ولذلك سمي بالعيد الأكبر . ودعاء النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قد استجيب ، فليس أحد من المسلمين يعبد محمدا ، إنما هو التوقير والتعظيم له صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . التساؤل الثالث :ما السبب في نهي النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن اتخاذ بيته عيداً واتخاذ بيوت المؤمنين مقابر ، وما هي المناسبة لهذا الربط ، وما العيد الذي عناه ، وما المقابر التي عناها ، وإلى ماذا يرشد الحديث ؟ لقد تبين من الجواب المتقدم طرف من محصل هذا التساؤل ، وبقي بيان مناسبة الارتباط بين بيته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبيوت المؤمنين . لاشك أن المناسبة هي أن وجود روحه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم غير مقتصرة على مسجده بل إن روحه حاضرة جوالة في بيوت المؤمنين وذلك لكثرة ذكرها ، إذ أن الرحمة متحصلة حيثما تعرض لها بالذكر وجداً أو تواجدا ، ودليله الحديث : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) أخرجه مسلم في صحيحه 2699 . والرحمة هنا هي روح سيد المرسلين وأرواح أولياء الله الصالحين * ، وقد ثبت عن الإمام الجليل سفيان بن عيينة أنه قال : "عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة" أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/285 بسند حسن . ولا يمنع النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم البهجة حين رؤية مرقده أو زيارة مسجده بهذا الحديث ، وكأني به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول : "لا تقصروا الفرحة بي عند مجيئكم مسجدي بل افرحوا بي حيثما كنتم وحيثما حللتم ..." فكل موطن لا يظهر فيها الابتهاج والفرح برسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم – والذي من أجلى مظاهره الصلاة والسلام عليه – إنما هو حسرة وندامة كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ذلك في هديه الشريف : ( ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله فيه ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن أدخلوا الجنة للثواب ) أخرجه ابن حبان في صحيحه 591 وإسناده صحيح وله شواهد أخرى . فالعيد الذي عناه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو الفرح والبهجة به حيثما وجد المؤمن ... والمقابر التي عناها هي عدم الابتهاج به وذلك من عدم الصلاة عليه والتي يترتب عليها موت القلوب والأرواح وبقاؤها في سجن الأشباح ، لا تعرف للنور سبيلا ، وهذا معنى اللعن والطرد من رحمة الله ، فقد أخرج مسلم في صحيحه : ( مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت ) والحديث يرشد إلى الآتي : 1ـ الحض على الابتهاج بزيارته ومولده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأنهما يتحدان في تأصيل الإيمان وتثبيت القلوب وتطبيعها على التوقير والتعظيم له صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . 2 ـ أن الصلاة عليه أعظم مظهر من مظاهر الابتهاج وهي متحققة في توقيره وتعظيمه والاحتفاء برفعة شأن. 3- إظهار النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لقدره ، وأن قدره غير محصور في بقعة من البقاع أو مكان من الأمكنة بل هو ممتد في جميع مناحي الحياة ، للبر والفاجر ، للكافرين رحمة إيقاظ وتأجيل عذاب في الحياة الدنيا ، وللمؤمنين رحمة إرشاد وإمداد (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) وقوله : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا )) . فالبشارة هي النعمة التي حظي بها المؤمنون . 4- التيسير على المسلمين لزيارة قبره المكرم في أي وقت دون تحديد وقت معين . 5- توضيح النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للأمة بأن الصلاة عليه وزيارته عيد لا كالأعياد ، بل هو سيد الأعياد ، والسيد بابه مفتوح ، لا يفتح في وقت دون وقت . 6- تبيين مقام الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . 7- الحديث يدعو إلى استمرارية التعلق به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأن التعلق لا يتوقف على الزمان والمكان بل هو في كل وقت وحين . 8- العيد مظهر من مظاهر الشكر لله سبحانه وتعالى . والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مظهر من مظاهر المنة ، والمنة تحتاج لحفاوة مطلقة وابتهاج مطلق وتوقير وتعظيم مستمر لأن المنة تكون بما يصدر منه إليك ، وأما الشكر فيما يصدر منك إليه تعالى . فالشكر مظهر من مظاهر المنة وهو بمنزلة الفرع من الأصل ... وصدق الله إذ يقول : (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ... )) التساؤل الرابع :هل يعني بالعيد إظهار زينة مخصوصة كما يعمل في الأعياد ، وهل يكتفي في الزيارة بالسلام والدعاء فقط ؟ لا شك أن الزينة مظهر اتفقت عليه الأعراف لكل ابتهاج كالفرحة بالزواج ، وقد حضت على إظهاره الشريعة الغراء لقوله صلى الله عليه وصحبه وآله وسلم ( أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدفوف ) حديث صحيح أخرجه ابن حبان 4066 والحاكم 2/183 وصححاه . ويُسن فيه ضرب الدف والغناء المهذب ، ووضع مظاهر الزينة ، فما دامت هذه الأشياء معتبرة عرفا وشرعا فمن باب أولى أن تستعمل في الابتهاج بمنة الله العظمى وليس ثمة مسوغ في المنع بل التحذير من منعها لقوله سبحانه : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ... )) فالنهي منصب إذن على تخصيص يوم معين والغفلة عن ذلك في سائر الأيام ، لأن توقيره وتعظيمه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والابتهاج به دين وأي دين . ولا يكتفي عند الزيارة بالسلام والدعاء فقط دون الابتهاج والتوقير والتعظيم واستحضار قداسة المكان لأجل أن يتحقق رجاء العبد من المنان عند وقوفه بباب كعبة الإحسان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . التساؤل الخامس :هل في الحديث نهي للصحابة من توقير وتعظيم قبره ؟ وهل يأمرهم بالابتهاج في دورهم وينهاهم عن ذلك في مسجده ؟ وهل الاحتفال مقصور على البيوت دون المسجد ؟ ليس في الحديث نهي عن توقير وتعظيم قبره ، بل في الحديث أمر وحض على توقيره وتعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم لما قررنا سلفا ، ويؤيده قول سبحانه (( وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا )) فاعتبر الصلاة عليه بمنزلة التسبيح والتهليل بل هي أعظم لأنها ذكر الله وملائكته . نعم ، يأمرهم بالابتهاج في دورهم ولم ينههم عن ذلك في مسجده إلا إذا اقتصر عليه دون سواه كما تقدم ، ولا يعني كونه أمر به في البيوت ، ومنعه في مسجده ، فالمنع منصب إذا خصص بيته قيدا للابتهاج دون سواه كما تقرر سابقا ، والله أعلم . الحديث الآخر : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد ) قال الخفاج في نسيم الرياض 3/513 : "أي كالوثن وهو الصنم من الحجارة ... أي بعد وضعي فيه ، وقيل : الفرق بين الوثن والصنم ... الأول ما كان نحتا من حجارة وغيرها ، والثاني ما كان صورة مجسمة ، وقيل : هما بمعنى ، فيطلقان عليهما" انتهى . * قال الإمام الألوسي عند قوله سبحانه وتعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) قال : محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . وقال في تفسيره 3/24 عند قوله سبحانه (( والسابقات سبقا )) : أي أرواح الصالحين ممن تقضى بهم الحوائج ، وتنال بهم الرغائب خالد بن الوليد اسمه وحال والده وأمه هو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة، ينتهي نسبه إلى مرة بن كعب بن لؤي الجد السابع للنبي وأبي بكر الصديق . وأمه هي لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، كان مظفرًا خطيبًا فصيحًا، يشبه عمر بن الخطاب. خالد بن الوليد خلقه وصفته. أما أبوه فهو عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في قريش، وكان معروفًا بالحكمة والعقل. وكان "الوليد" خصمًا عنيدًا للإسلام والمسلمين، وكان شديد النكاية بالرسول، حتى إذا مضى عن الدنيا خلف وراءه الحقد في نفوس أبنائه. وفي هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ خالد بن الوليد، وتعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه. كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. خالد بن الوليد قبل الإسلام كان خالد بن الوليد كغيره من أبناء قريش معاديًا للإسلام، ناقمًا على النبي العدنان والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم، شديد التحامل عليهم، ومن ثَمَّ فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين، وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة أُحد. إسلام خالد بن الوليد في عمرة القضاء قال النبي للوليد بن الوليد أخيه: "لو جاء خالد بن الوليد لقدّمناه". فكتب "الوليد" إلى "خالد" يرغِّبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته. وقد سُرَّ النبي بإسلام خالد بن الوليد، وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألاَّ يسلمك إلا إلى خير". وقد أسلم خالد بن الوليد في (صفر 8هـ/ يونيو 629م)، أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين. خالد بن الوليد سيف الله في مؤتة كانت أولى حلقات الصراع بين خالد والمشركين -بعد التحول العظيم الذي طرأ على حياة خالد بن الوليد وفكره وعقيدته- في (جمادى الأولى 8هـ/ سبتمبر 629م) حينما أرسل النبي سرية الأمراء إلى "مؤتة" للقصاص من قتلة "الحارث بن عمير رسولِهِ إلى صاحب بُصْرَى. وجعل النبي على هذا الجيش زيد بن حارثة، ومن بعده جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جميعًا، فلما التقى المسلمون بجموع الروم، استشهد القادة الثلاثة الذين عيَّنهم النبي ، وأصبح المسلمون بلا قائد، وكاد عقدهم ينفرط وهم في أوج المعركة، وأصبح موقفهم حرجًا، فاختاروا خالد بن الوليد قائدًا عليهم. واستطاع خالد بن الوليد بحنكته ومهارته أن يعيد الثقة إلى نفوس المسلمين بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى خالد بن الوليد في تلك المعركة بلاءً حسنًا؛ فقد اندفع إلى صفوف العدو يُعمِل فيهم سيفه قتلاً وجرحًا حتى تكسرت في يده تسعة أسياف، حتى إذا ما أظلم الليل غيَّر خالد بن الوليد نظام جيشه، فجعل مقدمته مؤخرته، ووضع من بالمؤخرة في المقدمة، وكذلك فعل بالميمنة والميسرة، وأمرهم أن يحدثوا جلبةً وضجيجًا، ويثيروا الغبار حتى يتوهم جيش الروم أن المدد قد جاءهم بليلٍ، ولهذا لما طلع النهار لم يجرؤ الروم على مطاردة المسلمين؛ مما سهّل على خالد بن الوليد مهمة الانسحاب بأمان، وقد اعتبر رسول الله ذلك فتحًا من الله على يد خالد بن الوليد. فقد أخبر النبي أصحابه باستشهاد الأمراء الثلاثة، وأخبرهم أن خالد بن الوليد أخذ اللواء من بعدهم، وقال عنه: "اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره". فسمِّي خالد بن الوليد "سيف الله" منذ ذلك اليوم. خالد بن الوليد والدفاع عن الإسلام حينما خرج النبي في نحو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار لفتح مكة في 10 رمضان 8هـ الموافق 3 يناير 630م، جعل النبي خالد بن الوليد على أحد جيوش المسلمين الأربعة، وأمره بالدخول من "اللِّيط" في أسفل مكة، فكان خالد بن الوليد هو أول من دخل من أمراء النبي ، بعد أن اشتبك مع المشركين الذين تصدوا له وحاولوا منعه من دخول البيت الحرام، فقتل منهم ثلاثة عشر مشركًا، واستشهد ثلاثة من المسلمين، ودخل المسلمون مكة -بعد ذلك- دون قتال. وبعد فتح مكة أرسل النبي خالد بن الوليد في ثلاثين فارسًا من المسلمين إلى "بطن نخلة" لهدم "العزى" أكبر أصنام قريش وأعظمها لديها. ثم أرسله -بعد ذلك- في نحو ثلاثمائة وخمسين رجلاً إلى "بني جذيمة" يدعوهم إلى الإسلام، ولكن خالد بن الوليد -بما عُرف عنه من البأس والحماس- قتل منهم عددًا كبيرًا، برغم إعلانهم الدخول في الإسلام؛ ظنًّا منه أنهم إنما أعلنوا إسلامهم لدرء القتل عن أنفسهم، وقد غضب النبي لما فعله خالد بن الوليد وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وأرسل عليَّ بن أبي طالب لدفع دية قتلى بني جذيمة. ولقد أخطأ خالد بن الوليد في ذلك متأوِّلاً، وليس عن قصد أو تعمد. خالد بن الوليد سيف على أعداء الله ظل خالد بن الوليد يحظى بثقة النبي؛ لذا فقد ولاه إمارة عدد كبير من السرايا، وجعله على مقدمة جيش المسلمين في العديد من جولاتهم ضد الكفار والمشركين؛ ففي "غزوة حنين" كان خالد بن الوليد على مقدمة خيل "بني سليم" في نحو مائة فارس، خرجوا لقتال قبيلة "هوازن" في شوال 8هـ/ فبراير630م، وقد أبلى فيها خالد بن الوليد بلاءً حسنًا، وقاتل بشجاعة، وثبت في المعركة بعد أن فرَّ من كان معه من بني سليم، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة، فلما علم النبي بما أصابه، سأل عن رَحْلِه ليعوده. ولكن هذه الجراح البليغة لم تمنع خالدًا أن يكون على رأس جيش المسلمين حينما خرج إلى الطائف لحرب "ثقيف" و"هوازن". ثم بعثه النبي -بعد ذلك- إلى "بني المصطلق" سنة 9هـ/ 630م؛ ليقف على حقيقة أمرهم، بعدما بلغه أنهم ارتدوا عن الإسلام، فأتاهم خالد بن الوليد ليلاً، وبعث عيونه إليهم، فعلم أنهم على إسلامهم، فعاد إلى النبي ، فأخبره بخبرهم. وفي (رجب 9هـ/ أكتوبر 630م) أرسل النبي خالدًا في أربعمائة وعشرين فارسًا إلى "أكيدر بن عبد الملك" صاحب "دومة الجندل"، فاستطاع خالد بن الوليد أسر "أكيدر"، وغنم المسلمون مغانم كثيرة، وساقه إلى النبي ، فصالحه على فتح "دومة الجندل"، وأن يدفع الجزية للمسلمين، وكتب له النبي كتابًا بذلك. وفي (جمادى الأولى 1هـ/ أغسطس 631م) بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب بنجران في نحو أربعمائة من المسلمين، ليخيِّرهم بين الإسلام أو القتال، فأسلم كثير منهم، وأقام خالد فيهم ستة أشهر يعلِّمهم الإسلام وكتاب الله وسُنَّة نبيه، ثم أرسل إلى النبي يخبره بإسلامهم، فكتب إليه النبي r يستقدمه مع وفد منهم. خالد بن الوليد يقاتل المرتدين ومانعي الزكاة بعد وفاة النبي شارك خالد بن الوليد في قتال المرتدين في عهد أبي بكر الصديق ، فقد ظن بعض المنافقين وضعاف الإيمان أن الفرصة قد أصبحت سانحة لهم -بعد وفاة النبي- للانقضاض على هذا الدين؛ فمنهم من ادَّعى النبوة، ومنهم من تمرد على الإسلام ومنع الزكاة، ومنهم من ارتدَّ عن الإسلام، وقد وقع اضطراب كبير، واشتعلت الفتنة التي أحمى أوارها وزكّى نيرانها كثير من أعداء الإسلام. وقد واجه الخليفة الأول تلك الفتنة بشجاعة وحزم، وشارك خالد بن الوليد بنصيب وافر في التصدي لهذه الفتنة والقضاء عليها، حينما وجّهه أبو بكر لقتال طليحة بن خويلد الأسدي، وكان قد تنبَّأ في حياة النبي حينما علم بمرضه بعد حجة الوداع، ولكن خطره تفاقم وازدادت فتنته بعد وفاة النبي والتفاف كثير من القبائل حوله، واستطاع خالد أن يُلحِق بطليحة وجيشه هزيمة منكرة، فرَّ "طليحة" على إثرها إلى الشام، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه. وبعد فرار طليحة راح خالد يتتبع فلول المرتدين، فأعمل فيهم سيفه حتى عاد كثير منهم إلى الإسلام. خالد بن الوليد والقضاء على فتنة مسيلمة الكذاب كان أبو بكر قد أرسل عكرمة بن أبي جهل لقتال مسيلمة، ولكنه هزم، فأرسل له أبو بكر شرحبيل بن حسنة ، وزادت المصيبة ثقلاً على المسلمين عندما هزموا مرةً ثانية؛ مما رفع من الروح المعنوية لأتباع "مُسَيْلمة الكذَّاب"، وتعاظمت ثقتهم بالنصر، فلم يَرَ أبو بكرٍ بُدًّا من إرسال سيف الله المسلول خالد بن الوليد إليهم. ومن البطاح إلى "اليمامة" خرج خالد بن الوليد لقتال مسيلمة الكذاب الذي كان من أشد أولئك المتنبِّئين خطرًا، ومن أكثرهم أعوانًا وجندًا. والتقى الجمعان بـ"عقرباء"، ودارت معركة عنيفة بين الجانبين، قاد مسيلمة قواته التي تزيد على الأربعين ألف مقاتل لمجابهة خالد الذي لم تكن قواته تزيد على ثلاثة عشر ألف مجاهد في سبيل الله، ودارت رحى معركة عنيفة، وازدادت أعداد القتلى، وثبت "مسيلمة" رغم كثرة أعداد القتلى من جيشه، وأدرك خالد بن الوليد أنها لا تركد إلا بقتله، فبرز خالد حتى إذا كان أمام الصفوف دعا إلى المبارزة، فجعل لا يبارز أحدًا إلا أرداه قتيلاً، حتى دنا من "مسيلمة" فأرهقه وأدبر، ونادى مسيلمة في قومه: الحديقةَ الحديقةَ؛ فدخلوا (حديقة الموت) وأغلقوها عليهم، وأحاط ا