سألت الله تفريجًا لكرب * وفتحًا من سماء القرب يعلو
حملت النور من أثواب قلبي * وفاض الغيثُ محمولًا يُطِلُّ
سمعت نشيدها في كل موج * صراخ الصمت كم راح سُؤْل
تعالت صيحة في واديك مصر * رحيلًا للغروب لنا يظل
شبابًا من لظاها له شواظٌ * يزيل الظلم عن ليل يغل
سألت الله تكشيفًا لغيم * دمانا من سعير بنا يحل
رجوعًا للسماء به نفك * جبال الصعب من بأس يشل
فرشت رداءها مصرًا بساحٍ * تجود دماؤهم قسرًا تعل
غروبًا يا نعاب به ضبابًا * وأمسًا قد يصير بنا يهل
تأفَّل شمسها في كل ضيٍّ * مغيبًا للنهار بنا يطل
كنانة من سهام قد عشقت * ويسري وصلها شمسًا تبل
نسيم الوصل هب على النداما = فأسكرهم وماشربوا مداما
ومالت الأعطاف منهم ميلاً = لأن قلوبهم ملئت غراما
إذا ماعاينوا الساقي تجلى = وأيقظ في الدجى من كان ناما
وناداهم عبادي لا تناموا = ينال الوصلَ من قد هجرَ المناما
ينال الوصل من قد سهر الليالي = على الأقدام واستحلى القياما
فما مقصودهم جناتُ عدنٍ =ولا الحور الحسانُ ولا الخياما
سوى نظر الجليل وذا مُناهم = وهذا مقصدُ القومِ الكراما