ورثتُ محمداً فورثتُ كلاًّ ولوغيراً ورثتُ ورثتُ جزءاً
حصلتُ على معارفَ مفردات ٍ ولم أر لي بعلمِ الله كفؤا
لذلك ما اتخذت كلام ربي ولا آياتِهِ إذْ جئنَ هُزؤاً
فاقبلتِ النفوسُ إليّ عددا وقد أنشأتُها للعينِ نشأ
لقد أخرجت من فلك وأرض من العلم الإلهي لهنَّ خبأ
ولولانا لكانَ الخلقُ عمياً وبُكماً دائماً عوداً وبدءا
بنا فتح الإله عيونَ قومٍ قربن ومن نأى منهنّ ينأى
وورثناهمُ بالعلم فضلاً فكانوا زينة ً خلقاً ومرأى
وكنّا في المصيفِ لهمْ نسيماً كما كنَّا لهمْ في البردِ دفأ
وضعنْا عن ظهورِ القومِ إصراً وما حملتْ ظهورُ القوم عبأ
لأنِّي رحمة ٌ نزلتْ عليهمْ كآنية بماء الغيثِ ملأى
فأروينا نفوساً عاطشاتٍ فلم تر بعد هذا الشربِ ظمأى
ابوعلى الشريف
الحمدُ للهِ الذي صيرا وجودَنا لفعله مظهرا
لوْ أننا نعلمُ أرواحنا بالوجهِ في الصبحِ إذا أسفرا
كما علمنا بالجسومِ التي عينها الليلُ إذا أدبرا
كنَّا بهِ نعلم أعياننا لكنْ جهلناها لأمرٍ طرا
من ظلمة ِ الطبع وأخلاطِه فاعتمَ الليلُ وما أقمرا
حينَ رَمَتْ بالرجمِ أرواحَ مَنْ يسترقِ السمعَ كما أخبرا
انظر إلى الأرضِ وخيراتها وما بها الرحمن قد أظهرا
لا بدَّ أنْ يصبح عمرانُها كمثلِ ما أصبحَ وادي القرى
عروشُها خاوية ٌ حينَ لمْ يغيرِ الناسُ بها المنكرا
عمَّ بلاءُ الله سكَّانَها فأهلكَ المقبلَ والمُدبرا
بذا أتانا النصُّ من عنده في محكم الذكر كذا سطرا
فقال فيه واتّقوا فتنة وتممَ القولَ بهِ منظرا
سبحان مَنْ أخبرنا أنه كان على الأخذ بنا أقدرا
هذا الذي جئتَ بهِ واضحٌ في سورة ِ الأنفالِ قدْ حررا
وبعد ذا ترجع أفكارها إلى أمامٍ ما لهُ منْ ورا
لا فعلَ في العالمِ إلا لهُ فإنَّ ما سميتَه مُنكرا
فحكمُه ذلكَ لا عينهُ فلتعتبرْ قولي حتى ترى
به وإن شئت بأعياننا لتشهدَ الأسماءَ والمحضرا
يبدو إليكَ الأمرُ من فصهِ كما بدا لمنْ به أخبرا
مثلَ رسولِ اللهِ في وقتهِ والوارثِ المختار بين الورى
فالحمد لله الذي قد وقى من شرِّ ما يمكن أن يُحذرا
لولا كتابٌ سابقٌ فيكمُ نتبذتمُ لفعلكمْ بالعرا
لما رأى عسكرها شمّرا إلا لكي تعصمَكم كالعُرى
لأنها أعصم ما يُتقى لمَّا بدا الرحمنُ قدْ قدرا
تعوذوا منهُ بهِ أسوة ً بسيدٍ يعلمُ ما قررا
من يعرفِ الحقَّ وأسرارَه يكن لما أذكره منكِرا
العمى لا تدركُ أبصارنا إلا ظلاماً وهي شيءٌ يرى
وليسَ يدري بالذي قلتهُ إلا الذي في غيبه أحضرا
ساقية الجوهري
------------------
يا ساقـي الـراح ان الراح اسكرني // او قد سكـرت بـلا راح فـاشعـرنـي
أن الـجـمـال جـمــال الـلـه اتـبعـه // يحـدوه وجدي واشعاري كما ترني
فانا المـجب لـذات الـلـه يسكنني // هـذا الغـرام كمـا روحي فتمطرني
عيـناي غـيـثاً فـارجـو ثـمّ مـغـفـرة // مع عفو ربّي وإنْ جدّت سيسترني
فـانـا الشقـي بـلا عـفـو ومـغـفـرة // ان جان حيني وفيه الـله يغـمرني
حـتـى افــوز بـجـنّـاتٍ لهـا هتـفـت // كـل الـقـلـوبِ فـمن فيها يبشرني
الاك ربّــي فـهــذا الـحـالُ يتعبـني // حتى برمتُ فخلتُ الـلـه يـأمـرنـي
ان قد تعـال عـلـى عـفـو ومـغـفـرةٍ // فشكرتُ ربّا على ذنبي يطهّـرنـي
ساقية الجوهري
-----------------
إذا شئتُ الغرامَ قلستُ معني // بما بالكون من حسنٍ فـدعني
أعيش بحسنهـا مـن غـير ثانٍ // يـرافـقـني الـمسار وذاك يعني
بأن احيـا كما يـحـلـو لشعـري // لأشدو فـي الغرام وما منعـني
وربِّ الناسِ مـن فـيها جفـاني // وقـال بـمـا ارتـاى قد يـتَّـبعـني
جمال غـير حسنٍ قـد سباني // أراه بـثـغـر مـن فـيهـا دفـعنـي
لأحيا كـيـف شـئـتَ بـلا مـلامٍ // سيغري دمعتي وبها فجـعـني
فخلّي عنكَ لا تـعبـث بشأنـي // فمـا مـثل الجمال ِبها يسعني
ساقية الجوهري
دربي إليكِ مُـعـبّدٌ هـل تـاذنـي // فـلـقـد بـرمـتُ تـصـبّراً واضرني
هـذا البـعـاد ولا اراه بمـبـعـدي // مـا دمـتِ روحـاً بالـقؤاد وأعيني
واراكِ عنـدي بالـغـرامِ شريـكـة // تخـذت فؤادي بالحـياةِ كمسكنِ
وبهِ استقرّت كالـدمـاءِ ونـبـضـه // أنّى لقـلبي عن غرامـكِ يـنثـني
والشعرُ أنتِ ومن أتيتِ كنغـمـةٍ // طابـتْ لسمعي بالحياةِ فأفتني
أنّى اظلّ وخافـقي رهـن النوى // وعـن الجمالِ وما حملتِ يكفّني
هذا الصدود وأنـتِ مفتاح الهوى // والله يشهـد مـا اعـيش بـأنّـنـي
للحبِّ دوماً قد جعلتُ مشاعري // وسلـي فـؤاداً حيث كنتِ يدلّني
فالعطرُ انتِ وكمـا أتـاني واشـياً // ليدلَّ أينكِ في الـورى إذ يـأتنـي
فعَدَتْ يغـالبها الغـرام لخـافـقي // وإذا بـهـا بسـم الهـوى تحتلّـني
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أناأحيا لغد آن بأحلام اللقاء
فأت أو لا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاء
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً إنما الحاضر أحلى
من ديوان قيثار شعر د عبد الولي الشميري
................................................
أنا، والقصيدةُ، والحبيبة، والقلمْ ........... وصُداعُ يومٍ بالسياسةِ والألمْ
وهمومُ عمرٍ مُزقت أوقاتُه ............ بين التفاؤلِ, والمخاوفِ والندمْ
والهاتفُ الملعونُ حيثُ أكونُ يتـ ........... ـبَعُني، ويعزِفُ كُلَّ ثانيةٍ رقمْ
والزوجةُ الحمقاءُ مثلُ خواتها .......... تبكي، وتسلُخُني عتاباتٍ وذمْ
وتجوسُ حولَ حِمى الرسائلِ .............. واتصالاتِ النواعمِ في نَهَمْ
هذا يرٍنُّ، وذي رسائٍلُها تُعا ............. تبُ، أو تُهدِّدُ بالندمْ
وأنا، وأُذناي اللتان تهددا ............... ني بالتجمُّد والصمَمْ
والقادمُون مع الصباحِ أعُدُّهم .....خمسين مُحتارين في خمسين هَمْ
والجدولُ الزَّمنيُّ في ساعاته ......... كم ندوةِ سأرودُ، كم وعدِ؟ وكم؟
وجميعُ أوراقي وكُلّ دفاتري ............. غضْبى، تُعاتبُني كَخِلِّ مُتّهمْ
فمتى ستكتُبُ ذا المقالَ لناشرٍ؟ ......ومتى ستُكملُ ذي القصيدةَ والنَّغم؟
ورسائلٌ عَتْبى لأنك غِبتَ عن ............ سفرٍ لمؤتمرٍ، ولم تحضرْ ولمْ
والطالباتُ حديثَ وُدِّك ساعةَ ........... مائةٌ تُحطمُهُنَّ أحزانُ السَّأًمْ
والعاشقاتُ حديثَك العذبَ الذي ......... عودتَهنَّ عليه في حُزنِ وغمْ
أين الحياةُ لشاعرٍ ولعاشقٍ ؟ .......... يَصِلُ الصباحَ إلى الصباحِ ولم ينمْ
فمتى ستجنحُ للصبابةِ والهوى؟ ......... ولأيِّ ثغرٍ تَنتَشِي ولأي فَمْ