قلبي إلى تلك الرحاب يطيرُ=والبُعدُ مُضنٍ والحنينُ سعيرُ
ارجو إلى (عرفات) شدَّ ركوبتي=فالروحُ ولهى والبكاءُ غزيرُ
ربّاه تشتاق البقاعَ جوانحي=فَبِها من التُربِ الطَهُورِ جُذُورُ
يا تلكم النسمات فاض أريجُها=فالعامُ من فَوحِ الاريجِ نضيرُ
كم أشتهى شمّ العبير مضمّخاً=بشذا الحجيج,, وطاب,, طاب عبيرُ
كم أشتهي (حُضن الصباحِ) يلفني=والروح مني قد كساها النورُ
كم اشتهي لثمَ الضياءِ واشتهي=ذاكَ الغروبَ وللمساءِسرورُ
كم أشتهي ياربُّ غَسلَ جوانحي=فتعودُ تعبقُ في الشغاف عطورُ
ربي بوادٍ غير ذي زَرعٍ به=أَرضُ هواها ثابتٌ وأثيرُ
قد هامَ بي وَجدي وعزَّ رجوعه=فالنبضُ مني في رُبَاه أسيرُ
يا تلكم الارجاءُ بُورِكَ ضيفُها=نِعم القِرى إن القِرَى لكبيرُ
كَم قد وضعتُ شموخَ خدي في الثرى=كم رُحتُ أجثو والشعورُ كسيرُ
كم جئت هَمّي حل غُلَّ جوارحي=فرجعتُ والحسُّ الثقيل يطيرُ
وعلى الجوانح من فيوضاتِ الهدى=ما ليس يُوصفُ أَو لهُ تصويرُ
كم يا إلهي قد رجوتُ نداكمُ=وجِرابُ حظي حظه التقتيرُ
فغدوتُ من ذي الجود,, منكَ,, قريرةً=والكفُّ مني بالعطاء وفيرُ
سبحان من وهب المكانَ قداسةً=فإذا الزمانُ من الهباتِ غيورُ
,, وإذا سنامُ الفضل مقرونٌ به=فزها,, وان كليهما لفخورُ
عرفاتُ قلبي في حماك مُوثَّقٌ=كيف السلو,, وما يطيق صبورُ؟!
أرضٌ بها أجِدُ الملائِكِ حُوّمَاً=نعم الطهور بها ونعم حبورُ,.
كم قد تمرغ في ترابِكِ خافقي=والجمعُ واليومُ العظيم يثيرُ
أتُرى سيخمد وهج شوقي مرةً=والوعد مُغرٍ والثواب مثيرُ؟!
ومواكب البيضِ الثيابِ جحافلٌ=والوِردُ ربي,, والعطاءُ أجورُ
لبيك ياربَّ الحجيج,, شغافنا=يشدو الشهيقُ بها,, كذاك زفيرُ
فَليَهنَأِ الشَعِثُ اَلَمغبَّرُ وجهُه=تلكم,, إلى حُورِ العيونِ مهورُ
ياربَّ أرضِ الطهر شوقي عارم=وعلى الدوام مُولّهٌ موفور
فاثبت بطولِ العُمرِ في امِّ الكتا=ب يكن لنا بين الوفود حضور
واقبض على أرض الطهارة خالقي =روحي فنعم القبر,, نعم نشورُ
أنا ما انصرفت عن (المشاعر) مرّة=في مثل هذا الجمعِ,, حيث يصيرُ (
هبني إلهي ماحييتُ كرامة=تحيي حضوري في الحجيج دهورُ
قسما بربّ البيت لولا شرطه=بوجود محرم حيث سرت يسيرُ
والله لولا أنني لتعقلي =عن حُضنِ أهلي ماخرجت أثورُ
لرويت روحي من مناهلِ عَذبِها=ولكنتُ ربي في الجموع أسيرُ
قلبي بساحات القداسةِ هائمٌ=والجسمُ مني تحتويهِ الدورُ
ما كنتُ أرضى بالقعود سلامة=لكنّ ديني في الحياة سميرُ
وإذا قضى الرحمن أمراً لم يكن=لي فيه رأيٌ فالقضاءُ أخيرُ
ربي كبحتُ النفس وهي مشوقةٌ=ولها مع الركبِ الحجيج مسيرُ
ولها كذاك الجمع (ربي) مأربٌ=وبها تَحِن إلى رضاك صدورُ
ولزمتُ بيتي والدموعُ تلفني,.=إنّ القعود عن الركاب مريرُ
لكنّ روحي ما استطعتُ لجامها=فغدت تهيمُ مع الحجيج,, تدورُ
فالنفسُ من ومضاتها ترجو (العزا)=فتحومُ حولَ الروحِ وهي طيورُ
فلترحم اللهم شيخاً قادني=نحو (المشاعر) ما حكاه نظيرُ
من خدر بيتي نحوها قد سار بي=وبها أعدّت لي كذاك خدورُ
حتى امتزجت بذي الربى فكأنني=من بعد خلقي للرحاب أصيرُ
فاعتدت,, ماعُوّدتُ غير ربوعها=فَليُسقَ قَبرٌ,, في حِمَاهُ وقورُ
وألان ماعيدي وعيد سعادتي=بعد العبادةٍ بالأجور وثيرُ!
فالعيد عيد سعادةٍ بعبادة=ترقى ويرقى الجُهدُ وهو جَسُورُ
لكنني والقيد غَلَّ جوارحي=لا العيدُ عيدُ,, ولا الشعور شعورُ