قــــل
للنبــــي إذا وقـفــت ببـابــه: ... أنت الـــذي بـك دائـمـــاً نتوســــــل
أنت
الذي جزت السماوات العلــى ... والعرشَ والكرسيَّ تُشْـرِفُ مِن عَـلُ
أنت
الــــذي كلّمت ربَّك جهــــــــرةً ... ورأيتـــه ، ذاك المـقــــــــــامُ
الأكمـل
ما
فــــوق ما قـــد نلته من رتبــــة ... شـــــرفٌ وليــس وراء ذلك مـأمـــــل
صليت
بالرســـل الكــرام يضمهــم
...
في
المسجد الأقصى فسيح أخضل
تلك
السيــادةُ والسيــادةُ أختُهــــا ... يــوم القيامة فـــي الشفاعة أجمل
شرفان
في الدنيا وفي الأخرى إذا ... جمــع الــورى والرســـلَ ذاك المنهلُ
يا
خيــر من يــرد القيامــة إننــــي ... أرجـــــوك فـــي ذاك المقـــام وأسأل
مالـــي
سـواك فأنت كلُّ ذخيرتي ... عـنـد الإله وأنـــت نـعـــــــم المــــوئل
لـــي
فـــي مديحك كلما أنشدته ... شــــرف أغــــر من السنــاء محجـــل
أتلـــــو
منـــاقبـــك الكريمـة صادقاً ... فيهـــــا كما يتلـــــــى الكتاب المنزل
أمضــي
إذا أنشدت فيك مدائحي ... كالسيـــف منصلتا جـــــلاه الصيقــل
المصطفـــى
باب الإله فمن يَجِئ ... من غيــــره متكبــــراً لا يـدخــــــــــلُ
والله
ما عــــرف الشــــريعة جاحد ... لـمـقـامــــه الأعلـــــى جهول فِسْكَلُ ..
مُـتَـبـجـــح
بالــعـلـــــم يَحْســـب أنــــه ... يَعْلُـو به صَعُــــداً إذا هــو يَسْفُلُ
الـعِـلْــــمُ
معـــــرفة النبــــــي وحـقــــه ... ومقــــامه لا من يقــول فيجهـلُ
متـخبطـا
فــــي ليل شك مـظـلــــــــم ... متسكعا فـــــي جهلـه يتغلغــلُ
شتـان
بين العَـــالِـمَـيْــــن فـعـــالِـــــم ... بالعلـــــــم مـدَّرع وآخــــــر
أعزلُ
تغلـــي
مــراجل حقــده حنِقا علــــى ... خير الورى يعـوي عليه فيفشلُ
المصطفى
كالشمس في أفق العلى ... قامت إليه الخنفســـــــاء تبرقلُ
يا
خنفســـــــاء تحجّــــري لك مسكنا ... إني لأخشـــى أن تطأك الأرجلُ
ماذا
علـــى الجهــــال لو سكتوا ولــم ... يبدوا مخازيهـــــــم ولم يتعجلوا
الجهــــل
فـــــي الجهــــــال داء فاضح ... ودواؤه الصمــــت الطويل العيطلُ
العلـــــم
كل العلـــــم فـي كل الهدى ... أدب مــــع المختــــار لا يتـزلـــزلُ
انظـــر
إلــــى القـــــــرآن كيف خطابه ... للمصطفــــــــى (يا أيها المزمل)
ما
قــــال ربك يا محمـــــد بل نهــــى ... عن مثلــــه أدبـا لمـــن يتأمــــل
فــــي
النـــــور والحجرات نهي صارخ ... (لا ترفعوا)(لا تجهروا)(لا تجعلـوا)
ولــرُب
منطمِسٍ يقــــولُ : قد انطوى ... ذِكرُ النبــــــــــي فما عَليهِ مُعَولُ
لا
والـــذي وهــــب الخُلُـــــودَ لِذِكــرِهِ ... لا يَنطــــــوي أبـداً ولا
يتحـــــــولُ
لا
والــــذي كتب الشهــــادة باسمِهِ ... لا تنمحـــــــي كَـــــــلا ولا تتبدلُ
هــو
فاتِحٌ هو خاتِــــمٌ هو ظاهِـــــــرٌ ... هو باطِــــنٌ هو آخِـــــــــرٌ هو
أولُ
هـــــو
نائبٌ عن ربهِ هـــو قاســـــمٌ ... لخــــزائن الله المليئــــةِ يجـــــزِلُ
هـــــو
عاقبٌ هــو حاشرٌ هو شاهدٌ ... هـــو شافعٌ فينا يقومُ فَيَفصِـــــلُ
هـــــو
مُصلِــــحٌ ومُبلــــعٌ ومُبشـــــرٌ ... يعطــــى الرضـــى من ربِهِ ويُنَولُ
فاضت
مواهبـــه فــغيثٌ صـــيــــــبٌ ... من جــــود راحتــــهِ ومُـــزنٌ حُفلُ
أين
العقـــولُ النيــــراتُ أليس فــي ... هــــــذي الصفاتِ مَكانَةٌ لا تُجهلُ
الله
أكبــــرُ فــــي الأذانِ شهــــــادةٌ ... لك بالخُلُود علــى الزمانِ تُسجلُ
ضــــم
اسمك الله الكبيرُ مع اسمهِ ... فيهِ فكان لك المقــــــامُ الأفضـــلُ
من
مُبلِــــغِ الدُنيـــــا بأن نبينــــــــا ... فَــــــــــردَ الجلالةِ في
المكانةِ أولُ
المصطفــــى
بابُ الإله فمن يجيء ... من بابِهِ يرجُــــو السعــــادةِ يُقبَلُ
المصطفــــى
بابُ الإلهِ فمن يجيء ... مِن غبـــرهِ مُتكبـــراً لا يدخُــــــــلُ
حُفظــــت
سجـــاياهُ فكانت شِرعَـةً ... لِلآخـــــذيــنَ تَـــــزينُنٌ وتَجمُــــــلُ
حُفظــــت
شَمائِلُــــــهُ فكانت حُجةً ... بيضاءَ بين الناسِ فيهـــــا الفيصلُ
أخلاقُـــهُ
ميــــزانُ صِــــدقٍ للــــورى ... يزنُ الرجـــالَ على الكمالِ ويعدلُ
هـــــذا
دليلُ خُلُــــودِهِ وبُلُــــــــــوغِهِ ... حيثُ السيادةُ فــي النبوةِ تكمُلُ