فايزة سلطان الحسيني الرفاعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع أحبابهم في كل عصر ومصر
السلام عليكم، أحبابي وسادتي وأحباب سادتي، ومع شعري في سادتنا (أهل الكساء الخمسة) وبردة السادة أهل البيت، مع بعض قصائدي من ديوان: (نفحات قلب في حب أهل البيت)
أرجو قبول هدية محبكم، وكل مؤلفاتي طوع بنانكم، وأتمنى رأيكم، ورجائي دعواتكم
(أشعاري في سادتنا أهل الكساء)
(سادتنا أهل الكساء؛ عيهم أفضل الصلاة والسلام)
أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جمع الله لهم شرفين عظيمين: شرف الرحم والقرابة من سيدنا رسول الله ـ صلى اله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشرف الصحبة له ومن المعلوم أن أي إنسان ـ ملكاً كان ، أم رئيساً ـ يفخر ويشرف بمدح الشعراء له، إلا سادتنا أهل البيت فإن الفخر والشرف إنما يكونان لمادحهم؛ عليهم مع جدهم أفضل الصلاة وأتم السلام
رسول الحب الأعلى (البحر البسيط)
اللهُ أكبرُ كَمْ في الحبِ مِن نِعَمِ = وكم شفى الحبُ أدواءً من الأُمَمِ
وكم روى الحبُ عشاقاً على ظمأٍ = فأزهروا ببديعِ القولِ والكَلِمِ
فعطروا الكونَ من دنيا الجمالِ فذا = نثرٌ من الدرِ أو وزنٌ من النَغَمِ
الحبُ عاطفةٌ قدسيةٌ لمعت = لها اشرأبت قلوب الخلق من قدم
ذاقوا جمالَ رسولِ اللهِ فابتهجوا = فأتحفونا رفيعَ الحبِ والحِكَمِ
فحُبُه فرضُ عينٍ إن أنست به = تفزْ بحبِ الذي سواك من عدمِ
فأعظمُ الحبِ، حبُ اللهِ يتبعه = حبُ النبي وآلِ البيتِ والرَحِمِ
وحبُ أصحابِ خيرِ الخلقِ إنهم = باعوا النفوسَ لربِ العرشِ في كَرَمِ
جادوا بها في سبيلِ اللهِ ما بخلوا = أكْرِم بها من صفاتٍ في طباعِهمِ
رهبانُ ليلٍ ففي الأسحارِ جلوتهم = وفي الجهادِ ليوثُ الحربِ في شَمَمِ
بالحب قاد رسولُ اللهِ وحدتَنا = بالحب أنقذ أجيالاً من العدمِ
ميلاده خير ميلاد به شَرُفَت = كلُ البقاعِ وصار الكونُ في هِمَمِ
واهتزت الأرضُ إرهاصاً لمولده = وبان إيوانُ كِسرى شبهَ مُنهَدِمِ
قصورُ بُصرَى بأرضِ الشامِ زينها = نورُ لدى لحظةِ الميلادِ من أَمَمِ
اختاره اللهُ قبل الخلقِ من أزلٍ = هو الشهيدُ لكلِ الرسْل والأُمَمِ
في عالمِ الذَرِ قبل الجسمِ كان له = عهدٌ على الرسلِ للإيمانِ بالعَلَمِ
ما ناله من سفاحِ القومِ مَسُ أذى = قد اصطفاه إلهُ الكونِ من قِدَمِ
أتى يتيماً وعينُ الله تلحظه = سبحان من أدَّب المعصومَ في اليُتُمِ
عاش الصبا في جمالٍ لا يُخَامِرُه = طيشٌ فإن حبيب الله في حَرَمِ
وفي الشبابِ سما عن كلِ شائنةٍ = رعايةُ الله أهدتْ أفضلَ الشِيَمِ
الصدقُ شيمةُ خيرِ الخلقِ من صغرٍ = كذا الأمانةُ حاشاه من التُهَمِ
جاءت شريعتُه الغراءُ واضحةً = كالشمس مشرقةً كالبدرِ والنُجُمِ
الكل فيها على حبٍ سواسيةٌ = والحبُ في اللهِ فوق الحبِ في الرَحِمِ
بها معالمُ رشدٍ لو ظفرتَ بها = ظفرتَ بالخيرِ في الدارين والنِعَمِ
أرسى السلامَ فما للسيفِ من عملٍ = سوى الدفاعِ وردعِ الكائدِ الخَصِمِ
جاءت فتوحاتُه للخلق مرحمةً = كم أنقذ الفتحُ من ظُلْمٍ ومن ظُلَمِ
الدينُ للهِ والمختارُ ناشره = بدعوةٍ أحيت الإنسان من رَجَمِ
على الرسولِ بلاغُ الدينِ في ثقةٍ = والأمرُ للهِ في بَدءٍ ومُخْتَتَمِ
يا من نطقتم برجسِ القولِ في سَفَهٍ = خبتم فإن رسولَ اللهِ في عِصَم
هل تستطيعون طمْسَ الشمسِ في ألقٍ = أم تستطيعون خسْفَ البدر في تَمَمِ
يا سيدي يا رسولَ اللهِ معذرةً = إذا تنفس عن حبٍ لكم قلمي
ماذا أقولُ ومهما قِيل يا سندي = فمِن رياضِك قد عَطَّرتَ لي كلمي
رباه صلِ وسلمْ ما أردتَ على = رمزِ الكمالِ وآلِ البيتِ كلِهمِ
سيدنا الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه
جعلت شعري إلى نيل المنى سببا = إذ صغت حبي لكم يا سادتي نسبا
ما الشعر إلا شعور المرء يرسله = معبرا عن هوى في صدره احتجبا
يا باب علم رسول الله معذرة = إن قصر الشعر حاشا يبلغ الرتبا
ويا إمام الهدى والعلم لي أمل = في أن أنال قبولا يرفع الحجبا
مكرم الوجه أرجو أن ينال فمي = من ريقك العذب شهدا يذهب الوصبا
ويملأ القلب إيمانا ومعرفة = يفيض حبا يفوق البحر والسحبا
ويجعل الروح تحيا في محبتكم = تسمو إليكم وتحظى أن تكون أبا
ويجعل العين ملآى من محاسنكم = كيما ترى العلم والأخلاق والأدبا
ويجعل الجسم من أنواركم فرحا = لا يعرف الهم يسعى دائما طربا
أبا الإمامين كم قد زادني شرفا = لما قصدتك أهدي المدح محتسبا
زوج البتول وصنو المصطفى أملي = زيارة منك تمحو الهم والكربا
تنزل الذكر في إحسانكم وأتى = نص يرينا صنيعا ليس مكتسبا
وإنما هبة المولى لمحتسب = قد عاش في طاعة الرحمن منتدبا
جمعت بين صلاة والزكاة ففي = حال الركوع وهبت المال لا عجبا
يا زين من طلق الدنيا وزينتها = وما أردت بها جاها ولا ذهبا
كريم أصل وأيد بالعطاء همت = يا سابق الغيث بل يا مخجل السحبا
أئمة الهدى بعد المصطفى لجأوا = إلى علومك يستفتون منتسبا
لولا على دليل حين ينطقها = فاروقنا جل من أنجى ومن وهبا
عرفت دربك درب المؤمنين فما = سجدت يوما لغير الله مقتربا
لذاك كرم وجه أنت صاحبه = وقد خصصت به كهلا وحال صبا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع أحبابهم في كل عصر ومصر
أحببت أن تكون أول مشاركة شعرية لي بقصيدة ( سيدتنا الزهراء، سيدة نساء العالمين)
سيدتنا السيدة فاطمة ـ رضي الله عنها ـ وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأنها أم أبيها وأنها سيدة نساء العالمين وعندما نزلت آية { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } لف النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم خمسة أطهار هم : سيدنا النبي ، وابن عمه الإمام على ، والسيدة فاطمة ، وسيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين فكانت السيدة الزهراء هي الوحيدة التي تمثل أصلاً وفرعا في هذه الجلسة المباركة ومن هذا جاءت هذه القصيدة رزقنا الله حبهم دون غلو أو تفريط وجمعنا بهم في الدنيا والآخرة وهي مهداة لأساتذتي وجميع أحبابهم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ماذا يقـول وينظـم الشعـراء ! = كل المحاسن أنـت يـا زهـراء
ما القول إلا قربـةٌ مـن شاعرٍ = لتعمـه مـن فيضـك الأضـواء
فالبحر أنت وكـل شـادٍ غـارفٌ = أو تغرف البحـر المحيـط دلاء ؟
أنـت السمـاء تظلنـا بجمالهـا = كم هام فـي أجوائـك الشعـراء
يا درةً في خمسـة أهـل الكسـا = أصـلٌ وفـرع فيهـم الحـوراء
هم والـدٌ زوجٌ وفرعـا طهركـم = حسنان منكـم منهمـا النجبـاء
ما أشرقت بالعلم شمـس هدايـةٍ = إلا ومنكـم نـورهـا الـوضـاء
مـا لاح للإرشـاد نجـمٌ ساطـعٌ = إلا وفـي فلـك لـكـم مـشَـاء
كلا ولا سلـك الطريـق مجاهـدٌ = إلا وأنـتـم سـنـةٌ غـــراء
يا بضعة المختـار أنـى ترتقـي = لمقامـك العالـي الكريـم نسـاء !
أنى يساوى الجزء من خير الورى = بسواه أنـى تستـوي الأجـزاء !
طهرت قلبـي بالتحـدث عنكـم = فأتاه من نـور الحديـث صفـاء
وسعيت بين الكل أحمـل دعـوةً = أنتـم جمـال أصولهـا البـنَـاء
وقد اتخذت جمالكـم لـي مذهبـاً = فبه يـزول البـؤس والضـراء
وبـه أنـال رعايـةً وهـدايـةً = ويعـم جسمـي والفـؤاد شفـاء
رباه إنـي طامـع فـي وصلهـم = دنيـا وأخـرى والقبـول رجـاء
ويمدني الرحمـن منـه بفضلـه = فهو الكريـم وشأنـه الإعطـاء
مولاي صل علـى النبـي وآلـه = وهـب السـلام يعمـه الإثـراء
*
سيدنا الإمام الحسن؛ خامس الخلفاء الراشدين
رمزَ السلام وبحرَ الجود والكـرم = إني أعطر مـن عليائكـم كلمـي
يا بن الأكارم حسبي أن يكون فمي = معطراً بجميـل القـول والحكـم
لولا الهوى وقديم الحب ما عرفـت = يد المحب طريق الطـرس والقلـم
يا خامس الراشدين الغر لي أمـل = في حبكم يبعـث الآمـال بالهمـم
وأستزيد به مـن عزكـم شرفـا = وأستدر بـه فيضـا مـن النعـم
آباؤك الغر قد فاقوا الغيوث نـدى = وقد رجوتك يا بحر الندى العمـم
إني اتخذت مـن الآمـال مركبـة = تسري إليكم بنور المحـو للظُلَـم
وعشت بين الورى أدعو لمنهلكـم = فهو الطهور به نشفى مـن الألـم
يا سيداً لشباب الخلـد زر فعسـى = أفوز منكم بوصل غيـر منفصـم
أنت البلاغة بـل منكـم منابعهـا = أنت الفصاحة ترمي الكـل بالبكـم
عرفت بالحلم لكن فـي مواضعـه = حاشاك ضيماً فأنت الليث في أجـم
عام الجماعة من أفضالكـم علـم = بشرت فيه من المعصوم بالعصـم
قد صنت فيه دماء المسلمين علـى = شروط صلحٍ فما أوفـاك بالذمـم !
عفت الخلافة إذ بايعـت راغبهـا = تركتهـا لخـلاف غيـر متـهـم
لما رأيت نكوصـاً والنفـاق بـدا = لزمت دارك بعـداً عـن ديارهـم
لكنهم غـدروا والغـدر منقصـةٌ = حاشا لأصلك غدر مثـل غدرهـم
فأصلك الطهر من رب العباد أتـى = نص ينزه عن رجس وعـن تهـم
إني بكم سادتي أرجو القبول مـع = شفاء جسمي والتحصين من سقـم
سالت ربي صلاةً والسـلام علـى = خير الخلائـق والأحبـاب كلهـم
**
سلام الله على سيدنا ومولانا الإمام الحسين سيد الشهداء يوم وُلِد ويوم استشهد ويوم يُبعث سيدا لشباب أهل الجنة
(سيدنا الإمام الحسين سيد الشهداء)
يا بن الرسول وسيـد الأبـرار = يا بن البتول سلالـة المختـار
يا بن الإمام علي رائدنا الـذي = قد خص بالتكريـم والأسـرار
يا من درجت بخير روض لاعقاً = خير الرحيق لأطيب الأزهـار
ونشأت في بيت النبي وحجـره = ومصصت ريق الطهر والإيثار
يا سيد الشهداء جئتـك زائـراً = لولا هواكم لم يكـن تـزواري
يا بن الرسول محبكم يسعى إلى = روضاتكـم ويهيـم بـالآثـار
يا سادة الأطهار يا مـن حبكـم = يحيي القلوب تفيـض بالأنـوار
يا خير من ورث النبي وجاهـةً = وكذاك جـرأة فـارس مغـوار
يا من خرجت إلى الجهاد مدافعاً = ببسالـة يـا قائـد الأحــرار
ورفعت صوت الحق غير مفرطِ = مستحقراً لمكيـدة الفـجـار
وصفعت وجهاً للطغاة مضحيـاً = بالنفس طهـراً كاشفـاً للعـار
والله ما جهلـوا مقامـك إنمـا = حسد القلوب وخسـة الأشـرار
قال الحبيب (حسين مني) ويحُكم = أ قلوبكم قـدت مـن الأحجـار ؟!
(أنا من حسين) قالها خير الورى = بشرى لواعِ يا أولي الأبصـار !
يا سيدي أرجـو قبـول تحيـةِ = من شاعرِ قصد الحمى بمـزار
فـإذا قبلـت فإننـي متنـعـم = بقبولكـم ومتـوج الأشـعـار
إني لأطمع أن أفـوز بقربكـم = وجمالكـم يـا سـادة الأبـرار
أنتم غيوث فامنحوا عبداً أتـى = متعطشـاً لمحاسـن الأطهـار
**
بردة السادة أهل البيت
هم الطهارة
يا طائر الحب غرد أجمل النغم = وأصدح بمدحي لآل البيت كلهم
يا ربة الشعر كوني طوع خاطرتي = وأمطري القلب دراً كي يصيح فمي
ويا طهور الهوى كن بحر مملكتي = وكن مداداً يروِّي بالهنا قلمي
ويا نسيم الرضا كن بي على صلة = محملاً بعبير من رياضهم
ويا فؤادي أفض فالحب مملكة = ملوكها الآل والأحباب كالحشم
واستمطر العز من قرب لهم فعسى = تفوز منهم بوصل غير منفصم
واذكر جلالاً يفوق الشمس في ألقٍ = واذكر جمالاً يفوق البدر في الظلم
فمدحهم شرف عال لمادحهم = وغيرهم شرفوا بالمدح والنغم
هم جيرة الله أعلى الخلق منزلةً = هم خيرة الله أعلى الناس في القيم
في كل عصر نرى الآثار تنبئنا = بأنهم أحمد الأخلاق والشيم
هم الطهارة في أسمى مراتبها = وفي الكتاب أتى إطلاق طهرهم
فهذه سورة الأحزاب ناطقة = إرادة الله فوق الشك والتهم
الله أثنى عليهم في الكتاب كذا = روى الثقات أحاديثاً لجدهم
وأوجبت آية الشوري مودتهم = قربى النبي لنا أولي من الرحم
في كل عصر لهم من بيننا علم = يفيض نوراً من القرآن والحكم
في كل قرن لنا منهم إمام هدى = يجدد الأمر أمر الدين في الأمم
وخاتم الدهر مهدي الزمان له = قبل القيامة نورٌ كاشف الظلم
من وجهه النور يسري في القلوب كما = تسري ذكاء لكل العرب والعجم
قد طابق اسماً رسول الله واسم أبٍ = يقضي على فتنة الدجال والغمم
هم أكرم الناس إن حققت عنصرهم = أتقى الخلائق فلننظر لفعلهم
ما غرهم أشرف الأنساب عن عملٍ = ولا ثناهم عن العلياء والهمم
فقد علوا فوق هام الكل منزلة = وطوقوا الدهر بالإجلال والكرم
واشربوا الحب عشاقا لهم فرووا = من نهره العذب طلابا لفيضهم
وأورثوا العلم أحبابا لهم فسعوا = مذكرين بقرباهم وبالرحم
مولاي صل وسلم ما أردت علي = رمز الكمال وآل البيت كلهم
تلميذكم