أحاطتْ بنا الأفكارُ من كلِّ جانبٍ
رقم القصيدة : 11625
-----------------------------------
أحاطتْ بنا الأفكارُ من كلِّ جانبٍ
فأصبحتْ قدْ سدتْ عليَّ مسالكي
عَبوساً لمن قد جاء في غيرِ ضاحكٍ
وهلْ وجهُ رضوانَ كسحنة ِ مالكِ
ولكنني لمَّا علمتُ بأنني
قدْ أصبحتُ مملوكاً لأكرمِ مالكِ
ينفسُ عني كلُّ كربٍ وجدْتهُ
فملكني حالي جميعَ الممالكِ
فلبيتُ إجلالاً وشكراً لخالقي
وعظمتُ ربي في جميعِ المناسكِ
وقلتُ لنفسي لمْ يكثرِ الهنا
مناسكه إلا لأجلِ التماسك
فإن لم تجده ههنا ربما ترى
تجده هنا فاحذر حجابَ التباسك
لكل أناسٍ واحدٌ يقصدونه
وإني على حكم الهوى من أناسك
نزلت على الحق انتساكاً لأنه
وجود الذي تبغيه عند انتساكك
ولا تختلسْ إنَّ الوجودَ محرمٌ
عليكَ إذا لمْ تعتمدْ في اختلاسكِ
شمست فلم تظفر بما تبتغينه
لأجل الذي أعطاه عين شماسك
نفست فلم يقربك إلا مكذب
كذوب وهذا أصله من نفاسك
فلا تقتبسْ ناراً منَ الزندانة ِ
حجابٌ عليهِ فهوَ نفسُ اقتباسكِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قلتُ : يا بيضة َ الفلكْ
قلتُ : يا بيضة َ الفلكْ
رقم القصيدة : 11626
-----------------------------------
قلتُ : يا بيضة َ الفلكْ
هذه النفسُ هيتَ لكْ
أنا عرشٌ مهيأ
فاستو أيها الملك
أنت بدر مكملٌ
وأنا دورة ُ الفلك
إن أتى الفرعُ من هنا
جاءَه من هنا الملكْ
عشتَ في برزخِ المنى
كلّ ما شئت قيل لك
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنا عنقاءُ لوجودِ المشتركْ
أنا عنقاءُ لوجودِ المشتركْ
رقم القصيدة : 11627
-----------------------------------
أنا عنقاءُ لوجودِ المشتركْ
قدّستْ ذاتي عن حبسِ الشّرك
أنا مثن والمثاني صفتي
وأنا الثاني لسرّ مُشترك
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجباً كيفَ تترك القلبَ ميتاً
عجباً كيفَ تترك القلبَ ميتاً
رقم القصيدة : 11628
-----------------------------------
عجباً كيفَ تترك القلبَ ميتاً
وحياة القلوب في ألفاظك
أنتَ عيسى القلوبِ تنشرها من
جدث الجهل وهي من حفاظك
فالحظ القلبَ ليلة َ السبتِ يحيى
سره فالحياة ُ في ألحاظكْ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فلا تنظر لما عندي
فلا تنظر لما عندي
رقم القصيدة : 11629
-----------------------------------
فلا تنظر لما عندي
فإن الأمرَ من عندك
ولا تطلبْ وفا عهدي
إذا ما خنت في عهدك
فوعدي صادقٌ مني
إذا صدقتَ في وعدك
وما أتيتَ إلا منْ
فسادٍ كان في عقدك
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هنا يشاهد ما الألبابُ تنكره
هنا يشاهد ما الألبابُ تنكره
رقم القصيدة : 11630
-----------------------------------
هنا يشاهد ما الألبابُ تنكره
لأنه بدليلِ الكشفِ ليس سواك
وما لهُ مثلٌ يعطيكَ صورتَهُ
إلا الصلاة َ إذا صليتها بسواكْ
إني غلطتُ بقولي إنها بسواكْ
والحق عند الذي صلى بغير سواك
فانظر ترى العلم فيما قد أتيت به
في قولنا بدليلِ الكشفِ ليس سواكْ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ
لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ
رقم القصيدة : 11631
-----------------------------------
لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ
علمتُ أني جهلتُ الأمر من خبركَ
إنْ كان جودُك قد عمَّ الوجودَ فما
في الكونِ حرفٌ تراه ليسَ في سيركْ
أنت الوجودُ فما في الكونِ غيركمُ
أما وجودُك أو ما كان من أثرِك
فالكلُّ أنتَ ومنكَ الأمرُ أجمعُهُ
إليكَ مرجعهُ في الآي من سورِكْ
إن كنت عينكمُ ولم أكن فأنا
بكلِّ حالٍ لنا ما حلت عن نظرك
بنا وصفتَ كما بكمْ وصفتُ أنا
فقلْ بلى أوْ نعمْ الكلُّ منْ قدركْ
سبحان مَن مجدُه تعنو الوجوه له
والكلُّ هو فلمنْ تعنو على نظركْ
عجبتُ من سبحاتِ الوجهِ يمنعها
سدلُ الستورِ عن الإحراقِ منْ بصركْ
وليسَ يحرقُها أنوارُ وجهكمُ
كذاك ترجم ما أودعت في زبرك
قل للذي أنتَ في الأكوانِ تطلبه
قدْ خبتَ واللهِ يا مغرورُ في سفركْ
يا ربِّ هذا الذي ذكرتَ قصتهُ
بأنَّ نعمتكمْ نجتهُ في سحركْ
ولمْ أنلْ حكمة ً غراء في سمرٍ
مثل التي نلتها في الليلِ من سمرك
فاحفظ عليَّ علوماً أنت غايتها
واعصم عبيدَك يا الله من غيرك
فقالَ لي منْ وجودي خيركمْ بيدي
وكلُّ ضرٍّ تراهُ فهوَ منْ ضرركْ
ولسرُّ ليسَ إليكمْ هكذا نطقتْ
بهِ النصوصُ وما أدريهِ منْ فطرِكْ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لنا همته إن الثريا لدونها
لنا همته إن الثريا لدونها
رقم القصيدة : 11632
-----------------------------------
لنا همته إن الثريا لدونها
نعم ولنا فوق السِّماكين منزلُ
تقدمتُ سبقاً في المكارِمِ والعلى
وفي كلِّ ما ينكي العدى أنا أولُ
ولمْ ألفَ صمصاماً بقدرِ عزائمي
ولوْ جمعوا الأسيافَ عزميَ أفضلُ
كذلكَ جودي لا يفي الغيثَ والثرى
إذا كان أموالاً به حين أبذل
إذا التحمَ الجمعانَ في كومة ٍ الوغى
وكانتْ نزالٌ ما عليها معلوُ
نصبتُ حساماً للردى في فرنده
شعاعٌ لهُ بينَ الفريقينِ فيصلُ
لهُ عزة ٌ لا تبتغي غيرَ كبعشهمِ
فليس له عن قمة ِ الهامِ مَعدِل
حملتُ به لا أرهب الموتَ والردى
ولا أبتغي حمداً لهُ النفسُ تعملُ
ولكن ليعلو الدينُ عِزَّاً وشرعُنا
إلى موضعٍ عنهُ الطواغيتُ تسفلُ
أنا العربيّ الحاتميّ أخو النَّدى
لنا في العلى المجدُ القديمُ الؤثلُ
وكلا فمجدي ليسَ يعزى إلى العلى
ألا كيف يسمو والعلى منه أسفلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> جميلة ٌ ما لها عديلُ
جميلة ٌ ما لها عديلُ
رقم القصيدة : 11633
-----------------------------------
جميلة ٌ ما لها عديلُ
مَلبسها الملبسُ الجليلُ
ألبستُها خرقة َ المعاني
إذْ علمتْ أنني الوكيلُ
مذْ صحبتْ حضرتي تحلَّتْ
فكلُّ أفعالها جميلُ
ونسبتي ما لها حدوث
أو نلبي ربي الكفيل
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تجهلُ
الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تجهلُ
رقم القصيدة : 11634
-----------------------------------
الحقُّ يعلمُ والحقائقُ تجهلُ
والحجبُ تُسدلُ والمهيمن يُهملُ
لو تُرفَع الأستار لا نهتك الذي
عظُمت مقالته فأصبح يهملُ
حجبَ العقولَ نزاهة ً لجلالهِ
حتى ترى نحو الطواغيتِ تسفل
طلباً لهُ لمَّا علتْ منْ أجلهِ
حارت محيرة فعادت تنزل
حكمتْ عليها بالزمانِ رياحهُ
لما تجلى الدهر كشفاً يرفل
شالَ الستورَ عنِ العيونِ هبوبها
مثلَ الجنوبِ إذا تهب وشمأل
ودبورُ تأتي خلفَهُ لتسوقه
لصبا القبول لكونها تستقبل
إذا انتفى عنهُ الوجودُ فلمْ يجدْ
جاءته نكباءُ وتلك المعدل
فدرى بها إنَّ الذي بإلههِ
منْ منزلِ النكباءِ أصبحَ يعدلُ
وهوَ الكفورُ لعلمهِ بظهورهِ
في كلِّ شيء وهو علمٌ مجملُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
رقم القصيدة : 11635
-----------------------------------
ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
وبينهما الأمرُ الإلهيُّ ينزلُ
علمتُ بأنَّ الحقَّ سورٌ وإنه
لما ضمنَ الكونينِ فيهِ مفصلُ
يدبرُ أمراً منْ سماءِ وأرضها
وآياتُها للعالمينَ يفصلُ
ويعرجُ ذاك الأمر للفصل طالباً
فيعدلُ فيهم ما يشاءُ ويفصل
ولوْ قامَ فيهم عدلهُ عشرَ ساعة ٍ
لأهلكهم سيفٌ من الله فَيصل
ولكنهُ روحُ التجاوزِ حاكمٌ
فيحكمُ فهمْ حكمَ منْ هوَ يغفلُ
فإهماله إمهاله عن مُصابه
ولوْ حققَ التفتيشَ عنهم لزلزلوا
وعلة هذا الأمرِ أنْ ليس فاعلٌ
سواه وأنَّ الحقَّ بالحقِّ يفعل
فما كانَ منْ حمدٍ فحقٌّ محققٌ
وما كان من ذمٍّ فحقٌّ معللُ
وما ثَم إلاَّ الحقُّ ما ثَم غيره
ولكنهم قالوا محقٌّ ومُبطِلُ
يقولُ رسولُ الله يا رب فاحكمن
بذلكمُ الحقِّ الذي كنتَ ترسلُ
وعلة هذا أنهم جحدوا الذي
أتتهُمْ بهِ أرسالُهُ وتعللوا
فزادهم وهماً وغماً وحسْرة ً
خلالَ الذي ظنوهُ ذاكَ التعللُ
فلوْ أنهمْ لمْ يكذبوهم وصدَّقوا
مقالتهم فيهم لكانوا به أولوا
نجاة ً فإنَّ الاعترافَ مقامُهُ
إلى جانب العفو الكريم يهرولُ
لقدْ حكمتْ في حالهم غفلاتهم
فلولا وجودُ العفوِ لمْ تكُ تهملُ
فيا رب عفواً فالرجاء محققٌّ
وهذا الذي ما زلتَ مني تسألُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الأصلُ قد يثبتُه فرعُه
الأصلُ قد يثبتُه فرعُه
رقم القصيدة : 11636
-----------------------------------
الأصلُ قد يثبتُه فرعُه
والفرعُ لا يثبته الأصلُ
الأصلُ لا أصل له فاعتبر
قدرَ الذي ليسَ لهُ أصلُ
الفرعُ قدْ يرجعُ في علمنا
أصلاً لا ينكرُه العقلُ
كعلمنا بالله من علمنا
بنا كما عيَّنه النقل
حتى يرى حَمدي له مطلقاً
ليس له جنسٌ ولا فصلُ
نادانيَ الحقُّ بقرآنه
يا فاعلاً ليس له فعل
فقلتُ لبيكَ كذا علمنا
فالأمرُ من بعدُ ومنْ قبلُ
لله مولانا ولكنْ بنا
دقيقة ٌ جاء بها الفضل
لكلِّ ذي كشفٍ وذي فطنة ٍ
خَصَّصها جوداً بها البذلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> واحدُ العينِ الذي نعرفُهُ
واحدُ العينِ الذي نعرفُهُ
رقم القصيدة : 11637
-----------------------------------
واحدُ العينِ الذي نعرفُهُ
وكثير الحكم ما نجهلُهْ
عدّدت أحكامه آثاره
وهوَ العلمُ الذي يقبلهُ
فإذا ما قلتُ هذا عملي
قالَ لا إني أنا أعملهُ
قلت أهلاً فلماذا قلتَ لي
أنت رهن بالذي تفعله
ثمَّ تنفي الفعلَ عني وأنا
في جهادٍ في الذي أبذله
ولقد أعلم قطعاً أنكم
أنت علاَّمٌ بما أجهله
الذي أجملهُ تجملهُ
والذي تجملُ ما أجمله
فإذا قبحتُ فعلاً لمْ أقلْ
أدباً إنكَ بي تعمَلهُ
وإذا أحسنتُ فعلاً فأنا
بكَ ربي أدباً أوصلهُ
وأنا الفاعلُ في هذا وذا
ظاهراً والكشف ما يقبله
أنا أسعى الدهر في تحصيل ما
عالم الأمر أرى يهمله
وأنا منْ عالمِ الخلقِ وقدْ
حزتهُ كشفاً وما أمهلهُ
فيراني في الذي أعلمه
إنه بي وبه أعجله
فإذا أخلصه لي قلت لا
إنما منه لنا مجمله
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فمنْ يكونُ بنا حقاً فنعلمهُ
فمنْ يكونُ بنا حقاً فنعلمهُ
رقم القصيدة : 11638
-----------------------------------
فمنْ يكونُ بنا حقاً فنعلمهُ
ومنْ يكونُ بهِ حقاً فمجهولُ
والنقلُ يأخذه بالعقلِ فهو به
فقد ترجَّح بالتفصيلِ معقول
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فما لنا علة ٌ في الحكمِ ثابتة ٌ
فما لنا علة ٌ في الحكمِ ثابتة ٌ
رقم القصيدة : 11639
-----------------------------------
فما لنا علة ٌ في الحكمِ ثابتة ٌ
إلا بنا وهو شرطٌ فيه تفصيل
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> النصرُ في الخلقِ إيمانٌ يقومُ بهم
النصرُ في الخلقِ إيمانٌ يقومُ بهم
رقم القصيدة : 11640
-----------------------------------
النصرُ في الخلقِ إيمانٌ يقومُ بهم
ولا أقولُ بمنْ ففيهِ تضليلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما يقبل القولَ إلا أنْ ترى نسباً
ما يقبل القولَ إلا أنْ ترى نسباً
رقم القصيدة : 11641
-----------------------------------
ما يقبل القولَ إلا أنْ ترى نسباً
تقولُ للخلقِ في أعيانها حولوا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وخذْ من الأمرِ ما يعطيكَ حاملهُ
وخذْ من الأمرِ ما يعطيكَ حاملهُ
رقم القصيدة : 11642
-----------------------------------
وخذْ من الأمرِ ما يعطيكَ حاملهُ
فإنهُ قابلٌ في الحسِّ مقبولُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من شأنهِ الفصلُ لمْ توصلُ حقيقتهُ
من شأنهِ الفصلُ لمْ توصلُ حقيقتهُ
رقم القصيدة : 11643
-----------------------------------
من شأنهِ الفصلُ لمْ توصلُ حقيقتهُ
فإنَّ عينَ الهوى بالوصل مملول
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ثم زاد وارد الشرح:هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل
ثم زاد وارد الشرح:هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل
رقم القصيدة : 11644
-----------------------------------
ثم زاد وارد الشرح:هذا الثبوت الذي ما فيه تعطيل
الروضُ منها إذا استنشقت مطلول
لذاكَ يخرجُ ما فيهِ على صورٍ
شتى تراها فتبديل وتحويل
لا تسكننَّ إلى صورٍ تشاهدُهُ
فيه فغايته في الحسِّ تبديل
واثبت على الجوهر الأصليّ تخط به
عِلماً أتاكَ به من صدقه القيل
اللهُ أعظمُ قدراً أنْ يحاط بهِ
علماً فما هوَ للبرهانِ مدلولُ
إنَّ استنادي إليهِ لا أكيفهُ
فكيف أعلمه والعلمُ تحصيل
وليسَ عندي منهُ ما أعينهُ
إلا افتقاري إليهِ فهوَ محصولُ
كما علمتُ غناه عنْ خليقتهِ
من اسمها عالماً أعطاه تنزيل
كفى يسرحُ ما عقلي يقيدُهُ
فبيت عقلك بالأفكار معقول
فصاحبُ الفكر بالأوهام في جهة
وصاحب الكشف بالتنزيل مقبول
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الظنونَ على الوجودِ محالُ
إنَّ الظنونَ على الوجودِ محالُ
رقم القصيدة : 11645
-----------------------------------
إنَّ الظنونَ على الوجودِ محالُ
أهل التفكر هكذا قد قالوا
والكشفُ يقضي أنها لحياتها
فيها لها عند الشهود مجالُ
شهدتْ بذلكمُ الجوارحُ عندنا
في النورِ إذْ جاءتْ بها الأرسالُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ
ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ
رقم القصيدة : 11646
-----------------------------------
ليلُ الجسومِ إذا ولتْ منازلهُ
فإنَّ فجرَ ضياءِ الصبحِ نازلهُ
لذا أتى بالضحى عقيبَ رحلته
ورقبت عند باقيه دلائله
وأضحكَ الروضُ أزهاراً وقدْ رقصتْ
من الغصونِ بأوراقِ غَلائِلهْ
وما تبسمَ إلا كيْ يفرحنا
فلاحَ يانعه إذ راحَ ذابلُهْ
إنَّ التقي الذي في الروض مسكنه
هو الصَّدوق الذي عُدَّت فضائله
كما الشقيُّ الذي في الأرضٍ مسكنهُ
هو الكذوبُ الذي تردى رذائلُهُ
وصاحبُ البرزخِ الأعرافُ منزله
زمتْ لرحلتهِ عنا رواحلهُ
اليسرُ شيمة ُ ذا والعسر شيمة ُ ذا
لولا عطاءُ الغني ما نيلَ نائله
منهُ تعالى وما كانتْ مقالة ٌ منْ
قد كان منطقه عيناً يقابله
كان التولي له من أصلِ نشأته
فمنْ تولى تولتهُ أباطِلُهُ
من نازعَ الحقَّ في شيء يكون له
فلن ينازعه إلا مقابله
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من اسم العزيزِ النصر إن كنت تعقلُ
من اسم العزيزِ النصر إن كنت تعقلُ
رقم القصيدة : 11647
-----------------------------------
من اسم العزيزِ النصر إن كنت تعقلُ
ومنْ بعدِهِ فتحٌ لهُ النفسُ تعملُ
فقوموا له واستغفروا الله إنه
رحيمٌ إذا الخطَّاءُ يأتي فيسأل
يختض بالنصرِ العزيزِ مؤيّد
ويختصُّ بالنصرِ المشاهدِ مفضلُ
تقسم قلبي في هواه وإنه
لداءٌ عظيم إن تحققتَ مُعضل
فروية ٌ علمي عنْ عينِ ناظري
وما رؤيتي الأخرى عنِ العلمِ تعدِلُ
فما تعطي أبصارٌ سوى شخصٍ ما رأتْ
ويعطيك عينُ القلبِ ما كنتَ تجهلُ
إلا أنه المنكور من حيثُ ناظري
كما أنهُ المعروفُ للعقلِ فاعقلوا
وقد جاء في الأخبار هذا الذي أنا
أقول به حُكماً لمَنْ كان يعقلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني موالى لمنْ أنا عبدهُ
ألا إنني موالى لمنْ أنا عبدهُ
رقم القصيدة : 11648
-----------------------------------
ألا إنني موالى لمنْ أنا عبدهُ
فأنصره عن أمرِه وأناضلُ
وإنَّ سِهامي لا تطيشُ وإنها
تصيبُ إذا التفتْ عليَّ القبائلُ
أقاتلهمْ بالسيفِ والحجة ِ التي
بها يدمغ القرن الكميِّ المنازل
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أنتم لكلِّ فضيلة ٍ أهلُ
أنتم لكلِّ فضيلة ٍ أهلُ
رقم القصيدة : 11649
-----------------------------------
أنتم لكلِّ فضيلة ٍ أهلُ
وأنا لكلِّ رذيلة ٍ أصلُ
فافعلْ وأفعلُ فالفروعُ بأصلها
فالكلُّ يفعلُ ما هوَ الأهلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إني لأجهل ذات من علمي بها
إني لأجهل ذات من علمي بها
رقم القصيدة : 11650
-----------------------------------
إني لأجهل ذات من علمي بها
عين الجهالة ِ فالعليم الجاهلُ
فإذا طلبتُ بحارَ معرفتي بها
جاءتْ بحارُ ما لهنَّ سواحلُ
ما يشغلُ الألبابَ إلا ذاتها
فلقلبنا في الذاتِ شغلٌ شاغلُ
ما نالها من نالها إلا بها
وبما لها فهيَ المنالُ النائلُ
ما قلتُ قولاً في الوجودِ محققاً
إلا وأنت هو المقول القائل
فانظر بعيني ما تراه فإنه
عيني على التحقيق وهو الحاصل
لا تفصلوا بيني وبين أحبتي
إن المحب هو الحبيبُ الفاصل
إني مررتُ بغادة ٍ في روضة ٍ
ترعى الخزامى لم يرعها حابل
تصطادُ لا تصطادُ فهيَ فريدة ٌ
في شأنها فصفاتُها تتقابلُ
لوْ أنها ظهرتْ بنعتِ مقامها
حازتْ أعاليها لذاك أسافلُ
العلمُ مني بالإلهَ فريضة ٌ
فأنا الفريضة والحبيبُ نوافلُ
وبذا أتى وحيُ الإلهِ لسمعنا
في نطقهِو الصدوقُ القائلُ
ما مرّ بي يومٌ أراه بناظري
يمضي بنا إلا ويأتي الآجلُ
ما قسمَ الدورَ الذي لا قسمة ً
في ذاتهِ إلا الحجابُ الحائلُ
فيقال ليلٌ قد أتاه نهاره
ليريلهُ وهوَ المزيلُ الزائلُ
فإذا ظهرتَ لمستوى نعتي لهُ
لمْ تبدُ أعلامٌ هناكَ فواصلُ
فالأمر بين تردّ وتحيرّ
وأبان سحبان
الفصاحة باقلُ
كلٌّ إلى علمِ الحقيقة آئل
فلمثلِ هذا يعملُ الشخصُ الذي
هو في الحقيقة بالشريعة عامل
وهوَ الذي فاقَ الوجودَ تظرفاً
وتصرفاً وهوَ الشخيصُ الكاملُ
صغرته في اللفظ تعظيماً له
وهو المكبر والغنيّ العائل
فهو المجيبُ إذا سألت جلاله
وإذا أجبت نداه فهو السائل
فالأمرُ بينَ ترددٍ وتحيرٍ
وتماثلٍ وتقابلٍ متداخل
سفرتُ عن الشمسِ المنيرة إذ علتْ
فوقَ العماءِ فحارَ فيها الداخلُ
لله نورٌ كالسراجِ يمدّه
وهنَ التقابلِ بالنزاهة ِ يأفلُ
مثلٌ أتاكَ ولمْ تكنْ تدري بهِ
والضاربُ الأمثال ليس يماثل
لا يقبلُ الإنسانُ علمَ وجودِه
إلا به فهو العليُّ السافل
ولمَّا درَّ في فضلِ معنٍ مدخلٌ
وأبانَ سبحانُ الفصاحة ِ باقلُ
نفسُ الثناءِ أسماؤه وهيَ التي
ظهرتْ بنا ولنا عليهِ دلائلُ
لوْ لمْ يكنْ ما كانَ ثمَّ بعكسهِ
قالتْ بما قلناهُ فيهِ أوائلُ
لولا منازلُنا لقلتُ معرِّفاً
لكِ يا منازلُ في الفؤادِ منازلُ
إن النجومَ إذا بدت أنوارها
هي في السماء لمن يسير مشاعل
يسري لنور ضيائها أهلُ السُّرى
أهلُ المعارجِ في العلومِ أفاضلُ
وضعت يدي للمهتدين وزينة
للناظرين فسوقة وأقاول
إني أحامي عنْ وجودِ حقيقتي
بحقيقة ٍ عنها اللسان يناضلُ
لا يعرفُ الحق المبين لأهله
إلا الإمام اليثربيّ العادل
لا تعذلوا منْ هامَ فيه محبة ً
قد أفلح الراضي وخابَ العاذلُ
والمحصناتُ المؤمناتُ أعفة ٌ
لا ترمهنّ فإنهنّ غوافل
يا مصغياً لنصيحتي لا تغفلنْ
وأعمل بها فالخاسر المتغافل
واحذر نداءَ الحقِّ يومَ ورودكم
عند السؤالِ بعلمهِ يا غافلُ
المنزلُ المعمورُ إن أخليته
عن ساكنيه هوَ المحلُّ الآهلُ
لا يعرف القدرَ الذي قد قلته
في نظمنا إلا اللبيبُ العاقلُ
القولُ قولُ الشرعِ لا تعدِل به
زُهر النُّهى عند الحقيقة ِ ذابلُ
تجري على حكم الوجودِ قيودُه
فهو المحبُّ المستهامُ الناحل
لا تأملْ إلا منْ ينفذُ حكمهُ
قدْ خابَ منْ غيرِ المهيمنِ يأملُ
منْ كانَ موصوفاً بكلِّ حقيقة ٍ
كونية ٍ هو للمعارفِ قابل
لا تنفرد بالعقلِ دون شريعة ٍ
روضِ النهى عند الشريعة ماحل
واعكفْ على علمِ الحقيقة ِ إنهُ
لا يقبلُ الإلقاء إلا عاقلٌ
فإذا تخلّى عنه ما هو عاقل
بيني وبينَ أحبتي سمرُ القنى
عندَ الحمى وتنائفٌ ومجاهلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
رقم القصيدة : 11651
-----------------------------------
ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل
ويقضي به الحقُّ المبين ويفصلُ
تصرفهُ الأهواءُ أني توجهتَ
فيقضي به ريحُ جنوبٍ وشمأل
تنبهَ قلبي عندَ ذاكَ عناية ً
من الله جاءته وقد كان يعقل
فواللهِ لولا أنَّ في الصدقِ ثلمة ً
لما كان قلبُ العبدِ يسهو ويغفل
وقلتُ لقلبي ما دعاكَ لما أرى
فلم أدر إلا أنها تتأوّل
بحثت عن أصل الأمرِ ما أصل كونه
فلاحَ لنا في ذلك البحثِ فيصل
فأعلم أنَّ الحكم للعلمِ تابعٌ
كما هو للمعلومِ والأمر يجهلُ
ولما رأيتُ الحقَّ فيما ذكرته
علمت بأن الأمر جبر مفصل
وأن إله الخلقِ بالخلقِ يفصلُ
وبالخلقِ أيضاً بالمكاره يعدل
فمنْ لامَ غيرَ النفسِ قدْ جارَ واعتدى
ومن لامها فهو الشهيد المعدّل
ولما رأيتُ الحق للخلقِ تابعا
تساوى لديَّ الخوفُ والأمنُ فاعلموا
على كشفِ هذا واعملوا بمنارهِ
فإن به تسمو الذواتُ وتكمل
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
رقم القصيدة : 11652
-----------------------------------
ما ثَم أشباهٌ ولا أمثال
الكلِّ في تحصيلهِ محالُ
حبي الذي نسبَ الوجودَ بعينه
للعقلِ في تعيينهِ إشكالُ
إنْ نزهتهُ عقولهم يرمي بهِ
تشبيهُ قولٍ كله إضلالُ
حتى يعمَّ وجودُه إقرارهُمْ
فلذاكَ قلتُ بأنهُ يحتالُ
فتقابلت أقواله عن نفسه
نصّاً وهذا كله إخلال
في العقل والإيمان ثبتُ عينه
متناقضاً ولذاك لا يغتال
فالمؤمنُ المعصومُ من تأويله
عند الإله فنعته الإجلال
أمّا المؤوّل فهو يعبد عقله
معَ وهمهِ والأمرُ لا ينقالُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
رقم القصيدة : 11653
-----------------------------------
نزلتُ على حصنٍ منيع مشيدِ
وقد حال عما أبتغي منه حائل
لقد جدت يوماً بالقرونة منعماً
على السيفِ والأرماح والقرب نائل
تراني إذا دارتْ رحى الحربِ ضاحكاً
وغيري إذا دارتْ رحى الحرب باسلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
رقم القصيدة : 11654
-----------------------------------
إذا كانَ كلُّ اسمٍ يسمى وينعتُ
بأسمائه الحسنى التي تتفاضلُ
فلا فضلَ في الأسماء إنْ كنت ذا حجى
وإنْ كان منها ذو علوٍّ وسافلُ
فما العال منها في الترقي برتق
وما سافلُ الأسماءِ في الحكمِ نازلُ
فمن فهم الأمر الذي قد ذكرته
فذاك إمام في الحكومة عادل
يسمى بقطبِ الدينِ فالعدلُ نعتهُ
وليس أخو علمٍ كمن هو جاهل
فإنْ ذمهُ ذو النقصِ فهيَ شهادة ٌ
بأنّ الذي قدْ ذمَّ في الفضلِ كاملُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
رقم القصيدة : 11655
-----------------------------------
عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ
وإنَّ قيامَ الفضلِ بالحرِّ أجملُ
فلو عاملَ الله العبادَ بعدله
لأهلكهم والله من ذاك أفضل
يجودُ ويثري بالجميلِ عليهمُ
وليسَ لهُ عماً اقتضى الجودُ معدلُ
تباركَ جلَّ اللَّهُ في ملكوته
كمالاً وإنَّ اللهَ في الملكِ أكملُ
فإنَّ الذي في الملكِ صورة ُ عينهِ
وفي ملكوتِ اللهِ جزؤ مفصلُ
وليسَ لهذا اللفظِ عندَ اصطلاحنا
مبالغة فانظر على ما أعوِّل
إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم
وحينئذٍ يجملْ بهِ ويفصلُ
إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم
لتفهمهمْ لا تلجئِ الشخصَ يسالُ
لو أنَّ الذي بالعجز يُعرف قدرُه
لكنت كريم الوقتِ يسدي ويفضل
وكانتَ لكَ العليا وكنتَ لكَ المدى
وأنتَ بها العالي وما ثمَّ أسفلُ
ومن أين جاءتْ ليت شعري ففرِّعوا
كلامي الذي قدْ قلتُ فيهِ وفصلوا
علمتُ الذي أودعتُه في مقالتي
وجملة ُ أمري أنني لستُ أجهلُ
لأني بهِ قلتُ الذي جئتكم بهِ
ومن كان قول الحق قل كيف يجهل
أنا كلماتُ الله فالقولُ قولنا
لأني مجموعٌ وغيري مفصلُ
كعيسى الذي يحيي وينشءُ طائراً
فيحيى بإذنِ الله والحقُّ فيصل
فمنْ كانَ مثلي فليقلْ مثلَ قولنا
وإلا فإنَّ الصمتَ بالعبدِ أجملُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> عجبتُ منْ ستورٍ
عجبتُ منْ ستورٍ
رقم القصيدة : 11656
-----------------------------------
عجبتُ منْ ستورٍ
ترخى وتسدَلُ
فس سَدلها نعيم
يعطيهِ مفضلُ
إن قلتَ يا فلان
رخم وقل فل
قد جاءنا كتابٌ
للحقِّ فيصلُ
لباسُه حروفٌ
فيهنَّ يرفلُ
يقولُ فيهِ قولاً
عليه عوِّلوا
إنَّ الكلامَ سهلٌ
والصمتَ أسهلُ
عليه فليعوِّل
فهو المعوَّل
ففي الكلامِ ما لا
يدرى ويجهل
والصمتُ ليسَ فيهِ
هذا مفصلُ
إنَّ الكلامَ فيهِ
أعلى وأنزَلُ
والصمتُ ليس فيهِ
ذا الحكمُ فاعدلوا
فكلُّه نجاة ٌ
وعنهُ نسألُ
كما يقول أيضاً
ما فيهِ فيصلُ
إنَ الكلامَ منا
وحيٌ منزلُ
فكلُّه عليّ
ما فيهِ أنزِلُ
وكلهُ صحيحٌ
لكن يعلل
فمنه ما يُردُّ
شَرْعاً ويُقبل
يقضي بهِ جنوبٌ
فينا وشمأل
للشرعِ منهُ فينا
تاجٌ مكللُ
قول عليه نُور
ما عنهُ معدلُ
وللعقولِ منه
ظلٌّ مظللُ
ضربُ المثالِ حقٌّ
يدريه أمثل
إنَّ الحكيمَ يسدى
بهِ ويفضلُ
فما جهلت منه
عن ذاك تَسأل
ما في الوجودِ شيءٌ
سُدى فيهمل
بل كلُه اعتبار
إنْ كنتَ تعقلُ
قدرْ نهى ً وفكراً
عليه يعمل
ستارة ُ الغيوبِ
قامتْ لتسألوا
منْ فوقها شخوصٌ
تعلُو وتسفلُ
فما تراهُ منها
يأتي ويُقبل
ويبدو في عيانٍ
وقتاً ويأفل
الفعلُ ليسَ منها
والأمر مُشكل
وإنَّ ما تراه
نطقٌ مُخيَّل
ولا تقل خيال
ما ذاكَ يجملُ
ما لعبة ٌ تراها
إلا تؤوَّل
لحكمة ٍ يراها
مَنْ كانَ منْ علُ
وكلنا خيال
وهوَ المخيلُ
والعالمونَ منا
عليه عوّلوا
فأ>ملوا كلامي
فيه وفصِّلوا
أقوالنا نصوصٌ
فلا تؤولوا
فما أرى سواه
للأمر يشمل
ما في الوجودِ إلا
أمر ينزل
في أرضٍ أو سماءٍ
إذ هنَّ منزلُ
فاعقل كلامَ ربي
إنْ كنتَ تعقلُ
فالقولُ قولُ ربي
فلا تقولوا
وما رملتَ عندي
إذْ أنتَ ترملُ
فإن أتيتَ تسعى
أنا أهرول
الحكمُ حكمُ دورٍ
ما فيهِ أولُ
إلا بحكمِ فرضٍ
فاللهُ أولُ
هذا من ابتداعي
هذا المنزلُ
فالخوضُ فيهِ أولى
بنا وأجملُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كان من ترجونه تحذرونه
إذا كان من ترجونه تحذرونه
رقم القصيدة : 11657
-----------------------------------
إذا كان من ترجونه تحذرونه
فكيفَ لكمْ بالأمنِ والخوفُ حاصلُ
وكيف لكم بالخوفِ والأمن مانعٌ
فقلْ لي ما المعمولُ فالعبدُ قابلُ
وإنَّ اعتدال الأمر ليس بواقع
ولا نافع فاعلم فما فيه طائل
فلا بدَّ من ترجيح أمر فإنه
هو الغرض المطلوبُ فالأصل مائل
فلولا وجودُ الميلِ لمْ تكُ عيننا
ولا ينكرُ العالمينَ إلا الأسافلُ
لقدْ قالَ لي شخصٌ أمينٌ بمكة َ
عن السيِّد المختارِ ما أنا قائل
سألتُ رسولَ اللهِ في الأمرِ قالَ لي
ألا إنَّ قولي ما يقول الأوائل
وقلتُ لكمْ عني خذوهُ فإنهُ
هو الحقُّ لا عنهم وهنَّ الفواضل
نفوسٌ كريماتٌ أتينَ بكلِّ ما
أتتكم به الأرسال والحقُّ فاصل
فمنْ شاءَ فيرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
فإني إلى الله المهيمنِ راحلُ
فقلت له: نامت جفونك إنها
لبشرى فقل ما شئتَ إنك فاضل
وبشرني أيضاً بأنَّ نصيبنا
من البيت رُكنُ قبلته الأفاضل
ولازمني حتى أتته بمكة
منيته فاغتمّ عالٍ وسافلُ
أتاني رسولٌ بالوراثة ِ فاضلٌ
بإشبيلة الغرّاء في العلمِ كامل
فقالَ لنا علمُ الحروفِ دليلنا
على أنك الندبُ الإمامُ الحُلاحل
فلستَ ترى في الرُّقم حرفاً مسطراً
تعين الا وهو للكلِّ شامل
وفي كلِّ حرفٍ اختصاصٌ مبينٌ
يراهُ على التعيينِ منْ هوَ عاملُ
بما في حروفِ الرقمِ واللفظِ عالمٌ
يذبُّ بهِ عنْ نفسهِ ويناضلُ
عن أمرٍ إلهيّ يكون مقدَّراً
بتقدير من ترجى لديه الوسائل
يحل به في كلِّ رحب ومارق
إذا هي حلَّت بالنفوسِ النوازل
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
رقم القصيدة : 11658
-----------------------------------
تجملُ لمنْ قالَ الرسولُ بأنهُ
يحبُّ الجمالَ الكلَّ فهوَ جميلُ
فذلكمُ اللهُ النزيهُ جمالُهُ
عنِ الغرضِ النفسيِّ فهوَ جليلُ
تعالى جمالُ الله عن كلِّ ناظرٍ
إليهِ فطرفُ المحدثاتِ كليلُ
فليس له من كلِّ وجهٍ مماثلٍ
وليسَ لهُ في المحدثاتِ عديلُ
سوى منْ بدا بالكافِ في قولهِ لنا
بترجمة ِ الشورى فليسَ يزولُ
لقد جهدت نفسي بأنك عينه
فتسرحُ في أرضِ الهوى وتجولُ
يطالبني الأنتَ الذي عينُ الأنا
وما لي سوى هذا عليه دليل
تجولُ براهينُ النهى في مجالِها
وأولُ شخصٍ جالَ فيهِ جليلُ
علمت بأنَّ الأمر بيني وبينه
وأنَّ الذي يدري بهِ لقليلُ
وإنْ كانَ لي وجهٌ يكونُ هويتي
به عينه جاء المُحال يقولُ
تثبتَ فليسَ الأمرُ فيهِ كما ترى
فعما قليلٌ ينقضي ويحول
فقلت له مهلاً عليَّ فإنني
علمتُ به والعارفون نزول
عليهِ من الأكوانِ في كلِّ جحفلٍ
له في مجرَّاتِ الشهود ذيول
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
رقم القصيدة : 11659
-----------------------------------
وقال أيضاً:إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
وما لعباد الله تأخذه النحلُ
فأين الذي قد قيل في الناس إنهم
لهمْ شرقٌ يعنو لهُ المجدُ والفضلُ
وما هوَ إلا بالعلومِ وعندهُمْ
من العلمِ ما قد قلته فاستوى الكل
فما لعبادِ اللهِ جورٌ محققٌ
ولكنه الإنسان شيمته العدلُ
فما ثمَّ إلا الميلُ ما ثمَّ غيرهُ
ولوْ لمْ يكنْ ميلٌ لما كونَ الأصلُ
فروعا له في كلِّ شرقٍ ومغربٍ
وزالَ الذي قدْ قيلَ فيهِ هوَ الظلُّ
فإن خصه الرحمن منه بصورة ٍ
إلهية في الكون قيل هي المثل
وإنْ كان مثلاً لا يكون مُماثلا
لهُ فلهُ المنعُ المحققُ والبذلُ
وتخدمه الأرواح للعلمِ سُجَّدا
وتأتي إليه من مهيمنه الرسل
وينجده التأييد معنى وصورة ً
إذا كان منعوتاً وتتضحُ السبل
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما أحسن العلمَ لمن يعمل
ما أحسن العلمَ لمن يعمل
رقم القصيدة : 11660
-----------------------------------
ما أحسن العلمَ لمن يعمل
وأقبحَ الجهلَ بمن يجهلُ
إنَّ الإلهَ الحقَّ في فعلهِ
قد يمهلُ العبدَ ولا يهمل
ويحرصُ العبدُ على فعل ما
ينفعهُ وقتاً وقدْ يكسلُ
لأنهُ ينصرُ في فعلهِ
ثم يرى في تركه يخذل
يا ليتَ شعري هلْ أرى منْ فتى ً
يبحثُ عمَّا فيهِ أو يسألُ
حتى يرى من نفسه ربه
سبحانه يفعلُ ما يفعل
ويبصر الأكوان هل هي هو
لمثلِ هذا إخوتي فاعلموا
لأنه المطلوب منكم فلا
سألتُ قوماً أهملوا أمرنا
فقالَ لي خاذلهمْ أمهلوا
لا يُنسَبُ الفعل لغيرِ الذي
قيلَ لكمْ فإنهُ أجملُ
كما أتى فيمن نسى آية
بأنه نسي ولا يعقل
إذا دنتْ للوقتِ ريحانة ٌ
يشمها الأمثلُ فالمثلُ
ولا يحصلُ الشخصُ على حكمهِ
فيه به علما وقد يحصل
مثلي فإني عالمٌ أمرَهُ
فيّ وفي غيري فلا أجهل
منْ صانه يجهلُ أسرارهُ
فلا تصونوهُ فما يجهلُ
الأمرُ مكشوفٌ لعينِ الذي
يعرفهُ لكنهُ يسدلُ
عليهِ سترَ الصورِ منْ غيرة ٍ
فلا تقلْ بأنَّهُ يبخلُ
حاشاهمُ منْ بخلٍ ينسبُ
إليهمُ فإنهم كمل
آثارُهمْ في الكونِ محجوبة ٌ
عنهم وهذا حدُّه الفيصل
ما بينهمْ وبينَ معبودِهمْ
يدري به الأعلم والأفضل
فهمْ كمنْ تظهرُ أفعالهُ
بخاصة ٍ منهُ ولا يعقلُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من سألَ اللهَ في أمورٍ
[list][*]