الفضلُ للسابقِ في كلِّ حالٍ
رقم القصيدة : 11588
-----------------------------------
الفضلُ للسابقِ في كلِّ حالٍ
بالفضلِ حازوا قصبَ السبقِ
وما لوسعِ الخلقِ أنْ يبلغوا
تسابقَ المخلوقِ والحقِّ
لما تجارت نحو أنفس
أقعدها في مقعدِ الصدقِ
فعمَّ كلَّ الخلق أفضالُه
ولم يعم الحق للخلقِ
أبدى لهم مشهدَه بارقاً
كلمحة ِ العينِ أو البرقِ
وعنده خرُّوا له سُجَّداً
لكن يحوزوا نظرة الصعق
منْ فازَ بالأسماءِ في خلقهِ
قد فاز بالذات وبالخلق
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا صادف الإنسان علماً من الحق
إذا صادف الإنسان علماً من الحق
رقم القصيدة : 11589
-----------------------------------
إذا صادف الإنسان علماً من الحق
فليسَ بعلمٍ عندهُ وهو في الذوقِ
لمنْ قالهُ بالكشفِ علمٌ محققٌ
بهِ يقعدُ الإنسانُ في مقعدِ الصدقِ
وما حازه إلا إمامٌ مجردٌ
نزيه عن الثوبِ المحيّر والريق
بهِ يشربُ الإنسانُ ماءَ حياتِهِ
بهِ تفتقُ الأسماعُ إنْ كنَّ في رتقِ
إذا طلعتْ شمسٌ من الغربِ صيرتْ
بمطلعها الغربَ المحققَ في شرقِ
كفاروقنا والمنتقى وخليفته
وقد عاد حكم الله فيه لذي السَّبق
فلوْ كانَ عنْ كشفٍ لما كانَ باكياً
ولو كان عن ظنٍّ لما قال بالعتق
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها
اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها
رقم القصيدة : 11590
-----------------------------------
اللهُ نورَ أفلاكاً بأنجمها
ليهتدى في ظلامِ الليلِ في الطرقِ
ونورَ الجوَّ بالبيضاءِ شارقة ً
ونورَ العقلَ بالتوحيدِ والخلقِ
ونورَ القلبَ أنواراً منوعة ً
لأنه وسعَ المذكورَ في العلقِ
ونورَ البدرَ بالبيضاءِ إنْ غربتْ
وجدَّ في سيرهِ بالنصِّ والعنقِ
كما ينوِّرُ آفاقاً يشاهدها
شرقاً وغرباً منَ الإشفاقِ بالشفقِ
ونورَ الجسمِ بالأرواحِ فانتشرتْ
عن أحمرَ ناصعٍ وأبيضَ يَقَقِ
وأظلمَ السرُّ بالهوا حيثُ ما وقعتْ
من الطباق التي أظهرنَ عن طبق
وأظلمَ العقلُ في أفكارِهِ نظراً
وأظلمَ النفسُ بالأطماعِ والعلقِ
وأظلمَ المعتدي من طبيعته
بالأكلش من جرضٍ والشربِ من شرقِ
وأظلمَ الولدُ المخلوقُ من نطفٍ
مكنونة ٍ بثلاثٍ جئنَ في نسقِ
فليس من نُورٍ إلا قد يقابله
ضدكما قابلَ الإشراقِ بالغسقِ
من أجل ذا ضل فإن في مقالته
باثنينِ وافترقوا في ذا على فرقِ
والكلُّ جاءَ إليهِ في تفكرِهِ
منَ الإلهِ أمورٌ فيهِ لمْ تطقِ
لذاكَ ما اختلفتْ فيهِ مقالتهمْ
ما بين قولٍ بتقييدٍ ومُنطَلَقِ
وكل من قال قولاً في عقيدتِه
فإنهُ جاعلُ التقليدَ في العتقِ
سَمعاً وعَقلاً فما ينفكُّ ذو نظرٍ
منَ التحيرِّ للتهييجِ والحرقش
لذا ترى كلَّ من قد كان ذا فِطَنٍ
وقتاً على عرقٍ مفضٍ إلى حرقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> التبُّ من صفة ِ اليدينِ لأنها
التبُّ من صفة ِ اليدينِ لأنها
رقم القصيدة : 11591
-----------------------------------
التبُّ من صفة ِ اليدينِ لأنها
جادتْ على الكفار بالإنفاقِ
وكلاهما عينُ الهلاك ونفسه
فالهلكُ في الأملاكِ والإرفاقِ
نفقتْ يميني وهوَ عينُ هلاكها
أينَ الهلاكُ من اسمهِ الخلاقِ
لولا وجودُ القبضِ ما انبسطتْ لنا
كفُّ الكريمِ بسيبِهِ الغَيداقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
رقم القصيدة : 11592
-----------------------------------
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
لذي النظر الفكريَّ ربُّ المشارقِ
ثلاثة ُ أسماءٍ بإحكامِ دورها
نموتُ ونحيى ما أنا بالمفارقِ
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ
بأحكامها فينا وفيكم مفارقي
فلولا الرحيمُ الربُّ ما كنتُ طامعاً
وإنْ كانَ فيهما حكمة ٌ بالتطابقِ
وبالواسعِ الرحمن وسعتُ خاطري
وقدْ كنتُ منها في عقودِ المضايقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
رقم القصيدة : 11593
-----------------------------------
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
وما سمعتْ أذناي فيها من الخلقِ
كلاماً يؤديني إلى حسنِ عينها
فعشقي لها بالاتفاقِ وبالوفقِ
مناسبة تخفى على كلِّ ناظر
ويعلمُها العلامُ بالرتقِ والفتقِ
أشاهد منها كلَّ سرٍّ محجبٍ
وما لي فيها غير ذلك من حَقِّ
وليس حجابي غير كوني فلو مضى
قعدت مع المحبوبِ في مقعد الصدق
وهذا محال أن يكون ذهابه
فما ثمَّ صفوٌ لا يخلطُ بالرفقِ
تجلّى لنا بالأفْقِ بدراً مكملاً
وإنَّ فؤادي لا يجنُّ إلى الأفقِ
وإنْ كان حقاً فالمجالي كثيرة
وشرعي نهاني عنه في حلبة ِ السبْقِ
لقد أوَّبَ الحقُّ العليمُ بلادنا
نفوسَ عبادٍ حظها الوهم إذْ يلقي
وسرَّحني في كلِّ وجه بوجهة
ولمْ يتقيدْ لي بغربِ ولا شرقِ
وفرقَ لي ما بينَ كوني وكونِهِ
وإنَّ وجودَ السعد في ذلك الفرق
تعالى فلم تَعْلم حقيقة ُ ذاتِه
سَغِلت فلم أجهل فحدِّي في نُطقي
ولمْ أدرِ أنَّ الحدَّ يشملُ كونِهِ
وكوني إذا كانتْ هويته خلقي
كما جاءَ في الوحيِ المقررِ صدقهُ
على ألسنِ الأرسالِ والقولُ للحقِّ
بهِ يسمعُ العبدُ المطيعُ بهِ يرى
بهِ يظهرُ الأفعالَ في الفتقِ والرتقِ
لو أنَّ الذي قد لاح منه يلوح لي
ولا شرع عندي ما جنحتُ إلى الفِسْقِ
وكنتُ بما قد لاح لي في بصيرة ٍ
فقيدني بالشرعِ كشفاً وما يبقي
خلافاً فإنَّ الأمرَ فيهِ لواحدٍ
ولا ينكرُ الحقَّ الذي جاءَ بالحقِّ
إلهي يحب الرفقَ في الأمر كله
كذلك أهلُ اللهِ يأتونَ بالرفقِ
لقد شاهدتْ عيني ثلاثَ أسرَّة
وفي ثالثٍ منها ازورارٌ من العرقِ
وأخرهُ عنْ صاحبهِ اعتراقُهُ
وكلٌّ لهُ شربُ رويٍّ منَ الحقِّ
موازينُ لا تخطيكَ فالوزنُ قائمٌ
ولا سيما في عالم الحبِّ والعشق
ظفرتُ بهِ حقاً جلياً مقدساً
ولا حقَّ إلا ما تضمنه حقي
نطقتُ به عنه فكان منطقي
وقد زاد في الإشكالِ ما بي من النطقِ
تقسم هذا الأمر بيني وبينه
فها هو في شِقٍّ وها أنا في شِقِّ
وصورة ُ هذا ما أقولُ لصاحبي
أنا عبد قنٍّ وهو لي مالك الرِّق
عبودية ٌ ذاتية ٌ لم أزل بها
وما لي عنها من فكاك ولا عتق
إذا رزق العبدُ التهي لنيلِ ما
يكون من الرزاق من خالصِ الرزق
وما رزق الإنسان أعلى من الذي
يحصِّلثه بالعينِ في لمحة ِ البرقِ
فذلكَ رزقُ الذاتِ ما هوَ غيرهُ
وآثاره فينا الذي كان في الوَدْق
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
رقم القصيدة : 11594
-----------------------------------
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
فلمْ أرَ مشهوداً سوى ألسنِ الخلقِ
قلقت فلما أنْ سمعتُ معلمي
تسمى بما للخلقِ عدتُ إلى الحقِّ
قريباً بما عندي من الحالِ بائناً
بعيداً بما عندي منَ العلمِ والخلقِ
قد أفلح من زكَّى حقيقة َ نفسِه
وقدْ خابَ من دساها في عالمِ الرتقِ
قدرتُ على كوني بعلمي بفاطري
ولولا وجودُ الرتقِ لمْ أحظَ بالفتقِ
قليل ترى من كانَ رَتقاً مُنضداً
يجوزُ بميدانِ النهى قصبَ السبقِ
قتيلٌ بسيفِ الوهم من كان ذا فكر
وأينَ شهودُ الصفوِ من مشهدِ الرنقِ
قصدتُ بصدقي أن أفوزَ بخالقي
فناداني المطلوبُ لأقربَ في الصدقِ
فنعتُ بما قدْ جاءَني في بداية ٍ
أيقنعُ بالتكليمِ منْ كانَ ذا عشقٍ
قبضتُ على ما قاله لأحجهُ
فيا ليت شعري هل يرى الحق في الحق
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ
لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ
رقم القصيدة : 11595
-----------------------------------
لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ
وإنما أمره مكارمُ الخلقِ
وليسَ عندكَ منها ما تكونُ بهِ
من أهملها ولهذا أنت في قلق
أنتَ الذي قالَ فيهِ الحقُّ يعلمكمْ
جريت سبعاً مع الأهواء في طلق
لأتبع غرضاً إنْ كنتَ تطلبنا
وكن مع أهل طريقِ الله في نسق
ولو نظرتُ بعيني لا بعينكمُ
لما رأيتكَ في خوفٍ ولا ملقِ
ماذا صفاتُ رجالي إنهم صبروا
على المكاره في نور وفي غسق
يا يوسفُ بنُ أبي إسحقَ كنْ رجلاً
ولا تكنْ عندنا من أخسرِ الفرقِ
فأنتَ ذو لؤم طبعٍ لستَ ذا كرمٍ
لوْ كنتَ ذا كرمٍ ما كنتَ ذا فرقِ
إنّ الكريمَ شجاعٌ في سجيتهِ
له من النعتِ طولُ لباعِ في العنق
أعيذه بالذي في النور من سور
معلومة ٍ مثلَ ربِّ الناسِ والفلقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> نظرت إلى الحق المستر بالخلق
نظرت إلى الحق المستر بالخلق
رقم القصيدة : 11596
-----------------------------------
نظرت إلى الحق المستر بالخلق
فقلتُ بتنزيهِ الخلائقِ والحقِّ
فلمْ أرَ تشبيهاً بخلقٍ محققاً
لأنَّ صفاتِ الخلقِ حقٌ بلا خلقِ
فما الأمرُ إلا واحدٌ لا موحدٌ
عن النظر العقليِّ والقولُ بالوفق
فلا تعدلوا عني فإني منبىء
انبئكم بالحال وقتاً وبالنطق
فما كانَ عن حالٍ فذوقٌ محققٌ
وما كانَ عنْ نطقِ سيسفرُ عنْ خلقِ
فقوموا إليه عندما تسمعونه
فذلك حظ النفسِ من مُطلق الرزق
ألمْ ترَ أنَّ الحقَّ بالذاتِ رزقنا
ونحنُ لهُ رزقٌ بفتقٍ على رتقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> معرفتي بالإله معرفتي
معرفتي بالإله معرفتي
رقم القصيدة : 11597
-----------------------------------
معرفتي بالإله معرفتي
بي فاطلبوا الأمرَ في حقائقِها
إنَّ رسولَ الإلهِ قالَ لنا
العلمُ بالنفسِ علمُ خالقِها
ما عرفوا قدر ما أتيتُ بهِ
من حكمة الله في طرائقها
لو علموا ذاك لم يقم حرجٌ
في نفسِ منْ يهتدي بطارقها
قلتُ لها الرقيبُ يعجلني
منْ أنتَ قالتْ نواة ُ فالقها
أولدني العلم بالوجود فما
تنفك ذاتي عن ذاتِ فاتقها
الرتقُ أصلٌ لها بهِ فلذا
لم يأتِ لفظٌ لنا براتقها
مثلُ الذي قدْ أتاكَ في رحمٍ
فإنها شجنة لرازقها
فبينها في وجودِنا نسبٌ
وبينهُ ثابتٌ لعاشقِها
لطيف هذا البخار صيرها
نافجة ً عرفتْ لناشقها
ما بين هاد لها يبين لها
طريقها نحوه وسائقها
تتيهُ عجباً وتنثني طرباً
وذلك التيه من عوائقها
تشرقُ شمسُ النهار إن طلعت
واحدة ُ العينِ من مفارقِها
لا بدِّ للإشتراكِ من حكمٍ
تأتي إليها لها بفارقها
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذا الغليل الذي عندي من القلقِ
هذا الغليل الذي عندي من القلقِ
رقم القصيدة : 11598
-----------------------------------
هذا الغليل الذي عندي من القلقِ
وما أبثُّ منَ الأشواقِ والحرقِ
لا تحسبوه لمخلوقٍ فإنَّ لنا
مجلى المهيمنِ في المخلوقِ والخلقِ
فما أرى أحداً إلا تقومُ بهِ
عينُ الحبيبِ وإني منه في نفقِ
وما أرى غيرَ أنواعٍ منوعة ٍ
إذا بدا طبقٌ أفنيتُ عنْ طبقِ
فكلُّ ما كانَ منهُ أو يكونُ لهُ
منَ المكارِهِ محمولٌ على الحدقِ
القلبُ يعرفه مني وتجهله
نفسي لما عندَها منْ كثرة ِ العلقِ
وذاكَ منهُ فإنَّ اللهَ قالَ لنا
بأنه خلقَ الإنسانَ من علق
منْ كانَ من علقٍ فليسَ ينكرُ ما
يكون من علق فيه على نَسَق
لي الثباتُ بأصلٍ لا يزايلني
وحكمه في الذي عندي من القلق
وما أرى لي من شيءٍ أبثُّ بهِ
إليهِ إلا الذي عندي منَ الملقِ
وقد قرأتُ على نفسي مخافة أن
تصيبني العينُ فيهِ سورة ُ الفلقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سبحان من هو نائبٌ في خاتمه
سبحان من هو نائبٌ في خاتمه
رقم القصيدة : 11599
-----------------------------------
سبحان من هو نائبٌ في خاتمه
عنهم وهم نوابه في خلقهْ
فالفِعل مشتركٌ بظاهرِ حكمِه
حساً وإيماناً بموجبِ حقهِ
فالحسُّ يشهد أنه من خلقه
والكشفُ يشهدُ أنهُ من حقهِ
وكلاهما عدلٌ وصدقُ مرتضى
فيما يقولُ بحالهِ وبنطقهِ
جاء الكتابُ به فأيد قولنا
وهو الدليل لنا عليه لصدقِهْ
الله يخلقنا ويخلقُ فعلنا
والأمر مستورٌ بما في حقه
الأمرُ بالتدبيرِ يجري حكمهُ
ويقولُ ذو الأوفاقِ ذاكَ بوفقهِ
الاتفاق بجهلنا بحصولِ ما
في علمهِ سبحانهُ في خلقهِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ لله بأسمائهِ
الحمدُ لله بأسمائهِ
رقم القصيدة : 11600
-----------------------------------
الحمدُ لله بأسمائهِ
الظاهرِ الباطنِ عنْ خلقهِ
في خلقهِ فكلهُمْ عينهُ
لذاك أجراه على وفقه
نحيى به أعضاء إنسانها
وهوَ لنا كالمسكِ في حقهِ
تشبيهه الرؤية لا عينه
كالشمسِ أو كالبدرِ في أفقهِ
من فهم الأمر الذي قلته
صير عين الغرب في شرقه
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ
العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ
رقم القصيدة : 11601
-----------------------------------
العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ
بصالحِ العملِ المرضيّ في خلقِ
والوهبُ في العلمِ أمرٌ لا يصحُّ لما
عندي له من الاستعداد والطرق
فإنْ تردْ صفة ٌ عليا مقدسة ٌ
مثل التبشش للورّادِ والملَقِ
ولستُ أقصد للوارد ما زعموا
غيرَ الأسامي التي تأتي على نسق
كمثل أسمائه الحسنى التي علمت
تخلقاً طبقاً منها على طبق
أعوذُ منها بها بقولِ عالمها
كما تُعوَّذ في ناس وفي فلق
ومن جهالة من تردى جهالته
ومن دخيلٍ أتى يبغيك في الغسق
إذا رأيتَ ولياً يستريحُ إلى
ذي لوعة دائم الأشواقِ والحرقِ
بادرْ إليهِ عسى تحظى برؤيتهِ
فإنّ تحصيلها في النص والعنق
فإنه من شهود الذات في دعة
وإنه من حجابِ العين في قلق
تجري بخاطره في كل آونة
معَ الملائكة ِ العالينَ في طلقِ
جرتْ على السنة ِ البيضاءِ سيرتهُ
وليس يقطعه قواطع العلق
وكل ما جاء مما لا يسرُّ به
منَ الإلهِ فمحمولٌ على الحدقِ
ولوْ يكونُ لهُ الإنسانُ في كبدٍ
والنفسُ في تلفٍ والحلقُ في شرقِ
فحاصل القولِ في الألوان إنْ كثُرت
في أسود حالك وأبيض يققِ
ولا تخادعُ إلهَ الخلقِ في أحدٍ
فإنَّ تقليده المعلوم في العنق
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ الذي أفضلا
الحمدُ للهِ الذي أفضلا
رقم القصيدة : 11602
-----------------------------------
الحمدُ للهِ الذي أفضلا
بما بهِ أنعمَ في خلقهِ
فالجودُ والأفضالُ منهُ على
عبادِه العاصين من خلقه
يعلمهُ العالمُ من أوجهِ
معرفة العارفِ من أفقه
وكلُّ من يهبط في علمه
بهِ يرى ذلكَ منْ حقهِ
وجامعُ الكلِّ حضيضٌ به
أدرجه الرحمن في حقِّه
فكلُّ ما يجري منْ أحكامِهِ
فإنها تجري على وفقه
قدْ جمعَ العالمَ في حشرهِ
ليسألَ الصادقُ عنْ صدقهِ
فإنْ أعادوهُ عليهِ فهمْ
ممنْ يرى الإشراقَ منْ شرقهِ
أو ادَّعوا فيه لأعيانهم
والمدعي يصدقُ في نطقهِ
وكلهم يصدقُ في حاله
وكلهم يأكل من رزقِه
ما حاز منهم أحدٌ كله
بلْ كلهم منه على شقِّه
الجنسُ في البدرِ وفي شمسهِ
ونجمهُ والفصلُ في برقهِ
ما يعرفُ الحقَّ سوى شارب
يراهُ في الصفوِ وفي رتقهِ
يعرفه العالم في حشرهم
يومَ وقوفِ الناسِ من رفقهِ
يتبدرُ الناسُ إلى حوضهِ
وبعضهم يرويه من ودْقه
هذي علومٌ إن تناولتها
كنتَ بها الواحدَ في خلقه
فقلْ لمنْ يخلقُ أنفاسهُ
الخلقُ قبلَ الخلقِ في خلقهِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> خلقُ السمواتِ والأرضَ التي
خلقُ السمواتِ والأرضَ التي
رقم القصيدة : 11603
-----------------------------------
خلقُ السمواتِ والأرضَ التي
منها أنا أكبر من خلقي
لمن درى أني منها أنا
كما أنا أيضاً من الخلقِ
بوجهي الخاص الذي لاح لي
وحزتهُ في قدمِ الصدقِ
حزتُ به بلْ كلُّ منْ نالهُ
وجودَ ذوقٍ قَصَبَ السبقِ
أشبه من أوجدني جوده
في النعت والأسماء والخلقِ
سبحان من يعلم أني به
في بيضة التكوين في حق
أشاهد الإنشاء فيّ كما
شاهده المذكور في النطق
لم يتغير صفو مشروبه
للأمد الأبعد بالرَّتْقِ
شاهد لحماً قبله أعظُما
تربطُ بالأعصابِ والعرقِ
وهوَ الذي مرَّ على قرية ٍ
معترفا بالملك والمرق
خاوية ليس بها عامر
قدْ غابَ بالرتقِ عنْ الفتقِ
شكراً لمنْ أنشأهُ بعدَما
أماتهُ بالقصدِ لا الوفقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قدْ يخلقُ المخلوقُ في الخالقِ
قدْ يخلقُ المخلوقُ في الخالقِ
رقم القصيدة : 11604
-----------------------------------
قدْ يخلقُ المخلوقُ في الخالقِ
ما يخلق الخالقُ في خلقهِ
وينسب الأمر إليه كما
ينسبه العبد إلى حقِّهِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
رقم القصيدة : 11605
-----------------------------------
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
فكنْ ناطقاً في كلِّ شيءٍ بحقهِ
ولا تأخذِ الأشياء من غير وجهها
فإنَّ وجودَ العدل في غيرِ خلقهِ
فكنْ بالإلهِ الحقِّ في كلِّ حالة ٍ
ولا تجر في الأشياء إلا بوفقه
وخذْ سرَّ هذا الأمرَ من عينِ غربهِ
وخذْ نورهُ للكشفِ منْ عينِ شرقهِ
فيا نائباً عن ربهِ في صلاتِهِ
إذا قام بين الآيتين من أفقه
ومَنْ حاز شيئاً من وجودِ إلهه
فما حازَه إلا بأفضلِ خلقه
أنا حقُّ أسماءِ الإله بأسرها
وهلْ تخزنُ الأعلافُ إلا بحقهِ
ألا إنني العبدُ الذي ليسَ يرتجى
خروجاً بعتقٍ من حقيقة رِقِّه
وإنْ كانَ عبدُ اللهُ حقاً بذاتهِ
فأني ممنْ لا أقولُ بعتقهِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ
بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ
رقم القصيدة : 11606
-----------------------------------
بنفسي الذي يلقى المحقَّ وما لقيَ
ولم يبق منه في الشهود وما بقى
لو أنَّ الذي عندي يكون بخلقه
من العلم بي لم يبقَ في الملك من بقى
لقدْ نظرتْ عيني إليهِ وإنهُ
ليلقى الذي قد قيل لي إنه لقى
ألا ليتَ شعري هلْ أرى اليومَ من فتى ً
صحيح الدعاوى بالصوابِ منطق
رحيم رؤوفٌ عاطفٌ متعطِّف
ولوعٍ بذكراهُ على الخلقِ مشفقِ
بلفظٍ تراهُ في الحقيقة ِ معجزاً
لزور الذي يأتي به الخصم مزهق
يناضلُ عنْ أصلِ الوجودِ بنفسهِ
يباري رياحَ الجودِ جوداً ويتقى
حذارا عليه أنْ يحوزَ مقامه
سواهُ بتأييدٍ وغيرة ِ مشفقِ
لقد جهل الأقوام قولي ومقصدي
ولمْ يدرِ ما قلناهُ غيرَ محققِ
عساه يرى في جوّه من فريسة ٍ
فليسَ يرى التقييدَ إلا بمطلقِ
لقدْ رامَ أمراً ليسَ في الكونِ عينهُ
بنقضٍ وتقريبٍ كسيرِ المحقق
ولما رأى أنْ لا وصول لما ابتغى
وأنَّ الذي قدْ رامَ غيرُ محققِ
أتى لفظ لا أحصى يجرُّ ذيوله
بقوة ِ قهارٍ بعجزٍ مصدقِ
لقدْ صارَ ذا علمٍ لما كانَ جاهلاً
به وهو نفي العلم فانظر وحقّق
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا تخلقتُ بالأسماءِ أجمعها
إذا تخلقتُ بالأسماءِ أجمعها
رقم القصيدة : 11607
-----------------------------------
إذا تخلقتُ بالأسماءِ أجمعها
أسماءِ ربي في خلقٍ وفي خلقِ
علمت أنَّ مع الأمر الذي هو لي
مني وإيّاه فيما كان من نَسَقِ
لقد أتيتُ على خوفٍ بلا وَجَلٍ
مني ومنهُ وعهدُ الأمرِ في عنقي
لعهده فجرينا نبتغي عِوضا
على التساوي مع الأسماء في طلق
إني تخلقتُ في أسماءِ صورتِه
بخلقِ من خلق الإنسان من علق
لولا يهيمني حتى يعجزني
فيما ادعيتُ فأمسي منهُ ذا ملقِ
إني لأشكو اليمَ الوجدِ والحرقِ
لذا تراني ذا شوقٍ وذا قلقِ
لا أبتغي حولاً عنهُ ولا عوضاً
فإنْ بدا طبقٌ رحلتُ عنْ طبقِ
دخلتُ منهُ إليهِ فيهِ عنْ نظرٍ
فوافق الكشفُ في صبحٍ وفي غَسقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ
الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ
رقم القصيدة : 11608
-----------------------------------
الحمدُ للهِ جلَّ الله منْ واقِ
الكلُّ يفنى ووجهُ الواحدِ الباقي
يقالُ عندَ فراقِ النفسِ من راقٍ
يا ليتَ شعري وهلْ في الكونِ من راقِ
الله يعلم هذا لا يكون ومن
يردُّ كأسَ المنايا أوْ هوَ الساقي
هو المنجي إذا ما الساق تبصرها
يومَ القيامِ لهُ تلتفُّ بالساقِ
إنَّ المكارمَ منْ خلقي ومنْ شيمي
فقد وسعت الورى جوداً بأخلاقي
لو أنَّ لي كلّ ما تحوي خزائنه
لما وفت بالذي عندي من أرزاق
إني فطرتُ على أخلاقِ خالقنا
والأمر ما بين مرزوقٍ ورزّاق
فالرزقُ يطلبنا ما نحنُ نطلبهُ
وذا دليلٌ على طيبٍ بأعراقِ
ما كنتُ أحسب أنَّ الأمر منه كذا
حتى علمتُ بذاتي أنني الواقي
فليسَ يحكمُ فينا غيرُ أنفسنا
عدلاً وجوراً فدائي عينُ درياقي
تدبير علمٍ بتفصيلٍ لنشأتنا
فكم نرى ذاك عن حكم بأوفاقِ
إني حننت إلى ذاتي لأبصرها
من أجل صورته حنينَ مشتاقِ
هبتْ عليَّ رياحُ القربِ منْ كثبٍ
شممتُ منْ عرفها أنفاسَ عشاقِ
أوحي إليَّ بها ما كنتُ أجهلهُ
بأنه نائب جوَّابُ آفاق
إني لعبدٌ ذليل بات يخضعُ لي
عندَ المناجاة ِ ذي وجدٍ وأسواقِ
فلا تراه لكوني فيه مفتخرا
بأنه ربُّ تيجانٍ وأطواق
لهُ علومٌ بذاتي ليسَ يعلمها
إلا الذي هو ذو شرب وأذواق
يرنو إليّ إذا الأعيان تجهلني
عينا بعينِ نهى عن غير أحداق
تراه يرحمُ من ناداه من كرمِ
من غير جبر ولا حكم لإشفاق
إنَّ الشفيقَ له حكمٌ يخالفه
حكمُ الرحيمِ لما فيه من إطلاق
فما يقيِّدُه نعتٌ ولا صفة ٌ
وليسَ يدخلُ في عقدٍ وميثاقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لتندمنَّ على ما كان من عملٍ
لتندمنَّ على ما كان من عملٍ
رقم القصيدة : 11609
-----------------------------------
لتندمنَّ على ما كان من عملٍ
تبغي به عوضاً من عند مخلوقِ
وتسخط الله فيه وهو رازقكم
وما لكم عوضٌ عنهُ بتحقيقِ
إن الذي يعبد الرحمن تبصره
كمصحفٍ ضائعٍ في بيتِ زِنديق
إنَّ الفتى منْ رأى الأفراسَ توصلهُ
بهِ فيمسحُ بالأعناقِ والسوقِ
حبالها عندما كانت أدلته
عليهِ لمْ يرها جاءتْ لتشقيقِ
وكيفَ جاءتْ لتشقيقٍ وإنَّ لها
تسبيحَ خالقها حقاً بتصديقِ
اللهُ كرمها جوداً وأهلها
لكلِّ صالحة ٍ تأهيلَ معشوقِ
لله نفسٌ براها الله من عرقِ
الأفراس في حلبة ِ الأفراسِ والنوق
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الذي خلقَ الإنسانَ منْ علقِ
إنَّ الذي خلقَ الإنسانَ منْ علقِ
رقم القصيدة : 11610
-----------------------------------
إنَّ الذي خلقَ الإنسانَ منْ علقِ
أبداهُ في طبقٍ في الحالِ عنْ طبقِ
لا يعرفُ الحقَّ إلا القائلون به
الخارجون عن التقريبِ بالملقِ
فما يقوم بهم مما يكون له
منَ المكارِهِ محمولٌ على الحدقِ
ما أوجد الله إنساناً من العلق
إلا ليعلمَ ما فيهِ من العلقِ
لذاكَ عشقهُ بكلِّ نازلة ٍ
والعشقُ لفظة ٌ اشتقتْ من العشقِ
ليس الحجاب الذي يعمي بصيرته
إلا الذي هو فيه من عمى الغسق
والعينُ منْ فالقِ الإصباحِ تبصرهُ
بما لديها من الأنوار للفلق
ما كلُّ مَن ذاق طعما نال لذته
منْ لمْ يذُقْ طعمَ حبِّ اللهِ لمْ يذقِ
إنَّ الذي هو في عمياءَ مُظلمة ٍ
منْ نفسهِ لا يزالُ الدهرُ في فرقِ
فإنْ بدا علمَ منهُ يدلُّ على
تعيينهِ زالَ عنهُ حاكمُ الفلقُ
فليسكنِ القلبَ في توحيد مشهدِه
ويذْهبِ العينَ عنهُ لاعجُ الحرقِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
رقم القصيدة : 11611
-----------------------------------
الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
وهوَ العليمُ بنا الفاتِقُ الراتقْ
قدْ ضمَّ شملي بهِ إذْ كنتُ في عدمٍ
لا علمَ عندي بمخلوقٍ ولا خالقْ
حتى إذا برزتْ بالكونِ أعيننا
علمت بالكونِ قطعاً أنه الخالق
وأنهُ واحدٌ لا شريكَ لهُ
إلا القبولُ فأنى فيهِ بالصادقْ
والله لو علموا ما قلته سجدوا
لكلِّ ذي نظرٍ في علمهِ فائقْ
سرابٌ مجلاه في إنسان ناظرهم
ماء يموِّجه أنواره غارق
سرابُ أحبابه على اختلافهمُ
في الحب فيه شرابٌ صفوهُ رائق
شِربٌ إذا نادموه في مجالسهم
بما تلاهُ عليهمْ كلهم ناطقْ
لا ينظرون إلى غير فيحجبهم
ويحذرون لديه فجأة الغاسق
وكلهم في جمالِ اللهِ حينَ بدا
للناظرين إليه الهائمُ العاشق
لو حققوا ما رأوه لم يروه سوى
لهمْ ولكنهمْ أعماهمُ الطارقْ
وكادهم فنفوا عنه نفوسهمُ
وهكذا جاءَهم في سورة ِ الطارقْ
إنَّ الذي فلق الإصباح قال لنا
بأنه للنوى والحبِّ بالفالق
أين الصباحُ وأين الحب فاعتبروا
فشمسُ إعلامه في شرقه شارق
إنَّ الصباحُ من أجلِ العينِ أبرزهُ
والحبُّ للروحِ فانظر حالة َ الفارقْ
فالحبُّ أشرفُ منْ عينِ الصباحِ فكنْ
بما أتيتَ به لفهمك الواثق
لذاكَ قدمهُ على الصباحِ فإنْ
تعدلْ بهِ فلقاً فلستَ بالصادقْ
إنَّ الصباحَ قديمٌ للنوى وكذا
للحبِّ وهو لهذا الهائم الرامق
روحٌ تولدَ عن حبٍّ تولدَ عنْ
نورٍ تولدَ عنْ عناية ِ الرازقْ
الله يخلفه والله يخلفه
لذا هوَ الدهرُ من أسمائِهِ الفائق
إنْ لم أكن سابقا في كلِّ ما نطقتْ
به التراجمُ كنت المقتفي اللاحق
إني لأقذفُ بالحقِّ المبينِ على
ما كانَ منْ باطلٍ ليمسي الزاهقْ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه
قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه
رقم القصيدة : 11612
-----------------------------------
قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه
العجز عن دَرك الإدراك إدراكُ
منْ دانَ بالحيرة ِ الغراءِ فهوَ فتى ً
لغاية ِ العلمِ بالرحمنِ دراكُ
وأيّ شخصٍ أبى إلا تحققه
فإنَّ غايته جحد وإشراك
فالعجز وعن دركِ التحقيق شمسُ حجى ً
جرتْ بها فوقَ جوِّ النسكِ أفلاكُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا صاحبَ البصر المحجوبِ ناظره
يا صاحبَ البصر المحجوبِ ناظره
رقم القصيدة : 11613
-----------------------------------
يا صاحبَ البصر المحجوبِ ناظره
غمضْ لتدركَ من لاشيءَ يدركهُ
واعلمْ بأنكَ إنْ أرسلته عبثاً
فإنهُ خلفَ سترِ الكونِ تتركهُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من كانَ وجهَ الحقِّ لا يهلكُ
من كانَ وجهَ الحقِّ لا يهلكُ
رقم القصيدة : 11614
-----------------------------------
من كانَ وجهَ الحقِّ لا يهلكُ
ويملك الكونَ ولا يملكْ
ويدركُ الشيءَ بلا آلة ٍ
حسية ٍ منهُ ولا يدركُ
من شهدَ الأمرَ يرى أنهُ
إذا تحققتْ بهِ المركُ
كمثلِ ما يشهدُهُ أنه،
إذا تحققتْ بهِ المدركُ
تفنى منَ العالمِ أسماؤه
وعينه العينُ التي تدرَك
فإنْ تشاقلتْ بهِ أو بنا
فإنهُ بكلِّ ذا أملكُ
تفصيلنا هذا يؤدي إلى
من وحدَ الأمرَ هو المشركُ
وأنهُ لولا أنا لمْ يكنْ
حكمٌ ولا ثَم أنا فاتركوا
وإنْ يكنْ ثمَّ فما ثمَّ لي
كناية فقل لهم شرّكوا
فإنه من لم يكن عنده
أسماؤهُ فإنهُ يؤفكُ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> من قال في الله بتوحيده
من قال في الله بتوحيده
رقم القصيدة : 11615
-----------------------------------
من قال في الله بتوحيده
قد قال ما قال به المشركُ
وإن يقل أكثر من واحد
فهوَ الذي بربهِ يشركُ
قدْ حار فيهِ أهلُ توحيدِهِ
ثمَّ معَ الحيرة ِ لا يتركُ
فاحفظ جميع القول فيه تكن
في ذاكَ منْ غيكمْ أدركُ
فإنه يقبل أقوالكم
في ذاتهِ إذْ كانَ لا يدركُ
وخلقه الأشياءَ ما بيننا
محققٌ يدري قيلَ هوَ المدركُ
وكلُّ شيءٍ نحنُ فيهِ بهِ
فذلك الشيءُ لنا مدرك
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا صاحبَ الأذن إنّ الأذن ناداكا
يا صاحبَ الأذن إنّ الأذن ناداكا
رقم القصيدة : 11616
-----------------------------------
يا صاحبَ الأذن إنّ الأذن ناداكا
دَع الخطاب إذا الرحمن ناجاكا
فإنْ وعيتَ الذي يلقيهِ منْ حكمٍ
عليكَ كانتْ لكَ الأسرارُ أفلاكا
وإنْ تصاممتَ عن إدراكِ ما نثرتْ
لديك كانت لك الأكوان أشراكا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فما أبالي إذا نفسي تساعدني
فما أبالي إذا نفسي تساعدني
رقم القصيدة : 11617
-----------------------------------
فما أبالي إذا نفسي تساعدني
على النجاة ِ بمنْ قدْ فازَ أو هلكا
فانظر إلى ملكك الأدنى إليك تجد
في كلِّ شخصٍ على أجزائه ملكا
وزنهُ بالعدلِ شرعاً كلَّ آونة ٍ
واسلك به خلفه من حيثُ ما سلكا
ولا تكن مارداً تسعى لمفسدة
في ملكِ ذاتكَ لكنْ فيهِ كنْ ملكا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ظهرتْ آياتُ وجودِك لكَ
ظهرتْ آياتُ وجودِك لكَ
رقم القصيدة : 11618
-----------------------------------
ظهرتْ آياتُ وجودِك لكَ
بفنائكَ لا بشهودكَ لكَ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> هذي أتتك بها رسُلُ الهدى سحراً
هذي أتتك بها رسُلُ الهدى سحراً
رقم القصيدة : 11619
-----------------------------------
هذي أتتك بها رسُلُ الهدى سحراً
فبالهدى أنت مهديٌّ وهاديكا
ربٌّ حباكَ بهِ حباً وتكرمة ً
فاصغِ إليه جزاءً إذ يناديكا
فأنتَ أكرمُ منْ نرجو عواطفهُ
ولا يغرنكَ ما تأتي أعاديكا
بهم إليك فهم أعداء ما جهلوا
واجعل له منزلَ التنزيلِ ناديكا
وقل له بالهدى يا منتهى أملي
إني وحقك ما أعصى مناديكا
محمداً خيرَ مبعوثٍ يقول إذا
يرمي لصاحبهِ إني أفاديكا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يا قرّة َ العين يا مدى أملي
يا قرّة َ العين يا مدى أملي
رقم القصيدة : 11620
-----------------------------------
يا قرّة َ العين يا مدى أملي
لا أوحشَ اللهُ من محياكا
أقولُ من بعدِ ذا لمجدكمُ
حياكَ ربُّ الورى وبياكا
فما يسرُّ الجميع من كلم
إلا إذا يسروا بمحياكا
أقولُ في النجمِ والظهيرِ لكمْ
أبقاك ربي لنا وأحياكا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> تراءيتَ لي في كلِّ شيءٍ فكنتهُ
تراءيتَ لي في كلِّ شيءٍ فكنتهُ
رقم القصيدة : 11621
-----------------------------------
تراءيتَ لي في كلِّ شيءٍ فكنتهُ
ولو لم تكن عيني لما كنت مدرِكا
فأينَ أنا والكلُّ مني أنتمُ
ولو كنته ما حرتُ العلمُ أنكا
إلهي فإن العبد عينُ حقيقتي
فنحنُ بنا عقلاً وفي كشفنا بكا
فإنْ قلتَ إني لستكمْ كنتَ صادقاً
وإنْ قلتَ إني أنتمُ فأنا لكا
لكَ الحكمُ فينا كيفَ شئتَ تأدباً
لسرٍّ بدا لي كانَ للأمرِ أملكا
أنا كلُّ شي إنْ تأملتَ صورتي
فإني إنسانٌ وإنْ كنتُ مالكا
تمثلَ جبريلُ لمريمَ صورة ً
من الإنسِ لمْ يأتِ بمثلِ ولا بكا
لنعلم أنّ الأمر عين الذي ترى
وقد صار ما عاينته فيه مهلكا
فإن شئت سلطاناً وإنْ شئتَ سوقة
وإنْ شئت ذا نُسُكٍ وإن شئتَ منسكا
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> يقولُ ليّ الحقُّ المبينُ فإنني
يقولُ ليّ الحقُّ المبينُ فإنني
رقم القصيدة : 11622
-----------------------------------
يقولُ ليّ الحقُّ المبينُ فإنني
أنا الردمُ فانظره تجدْه بمالكي
فإنْ كانَ ما قدْ قالهُ عينَ فهمنا
فلست أرى في العالمين بهالكِ
وإني أنا الوجهُ الذي قالَ إنهُ
يدومُ ويبقى في جميعِ المسالك
مبيناً جليَّاً ثابتاً غيرَ زائلٍ
وإنْ كنت شخصاً من جميعِ الممالك
أنا عرشه الأعلى وكرسيُّ علمه
لذلك يلقي نفسه في المهالكِ
بذا جاءَنا النصُّ الجليُّ مخبراً
بألسنة ِ الإرسالِ عندَ الممالكِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لا فرقَ بينَ نزولِ الوحي بالملكِ
لا فرقَ بينَ نزولِ الوحي بالملكِ
رقم القصيدة : 11623
-----------------------------------
لا فرقَ بينَ نزولِ الوحي بالملكِ
أو يلهم القلبَ إلهاماً من الملكِ
ليسَ المرادُ سوى علمٍ تحصلهُ
من غير منزلة ٍ من فلك أو فلك
ما الشانُ في المنزلِ الوهاب من كرمٍ
الشانُ في المنزلِ المنعوتِ بالحبك
فخذهُ علماً وتحقيقاً تسرَّ بهِ
من واهبِ العقلِ أو قلْ ضامنَ الدركِ
الكلُّ منْ عنده لا يمتري أحدٌ
فيما أفوهُ بهِ إنْ كانَ ذا نسكِ
واعلمْ بأنَّ وجودَ الأمرِ واحدُه
كما علمتَ بهِ في كلِّ مشتركِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كبرتُ بملكِ الملكِ إذ كانَ منْ ملكي
كبرتُ بملكِ الملكِ إذ كانَ منْ ملكي
رقم القصيدة : 11624
-----------------------------------
كبرتُ بملكِ الملكِ إذ كانَ منْ ملكي
أسخره من غير مينٍ ولا إفكِ
كتصريفهِ بالحالِ غبياً وشاهداً
وبالأمرِ حقاً لستُ من ذاك في شك
كياني كيانُ الحقِ إذ كنتُ ذا حجى
وفهمٍ داني ما برحتُ منَ الملكِ
كمالي في فقري ونقصي تملكي
فحالي ما بين التملكِ والملك
كلامٌ كمثلِ الروضِ عطرهُ الندى
وكاللؤلؤ المنثورِ نظم في سلك
كلامٌ لهُ التأثيرُ في كلِّ قابلٍ
فيضحك وقتاً للتلاحين أو يبكي
كما نمَّ أزهارُ الرياضُ حروفهُ
فتشكو من التالي لهُ وهوَ لا يشكي
كتابٌ حكيمٌ منْ حكيمٍ منزلٍ
أكونُ بهِ في الرحبِ وقتاً وفي ضنكِ
كساني نحولاً نثرهُ ونظامهُ
فجسمي مما نالني منهُ في السبكِ
كتبتُ إليه أشتكي ما يصيبني
كما كانَ يشكو الناسَ من صاحبِ النبكِ
________________________________________
العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> أحاطتْ بنا الأفكارُ من كلِّ جانبٍ